بالتفاصيل.. إلغاء التأشيرة لهذه الفئة بين الجزائر والأردن
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
صدر، في العدد ما قبل الأخير للجريدة الرسمية، مرسوم رئاسي، يتضمن التصديق على الاتفاق بين الجزائر والأردن. والذي يتعلق بإلغاء التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والموقع بالجزائر بتاريخ 4 ديسمبر 2022.
وجاء في المرسوم الرئاسي الموقع من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، “يصدق على الاتفاق بين الجزائر والمملكة الأردنية الهاشمية حول إلغاء التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية”.
ويأتي القرار رغبة من البلدين في تسهيل تنقل مواطنيهما الحاملين لجوازات سفر ديبلوماسية بين إقليمهما في إطار احترام القوانين والأنظمة المعمول بهما في كلا البلدين.
تفاصيل الاتفاقوحسب المرسوم الرئاسي والاتفاق، فإنه يجوز لمواطني الطرفين الحاملين لجوازات سفر دبلوماسية سارية المفعول الدخول إلى أو المرور عبر أو الممغادرة أو البقاء في اقليم دولة الطرف الآخر دون شرط الحصول على التأشيرة لمدة لا تتجاوز 90 يوما خلال فترة 180 يوما. وإذا تجاوزت المدة يتعين على مواطني كلا البلدين اتخاذ الإجراءات الضرورية المتعلقة بالحصول على التأشيرة.
كما يجب أن تكون جوازات السفر الدبلوماسية لمواطني البلدين سارية المفعول لمدة 6 أشهر على الأقل عند دخولهم إلى إقليم دولة الطرف الآخر. ولا يجب على هذه الفئة ان يقوموا بأي أنشطة مدفوعة الأجر. تتطلب تصريح عمل أثناء بقائهم في إقليم دولة الطرف الآخر. والالتزام بالقوانين والأنظمة السارية عند دخولهم إلى الإقليم.
في حين، ينص المرسوم الرئاسي، انه يتعين على المواطنين المعنيين الدخول أو العبور أو الخروج عبر إقليم دولة الطرف الآخر من خلال نقاط عبور الحدود المخصصة لهذا الغرض من قبل سلطات الهجرة المختصة ودون أي قيود. وذلك باستثناء قيود الدخول المتعلقة بالأمن والهجرة والصحة، أو أي أحكام أخرى تطبق قانونيا على حاملي هذه الجوازات.
ولا يؤثر هذا الإتفاق على حق السلطات المختصة لكل من الطرفين في رفض دخول مواطني الطرف الآخر الحاملين لجوازات سفر ديبلوماسية إلى إقليم أحد الطرفين. أو تقصير مدة إقامتهم أو إنهائها. وذلك في حالة اعتبار المواطنين المعنيين غير مرغوب فيهم. أو يشكلون خطرا على الأمن الوطني أو النظام العام أو الصحة العامة. أو عندما يكون وجودهم في الأقليم المعني غير قانوني. وفي حالة تأثر مواطن الطرف الآخر بموجب أحكام هذه المادة. فيتوجب على الطرف المسؤول عن الإجراء آنف الذكر إخطار الطرف الآخر كتابة عبر القنوات الدبلوماسية دون تأخير.
وجاء في المرسوم نفسه، أنه يجوز لكل طرف تعليق العمل بهذا الاتفاق مؤقتا، بشكل جزئي أو كلي. لأسباب تتعلق بالأمن الوطني أو النظام العام أو الصحة العامة. أو إذا تبين سوء استخدام الحقوق المنصوص عليها في هذا الاتفاق. ويجب على الطرف الآخر الذي يرغب في تعليق العمل بهذا الاتفاق إخطار الطرف الآخر عن التعليق. مع بيان أسبابه كتابيا عبر القنوات الدبلوماسية قبل 7 ايام على الأقل من إنهاء هذا التعليق.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
الاستماع أو الإنصات ومنصة "تجاوب"
د. إبراهيم بن سالم السيابي
في عالمنا اليوم، نجد أن العديد من الأشخاص يغفلون عن أهمية الاستماع والإنصات الجيِّد، فقد يعتقد البعض أن مهارة الحوار والحديث هي الأساس في بناء العلاقات، ولكن الحقيقة أن الاستماع يشكل الجزء الأكبر من ذلك، فإنك عندما تُظهر اهتمامًا بكلام الآخرين، عندما تمنحهم الفرصة للتعبير بحرية، تشعرهم أنك تقدّرهم وتُعطيهم مكانتهم ليس في حياتك فحسب وربما في هذا العالم كله، وهذا ما يجعل الشخص الذي يمتلك هذه الصفة يشعر بنجاحه في تواصله مع الآخرين.
