أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنه يتعين العمل سريعاً على وقف الحرب في غزة وتحويل الهدنة الإنسانية إلى هدنة شاملة ووقف كامل لإطلاق النار، وضمان استعادة الهدوء، ومساعدة الناس في غزة على استعادة الحد الأدنى من حياتهم الطبيعية، مضيفاً أن هذا لا يُمثل مسئولية تجاه الملايين في غزة فحسب، وإنما مسئولية مشتركة تجاه المستقبل، مستقبل السلام في المنطقة والاستقرار في هذا الجزء من العالم.

وقال جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة، إن كلمات أبو الغيط جاءت في إطار كلمة ألقاها أمس أمام مجلس الأمن خُصصت لمناقشة الوضع في غزة بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

وشدد أبو الغيط في كلمته على أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، في إطار آلية مستدامة وناجزة، يُمثل الفارق بين الحياة والموت لملايين السكان المكدسين في خيم الإيواء، ومدارس الأونروا في الجنوب، مؤكداً أن من المهم الحيلولة دون وقوع السيناريو المرفوض بموت الفلسطينيين جوعاً أو مرضاً بدلاً من موتهم قصفاً.

وأضاف أبو الغيط، أن من يسعى إلى معالجة مأساة غزة، ومنع تكرار الأحداث والأسباب الجذرية التي أدت إلى اشتعالها، عليه التفكير في كيفية تحقيق حل الدولتين بأسرع وقتٍ ممكن.. فغزة جزء من القضية الفلسطينية، ومعالجة مشكلتها لا تكون سوى بمعالجة القضية وتسويتها"

وأوضح أبو الغيط في كلمته أن ثمة قدراً هائلاً من الغضب والشعور بالخذلان لدى الشعوب العربية والإسلامية، خذلان النظام العالمي القائم على القواعد.. وخذلان من تحدثوا كثيراً عن القيم والمبادئ الأخلاقية ثم تغيرت مواقفهم بتغير الظروف، مناشداً كافة الدول اتخاذ مواقف تتأسس على الإنسانية والأخلاق، بغض النظر عن الدين أو العرق أو القومية، ورفض وإدانة قتل المدنيين على إطلاقه، وليس بصورة انتقائية أو مُجتزأة، ورفض الخروج على القانون الدولي وإدانة من ينتهكه أياً كان الطرف الذي يقوم بهذا الانتهاك.

اقرأ أيضاًمندوب الأردن بالجامعة العربية يدعو إلى تحرك عالمي في مواجهة الحرب الإسرائيلية على غزة

الجامعة العربية تدين تصريحات السياسي الهولندي خيرت فيلدرز

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية الأمين العام لجامعة الدول العربية الجامعة العربية القصف القضية الفلسطينية غزة فلسطين قصف قوات الاحتلال أبو الغیط فی غزة

إقرأ أيضاً:

سيناريو اليوم التالي للحرب

سيناريو اليوم التالي للحرب

لماذا تستمر إسرائيل في هذه الحرب المسعورة باستخدام سياسة «الأرض المحروقة»؟

ما سيحدث هو أن إسرائيل ستقوم بحربها المسعورة الحالية وبعدها هدوء لبضع سنوات قبل أن تعود الكَرَّة من جديد.

الحل الوحيد لهذا الصراع هو اعتراف إسرائيل والعالم بالشعب الفلسطيني وحقه في بناء دولة مستقلة ومنطقية وقابلة للحياة، وتركه يعيش مستقلاً دون احتلال.

لو كان لدى إسرائيل خيارات تتعلق بقطاع غزة لما تركته وغادرت في 2005 ومن ثم تضطر اليوم للعودة الى هذا المستنقع الذي يبتلع جنودها يومياً.

لا يملك نتنياهو ولا غيره في إسرائيل أي إجابة لسؤال اليوم التالي لهذه الحرب، وليس لدى إسرائيل أية خطة أو مشروع غير ذلك الذي قام به نتنياهو وفشل.

* * *

أغلب الظن أن إسرائيل لا تمتلك أية خطة أو إجابة على سؤال اليوم التالي للحرب على غزة ولذلك فإنها تستمر في هذه الحرب المسعورة باستخدام سياسة «الأرض المحروقة»، ولو كان لدى إسرائيل خيارات تتعلق بقطاع غزة لما تركته وغادرت في العام 2005 ومن ثم تضطر اليوم للعودة الى هذا المستنقع الذي يبتلع جنودها يومياً.

في العام 2005 انسحبت قوات الاحتلال من قطاع غزة بموجب خطة أحادية الجانب ودون أي اتفاق أو تنسيق مع الفلسطينيين، وبعيداً وبمعزل عن اتفاقات أوسلو التي كان من المفترض أن تكون أساساً لإقامة دولة فلسطينية وكان يفترض أن تكون أساساً لانسحاب إسرائيلي منظم يؤدي الى قيام هذه الدولة.

لكن هذا لم يحدث وإنما رأى أرييل شارون (رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك) أن ينسحب من القطاع دون أي تفاهم مع الفلسطينيين الذين لم يكن يعترف بوجودهم أصلاً ولا بحقوقهم.

