كيف يستطيع العراق استثمار “COP28” في معالجة اثار التغير المناخي؟
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
في وقت تستمر فيه درجات الحرارة العالمية في تسجيل مستويات قياسية، ترتفع حرارة النشاط الدبلوماسي حيث تتجه الأنظار نحو مدينة دبي في الإمارات العربية المتحدة التي تحتضن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في الفترة ما بين 30 تشرين الثاني و12 كانون الأول.
وعلى ما يبدو فأن الدول الصناعية الكبرى تحاول صرف الانظار عن مسؤولياتها وتحميلها للدول المنتجة للنفط في الدرجة الاساس، ويتهم عدد من المعنين في الشأن البيئي هذه الدول في التنصل عن مسؤولياتها ومقررات الممؤتمرات السابقة بتمويل الدول المتضررة.
أكد ذلك الخبير في الاستراتيجية والسياسة المائية، رمضان حمزة محمد، الذي يقول إنه بالنسبة للدول الصناعية الكبرى المسببة للتغير المناخي، على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند ودول أخرى كالمجموعة الأوروبية منها بريطانيا وألمانيا، تعتمد على الصناعات المسببة للتلوث البيئي وتتنصل في ذات الوقت من التمويل، حيث إن نسبًا كبيرة من التلوث تسببت فيها الاحتباس الحراري وتغير المناخ بسبب زيادة بصمة الكربون”.
ويقول محمد في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” “إن هذه الدول ومنذ اتفاقيات باريس وحتى COP27 في شرم الشيخ اتفقوا أن يكون هناك صندوق للأضرار والخسائر وتمويله بمئة مليار دولار، لكن لم يتم تمويله إلا بحدود خمسة عشر مليار دولار وهو مبلغ قليل، وهم بذلك يتنصلون عن التزاماتهم في تمويل الدول المتضررة من هذا التغير”.
وأعرب عن أسفه أن “هذه الخطوة لم تتحقق حيث سيتم التأكيد عليها في كوب 28 المنعقد في دبي”، لافتًا إلى أن “هذه المشاكل بحاجة إلى حلول ذات تمويل كبير ومبالغ تُخصّص لمشاريع وأبحاث وحلول تكنولوجية لتقليل انبعاث هذه الغازات، خاصةً ثاني أكسيد الكربون، الذي حاليًا هناك عدة حلول لمعالجة انتشاره مثل خزنه في المحيطات أو عن طريق حقنه في باطن الأرض، فجميع هذه المعالجات بحاجة إلى مبالغ وأبحاث ودراسات وتطوير”.
وفيما يخص العراق، اكد محمد “عدم وجود انبعاثات عالية للغاز إلا في محافظة البصرة بحدود 1%، وهي نسبة لا تؤثر إلا موقعيًا في محافظة البصرة والمناطق القريبة منها”، مشددًا على ضرورة أن يكون للعراق نشاط في مؤتمر كوب 28 للحصول على تمويل للاقتصاد الأخضر وتعويض الخسائر التي لحقت بالعراق نتيجة هذه الدول. فلا بد من الإسراع بالحصول على تمويل من هذا الصندوق للبدء بحملات التشجير ومعالجة الغاز المصاحب لاستخراج النفط والتخلص من الإجراءات القديمة في استخراج النفط، باعتبار أن التقنية في العراق لا تزال قديمة، بالإضافة إلى إلزام الشركات التي تقوم بعمليات الاستخراج بضرورة الالتزام بالإجراءات البيئية كي لا تتسرب هذه الغازات في الفضاء أو عبر المياه الجوفية أو تنتشر بفعل الرياح إلى المناطق الأخرى”.
وتابع أن “هناك خطة أمريكية مخفية لزيادة الإنتاج النفطي في العراق من خلال اللجوء إلى الطاقة المتجددة لتقليل استخدام الوقود الأحفوري، لكن هذه الخطوة صعبة التنفيذ لأسباب عدة، منها ان العراق يبحث عن إيجاد طاقة بديلة كي لا يستهلك جميع ما لديه من ثروة نفطية”.
وختم بالقول إن “الدول الغربية تحاول من خلال مؤتمرات التغيير المناخي التحكم بالعالم من خلال أجندات سياسية لرسم خريطة فيها دول ذات اقتصاد ريعي نفطي ومنها العراق؛ فهذه الدول كالولايات المتحدة هي من تتحكم بأموال العراق النفطية وجعل الأمر مقتصرًا على انبعاثات وملوثات الكربون. كما أن COP28 الذي يُعقد في دبي يهيمن عليه الجانب السياسي والاقتصاد الدائري والاقتصاد الأخضر وحجز الكربون، وكلها هذه الاقتصادات تصب في مصالح الدول الكبرى”.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
كلمات دلالية: هذه الدول
إقرأ أيضاً:
سفير أذربيجان لمركز الحوار: COP29 خطوة نوعية في العمل المناخي بدعم مصري
أكد السفير الدكتور الخان بولوخوف، سفير جمهورية أذربيجان بالقاهرة، أن مؤتمر الأطراف COP29 يمثل خطوة نوعية في مسار التمويل المناخي، مستفيدًا من الإنجازات التي تحققت خلال COP27 وCOP28، خاصة فيما يتعلق بصندوق الخسائر والأضرار والانتقال العادل نحو الطاقة المتجددة.
