ما هي الأمراض التي تعالج بالأشعة التداخلية؟.. دكتور أسامة حتة
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
مع تطور الطب في مصر في الفترة الأخيرة واتجاه الأطباء نحو الطرق الغير جراحية لعلاج العديد من الأمراض بدون تعريض المريض لخطر الجراحة. ظهرت تقنية جديدة تعرف بالأشعة التداخلية وهي إجراء طفيف التوغل يستخدم لعلاج العديد من الأمراض. فما هي الأمراض التي تعالج بالأشعة التداخلية؟ هذا ما سيوضحه لنا الدكتور أسامة حتة في السطور التالية.
تعتبر الأشعة التداخلية في مصر من أكثر التخصصات تقدما في علم الأشعة، هي إجراء طبي طفيف التوغل يتضمن استخدام الأطباء مجموعة من إجراءات التصوير مثل: الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية أو الموجات فوق الصوتية لتصوير داخل جسم الإنسان لتشخيص وعلاج العديد من الأمراض. يمكن استخدام الأشعة التداخلية بدلا من الجراحة لعلاج العديد من الحالات.
ما هو الفرق بين الأشعة التداخلية والتشخيصية؟في الأشعة التشخيصية، تستخدم الصور لتشخيص المرضى. ومع ذلك، في الأشعة التداخلية، يتم استخدام الصور لتوجيه الطبيب ليس فقط لتشخيص المريض ولكن أيضًا لتنفيذ تقنية علاج مبتكرة.
لماذا يلجأ الأطباء إلى استخدام الأشعة التداخلية؟يلجأ الأطباء في الوقت الحالي إلى استخدام الأشعة التداخلية نظراً لأنها تساعد على تقليل التكلفة وفترة التعافي بالإضافة إلى تقليل الألم وخطورة حدوث مضاعفات بعد العمليات الجراحية التقليدية. ولذلك أصبحت الأشعة التداخلية هي الطريقة الأساسية لعلاج العديد من الحالات.
لماذا تختار الأشعة التداخلية وليس الجراحة؟- توفر الأشعة التداخلية الوقت، حيث يتم إجراؤها خلال ساعة أو أكثر قليلاً.
- لا حاجة إلى دخول المستشفى أو للخضوع إلى تخدير كامل الجسم.
- أكثر أمانا وفعالية من الجراحة التقليدية.
- وقت التعافي أقل ويمكنك العودة إلى أنشطتهم اليومية سريعا.
- نظرًا لأن العلاج بالأشعة التداخلية موجه بالصور، فيمكن أن تكون دقيقة جدًا. وهذا يساعد الأطباء على منع أكبر قدر ممكن من الضرر للأنسجة والأعضاء والجلد المحيط.
أسعار عمليات الأشعة التداخليةتختلف أسعار عمليات الأشعة التداخلية تبعا لعدة عوامل:
- تكلفة التخدير.
- حالة المريض.
- كفاءة وخبرة الطبيب المعالج.
- تكلفة المستشفى التي سيجرى بها العملية.
- تكلفة الأدوات المستخدمة في إجراء العملية بالأشعة التداخلية.
- نوع العملية المراد إجراؤها.
- تجهيزات وحدة الأشعة التداخلية ومدى تعقيمها.
أفضل أطباء الأشعة التداخلية في مصرمن أفضل أطباء الأشعة التداخلية في مصر هو الدكتور أسامة حتة. لأنه من الجيل الأول وأحد رواد الأشعة التداخلية بأنواعها في مصر والشرق الأوسط، ولديه أكثر من 30 عامًا من الخبرة في جميع الإجراءات التداخلية والأوعية الدموية، التي تمكنه من تشخيص وعلاج العديد من الأمراض ومن أهمها تطبيق الأشعة التداخلية في علاج الأورام.
يمتلك الدكتور أسامة حتة العديد من قصص النجاح وذلك لخبرته مهاراته الفريدة. فهو يقدم أفضل خدمة لجميع المرضى طوال فترة العلاج دون حدوث أي مضاعفات.
إجراءات عمل الأشعة التداخليةتتضمن إجراءات عمل الأشعة التداخلية عادةً توجيه إبرة إلى داخل الجسم باستخدام الموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية والوصول إلى عضو معين (الكبد والكلى والمعدة) أو وعاء (شريان أو وريد)، ثم توجيه سلك وقسطرة عبر الإبرة إلى تلك المنطقة. باستخدام كاميرا الأشعة السينية، يمكن بعد ذلك توجيه السلك والقسطرة عبر الجسم لإجراء أي عملية مطلوبة.
