سودانايل:
2025-02-22@05:39:38 GMT

عواقب الفكر (البدرومي) على إعلام الفلول !!

تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT

السودان بلد جميل وعجيب..وفيه شيء من المفارقات الحارقة..! فبقدر نبوغ أبنائه..فيه أشخاص يسرفون في البلاهة من عينة الذين (يطبزون) عيونهم بأصابعهم..فإذا استمعت إلى واحد منهم لا تملك إلا أن تستعيد مقطع شاعرنا الكبير عالم عباس وتتساءل: (هل التي تعمّمت أرجلنا..؟ أم الرءوس انتعلت أحذية)..؟!
هكذا كان حال ما سمعناه من (مصيبة في هيئة قناة) تسمى بأحد ألوان الطيف.

.وهي (أخت بالرضاعة) لقناة (واعظ البسفور) عبد الحي يوسف..ويبدو أن القناتين تصدران من قبو واحد (ولا نقول من مشكاة واحدة) تعالت أنوار ربك ذي الجلال والإكرام الذي مَثل نوره تعالى ( كمشكاة فيها مصباح؛ المصباح في زجاجة؛ الزجاجة كأنها كوكب درّي يوقد من شجرة مباركة؛ زيتونة لا شرقية ولا غربية؛ يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار؛ نور على نور..يهدي الله لنوره من يشاء)..!
أين ذلك من "شجرة المؤتمر غير الوطني" الجدباء..فهي شجرة (تخرج من أصل الجحيم..طلعها كأنه رءوس الشياطين)..!
شخص في هذه القناة استضاف الصحفية المصرية المعروفة "أسماء الحسيني" مدير تحرير الأهرام والخبيرة في الملفات الإفريقية والسودانية وأراد منها (شيء واحد في نفسه) وهو أن تروّج لدواعي الكيزان وتبرئهم وتلعن المليشبا التي صنعوها..! وظن الرجل أنها يمكن أن تستجيب لهذه (الشراك الساذجة والمهبورة) فظل يكرر أسئلته وهو يلقي بالهباب والسخام والرماد على جماعته بغير أن يدري..! فيقول لها إن المليشيا التي يحاربها جيش البرهان مسؤولة عن الإبادة في دارفور وهو لا يفطن أن هذه الإبادة (صناعة كيزانية) جرت في عهد المخلوع.. وان البرهان كان من فرسان حوبتها الذين يتباهون بها بجانب المخلوع (مقطوع الطاري)..!
ثم يناور محُاوِر القناة ليستخرج من الصحفية الحصيفة عبارات تناصر البرهان وعساكر انقلابه..ويعاتبها على تسمية جيش البرهان وقوات الدعم السريع بـ(طرفي الحرب) فترد عليه إن هذه التوصيف ليس من تأليفها وتسأله: من هما اللذان يتفاوضان الآن في جدة..؟‍ أليس هما جيش البرهان والدعم السريع..؟!..أليس كل العالم والوسطاء يتحدثون عن طرفي الحرب..؟‍!
ثم تسأله عن الكتائب التي تحمل السلاح باسم البراء؟ وعن الإخوان الذين يقاتلون الآن للعودة للحكم..؟ والرجل متشبث (تشبث جرقاس بالعظمة) حسب هدف من أرسلوه لإدارة هذا الحوار.. وهو يكرر من غير طائل: كيف تساوين بينهما..؟!..ولأن الكيزان فقدوا كل حجة في الدنيا ظل الرجل يدين جماعته وهو يقصد مناصرتهم فأمثلته كلها لا تدين إلا الكيزان (فصل الجنوب ..إبادة دارفور..الانقلاب..إشعال الحرب..قصف الجسور..إلخ)..!
وتلفت الصحفية نظره برفق وبصورة غير مباشرة لتجعله يتراجع عن إصدار الأحكام و(المناصرة الغوغائية) وضرورة الإقرار بأهمية اللجوء للتحقيقات المستقلة لتحديد المسؤولين عن إشعال الحرب..فيقول لها: إنها الحرية والتغيير (حجوة أم ضبيبينة المعهودة)...! فالحرية والتغيير مسؤولة أيضاً عن اتساع ثقب الأوزون...!
تقول له: وما مصلحتها والاتفاق الإطاري يمكّنها من تشكيل حكومتها المدنية..؟ فيعود ويمتدح انقلاب البرهان ..فتعود وتلجمه بما حدث بعده من نقض العهود..فيعود إلى حكاية جرائم دارفور فتذكره بانفصال الجنوب والخشية من تكرار المأساة بالدعوة إلي "دولة النهر ومثلث حمدي"..فيعود مرة أخرى - على نهج الشاعر الحلمننتيشي (قام تاني جاب سيرة البحر..!) ليتحدث عن انتصارات عسكر البرهان الوشيكة وتنظيف العاصمة من المليشيات..!
مشكلة الكيزان الكبرى أنهم (تربية تنويرات مغلقة)..! أنها تربية التلقين لا التفكير..! وهذا قد يفلح عندما يتحدثون إلى بعضهم ويتناجون بعبارات محفوظة مستهلكة لا تصلح للتسويق (لا خير في كثير من نجواهم)..وما أن يخرجوا إلى الآخرين حتى يبين عوارهم وتظهر عوراتهم..!!
وللأسف فإن هذا المُحاوِر الذي كان يحاول التذاكي على الصحفية المصرية.. كانت هي الأقرب منه في التعاطف مع ضحايا الحرب ومع الشعب السوداني..ولم يتحدث الرجل طوال الوقت عن الضحايا ومشردي الحرب مثل ما فعلت هي...ولعله كان يظن أنه يمكن أن يستدرجها لمناصرة حرب البرهان وشيعته من الكيزان بكيل المديح إلى مصر..متناسياً موقف القاهرة من إخوانه (كيزان مصر)..أو أنه كان يستسهل هذه المهمة باعتقاد أن كل البشر على شاكلة أردول والتوم هجو...الله لا كسّبكم..!

