شعبان يوسف يروي تفاصيل اقتحام بهاء الطاهر والنخبة الثقافية وزارة الثقافة في 30 يونيو
تاريخ النشر: 11th, July 2023 GMT
قال الكاتب شعبان يوسف ومؤسس ورشة الزيتون الثقافية، إن ثورة 30 يونيو ليست معركة وعي فقط، وإنما كانت حياة أو موت، والوعى كان يتفتح بشكل يومي في مصر منذ الثلث الأخير من 2013.
أخبار متعلقة
سكان الزمالك كانوا يلقون علينا الشيكولاتة و«البونبوني».. الفنان أحمد عبدالعزيز يروى تفاصيل اعتصام المثقفين فى ٣٠ يونيو
الشاعر شعبان يوسف: المثقفون يفضلون القهوة.
شعبان يوسف يوضح سبب الهجوم على سلوى بكر بعد حوارها عن تحفيظ الأطفال القرآن
شعبان يوسف لـ قصواء الخلالي: المسرحيات القديمة تراث ومرجعية كبرى للكثيرين
شعبان يوسف: أغلب المسرحيات الجديدة لم تجذب المشاهد
تفاصيل اقتحام بهاء طاهر لوزارة الثقافة
وروى يوسف في الجلسة الافتتاحية من سلسلة الندوات التي افتتحتها وزيرة الثقافة نيفين الكيلاني، وينظمها المجلس الأعلى للثقافة احتفاءً بذكرى مرور 10 سنوات على ثورة 30 يونيو، والتى تستمر حتى 12 يوليو الجاري، تفاصيل اعتصام كبار المثقفين أمام وزارة الثقافة في 30 يونيو قائلًا «ذهب بهاء طاهر ومجدى أحمد على ونخبة كبيرة وعظيمة من كبار المثقفين بعد أن حطم الوزير الإخواني آنذاك كل شيء، إذ فجأة وجدنا أنفسنا في ميدان وزارة الثقافة، وبعدها انتشر على شريط الأخبار أن بهاء طاهر أقتحم وزارة الثقافة حتى سألنى شخصًا ما بتعجب عن حقيقة اقتحام طاهر للوزارة لأنه كان في الثمانينات من عمره متسائلًا في دهشة أستاذ بهاء طاهر فعلاً اقتحم؟
وأجاب يوسف أنه حدث ما حدث بالفعل واختلط الكبير بالصغير، ورجل الشارع بالنخبة وتفتت النخبة، وأصبح الكل سواء.
أفكار محمد عبده نتاج الثورة العرابية وظهور سيد درويش من تبعيات ثورة 1919
وأشار يوسف إلى أن الثورات يمكنها أن تحبط أو لا تكتمل ولكن يظل وعيها المتنوع باقيًا، ويكون لها نتائج تنويرية وأدبية.
وضرب مثلًا بأيام الثورة العرابية فهو يرى أن نتاجها كانت أفكار محمد عبده التنويرية وظهور عبدالله النديم ومحمود سامى البارودى
وثورة ١٩١٩ كان نتاجها حزب مصطفى كامل وظهور الجرائد، وكتب طه حسين في الشعر الجاهلى، وظهور سيد درويش، لافتًا أن الثورة نبهت بظهور التيارات المتطرفه في عام ١٩٨٧.
نجيب محفوظ نتاج مجموعة ثورات
وتابع :ثورثى ١٩٣٥ ،و ١٩٤٦ انتجت أشكال متنوعة من الوعى، وأرى أن نجيب محفوظ نفسه هو نتاج لمجموعة ثورات.
وزارة الثقافة هي نتاج ثورة يوليو
وختم حديثه بأن ثورة ٢٣ يوليو كانت أهم نتائجها هو تشكيل وتكوين المجلس الأعلى للثقافة ووزارة الثقافة نفسها لأنه من قبل لم تكن هناك وزارة للثقافة، «نفس الشئ يحدث مع ثورة ٣٠ يونيو فأشكال الوعى التي تطورت تحتاج لكثير من الدراسات» .
أشرف رضا لا بد من الاحتفال بثورة 30 يونيو كل عام وليس كل 10 أعوام
قال الدكتور أشرف رضا أستاذ الفنون الجميلة، ورئيس مؤسس أراك، إننا لابد أن نحتفل بثورة ٣٠ يونيو كل عام وليس كل ١٠ سنوات.
وأوضح أنه في ثورة ٣٠ يونيو نزل الشعب كله لتغير واقعهم وبناء مستقبل أفضل وكانت صورة حقيقية، مضيفًا أن الثورة لم تكن نهاية الرحلة ولكن كانت بداية المشوار لتعزيز الهوية المصرية،فمنذ تلك اللحظة بدأ الإنسان المصرى أن يتعلم ويتطور ،وبدأ يتشكل وعى كل ركن من الأركان السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتنامت الرغبة في انتشار ثقافة الحوار لأول مرة، إذ بدأنا نتشاور في كل المجالات، وحدث ازدهار في المشاركات المدنية، وقامت مبادرات شبابية كثيرة في البيئة والصحة والتعليم ،وازداد صوت المرأة، وتمكنت في تحقيق إنجازات كبيرة في مجالات كثيرة.
ولفت رضا إلى أن انتفاضة الوعى لم تكن مقصورة على مصر فقط بل أظهرت لجميع الدول المجاورة وغيرها أن هناك قوة حقيقية بإمكانها أن تغير الواقع.
