في وقت تستمر فيه درجات الحرارة العالمية في تسجيل مستويات قياسية، ترتفع حرارة النشاط الدبلوماسي حيث تتجه الأنظار نحو مدينة دبي في الإمارات العربية المتحدة التي تحتضن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في الفترة ما بين 30 تشرين الثاني و12 كانون الأول.

وعلى ما يبدو فأن الدول الصناعية الكبرى تحاول صرف الانظار عن مسؤولياتها وتحميلها للدول المنتجة للنفط في الدرجة الاساس، ويتهم عدد من المعنين في الشأن البيئي هذه الدول في التنصل عن مسؤولياتها ومقررات الممؤتمرات السابقة بتمويل الدول المتضررة.

أكد ذلك الخبير في الاستراتيجية والسياسة المائية، رمضان حمزة محمد، الذي يقول إنه بالنسبة للدول الصناعية الكبرى المسببة للتغير المناخي، على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند ودول أخرى كالمجموعة الأوروبية منها بريطانيا وألمانيا، تعتمد على الصناعات المسببة للتلوث البيئي وتتنصل في ذات الوقت من التمويل، حيث إن نسبًا كبيرة من التلوث تسببت فيها الاحتباس الحراري وتغير المناخ بسبب زيادة بصمة الكربون”.

ويقول محمد  في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” “إن هذه الدول ومنذ اتفاقيات باريس وحتى COP27 في شرم الشيخ اتفقوا أن يكون هناك صندوق للأضرار والخسائر وتمويله بمئة مليار دولار، لكن لم يتم تمويله إلا بحدود خمسة عشر مليار دولار وهو مبلغ قليل، وهم بذلك يتنصلون عن التزاماتهم في تمويل الدول المتضررة من هذا التغير”.

وأعرب عن أسفه أن “هذه الخطوة لم تتحقق حيث سيتم التأكيد عليها في كوب 28 المنعقد في دبي”، لافتًا إلى أن “هذه المشاكل بحاجة إلى حلول ذات تمويل كبير ومبالغ تُخصّص لمشاريع وأبحاث وحلول تكنولوجية لتقليل انبعاث هذه الغازات، خاصةً ثاني أكسيد الكربون، الذي حاليًا هناك عدة حلول لمعالجة انتشاره مثل خزنه في المحيطات أو عن طريق حقنه في باطن الأرض، فجميع هذه المعالجات بحاجة إلى مبالغ وأبحاث ودراسات وتطوير”.

وفيما يخص العراق، اكد محمد “عدم وجود انبعاثات عالية للغاز إلا في محافظة البصرة بحدود 1%، وهي نسبة لا تؤثر إلا موقعيًا في محافظة البصرة والمناطق القريبة منها”، مشددًا على ضرورة أن يكون للعراق نشاط في مؤتمر كوب 28 للحصول على تمويل للاقتصاد الأخضر وتعويض الخسائر التي لحقت بالعراق نتيجة هذه الدول. فلا بد من الإسراع بالحصول على تمويل من هذا الصندوق للبدء بحملات التشجير ومعالجة الغاز المصاحب لاستخراج النفط والتخلص من الإجراءات القديمة في استخراج النفط، باعتبار أن التقنية في العراق لا تزال قديمة، بالإضافة إلى إلزام الشركات التي تقوم بعمليات الاستخراج بضرورة الالتزام بالإجراءات البيئية كي لا تتسرب هذه الغازات في الفضاء أو عبر المياه الجوفية أو تنتشر بفعل الرياح إلى المناطق الأخرى”.

وتابع أن “هناك خطة أمريكية مخفية لزيادة الإنتاج النفطي في العراق من خلال اللجوء إلى الطاقة المتجددة لتقليل استخدام الوقود الأحفوري، لكن هذه الخطوة صعبة التنفيذ لأسباب عدة، منها ان العراق يبحث عن إيجاد طاقة بديلة كي لا يستهلك جميع ما لديه من ثروة نفطية”.

وختم بالقول إن “الدول الغربية تحاول من خلال مؤتمرات التغيير المناخي التحكم بالعالم من خلال أجندات سياسية لرسم خريطة فيها دول ذات اقتصاد ريعي نفطي ومنها العراق؛ فهذه الدول كالولايات المتحدة هي من تتحكم بأموال العراق النفطية وجعل الأمر مقتصرًا على انبعاثات وملوثات الكربون. كما أن COP28 الذي يُعقد في دبي يهيمن عليه الجانب السياسي والاقتصاد الدائري والاقتصاد الأخضر وحجز الكربون، وكلها هذه الاقتصادات تصب في مصالح الدول الكبرى”.