يمكن تقسيم الأشعة التداخلية إلى أربع مجموعات فرعية رئيسية:
1 - تدخل الأوعية الدموية (الشرياني): يشمل الإجراء الشرايين في جميع أنحاء الجسم مثل: رأب الأوعية الدموية (توسيع الأوعية الدموية الضيقة بالبالون) أو الانصمام (سد الأوعية الدموية للأورام أو عندما ينزف شخص ما داخليًا).
2 - تدخل الأوعية الدموية (الوريدية): يشمل الإجراء الأوردة مثل: إدخال خطوط في الأوردة، أو إدخال مرشحات لمنع الجلطة من السفر حول الجسم (مرشحات IVC) أو استخدام أجهزة لامتصاص الجلطة من الأوردة المسدودة (استئصال الخثرة).
3 - التدخل غير الوعائي: يشمل الإجراءات التي لا تنطوي على الأوعية الدموية مثل: فتح الكلى أو الكبد، أو إدخال أنابيب التغذية في المعدة.
4 - علاج الأورام التداخلي: يتم إجراؤه لتشخيص أو علاج السرطان مثل: استئصال الورم (قتل الخلايا السرطانية عن طريق إدخال إبرة في الورم وتسخينه) أو حقن حبات مغلفة بالعلاج الكيميائي في الأورام لقتلها.
المرشحون للعلاج بالأشعة التداخليةقد يرشح لك الدكتور أسامة حتة العلاج بالأشعة التداخلية في الحالات الآتية:
- إذا كنت تعاني من ورم.
- إذا كنت تعاني من ضيق أو تمدد الأوعية الدموية.
- إذا كنت تعانى من تراكم السوائل في تلك الحالة يتم استخدام الأشعة لوضع أنابيب الصرف بأمان.
تركيب الدعامات باستخدام الأشعة التداخليةالدعامة هي عبارة عن أنبوب صغير من شبكة معدنية ذات غطاء قماشي غير منفذ. يعمل الغطاء على منع تسرب الدم أو الصفراء عبر الدعامة. تساعد الدعامة على استعادة تدفق الدم أو استعادة العضو المصاب بوظيفته الطبيعية.
في حالة تمدد الأوعية الدموية يمكن أن يساعد تركيب الدعامات باستخدام الأشعة التداخلية على علاج العضو المريض دون اللجوء إلى خطر الجراحة المفتوحة.
يمكن تركيب دعامات باستخدام الأشعة التداخلية في الحالات الآتية:
- تركيب دعامة الحالب.
- تركيب دعامة للشريان الكلوي.
- تركيب دعامة القنوات الصفراوية.
في جميع الحالات السابقة يقوم الدكتور أسامة حتة بالخطوات التالية:
- وضع المريض تحت تأثير التخدير الموضعي.
- إدخال القسطرة الطبية عن طريق شق جراحي في الفخذ.
- بمساعدة الموجات فوق الصوتية يمكن الوصول بدقة إلى مكان الانسداد في العضو المطلوب علاجه.
- باستخدام البالون يتم نفخ القنوات أو الشريان ثم يتم تركيب الدعامة.
مميزات تركيب الدعامات بالأشعة التداخلية- لا تحتاج إلى تخدير كلي، حيث تتم تحت التخدير الموضعي.
- أكثر أمانا عن العمليات الجراحية التقليدية.
- تستغرق العملية من 10 إلى 30 دقيقة على عكس العمليات الجراحية التقليدية التي تستغرق فترات طويلة.
- فترة التعافي قصيرة، حيث يمكنك. العودة إلى أنشطتك اليومية سريعا.
- لا تترك أي آثار أو ندبات لأنها تتم دون شق جراحي كبير.
علاج أورام الكبد بالأشعة التداخليةعلاج أورام الكبد بالأشعة التداخلية أصبح البديل الأكثر فعالية للحالات التي كانت تتطلب جراحة مفتوحة في السابق. تستخدم الأشعة التداخلية إجراءات طفيفة التوغل لعلاج السرطانات الموضعية. يعتبر الدكتور أسامة حتة رائد الأشعة التداخلية في مصر والوطن العربي.
