السودان.. تجدد القصف المدفعي بين الجيش والدعم في الخرطوم
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
تجدد القصف المدفعي، اليوم الخميس، في الخرطوم وبشكل متقطع، سُمع دويُّه في النواحي الشمالية والغربية من المدينة. وفي أم درمان غرب العاصمة، أطلق الجيش السوداني قذائف المدفعية الثقيلة من سلاح المهندسين باتجاه تمركزات الدعم السريع في منطقة أم درمان القديمة.
وفي السياق، دعت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية في السودان إلى "دعم منبر جدة للوصول إلى وقف الأعمال العدائية بين الجيش وقوات الدعم السريع وصولا إلى وقف دائم لإطلاق النار يشارك فيه المدنيون".
وطرحت التنسيقية التي يرأسها رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، ورقة للحل تضمن تأسيس تحول ديمقراطي مستدام وإنهاء الصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ودعت التنسيقية الميسرين الإقليميين والدوليين لعقد اجتماع تشاوري يضم أطراف الحرب والقوى السياسية لتصميم عملية تفضي لإقرار دستور انتقالي متوافق عليه وسلطة مدنية تأسيسية انتقالية ومؤسسات عسكرية خاضعة لها.
الى ذلك، أكد نبيل عبدالله المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني أن "القوات المسلحة تبذل كل جهدها لإنهاء تمرد قوات الدعم السريع وإعادة الأمن إلى الأراضي السودانية".
وقال عبد الله في رسالة صوتية إلى وكالة أنباء العالم العربي (AWP) اليوم الخميس "تعمل القوات المسلحة منذ بداية الحرب وتبذل كل جهدها من أجل إنهاء تمرد قوات الدعم السريع. مختلف العمليات العسكرية الجارية، سواء كانت ضربات جوية أو عمليات برية أو اشتباكات مختلفة، تصب في هذا الاتجاه".
وأضاف "ستستمر هذه الجهود حتى يتم القضاء على هذا التمرد وإعادة الأمن والأمان إلى كامل الأراضي السودانية".
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل نيسان بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في الجيش، في الوقت الذي كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.
وتسبب الصراع في مقتل أكثر من تسعة آلاف وتشريد أكثر من ستة ملايين داخل السودان وخارجه، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.
وقال المتحدث إن الضربات الجوية الأخيرة للجيش السوداني التي استهدفت قوات الدعم السريع في إقليم دارفور "تأتي في إطار هذه الجهود".
وتمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على مساحات كبيرة من العاصمة الخرطوم، وأجبرت الجيش على التراجع في دارفور وكردفان. وسيطرت قوات الدعم السريع منذ نهاية الشهر الماضي على معاقل رئيسية للجيش في نيالا وزالنجي والجنينة، وهم ثلاث من أصل خمس مدن رئيسية في ولايات إقليم دارفور.
وتواصل قوات الدعم السريع محاصرة الفاشر، آخر المدن المهمة التي لم تسيطر عليها بعد في إقليم دارفور. ويواصل الطرفان حشد قواتهما في محيط المدينة لخوض معركة محتملة بها.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الدعم السریع فی بین الجیش
إقرأ أيضاً:
أميركا تتهم الدعم السريع بالإبادة الجماعية وتعاقب حميدتي
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس الثلاثاء أن قوات الدعم السريع شبه العسكرية ترتكب إبادة جماعية في السودان، في وقت فرضت فيه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على قائدها الفريق محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي.
واعتبرت صحيفة واشنطن بوست هذا التطور تحولا مفاجئا وحادا في سياسة الولايات المتحدة، التي لطالما تعاملت مع طرفي الحرب، بما في ذلك الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، على أنهما مسؤولان بالقدر نفسه في ما يحدث هناك.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أم سودانية لتايمز: جنود الدعم السريع اعتدوا على ابنتي أثناء نومناlist 2 of 2معاريف: بوتين يتجاوز الهزيمة بسوريا ويتوجه نحو هدف مفاجئend of listونقلت عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن القول في بيان إن "قوات الدعم الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها قتلت بشكل منهجي رجالا وصبية -وحتى أطفالا رضعا- على أساس عرقي، واستهدفت عمدا النساء والفتيات من مجموعات عرقية بعينها بالاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي الوحشي".
وأضاف بلينكن أن "هذه المليشيات نفسها استهدفت المدنيين الفارين، وقتلت الأبرياء الهاربين من النزاع، ومنعت من تبقى من المدنيين من الوصول إلى المستلزمات الضرورية للحياة"، وخلص إلى أن "أفراد قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها ارتكبوا إبادة جماعية في السودان".
إبادة جماعية وجرائم أخرىوذكرت واشنطن بوست في تقريرها أن الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني أغرقت أجزاء من البلاد -التي يبلغ عدد سكانها 50 مليون نسمة- في مجاعة، وتسببت في أكبر أزمة لاجئين في العالم، واستقطبت مقاتلين من الدول المجاورة.