جاء ذلك خلال كلمة السفير في الندوة التي نظمها مركز الحوار بالتعاون مع سفارة جمهورية أذربيجان بالقاهرة، تحت عنوان مصر وأذربيجان: «من كوب 27 إلى كوب 29.. .مسار تكاملي»، حيث أشاد سفير أذربيجان في مستهل كلمته بأهمية عقد هذه الندوة التي تناقش وجها جديدا من أوجه التعاون المصري الأذربيجاني.
وأوضح السفير أن التوصل إلى اتفاق بشأن أسواق الكربون إنجاز حقق خلال مؤتمر المناخ بأذربيجان، إذ ستساعد هذه الاتفاقيات الدول على تنفيذ خططها المناخية بشكل أسرع وإحراز تقدم نحو خفض الانبعاثات العالمية، كما تم التوصل أيضًا إلى اتفاقيات مهمة تتعلق بتقارير الشفافية المتعلقة بالمناخ والتكيف. مشددًا على أهمية تأمين تعاون جميع الجهات الفاعلة لزيادة التمويل الموجه للدول النامية من المصادر العامة والخاصة، ليصل إلى 1.3 تريليون دولار سنويًا بحلول عام 2035.
وفي ختام كلمته نوه أن كل من «مصر وأذربيجان» تتحمل مسؤولية استضافة مؤتمرات عالمية كجزء من دورهما في تعزيز الحوار والتعاون الدولي. فمصر، التي استضافت المنتدي الحضري العالمي وغيره من الفعاليات الدولية الكبرى، تمتلك تاريخًا طويلًا في تنظيم الفعاليات التي تجمع بين الثقافات وتعزز التفاهم المشترك.
من جانبها، تلعب أذربيجان دورًا محوريًا كمركز للحوار بين الشرق والغرب، حيث ستستضيف باكو أيضا «المنتدي الحضري العالمي 2025».
كما أوضح السفير الدكتور مصطفي الشربيني "سفير ميثاق المناخ الأوروبي" الذي أكد على أن مخرجات كوب 29 في باكو هو استمرار لجهود ومخرجات كوب 27 خاصة الإنجاز التاريخي الذي حقق في كلا المؤتمريين.
من جانبه أشار اللواء أ.ح حمدي لبيب، رئيس مؤسسة الحوار للدراسات والبحوث الإنسانية، على خطورة التغيرات المناخية والتحديات التي تفرضها على العالم، مشيدًا بالنجاحات المتميزة التي حققها مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP29)، الذي انعقد في العاصمة الأذربيجانية باكو، واعتُبر محطة مهمة في مسار الجهود الدولية لمواجهة الأزمة المناخية. وجدير الذكر أن محمد ربيع الديهي مساعد مدير المركز لقطاع البحوث والدراسات الذى أدار اللقاء، وضح أن عقد هذه الندوة جاء في سياق اهتمام المركز بالقضايا الدولية، وبخاصة التعرف على جهود مصر وأذربيجان لمواجهة تلك التحديات.
وجدير الذكر أن الندوة شهدت حضور لافت من المهتمين بقضايا المناخ والدور المصري والأذري في مواجهه التغيرات المناخية من بينهم رئيس المجلس المصري للشباب الفلسطيني السفير محمد عريقات الذي تطرق إلى خطورة الحرب على قطاع غزة وتأثيرها على التغيرات المناخية، كما أوضح الأستاذ هاني الجمل الخبير الإعلامي إلى أهمية الاعلام لمواجهة التغيرات المناخية ونشر الوعي، في حين أشار الدكتور محمد عبد المنعم رئيس المنتدي العالمي لخبراء السياحة إلى دور السياحة في نشر المعرفة والوعي حول التغيرات المناخية من خلال الحفاظ على البيئة.
اقرأ أيضاًمركز الحوار: الاستحقاق الرئاسي في فنزويلا شهد العديد من ضمانات النزاهة والحياد والشفافية
مركز الحوار ينظم ندوة «أكتوبر معركة نصر» بمكتبة مصر العامة
خلال ندوة لـ مركز الحوار.. أستاذ علوم سياسية: الحرب في غزة ستنتهي خلال 10 أيام