ودعا في ختام كلمته إلى المشاركة الفعالة في بناء مستقبل مصر وتعزيز مجالات الثقافة والتعليم وحقوق الإنسان للعمل على تكوين بنية تحتية، وتعزيز تنمية مستدامة ،فدائمًا الوحدة والتعاون هما مفتاح للنجاح.
ثورة 30 يونيو شعبان يوسف اقتحام لمثقفين لوزارة الثقافة بهاء طاهرالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين ثورة 30 يونيو وزارة الثقافة ثورة 30 یونیو ٣٠ یونیو
إقرأ أيضاً:
الإبداع والابتكار… ليسا إلهامًا فقط!
#الإبداع و #الابتكار… ليسا إلهامًا فقط!
د. #علي_أحمد_الرحامنة
يمكن النظر إلى الإبداع بأنه، في جانب أساسي منه، نتاج لطريقة تفكير يدفعها الفضول، وهو في أحد أهمّ أشكاله يمثّل القدرة على توليد أفكار جديدة ذات قيمة، بينما كثيرا ما يتضمّن الابتكار تطبيقات عملية للأفكار المبدعة. ومن المتفق عليه أن الدوافع التي تحفّز حالات الإبداع والابتكار والتجديد غاية في التنوّع، من الرغبة في الإنجاز وتحدّي الأسئلة غير المجاب عنها، مرورا بحلّ المشكلات، ووصولا إلى حالات اكتشاف الجديد من رحم القديم. وكثيرا ما ترِد أمثلة “رؤية المألوف في غير المألوف، ورؤية غير المألوف في المألوف”، أو ما يُسمّى “السيناكتيكية” (وحدة وتآلف الأشتات) بكونها تعبّر عن خصوصية الفكر المبدِع والمبتكِر، فهو مختلف عن النمطية السائدة، وهذا ما يعطيه تفرّده، وندرته أيضا.
ومع أن المفهوم السائد للإبداع هو كونه نتاجا “لحالة” أشبه بالإلهام، وبأنه متّصل بفرد أكثر من كونه نتاج عمل جماعيّ، وفي هذا قدر من الصحة في العديد من الأحيان، إلاّ أن الإبداع والابتكار نتاج عمليات يمكن التدرّب على آليّاتها، وتطويرها، بمهارات تربوية-تعليمية، وبيئة أسرية واجتماعية حاضنة مشجّعة، وتوفير مساحات من الزمان والأدوات والمقدّرات المساندة، التي تستطيع توفير بيئة حاضنة لازدهار التفكير الإبداعي والابتكارات في شتى الميادين والمجالات. وقد أثبتت كثير من الحالات أن جمع عدد من التخصصات، في فرق إبداعية، يمكنها أن ترى الصورة الأكبر، وأن تصل بالفعل إلى حلول ما كان يمكن لفرد أن يصل إليها، دون أن يقلّل ذلك أبدا من دور الفرد المبدع.
ويمتدّ الإبداع ليتجلّى في مختلف مجالات الحياة، من الفنون والثقافة والأدب، مرورا بالعمليات الإنتاجية المختلفة، وصولا إلى جديد التطورات في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وثوراتها المدهشة. ومن هنا، لم تعد رعاية ممكِّنات الإبداع والابتكار ترفًا، بل أصبحت محورا من محاور النشاط “المعتاد” لدى العديد من المؤسسات الكبرى في العالم، كما فعلت “جوجل” مثلا، حين وفّرت 20% من الوقت لهذا المحور، وحقّقت نتائج مبهرة نتيجة لذلك، وتحمّلت في البداية موجات من التشكيك، وقبلت بالمغامرة، التي بدون نسبة معقولة منها، ما كان يمكن تحقيق الكثير من المنجزات، عبر تاريخ الإنسان الفرد، والجماعات الإنسانية.
وبهذا المعنى، وأمام التحولات الثورية العاصفة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وما يقدّمه الذكاء الاصطناعي من تطبيقات وأدوات معرفية، فإن الخوض في مأسسة العمل على تطوير الإبداع والابتكار، في أوساط الأطفال والشباب خاصة، يصبح مهمة من الطراز الأول، وهي مهمة راقية وشاقّة، وتتطلّب توفير الكفاءات والموارد والوقت والجهد، والمطلوب منهم تحمّل ذلك موجودون في مختلف الأوساط والمؤسسات ومواقع التأثير أو صنع القرار، في الجهات الرسمية والخاصة، ومن الأسرة، مرورا بالمدرسة والجامعة، ووصولا إلى كلّ المعنيّين، أفرادا وجماعات ومؤسسات.
ولعلّ في انتظار أن يقوم “الآخرون” بالعمل على الإبداع والابتكار، بدلا منّا وعنّا، ما يسيء إلى قدرات أبناء وطننا، وهم الذين أثبتوا في العديد من مناطق العالم، قدرات متميّزة، ومشهود لها بما قدموه من إبداعات وابتكارات.
وفي نهاية المطاف، وعلى مستوى ملموس ومباشر، من المفترض أن نكون نحن، وليس غيرنا، الأعرف بواقعنا، والتحدّيات التي نواجهها، واستتباعًا، الأقدر على العمل الواعي للوصول إلى الممكن من الحلول، فيما يتّصل بخصوصيات واقعنا، إلى جانب عملنا على السير مع الرّكب البشريّ الساعي إلى الإبداع في مختلف مستوياته ومجالاته. وقد تكون هذه الساحة واحدة من الساحات التي تتقرّر على خوضها غمارها بنجاح، بعض المعالم الهامة لمستقبلنا، خاصة وأننا نعيش في عالم التنافسية التي لا ترحم!