التلوث الناجم عن استخراج النفط يعرض صحة الملايين للخطر
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
الكاتب: حيدر عبد الجبار البطاط
انتشر تلوث الهواء السام الناتج عن شركات النفط الرائدة لمئات الكيلومترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مما أثر بشكل مباشر على السكان المحليين، حسبما كشف تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (bbc) باللغة العربية.
,انبعاث الهواء السام الناجم عن حرق الغاز من شركات مثل شل وبي بي وأدنوك، مما يعرض صحة الملايين في جميع أنحاء الخليج والعراق وإيران للخطر.
وكشف التحقيق أن من بين المتأثرين سكان دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تم العثور على مستويات كبيرة من حرق الغاز في مواقع أدنوك، وصلت إلى مدينتي دبي وأبو ظبي المكتظتين بالسكان.
ويحدث الحرق عندما يطلق مشغلو حقول النفط الغاز المصاحب الذي يصاحب إنتاج النفط في الغلاف الجوي. وقد انتقدت مجموعات المناخ هذه الممارسة لأنها يمكن أن تساهم في هطول الأمطار الحمضية وانخفاض مستوى الأوزون والضباب الدخاني، فضلا عن كونها مضيعة للموارد الطبيعية القيمة التي يمكن استخدامها لتوليد الكهرباء.
ويؤثر التلوث الناتج عن إحراق الغاز بشدة على الصحة ويمكن أن يسبب أو يؤدي إلى تفاقم أمراض السرطان والجهاز التنفسي والرئة والقلب، والعديد من الأمراض أخرى.
وكانت أمراض الجهاز التنفسي من بين الأسباب الرئيسة للوفاة في المنطقة، حيث تعد معدلات الإصابة بالربو في دولة الإمارات العربية المتحدة من بين أعلى المعدلات في العالم.
ووصف طبيب الجهاز التنفسي في الإمارات لـ “bbc" دهشته من مدى تأثير مستويات التلوث على صحة الناس في البلاد.
عادة، إذا كنت مصابًا بالأنفلونزا، فإنك تسعل لمدة أربعة أو خمسة أيام ثم يختفي السعال.
في الإمارات العربية المتحدة، يستغرق الأمر أسبوعًا أو أسبوعين، ونحتاج إلى إعطائهم أجهزة استنشاق لإزالة السعال البسيط".
كما أن حرق الغاز أمر شائع في العراق، حيث تزايدت المخاوف بشكل كبير من زيادة أمراض الجهاز التنفسي.
وفي الوقت نفسه، في الكويت، تؤثر هذه الممارسة أيضًا على الغلاف الجوي، حيث تعد العواصف الترابية ظاهرة شائعة بسبب ارتفاع مستويات التلوث، والتي تتفاقم بسبب إنتاج النفط.
وقال العلماء إن حرق الغاز، الذي يشمل جسيمات PM2.5 وثاني أكسيد النيتروجين، يتجاوز حدود منظمة الصحة العالمية.
ومن المفترض أن يتم تنفيذ هذه الممارسة في حالات الطوارئ فقط، لكن من خلال بحث “bbc" وجد أدلة تشير إلى أن حرق الغاز أمر روتيني في هذه البلدان.
وأظهرت البيانات التي قدمها علماء أريانت، بالتعاون مع هيئة الإذاعة البريطانية، أن الدول الرائدة المنتجة للنفط مثل العراق والإمارات العربية المتحدة والكويت وإيران تطلق أو تحرق جزئيا 36.6 مليار متر مكعب من الغاز في الغلاف الجوي.
كما توفر الدول المذكورة أعلاه 15 بالمائة من الطلب العالمي على النفط.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة قمة COP28 المقبلة خلال هذا الأسبوع.
بعد أن عززت مكانتها كدولة رائدة عالميًا في مكافحة تغير المناخ.
كما واجهت أبو ظبي انتقادات بسبب تعيين سلطان الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك، رئيسًا لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، والذي تعهد هو نفسه بالتخلص التدريجي من هذه الممارسة قبل عقدين من الزمن.
وعلى الرغم من الوعود التي قطعتها أبو ظبي وبغداد وغيرهما للحد من حرق الغاز خلال العقد الحالي، فقد توصل تحقيق بي بي سي إلى عدم اتخاذ أي خطوات.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الإمارات العربیة المتحدة هذه الممارسة حرق الغاز
إقرأ أيضاً:
الصين تخفض وارداتها من أهم سلع الولايات المتحدة وتوقف استيراد الغاز المسال
كشفت بيانات الجمارك الصينية انخفاض واردات واحدة من أكثر السلع الأمريكية ربحا، في مارس المنصرم بنحو 12 ضعفا مقارنة بالعام الماضي، كما تراجعت واردات الغاز الطبيعي المسال إلى صفر.
