عواقب الفكر (البدرومي) على إعلام الفلول !!
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
السودان بلد جميل وعجيب..وفيه شيء من المفارقات الحارقة..! فبقدر نبوغ أبنائه..فيه أشخاص يسرفون في البلاهة من عينة الذين (يطبزون) عيونهم بأصابعهم..فإذا استمعت إلى واحد منهم لا تملك إلا أن تستعيد مقطع شاعرنا الكبير عالم عباس وتتساءل: (هل التي تعمّمت أرجلنا..؟ أم الرءوس انتعلت أحذية)..؟!
هكذا كان حال ما سمعناه من (مصيبة في هيئة قناة) تسمى بأحد ألوان الطيف.
أين ذلك من "شجرة المؤتمر غير الوطني" الجدباء..فهي شجرة (تخرج من أصل الجحيم..طلعها كأنه رءوس الشياطين)..!
شخص في هذه القناة استضاف الصحفية المصرية المعروفة "أسماء الحسيني" مدير تحرير الأهرام والخبيرة في الملفات الإفريقية والسودانية وأراد منها (شيء واحد في نفسه) وهو أن تروّج لدواعي الكيزان وتبرئهم وتلعن المليشبا التي صنعوها..! وظن الرجل أنها يمكن أن تستجيب لهذه (الشراك الساذجة والمهبورة) فظل يكرر أسئلته وهو يلقي بالهباب والسخام والرماد على جماعته بغير أن يدري..! فيقول لها إن المليشيا التي يحاربها جيش البرهان مسؤولة عن الإبادة في دارفور وهو لا يفطن أن هذه الإبادة (صناعة كيزانية) جرت في عهد المخلوع.. وان البرهان كان من فرسان حوبتها الذين يتباهون بها بجانب المخلوع (مقطوع الطاري)..!
ثم يناور محُاوِر القناة ليستخرج من الصحفية الحصيفة عبارات تناصر البرهان وعساكر انقلابه..ويعاتبها على تسمية جيش البرهان وقوات الدعم السريع بـ(طرفي الحرب) فترد عليه إن هذه التوصيف ليس من تأليفها وتسأله: من هما اللذان يتفاوضان الآن في جدة..؟ أليس هما جيش البرهان والدعم السريع..؟!..أليس كل العالم والوسطاء يتحدثون عن طرفي الحرب..؟!
ثم تسأله عن الكتائب التي تحمل السلاح باسم البراء؟ وعن الإخوان الذين يقاتلون الآن للعودة للحكم..؟ والرجل متشبث (تشبث جرقاس بالعظمة) حسب هدف من أرسلوه لإدارة هذا الحوار.. وهو يكرر من غير طائل: كيف تساوين بينهما..؟!..ولأن الكيزان فقدوا كل حجة في الدنيا ظل الرجل يدين جماعته وهو يقصد مناصرتهم فأمثلته كلها لا تدين إلا الكيزان (فصل الجنوب ..إبادة دارفور..الانقلاب..إشعال الحرب..قصف الجسور..إلخ)..!
وتلفت الصحفية نظره برفق وبصورة غير مباشرة لتجعله يتراجع عن إصدار الأحكام و(المناصرة الغوغائية) وضرورة الإقرار بأهمية اللجوء للتحقيقات المستقلة لتحديد المسؤولين عن إشعال الحرب..فيقول لها: إنها الحرية والتغيير (حجوة أم ضبيبينة المعهودة)...! فالحرية والتغيير مسؤولة أيضاً عن اتساع ثقب الأوزون...!
تقول له: وما مصلحتها والاتفاق الإطاري يمكّنها من تشكيل حكومتها المدنية..؟ فيعود ويمتدح انقلاب البرهان ..فتعود وتلجمه بما حدث بعده من نقض العهود..فيعود إلى حكاية جرائم دارفور فتذكره بانفصال الجنوب والخشية من تكرار المأساة بالدعوة إلي "دولة النهر ومثلث حمدي"..فيعود مرة أخرى - على نهج الشاعر الحلمننتيشي (قام تاني جاب سيرة البحر..!) ليتحدث عن انتصارات عسكر البرهان الوشيكة وتنظيف العاصمة من المليشيات..!
