تخريمات وتبريمات حول حديث الجنرال
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
عجيبٌ أمرُ الحكمِ و السياسةِ...
و إنها لحرب الوسآئط الإجتماعية و هندسة الأخبار بما يخدم الكفلآء...
الخبر الأول:
تم بعون الله القضآء على المليشيات المتمردة في العالم الإفتراضي ، و تمت ملاحقتها و جمع/جَغم جميع أسلحتها و عتادها بنجاح في كل أسافير الشبكة العنكبوتية و جميع تطبيقات الوسآئط الإجتماعية.
الخبر الثاني:
الجنرال الذي وعد الشعوب السودانية ، قبل شهور عديدة ، بالقضآء على تمرد مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) خلال إسبوع أو أسبوعين ، و بعد وصوله آمناً إلى مدينة بورتسودان ، يدلي بحديث أمام جمع عسكري ، نقلته أسافير الشبكة العنكبوتية و العديد من تطبيقات الوسآئط الإجتماعية ، يصرح فيه بأن هنالك دول و رؤسآء دول ، سماها بأسمآءها ، تتآمر على بلاد السودان و تتعاون مع المليشيات المتمردة...
التَّخرِيمَة الأولى:
كلب الخالة المرحومة السُّرَة و كذلك حمار الجد المرحوم اللَّمِين ود عبدالله لو كانا على قيد الحياة لأخبرانا هَوهَوَةً و نهيقاً من الذي كان يحيك المؤامرات و الدسآئس إبان الفترة الإنتقالية ليعيق و يفشل مسيرة الثورة السودانية ، و من الذي كان ينهبُ و يُهَرِّبُ الثروات عبر الأجوآء و الطرق القارية و البحار ، و من الذي أزكى و ما زال يزكي نار الحرب في بلاد السودان من دول الجوار في القارة الأفريقية و شبه الجزيرة الأعرابية و ساحل عمان و بلاد الشام و العالم العريض بشقيه الغربي و الشرقي ، و لأخبرانا أيضاً و هزا معاً الأضنَاب (الأذناب) أن كل ذلك حدث و تم تحت عناية و نظر و علم و رضا الممسكين بزمام الأمور و مُكَنكِشِين في السلطة من عساكر اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (جماعة الكيزان) (المجلس السيادي العسكري)...
التَّخرِيمَة الثانية:
كل ذلك كان يحدث و جميع الشعوب السودانية ، يُطرِشُها و يُعمِيها ، لم تعلم أو تسمع يوماً أن فعلاً أو قراراً يوقف التدخلات و التوغلات في الشأن السوداني قد أتخذ ، بل رأت الشعوب السودانية بأم أعينها الطيارات تقوم و تَرِك في تلك العواصم المتآمرة ، و الناس اللَّابسَة البدل تقوم و تقعد ، و تنضم و تَقَعِّد الكلام عن الأشقآء و عروتي الدين و الدم و المصير و المصالح المشتركة...
تَبرِيمَة:
حَبُوبتِي أُم زَمِل ، الله يرحمها و يحسن إليها و يجعل مثواها الفردوس الأعلى ، لو كانت حية لنصحت ذلك الجنرال بِلَوك (مضغ) الكلام قبل نطقه ، و لأسرت إليه أن ليس كل ما يعرف/يعلم يقال و يذاع و يعلن ، و أن الكلام في الغرف المغلقة ربما يكون أبلغ و أعنف و أكثر/أعظم تأثيراً من الجعجعة على نسق أحمد سعيد و إذاعة صوت العرب...
تَخرِيم و تَبرِيم على الطاير:
الله يجازي الوسآئط الإجتماعية التي جعلت من الفسيخ شرباتاً يُشربُ كما يشربُ الليمون المخلوط بالمكنة أو المنقة المخلوطة مع اللبن و السكر...
و لو توفرت الوسآئط الإجتماعية و أسافير الشبكة العنكبوتية في الزمن الجاهلي لما توقفت حروب البسوس و داحس و الغبرآء ، و لظلت تلك الحروب مشتعلة إلي يومنا هذا تزكيها نار الكلمات ، خصوصاً لو علمنا أن الشعرآء الأوآئل و الخطبآء الأقدمين كان عندهم جنس كلام ، كلام يُمَخوِل و يوقظ الفتنة حتى و لو كانت تغط في غيبوبة ما قبل الموت العميقة ، كلام يَخَلِّي القَلَبَة عَدَلَة ، كلام حماسي نثراً و شعراً يُحَمِّصُ الطَّار و يجعل الإنسان العادي يُقَرقِشُ الجمر و كأنه حلاوة حَلِّي...
تَبرِيمَات ما قبل الختام:
و لقد إبتلى الله بلاد السودان ، و لعقود طويلة ، بنوعية من القادة العسكريين و المدنيين الذين يجيدون الحَلقَمَة و يفهمون من أمور و علوم العسكرية و السياسة و الإدارة و الإقتصاد أرذلها ، و كلامهم جعجعة و هُرَاط ساكت ، و لا بِوَدِي و لا بِجِيب ، و صدق الإخوة في شمال الوادي حين قالوا:
يَدِي الحَلَق لِلِي مَالُوش وِدن...