الحقيقة أن خطة الانسحاب من غزة عام 2005 كانت جزءاً من خطة إسرائيلية أوسع وأكبر، إذ في العام 2004 اغتالت إسرائيل مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، ثم اغتالت بعد أقل من شهر الدكتور عبد العزيز الرنتيسي الذي كان أحد أدمغة الحركة ورموزها، واغتالت في ذلك العام أغلب، إن لم يكن كافة قادة حماس وصفها الأول.

وقبل نهاية ذلك العام اغتالت زعيم حركة فتح أيضاً ومؤسسها. وفيما كان رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، الذي قضى محاصراً في رام الله، وخلال حصاره كان شارون يقوم بتصفية قيادة حماس ويقوم بتغيير جذري على الأرض في الضفة الغربية وقطاع غزة.

كانت إسرائيل تعتقد في العام 2005 بأن حركة حماس تم القضاء عليها وعلى قدراتها، وأن اغتيال كل من قادة حماس وفتح مع فصل الضفة عن غزة سيؤدي الى تفتيت الفصائل الفلسطينية وتحويل الشعب الفلسطيني الى مجموعات بشرية هلامية تتحرك من أجل البحث عن لقمة العيش وتعيش في الأراضي التي يسيطر عليها الاحتلال، سواء الضفة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر أو قطاع غزة الذي يسيطر عليه الاحتلال بالحصار والتجويع والتجسس والتحكم فيه عن بُعد.

ما حدث يوم 7 أكتوبر 2023 هو أن المشروع الإسرائيلي انهار بشكل كامل، وتبين أن الحسابات الإسرائيلية كانت خاطئة، فلا حركة حماس تحولت الى حزب حاكم يغرق في إدارة شؤون قطاع غزة، ولا حتى السلطة الفلسطينية تحولت الى شرطي حراسة للاحتلال في الضفة الغربية.

والأهم من ذلك أنه لم يتم القضاء على حركة حماس ولا شل قدراتها، لا بل إن اغتيال قادتها التاريخيين ومؤسسيها زادها قوة وصلابة وجعل فيها جيلاً جديداً لم يكن متوقعاً ولا في الحسبان مثل يحيى السنوار الذي لم يكن قد بلغ الأربعين من العمر عندما تم اغتيال الشيخ أحمد ياسين، كما لم يكن أحد يعرفه في ذلك الحين، فضلاً عن أنه أمضى أغلب سنوات عمره داخل السجون وكان الجميع يعتقد بأن سنوات السجن سلبته فرصة أن يتعلم إدارة تنظيم بحجم حماس أو إدارة مكان فيه مليونا إنسان بحجم قطاع غزة.

اسرائيل قامت سابقاً بتجريف قطاع غزة واغتيال قيادة حماس بأكملها ثم انسحبت من القطاع على أمل إلهاء الفلسطينيين بالاقتتال الداخلي والانقسام السياسي وزرع الفتن فيما بينهم، ومن ثم الانشغال بحكم القطاع وإدارته مدنياً، وهذا المشروع كان خلال السنوات العشرين الماضية يبدو ناجحاً، واعتقد الجميع بأن الاحتلال حل مشكلته في غزة، ليتبين عكس ذلك تماماً.

واليوم تُعيد إسرائيل الكرة، ويُعيد نتنياهو ما قام به شارون من قبل. وربما ينجح الاحتلال في نهاية المطاف بتصفية بعض قادة حماس بعد حرب كبيرة ومكلفة جداً، لكن التجارب التاريخية تؤكد أن الشعب الفلسطيني لا يُمكن إخضاعه، حاله في ذلك حال أي شعب عاش تحت الاحتلال.

لا يملك نتنياهو ولا غيره في إسرائيل أي إجابة لسؤال اليوم التالي لهذه الحرب، كما لا يوجد لدى إسرائيل أية خطة أو مشروع غير ذلك الذي قام به نتنياهو وفشل، والحقيقة أن الحل الوحيد لهذا الصراع هو اعتراف إسرائيل والعالم بالشعب الفلسطيني وحقه في بناء دولة مستقلة ومنطقية وقابلة للحياة، وتركه يعيش مستقلاً دون احتلال، وبغير ذلك فإن ما سيحدث هو أن إسرائيل ستقوم بحربها المسعورة الحالية وبعدها هدوء لبضع سنوات قبل أن تعود الكَرَّة من جديد.

*محمد عايش كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

مقالات مشابهة

  • أبو الغيط: الشرق الأوسط يمر بمرحلة دقيقة والأردن يواجه تحديات خارجية ضخمة
  • وسط المعارك والأمراض.. أطفال يموتون جوعا في بلدة سودانية
  • توافق مصري أمريكي على إنهاء حرب غزة ورفض التصعيد
  • اللجنة الوزارية العربية الإسلامية تبحث وقف الكارثة الإنسانية في غزة
  • رشيد: العراق يدعم ترسيخ أمن واستقرار لبنان ورفض الاعتداء عليه
  • سيناريو اليوم التالي للحرب
  • أبو الغيط يدين الهجمات الإسرائيلية ضد لبنان ويحذر من التصعيد
  • أبو الغيط يدين الهجمات الاسرائيلية ضد لبنان ويحذر من التصعيد
  • قصة أرملة تقيم دعوى نفقة ضد والد زوجها وتتهمه بالاستيلاء على ثروة أطفالها
  • محاكمة اللاعب أحمد فتوح.. ما تأثير طلبات الدفاع ورفض التصالح على العقوبة المتوقعة؟