يمكن علاج أورام الكبد بالأشعة التداخلية من خلال استخدام الأشعة السينية والأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي وغيرها من التقنيات الموجهة بالصور لوضع قسطرة داخل الجسم وعلاج المرضى بدون جراحة و بدون الحاجة إلى إجراء شقوق كبيرة أو الخضوع إلى التخدير العام.
تُستَخدم الأشعة التداخلية في علاج مجموعة من الأورام الخبيثة والحميدة أهمها أورام الكبد الخبيثة المنتشرة في مصر بسبب انتشار حالات الإصابة بفيروس سي والتليف الكبدي، وتستخدم في علاج بعض الأورام الثانوية في الكبد وأيضا في بعض الأورام الحميدة الأخرى في الجسم كالأورام الليفية بالرحم وبعض أورام العظام.
مميزات علاج أورام الكبد بالأشعة التداخلية- تقلل الأشعة التداخلية من التكلفة.
- فترة التعافي قصيرة.
- تقلل من خطورة حدوث المضاعفات التي يتعرض لها المرضى خلال الجراحة المفتوحة التقليدية.
- يمكن أن تتخلص من الورم تماما بدون جراحة.
علاج تضخم البروستاتا بالأشعة التداخليةتضخم البروستاتا من أكثر الأمراض شيوعا عند الرجال التى تزيد أعمارهم عن 50. ومع تضخم البروستاتا، فإنها تضغط على المثانة والإحليل، مما يعيق تدفق البول ويسبب عدم الراحة.
يرتبط تضخم غدة البروستاتا بأعراض المسالك البولية السفلية، مثل: تدفق البول بشكل متردد أو متقطع أو ضعيف والحاجة الملحة إلى إفراغ المثانة. وتشمل الأعراض الأخرى التسرب، والتقطر، والشعور بعدم إفراغ المثانة بعد التبول، وزيادة عدد مرات التبول، خاصة في الليل.
قد يعاني المرضى أيضًا من أعراض مرتبطة بالبكتيريا الموجودة في البول المتبقية في المثانة، مثل: التهابات المسالك البولية المتكررة وتطور حصوات المثانة.
يتضمن خطة علاج تضخم البروستاتا إجراء تغييرات على نمط حياتك، مثل: تقليل التوتر وتجنب شرب السوائل في المساء. لكن في حالة عدم نجاح هذا العلاج على تخفيف الأعراض يمكنك إجراء عملية طفيفة التوغل باستخدام الأشعة التداخلية.
يمكن علاج تضخم البروستاتا باستخدام الأشعة التداخلية مع الدكتور أسامة حتة. وفيها يقوم الدكتور بإدخال قسطرة طبية عن طريق شق جراحي في فخذ المريض، ثم يتم توجيهه إلى الأوعية الدموية التي تغذي البروستاتا. ثم يتم حقن حبيبات صغيرة في هذه الأوعية، مما يتسبب في انكماش غدة البروستاتا.
يعتبر علاج تضخم البروستاتا بالأشعة التداخلية مناسب جدا للمرضى كبار السن الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو أمراض قلبية ولا يمكنهم الخضوع إلى جراحة استئصال تقليدية نظرا لخطورة تعرضهم إلى التخدير الكلي.
علاج دوالي الخصية بالأشعة التداخليةدوالي الخصية هي مجموعة من الدوالي التي تحدث حول الخصية. يتم تشخيصها بشكل عام بين عمر 15-30 سنة. تحدث دوالي الخصية نتيجة القصور الوريدي في الوريد الخصوي الرئيسي (الوريد المنوي الداخلي).
أعراض دوالي الخصيةفي بعض الرجال قد لا تكون لدوالي الخصية أي أعراض، ومع ذلك هناك بعض الأعراض الأكثر شيوعا لدوالي الخصية:
- ألم في الخصية.
- العقم.
- ضمور الخصية.
- الإصابة بدوالي الساق.
يمكن علاج دوالي الخصية بالأشعة التداخلية وهي إجراء طفيف التوغل ولها نتائج مشابهة للجراحة التقليدية و تتطلب وقت تعافي أقل بكثير من الجراحة ولا تحتاج إلى التخدير.