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

البحوث الإسلامية: الأزهر الشريف مستمر في إيقاظ الوعي ودعم الفكر الوسطي

شارك الدكتور حسن السيد خليل، الأمين العام المساعد للثقافة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية بالندوة التوعوية التي نفذها مركز رصد ودراسة المشكلات المجتمعية بجامعة حلوان نيابة عن الأمين العام للمجمع الدكتور محمد الجندي.

بناء الإنسان

وأكد «خليل» خلال اللقاء أنَّ بناء الإنسان يمثِّل الركيزة الأساسيَّة في نهضة المجتمعات واستقرارها، وأنَّ المبادرة الرئاسيَّة (بداية جديدة لبناء الإنسان) تعكس وعي الدولة المصرية بأهميَّة الاستثمار في العنصر البشري باعتباره المحورَ الذي تدور حوله كلُّ مشروعات التنمية.

وأضاف أنَّ المجتمعاتِ لا تنهض بالصُدفة أو بالعشوائيَّة؛ وإنما تقوم على أُسُس واضحة مِنَ القِيَم والمعرفة والإنتاج والتكافل، مشيرًا إلى أنَّ أخطر ما قد تواجهه أيَّة أمَّة ليس فقط التحديات الاقتصاديَّة والسياسيَّة؛ بل التحديات الفِكريَّة التي تستهدف الوعي وتشوِّش على المفاهيم؛ ممَّا يفرض ضرورة بناء العقول.

وأوضح الأمين العام المساعد للثقافة الإسلاميَّة أنَّ مجمع البحوث الإسلاميَّة بوصفه ذراعًا فكريًّا للأزهر الشريف؛ يضطلع بدور محوري في حماية الوعي وترسيخ القِيَم المجتمعية التي تعزِّز التماسك الاجتماعي، والتصدي للأفكار المغلوطة التي تهدِّد استقرار المجتمع، وأنَّ هناك حربًا شرسةً تُخاض على العقول عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، في ظل صراع مستمر بين القِيَم الأصيلة والتقليد الأعمى، وبين العلم والخرافة، وبين البناء والهدم.

الشعور بالمسئولية الجماعية

وتابع: الشبابُ هم عماد المستقبل، وبقدْر وعيهم بمسئوليَّاتهم يكون مستقبل وطنهم، ولا يمكن لمجتمع أن ينهض إذا غاب الشعور بالمسئولية الجماعية، أو إذا عمل كل فرد بمعزل عن الآخر، فالنجاح الحقيقي لا يكون فرديًّا فقط؛ بل يتحقَّق عندما يدرك كلُّ شخصٍ أن تطوُّره مرتبطٌ بنهضة وطنه.

وبيَّن الدكتور خليل أنَّ المرحلة تتطلَّب امتلاك وعي نقدي قادر على التمييز بين المحتوى البنَّاء والهدَّام، داعيًا الشباب إلى عدم الانسياق وراء النموذج الاستهلاكي الذي يُروَّج له؛ بل أن يكونوا أصحاب فِكر مستقل قادر على التمييز بين ما ينفع وما يضر.

كما دعا ممثل مجمع البحوث الإسلامية الشباب إلى تعزيز وعيهم الدِّيني والفِكري، والتمسُّك بالمنهج الوسطي الذي يدعو إليه الأزهر الشريف، باعتباره صمام الأمان ضد الانحرافات الفكرية، مؤكدًا أهميَّة السعي المستمر للعِلم والمعرفة، والتفاعل الإيجابي مع المجتمع، واستثمار التكنولوجيا في البناء لا الهدم، وتحقيق التوازن بين الطموح والعبادة، وبين الجِدِّ والرَّاحة، وبين الحاضر والمستقبل، وشدَّد على ضرورة التحلِّي بالإصرار والعزيمة، وعدم الاستسلام للعقبات، لافتًا إلى أنَّ النجاح الحقيقي لا يتحقق بالتمنِّي، وإنما بالعمل الجادِّ والتخطيط والإرادة القويَّة.

واختتم خليل كلمته بالإشادة بالجهود المبذولة من مركز رصد ودراسة المشكلات المجتمعية برئاسة أ.د. سماح سالم مدير المركز في رصد ودراسة القضايا المجتمعية التي تشغل كثيرا من الشباب خاصة شباب الجامعة.

مقالات مشابهة

  • عواقب صحية غير متوقعة.. كيف تؤثر المكملات الغذائية على جسمك ؟
  • نصيحة لوجه الله للجنرال البرهان وكل عاقل في صفوف الجيش السوداني من غير عضوية الحركة الاسلامية
  • الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته
  • يا الكيزان بعد الحرب تنتهي وترجعوا للحكم أبداً ما ليكم دخل ببناطلين البنات أو بتدخينهن للشيشة
  • البحوث الإسلامية: الأزهر الشريف مستمر في إيقاظ الوعي ودعم الفكر الوسطي
  • الشيطان ولا الكيزان
  • كواليس الـ48 ساعة التي انقلب فيها ترامب على زيلينسكي
  • لن ينصلح حال السودان ما لم يدفع أي سياسي ثمن مواقفه ويدرك عواقب تحركاته
  • ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟
  • ترامب يحمل أوكرانيا مسؤولية الحرب التي دمرت أراضيها ويدعو لإجراء انتخابات