وبحسب بيانات الجمارك في مارس من العام الماضي، صدرت الولايات المتحدة إلى الصين ألياف قطن بقيمة 320 مليون دولار، مما جعل هذه السلعة تحتل المرتبة العاشرة من حيث القيمة بين الصادرات الأمريكية إلى السوق الصينية.
لكن بكين خفضت هذه الواردات بشكل حاد هذا العام بمقدار 11.6 ضعفا، لتصل إلى 27.7 مليون دولار فقط. وبذلك تراجعت هذه السلعة إلى المرتبة 67 في قائمة أكبر الصادرات الأمريكية إلى الصين.
كما تراجعت أيضا شحنات الأقمشة والمنسوجات الأخرى. فانخفضت مشتريات الصين من الخيوط الكيميائية بنسبة 40% إلى 9.1 مليون دولار، والألياف الكيميائية بنسبة 16% إلى 5.7 مليون دولار، والقطن والصوف والمواد غير المنسوجة بنسبة 25% إلى 11.6 مليون دولار.
وانخفضت واردات الصين من الأقمشة الخاصة، مثل المطرزة، بنحو 14 ضعفا إلى 94 ألف دولار فقط، والأقمشة المحبوكة إلى 47 ألف دولار، والسجاد بنسبة 1.7 ضعف إلى 358 ألف دولار، والأقمشة المطلية أو المغطاة بنسبة 12% إلى 3.5 مليون دولار.
وبشكل عام، انخفضت جميع شحنات الأقمشة من الولايات المتحدة إلى الصين في مارس من هذا العام بنسبة 6.3 ضعفا، حيث بلغت قيمتها 58.2 مليون دولار.
كما تراجعت مشتريات الصين من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي إلى صفر في مارس 2025 بعد انخفاض حاد في الشهرين السابقين، فيما تغير الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين طرق الشحن.
وأفادت بيانات الجمارك الرسمية الصينية بأن إجمالي واردات شحنات الغاز الطبيعي المسال الأمريكي في الربع الأول من 2025 تراجعت بواقع 70%.
ومجددا يفك الصراع الجيوسياسي الارتباط بين أكبر مشتر وبائع للغاز الطبيعي المسال في العالم. ودفع تصاعد الرسوم الجمركية المتبادلة الصين إلى فرض رسوم بنسبة 125% على كل السلع الأمريكية، وتحولت إلى إندونيسيا وقطر من أجل للحصول على الإمدادات.
وانخفضت واردات الغاز الطبيعي المسال عن العام الماضي لخمسة أشهر على التوالي، بتراجع بواقع 24.5% في مارس، مما يمثل أكبر انخفاض منذ نوفمبر 2022. وسجل غاز خط الأنابيب، من روسيا بالأساس، زيادة هامشية في الربع الأول رغم أن الحجم الكلي ظل منخفضا عن الشحنات البحرية.
وأصبحت الصين تعتمد على الفحم والطاقة المتجددة وليس سوق الغاز الطبيعي المسال لحماية أمنها الطاقي من التقلبات التجارية.
يذكر أن ترامب أعلن في 2 أبريل الجاري عن فرض رسوم جمركية على منتجات من 185 دولة ومنطقة. ودخلت الرسوم الموحدة البالغة 10% حيز التنفيذ في 5 أبريل، بينما بدأت الرسوم الفردية تطبيقها في 9 من الشهر ذاته.
وفي الوقت نفسه، رفع الرئيس الأمريكي الرسوم على المنتجات الصينية إلى 125%. وبإضافة الرسوم الإضافية البالغة 20% التي فرضت سابقا على الصين وكندا والمكسيك بسبب ما وصفه بـ "تقاعس حكوماتها" عن مكافحة تهريب الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، وصل إجمالي الرسوم على البضائع الصينية حاليا إلى 145%.
من جهتها، ذكرت وزارة التجارة الصينية سابقا أن بكين "لا تأخذ الأرقام المتعلقة بالرسوم الأمريكية على محمل الجد"، لكنها ستقدم ردا قويا إذا تعرضت مصالحها لأضرار فعلية.
وحذر الخبراء من أن تصاعد النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة ستكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي بشكل عام