ولكن، الاستماع الجيِّد ليس مجرد شيء فطري أو سهل إذ لا يكفي أن تُظهر لباقة الحديث والقدرة على الحوار؛ بل لا بُد من أن يكون لديك أيضًا مهارة الانصات الواعي، هذا النوع من الاستماع يتطلب منك تركيزًا عميقًا واهتمامًا متواصلًا بكل كلمة يتفوه بها الشخص الآخر، ومن هنا يأتي الاستماع الجيد كعملية تتجاوز مجرد سماع الأصوات المحيطة بنا، ليصبح وسيلة معبّرة عن فتح القلب والعقل لفهم أفكار الآخرين ومشاعرهم.
وهناك شروط لا بُد من توافرها في الاستماع، فإنَّ أحد أهم عناصر الاستماع الفعّال هو القدرة على البقاء مركزًا أثناء الحديث، متجنبًا أي عامل قد يشتت انتباهك، فبعض الأحيان من جاء لتستمع إليه ربما ترك من في العالم أجمع وجاء إليك أنت دونهم لتستمع إليه، هنا عليك احترام المتحدث عن طريق عدم مقاطعته وتمنحه الفرصة ليُعبر عن نفسه بحرية، فإنِّه يشعر بالراحة والاطمئنان، وهو ما قد يُعزز العلاقة بينكما.
كما ينبغي عليك عند الاستماع في بعض الأحيان المشاركة الفعّالة أثناء المحادثة؛ فالاستماع ليس فقط الصمت أثناء حديث الآخر؛ بل هو التواصل عبر ردود بسيطة أو تعبيرات وجه تظهر اهتمامك بكل ما يُقال حتى ولو بالإيماءات البسيطة التي يمكن أن تساهم في جعل الشخص الآخر يشعر أنك تهتم لما يقوله، كما إن الصبر يعد من أهم سمات الاستماع الجيد؛ فليس هناك شيء يزعج المتحدث أكثر من الشعور بأن هناك استعجالًا لإنهاء الحديث، لذلك من الضروري أن تتحلى بالصبر وأن تعطي الشخص الآخر الوقت الكافي للتعبير عن ما يدور في خاطره.
والاستماع فن- وأي فن- فهو ليس مهارة محصورة في محيط العمل أو في الأوساط الاجتماعية فحسب، بل له دور بالغ الأهمية في الأسرة، فعلى سبيل المثال عندما يستمع الأب أو الأم إلى أبنائهم، يشعر الأطفال بقيمتهم، مما يعزز من قوة الروابط العاطفية داخل الأسرة، ويعتقد البعض خطأً أن الاستماع فقط لقضاء أو طلب حاجة أو مصلحة أو الاستماع مجرد وسيلة لحل المشكلات، ولكن هو في الحقيقة وسيلة لبناء بيئة صحية تفيض بالحب والثقة والاحترام، وفي الوقت نفسه، يُعتبر الاستماع أيضًا أساسيًا في علاقاتنا مع الأصدقاء والزملاء في العمل بين الموظف والمسؤول؛ حيث يُساعد في بناء الثقة بين الأفراد ففي اللحظة التي يشعر فيها الآخرون أنهم يُستمع إليهم بصدق، تصبح العلاقات أكثر قوة، بعيدًا عن الفتور أو السطحية.
أما في المجتمع والحياة العامة، فإنَّ الاستماع الجيد يلعب دورًا بارزًا أيضًا، فالحكومات التي تستمع إلى مشاكل واحتياجات مواطنيها، هي تلك التي تتمكن من اتخاذ قرارات أكثر حكمة، تُلبي حاجات الناس وتُحسن من حياتهم ورفاهيتهم، هذا النوع من الاستماع يُعزز من الثقة بين المواطنين وحكوماتهم، مما يساهم في بناء مجتمع متماسك وقوي.
وحريٌ بنا إبراز ما أعلنت عنه الحكومة خلال ملتقى "معًا نتقدم" أو من خلال ما تم من تدشين المنصة الالكترونية "تجاوب"، وهو ما يعكس حرص الحكومة على الاستماع للمواطن حتى يتمكن بنفسه من الاطلاع على السياسات والخطط والبرامج التي تهدف إلى تحقيق المصلحة العامة في كافة المجالات، ومتابعة وإبداء الرأي فيما تحقق من هذه الخطط والبرامج، وكذلك تقديم أي شكوى عن الموضوعات التي تخص المواطن في كافة المؤسسات الحكومية.
ختامًا.. إنَّ الاستماع ليس مجرد مهارة نمارسها أحيانًا، بل هو فن وأسلوب حياة يجب أن نتبناه وهو الأساس الذي نبني عليه تواصلنا مع من حولنا؛ سواء في الأسرة أو العلاقات الاجتماعية أو الحياة العامة. ومن خلال الاستماع الجيد، نتمكن من حل المشكلات، وبناء الثقة، وتعزيز التعاون بين الجميع. لذلك، يجب علينا أن نتعلم كيف نصبح مستمعين جيدين، لأن هذا يفتح لنا أبوابًا جديدة من الفهم والتفاعل الإيجابي مع الآخرين.
ورمضان كريم وكل عام وأنتم بخير.