و لا تُلَامُ الدول أو قادتها على السعي و الحرص في رعاية المصالح داخل و خارج الحدود الجغرافية ، فهذا فعلٌ و عملٌ مشروع ، لكنها تُلَامُ الدول و القادة على التفريط في رعاية المصالح و التهاون في أمر الثروات و الأمن القومي...
و لقد سعت دول و قادة و أفراد في رعاية المصالح و خدمة المواطنين فحملتهم الجماهير على الأعناق و تغت لهم ، فماذا فعل أولي الأمر من أعضآء اللجنة الأمنية العليا (المجلس السيادي العسكري) و منذ توليهم الأمر بعد خلع البشير و بذلوا من جهد لحماية و رعاية مصالح جمهورية السودان و إسعاد المواطنين السودانيين؟...
الختام:
و ما يحدث في بلاد السودان هي إبتلآءات و إختبارات من صنع قطاعات من الشعوب السودانية ، و على جميع الشعوب السودانية خوضها و إجتيازها ، و أن يحرصوا على أن لا يغلب الذي سَووه (صنعوه) بأياديهم أجاويدهم ، و عليهم في هذه الأثنآء الإسراع في عمليات إجتياز الإختبارات و تخطي عقبات الإبتلآءت ، و ذلك عن طريق العودة إلى الثورة و إيجاد الحلول عن طريق الإنتظام في طرق المقاومة الشعبية المجربة: المدنية (مهاتما غاندي) أو المسلحة/المدنية (نلسون مانديلا) دون تضييع للوقت ، مع الأخذ في الإعتبار أن ليس هنالك جهات حكيمة أو ذات شكيمة بإستطاعتها إيقاف الحرب الدآئرة الآن أو إقناع الطرفين المتقاتلين بوقف إطلاق النار و الدمار ، خصوصاً و أن زمن المعجزات قد إنقضى ، و أن قيام الساعة أقرب مما يتصور الكثيرون ، و أن كثيرون يعتقدون أن قيام ساعة الإنسان يبدأ حين وفاته ، و معلومٌ أن عمرَ الإنسان في هذه الحياة الدنيا قصيرٌ...
و الحمدلله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
القنصل السوداني يطالب بفتح القنصلية السودانية في الكفرة لتسهيل الإجراءات للنازحين بشكل أسرع
ليبيا – التقى رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بمجلس النواب، يوسف العقوري، مع قنصل جمهورية السودان، عبد الرحمن محمد، والوفد المرافق له، بمقر ديوان مجلس النواب في مدينة بنغازي، للتباحث حول آخر التطورات المتعلقة بأزمة السودان وسبل مساعدة النازحين.
وفي مستهل اللقاء، رحب العقوري بالوفد السوداني، مؤكدًا عمق العلاقات الأخوية مع جمهورية السودان، وشدد على موقف ليبيا الداعم لاستقرار ووحدة السودان والحفاظ على دماء السودانيين ورفض أي تدخلات خارجية في شؤونه الداخلية.
كما أكد وقوف الدولة الليبية، على المستويين الحكومي والشعبي، مع جمهورية السودان في هذه المحنة.
وأوضح العقوري أنه منذ بداية الأزمة، أصدر رئيس مجلس النواب تعليماته بالترحيب بالسودانيين على الأراضي الليبية واعتبارها بلدهم الثاني، ومنع إقامة أي مخيمات لهم، ومعاملتهم أسوةً بالمواطنين الليبيين، مع العمل على تقديم كل مساندة معنوية ومادية لهم.
وأشار إلى أهمية الاستقرار في السودان على الأمن القومي الليبي، مؤكدًا حرص مجلس النواب على متابعة جميع الجهات التنفيذية وحل جميع الإشكاليات، خاصة ما يتعلق بالطلاب السودانيين من جميع المراحل، لضمان مواصلة دراستهم.
من جانبه، قدّم القنصل السوداني ملخصًا عن أوضاع الجالية السودانية في ليبيا، معربًا عن شكره للسلطات الليبية التي فتحت جميع الأبواب لاستقبال المواطنين السودانيين النازحين إلى الأراضي الليبية وسهّلت إجراءات إقامتهم ومعاملتهم أسوةً بالمواطنين الليبيين، مشيرًا إلى أن الجالية السودانية تثني على حفاوة الاستقبال وأنهم حقًا في بلدهم الثاني.
وطلب القنصل من رئيس لجنة الشؤون الخارجية المساعدة في فتح القنصلية السودانية في مدينة الكفرة لتسهيل الإجراءات للنازحين بشكل أسرع، وأثنى على دور القيادة العامة للقوات المسلحة بقيادة المشير خليفة حفتر في دعم الجالية السودانية والوقوف مع السودان في محنته، مشيدًا بمستوى التنسيق الأمني القائم بين الجانبين.
كما طالب بتفعيل اتفاقية حماية الحدود المشتركة، مجددًا شكره لمؤسسات المجتمع المحلي التي تعمل على تقديم كل مساعدة ممكنة للنازحين من السودان، وكذلك جهود الهلال الأحمر الليبي في توفير المساعدات للنازحين في مدينة الكفرة.
وفي الختام، اتفق الجانبان على مواصلة التنسيق لتسهيل جميع الإجراءات المتعلقة بالأشقاء من السودان، مؤكدين أن المساعدات الدولية لا ترقى لحجم الأزمة.