مشكلة الكيزان الكبرى أنهم (تربية تنويرات مغلقة)..! أنها تربية التلقين لا التفكير..! وهذا قد يفلح عندما يتحدثون إلى بعضهم ويتناجون بعبارات محفوظة مستهلكة لا تصلح للتسويق (لا خير في كثير من نجواهم)..وما أن يخرجوا إلى الآخرين حتى يبين عوارهم وتظهر عوراتهم..!!
وللأسف فإن هذا المُحاوِر الذي كان يحاول التذاكي على الصحفية المصرية.. كانت هي الأقرب منه في التعاطف مع ضحايا الحرب ومع الشعب السوداني..ولم يتحدث الرجل طوال الوقت عن الضحايا ومشردي الحرب مثل ما فعلت هي...ولعله كان يظن أنه يمكن أن يستدرجها لمناصرة حرب البرهان وشيعته من الكيزان بكيل المديح إلى مصر..متناسياً موقف القاهرة من إخوانه (كيزان مصر)..أو أنه كان يستسهل هذه المهمة باعتقاد أن كل البشر على شاكلة أردول والتوم هجو...الله لا كسّبكم..!
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
تقدم ملحوظ للجيش السوداني.. والبرهان: لا وقف لإطلاق النار إلا بانسحاب الدعم السريع
أحرز الجيش السوادني تقدمًا كبيرًا نحو مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار جنوب شرق البلاد، خلال الساعات الماضية؛ إذ سيطر على عدة مواقع استراتيجية منها نقاط لتمركز الدعم السريع، بحسب ما جاء في وسائل إعلام سودانية.
تقدم ملحوظ للجيش السوداني ضد الدعم السريعواستطاع الجيش تدمير 8 عربات قتالية وشاحنة ذخائر مع تراجع لقوات الدعم السريع، وأشارت مصادر إلى أن الجيش شن هجومه من ثلاثة محاور، متوقعة تقدما واسعا للجيش خلال الأيام القليلة المقبلة؛ إذ يفرض الجيش السوداني، حصارا على عناصر الدعم السريع في سنجة، والتي تعاني منذ فترة بسبب الحصار ونقص الذخائر والإمداد.
واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل 2023، بين الجيش الوطني بقيادة عبدالفتاح البرهان، وميلشيا الدعم السريع المتمردة بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيينن، بحسب ما جاء في «القاهرة الإخبارية».
البرهان: لا وقف لإطلاق النار إلا بانسحاب ميليشيا الدعم السريعومن جانبه، خرج عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة في السودان، في تصريحات نقلتها عن وكالة الأنباء السودانية «سونا»، أن السودان لن يذهب للتفاوض ولن يوقف إطلاق النار إلا بانسحاب ميليشيا الدعم السريع من كل المناطق.
وقال البرهان إن السودان لم يوافق على قرار مجلس الأمن لأنه ينتهك سيادته، مضيفًا أن السودان لم يكن موافقا على مشروع القرار البريطاني أمام مجلس الأمن لأنه معيب ويخدش السيادة.
وشدد على ضرورة وقف الحرب وخروج ميليشيا الدعم السريع لمناطق تجمعهم بعد الاتفاق عليها، مؤكدًا أن الجيش لن يقبل بأي عمل سياسي يهدد وحدة السودان، كما أن الحل الوحيد أمام ميليشيا الدعم السريع هو الخروج من الأعيان المدنية وتجمعهم في مناطق آمنة، بحسب «القاهرة الإخبارية».
وأكد «البرهان» أن مجلس السيادة السوداني لن يذهب باتجاه وقف النار ما لم يصحبه انسحاب ميلشيا الدعم السريع من المدن والقرى، متابعا: «نرفض أي تدخل خارجي أو فرض حلول مستجلبة إلى السودان، ونشدد على أن الحرب تمضي إلى نهاياتها، والنظر في الشأن السياسي بالعودة للفترة الانتقالية وتشكيل حكومة من المستقلين بالتوافق مرهون بوقف الحرب في السودان».