أثناء علاج دوالي الخصية بالأشعة التداخلية يقوم الدكتور أسامة حتة بإدخال قسطرة طبية عن طريق شق جراحي في فخذ المريض. ثم بمساعدة الموجات فوق الصوتية تصل القسطرة إلى الأوردة الموجودة في الخصية. يتم بعد ذلك وضع ملفات معدنية صغيرة عبر القسطرة وصولاً إلى الأوردة. تمنع اللفائف تدفق الدم عبر الوريد المتضخم، مما يؤدي إلى انكماشه واختفائه في النهاية.
مميزات علاج دوالي الخصية بالأشعة التداخلية- التخدير موضعي وليس كلي.
- لا يوجد شق جراحي.
- في حالة كان المريض يعاني من دوالي الخصية في كلا الجانبين فيمكن علاجهما في نفس الوقت.
- فترة التعافي قصيرة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الموجات فوق الصوتیة العدید من الأمراض الأوعیة الدمویة یمکن علاج عن طریق
إقرأ أيضاً:
في الأردن.. الأشعة السينية تُنطق شظايا زجاجية بأسرار الحضارات القديمة
القطع الأثرية ليست مجرد بقايا من الماضي، بل هي شواهد حية تروي قصصا لم تُسرد بعد عن حياة الشعوب وصناعاتهم وشبكاتهم التجارية والاقتصادية، وهذا ما كشفت عنه الدراسة المنشورة بدورية "جورنال أوف أركيلوجيكال ساينس"، والتي تناولت شظايا زجاجية مُكتشفة في موقع خربة الذريح الأثري بالأردن.
وخربة الذريح موقع أثري يقع في محافظة الطفيلة جنوبي الأردن شمال مدينة البتراء بنحو 70 كم، وكان يقع على طريق التجارة "طريق الملوك" بين البتراء وبصرى، وعُثر في هذا الموقع على مجموعة كبيرة من الآثار التي تعود إلى الحضارات النبطية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، وكان من بين ما عثر عليه بعض الشظايا الزجاجية.
وخلال الدراسة التي أجريت بالتعاون بين باحثين من جامعة اليرموك الأردنية وباحثين من مؤسسات عدة في بريطانيا وفرنسا، تم توظيف تقنية "التحليل المجهري بالمسبار الإلكتروني المشتت للطول الموجي"، لتحليل 64 عينة زجاجية مختلفة الألوان والأشكال، ليصار إلى الكشف عن مجموعة من النتائج.
وكان أبرز تلك النتائج أن معظم العينات (57) كانت من نوع الزجاج المصنوع باستخدام الصودا أو ما يعرف بكربونات الصوديوم، المستوردة من مصر. كذلك ظهرت أدلة على إعادة تدوير الزجاج خاصة من نوع "أبولونيا"، وهو زجاج بيزنطي يعود إلى الفترة من القرن الرابع حتى الثامن الميلادي، وتظهر إعادة التدوير من خلال وجود بعض المكونات مثل "الأنتيمون" و"المنغنيز" في بعض القطع التي استخدمت لإزالة الألوان أو لتلوين الزجاج.
وتعتمد تقنية "التحليل المجهري بالمسبار الإلكتروني" المستخدمة بالدراسة على قذف الإلكترونات على سطح العينة، مما يسبب انبعاث الأشعة السينية المميزة للعناصر الموجودة في العينة، وهذه الأشعة تُحلل بدقة بناء على الطول الموجي الخاص بها لتبوح بالعناصر الكيميائية المكونة للزجاج، مثل الصوديوم والسيليكا والكالسيوم، مما يساعد على تحديد مصدر الزجاج وتقنيات تصنيعه.
إعلانوتتميز التقنية بتحليل التركيب الكيميائي بدقة تصل إلى مستويات منخفضة جدا تصل إلى جزء من الألف، ولا تسبب أي إتلاف للعينة، ويمكن استخدامها لتحليل عينات صغيرة أو نادرة، وأخيرا تتيح تحليل أجزاء محددة أو مناطق صغيرة من العينة بدقة.
ويقول الدكتور إيان فريستون، من معهد الآثار بجامعة لندن والباحث المشارك بالدراسة، في تصريحات خاصة للجزيرة نت، "كشفت لنا تقنية التحليل المجهري بالمسبار الإلكتروني أنه على الرغم من انتشار إعادة التدوير، فإنه لم يكن لها تأثير كبير على جودة الزجاج المستخدم في خربة الذريح، وكانت التغيرات في التركيب الكيميائي الناتجة عن عملية إعادة التدوير صغيرة جدا، لكنها كانت مميزة بعض الشيء، وتمكنا من تحديدها".