إعلانومع أن الصحيفة تقول إن عدد القتلى جراء المعارك غير معروف "لعدم وجود شبكة إنترنت أو هاتف في أجزاء كبيرة من البلاد"، إلا أنها تضيف أن مسؤولين أميركيين قدروا العام الماضي عددهم بحوالي 150 ألفا.
وتقول الصحيفة الأميركية إن وصف ما حدث بأنه إبادة جماعية وفرض العقوبات سيؤديان إلى تشويه سمعة حميدتي الدولية أكثر، "والتي تضررت بالفعل" جراء سيل التقارير التي تفيد بأن "قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها قد تورطت في نوبات محمومة من عمليات اغتصاب جماعي ونهب وتطهير عرقي وخطف واسترقاق وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وأشارت إلى أن قادة الدعم السريع درجوا على نشر مقاطع فيديو يتفاخرون فيها بما يعتبرونها "أعمالا بطولية"، أو يظهرون فيها وهم ينكلون بالقرويين.
ونسبت واشنطن بوست إلى عشرات الشهود القول إن المدنيين استُهدفوا بسبب انتماءاتهم العرقية، مشيرة إلى أن هناك تقرير تحدثت عن إطلاق النار على أطفال وهم على ظهور أمهاتهم أثناء فرارهم أو أُلقوا في النهر، كما تعرض الأسرى للتعذيب والقتل.
تحول ملحوظونقلت الصحيفة عن مجلس الأمن القومي الأميركي أن واشنطن لم يسبق لها، منذ انتهاء الحرب الباردة، أن أعلنت عن وقوع عمليات إبادة جماعية في منطقة من العالم سوى 6 مرات؛ في البوسنة عام 1993 ورواندا عام 1994 والعراق عام 1995 وإقليم دارفور السوداني عام 2004 والمناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في عامي 2016 و2017، وفي ميانمار عام 2022.
ويُعد إعلانَا أمس الثلاثاء -بحسب الصحيفة- أقوى الخطوات التي اتخذتها الحكومة الأميركية حتى الآن منذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان في أبريل/نيسان 2023.
وقد شكلت هجمات قوات الدعم السريع على الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، في الفترة من أبريل/نيسان إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2023 نقطة تحوّل في الصراع، وقالت الأمم المتحدة إن ما بين 10 و15 ألف شخص قُتلوا في المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو 540 ألف نسمة.
إعلانوأوردت الصحيفة في تقريرها، بقلم كاثرين هورلد المراسلة في نيروبي، أن قوات الدعم السريع والقوات المتحالفة معها نهبت منظمات الإغاثة في مرات عدة، مضيفة أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وحده نُهبت منه أغذية تزيد قيمتها عن 60 مليون دولار، وتعرضت 85 منظمة إغاثة أخرى للهجوم والنهب في وقت يتضور فيه الأطفال جوعا حتى الموت.
تداعيات سياسيةوأوضحت الصحيفة أن كل هذه الانتهاكات حدثت عندما كان حميدتي لا يزال يروّج لنفسه على أنه رجل دولة محتمل في المستقبل، وأنه "بطل الديمقراطية" ضد الجيش "المستبد"، وأنه حصن منيع ضد الإسلاميين في الجيش، ومدافع عن حقوق الإنسان.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان "جولة النصر التي زار خلالها حميدتي دولا أفريقية عقب اجتياح قواته مساحات شاسعة من السودان، حيث استقبله قادة دول من كينيا إلى جنوب أفريقيا إلى إثيوبيا، وجميعهم من أصحاب الثقل الدبلوماسي" في القارة.
واعتبرت خلود خير، مؤسسة مركز "كونفلوانس" الاستشاري الذي يركز على السودان، أن إعلان الإبادة الجماعية والعقوبات من شأنه أن يوتر تلك العلاقات.
أثر العقوباتولفتت واشنطن بوست إلى أن حميدتي يرعى عائلة كبيرة تقدر قيمة الثروات التي تملكها بمليارات الدولارات، وتشمل الذهب والأسلحة والعقارات والشركات القابضة، ولكن الصحيفة لا ترجح أن تؤدي العقوبات إلى مصادرة كل ثرواته.
وقالت الصحيفة إن مراسليها أجروا مقابلات مع عائلات اختطفت قوات الدعم السريع أفرادها واحتجزتهم للحصول على فدية، وشاهدوا مقاتليها وهم يبيعون مئات السيارات المنهوبة في الأسواق.
وأضافت أن قوات حميدتي لا تزال تسيطر على مناجم الذهب التي كانت تعمل في السابق بالشراكة مع مجموعة فاغنر الروسية قبل أن تسيطر عليها موسكو بالكامل.
واتهمت الولايات المتحدة يوم الاثنين الماضي روسيا بتغذية طرفي النزاع في السودان، وتقول واشنطن إن موسكو تقدر قيمة الذهب الذي تتلقاه من السودان ودول أخرى "لأنه يساعد روسيا على التهرب من العقوبات الدولية"، على حد تعبير التقرير.
إعلان