المصدر: وكالة تقدم الاخبارية

كلمات دلالية: هذه الدول

إقرأ أيضاً:

دول الغرب تتاجر بدمائكم

25 مارس، 2025

بغداد/المسلة:

وليد الطائي

واهم من يعتقد أن دول الغرب توفر الحماية إلى المستضعفين من سكان الشرق الأوسط وأهم من ينتظر الحماية من تلك الدول الغربية المتاجرة بدماء المساكين والأبرياء، الحقيقة المكشوفة أن العالم الغربي يحلل دماء الشعب الفلسطيني المظلوم ويدعم بشكل مفضوح الإبادة الجماعية للأطفال والنساء في غزة.

ونفسها هذه الدول المفضوحة تحتج وتحرم إعدام الدواعش في العراق، مفارقة عجيبة كل العالم الغربي وقف مع الكيان الصهيوني ووفر لهُ الدعم والاسناد وأغلب الدول الغربية التي دعمت جرائم الكيان الإسرائيلي، تتظاهر بالسلام والحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق الحيوان، بل تتباكى وتعترض بشدة عندما يقوم العراق بإعدام داعشي متورط بسفك دماء العراقيين، وتطعن بقرارات القضاء العراقي وتأجج كل وسائل إعلامها ضد العراق وقراراته الوطنية.

بينما العالم العربي والإسلامي منبطح ومنسدح خذل الشعب الفلسطيني المظلوم، والتزم الصمت وتلطخ بالعار، بل بعض الدول العربية فتحت اجواءها للطيران الغربي لشن هجمات صاروخية ضد الفلسطينيين وفي الوقت نفسه اعترضت هذه الدول صواريخ الشيعة المتوجهة إلى قلب تل أبيب، ويواصل العالم العربي والإسلامي الخنوع للكيان المجرم، دون أدنى خجل، إلا الشيعة وحدهم هم من ناصر وساند ودعم الشعب الفلسطيني وقدم الدماء الطاهرة والتضحيات الكبيرة من أجل أبناء غزة المنكوبين، وقدموا أهم قائد في العالم العربي والإسلامي وهو سماحة السيد الشهيد القائد حسن نصرالله سيد شهداء هذا العصر، هذه حقيقة تاريخية وعلى الشيعة أن يفتخروا بهذا الشرف الكبير، والحقيقة الشيعة لا يريدون أن يتلطخوا بالعار، ولا يتحملوا تدوين التاريخ ضدهم في السنوات القادمة، القضية قضية شرف وعز وشموخ على امتداد التاريخ الشيعة وحدهم متصدرين القضايا الوطنية ومهمة الدفاع عن الأمة بكل عناوينها، ولا أعني الشيعة في العراق وحدهم إنما شيعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وشيعة لبنان واليمن وحتى الشيعة في دول الخليج مشاركين في أصواتهم وأموالهم بدعم الشعب الفلسطيني المظلوم، هؤلاء الشيعة أوقفوا العالم الغربي المجرم على تك رجل كما يقول المثل العربي، والسؤال الأهم بعد افتضاح حقيقة دول الغرب هل هناك مسلم وعربي يثق بهذا الغرب المخادع.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • شروط أمريكية على سوريا مقابل رفع جزئي للعقوبات... هل يستطيع الرئيس السوري تلبيتها؟
  • الناس سيموتون بناءً على هذه القرارات..إدارة ترامب تخفّض تمويل أبحاث فيروس نقص المناعة البشرية
  • غرق أجزاء من مدينة الإسكندرية بسبب التغير المناخي في طلب إحاطة أمام النواب
  • الباحثة المعمارية سارة فؤاد: مدينة الإسكندرية معرضة للغرق بسبب التغير المناخي
  • الأردن تطوع أدوات الذكاء الاصطناعي لمواجهة التغير المناخي
  • دول الغرب تتاجر بدمائكم
  • العراق يأمل بالإسراع في استثمار حقلين لسد احتياجاته من الغاز
  • رئيسة برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز تحذر من "ارتفاع حاد" في الوفيات دون تمويل أمريكي
  • الحلفاء الأوروبيون قلقون بشأن أموالهم بعد تجميد تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية
  • وزير الاتصالات: التكنولوجيا الرقمية أداة محورية لمواجهة التحديات وعلى رأسها التغير المناخي