ويوضح أن "إعادة تدوير الزجاج كانت جانبا مهما من الاقتصاد خلال العصر الروماني وما بعده في العصر البيزنطي. فمع ضعف الإمبراطورية الرومانية، تأثرت التجارة والإنتاج الزراعي والصناعي، وانخفضت إيرادات الدولة، وتراجعت القدرة على دعم الفخامة التي كانت تتمتع بها الطبقات الثرية، وهذا التراجع الاقتصادي أدى إلى انخفاض في الصيانة والبناء، وجعل القصور الرومانية الكبرى عرضة للتدهور والهجر، وعندما كانت تُهجر كان يتم تجريدها من المواد المفيدة مثل الزجاج والمعادن والطوب والبلاط، وكان بائعون متجولون يجمعون الزجاج المكسور مقابل أعواد الكبريت، ثم يبيعون هذا الزجاج المكسور إلى الحرفيين الذين يعيدون إذابته ونفخه لتشكيل أوعية جديدة، وكانت هناك عائلات تعتاش من جمع المواد القابلة للتدوير وبيعها".
وبينما تم تأريخ الزجاج المعاد تدويره بأنه ينتمي إلى الحقبة البيزنطية التي كانت أكثر انغلاقا واعتمادا على الموارد المحلية، فإن هناك أنواعا أخرى من الزجاج عثر عليها، كالزجاج المصري والزجاج المنتج في بلاد الشام، بما يُشير إلى نشاط تجاري واسع النطاق بين هذه المناطق خلال العصور الرومانية والإسلامية المبكرة.
إعلانوعلى الرغم من توفر مصادر محلية لإنتاج الزجاج في بلاد الشام خلال الفترة الإسلامية المبكرة، فإن الزجاج المصري استمر في الهيمنة على السوق، وهو ما يرجعه فريستون إلى الميزات الفنية والتجارية التي كان يوفرها الزجاج المصري.
ويقول "كان صانعو الزجاج المصريون قريبين من مصدر الصودا (منطقة وادي النطرون)، وهي مادة تجعل الزجاج أسهل في الذوبان وأقل صلابة، ومن ثم أسهل في العمل، بينما كان زجاج بلاد الشام في تلك الفترة يحتوي على نسبة أقل من الصودا وكان أصعب في التشكيل، مما دفع الحرفيين إلى تفضيل الزجاج المصري متى كان متاحا".
ويضيف أن "الزجاج المكتشف في خربة الذريح يعتمد على التركيبة الأساسية نفسها التي نستخدمها اليوم في صناعة الزجاج، وهي زجاج (الصودا-الجير-السيليكا)".
ويوضح أنه "مع ذلك، كانت المواد الخام المستخدمة في ذلك الوقت أقل نقاء مما هي عليه اليوم، مما جعل كل قطعة زجاج تحمل بصمة كيميائية فريدة تشير إلى المكان الذي صُنعت فيه".
كذلك يبين أنه رغم تنوع المصادر، فإن تقنيات التصنيع كانت متشابهة بغض النظر عن مكان الإنتاج، مما يشير إلى "وجود انتشار واسع لطرق موحدة لصناعة الزجاج في العصور القديمة".
إعادة صياغة الفهموبذلك، فإن شظايا الزجاج المكتشفة أسهمت في إعادة صياغة الفهم للعلاقات التجارية والصناعية في العصور القديمة، فدراسة التركيب الكيميائي للزجاج وتقنيات التصنيع أوضحت مدى التعقيد والدقة في اقتصاد الزجاج في تلك العصور، سواء من خلال إعادة التدوير أو التجارة عبر المسافات الطويلة.
وكشفت بوضوح عن وجود نشاط تجاري مكثف بين مصر والشام خلال العصر الروماني والحقبة الإسلامية المبكرة، بدليل العثور على الزجاج المصري وزجاج بلاد الشام في الموقع نفسه، بينما كانت الحقبة البيزنطية تعتمد أكثر على الموارد المحلية، مما يعكس انغلاق الاقتصاد في ذلك العصر.
إعلان