عربي21 ترصد شهادات صادمة لعمال من غزة اعتقلهم الاحتلال
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
لم يسلم الفلسطينيون الغزيون من مختلف أنواع القمع والإبادة الجماعية، وفضلا عن استشهاد أكثر من 15 ألف وإصابة الآلاف، جرى قمع وتعذيب آلاف العمال أثناء عملهم داخل الأراضي المحتلة عام 1948.
وعمل الاحتلال في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي على إلغاء تصاريح العمال واعتقالهم، ثم التحقيق معهم وتعذيبهم لأيام طويلة.
وترصد "عربي21" شهادات لعمال تعرضوا لتعذيب نفسي وجسدي شديد في ظروف اعتقال مأساوية.
يقول فادي (53 عاما) لـ "عربي21"، إنه عندما سمع عن إلغاء تصاريح العمال قام بتسليم نفسه لأقرب مركز شرطة تابع للاحتلال في المنطقة التي تواجد فيها، مضيفا "قمت بذلك بسبب بطش المستوطنين الذين حملوا الأسلحة وقتلوا الفلسطينيين دون حساب".
ويوضح فادي "أعرف أن الشرطة لم تكن أفضل، لكن هذا أقل الخيارات سوءا، وفعلا قاموا بتغطية أعيننا وتقييدنا ونقلنا إلى مكان لا أعرفه، ثم وجدنا أنفسنا في ساحة سجن على أرضية رملية صحراوية.. إذ أحرقتنا شمس النهار، وارتعشنا من البرد في الليل".
ويتابع: "بدأوا بالتحقيق معنا، عن أماكن سكننا والمناطق المحيطة بها، وهل يوجد أنفاق فيها، وماذا يوجد تحت المستشفى القريب منا.. أجبتهم لا أعرف وكيف لي أن أعرف"، مبينا أن التحقيق "كان في البداية مرعبا".
وأكمل حديثه: "ذات مرة وخلال عملية النقل من مكان الاحتجاز إلى مكان التحقيق، حيث جرى كالعادة تغطية رؤوسنا، وأثناء رفع الغطاء وجدت كلبا ضخما أمامي وبحركة لا إرادية ركلته من الخوف.. خلال التحقيق قال لي الضابط كيف تضرب الكلب إنه يعادل عندنا 10 فلسطينيين ويحمل رتبة عسكرية، ثم أشار إلى العسكري بأن يشبحني (يعلقني بالسقف) من قدمي التي ركلت بها الكلب، وبقيت على ارتفاع 3 متر لأكثر من 3 ساعات".
بدوره، يقول محمد (35 عاما) إن المحققين كانوا يعتمدون على أساليب التعذيب النفسي عندما يسأل العامل عن عائلته في غزة أو حتى عندما يطرح الضابط الخبر بنفسه من أجل كسر شعور الذي يحقق معه، مضيفا "قال لي المحقق: تريد أن تعرف أخبار عائلتك؟، لقد وقع المنزل فوق رؤوسهم، لكنهم بخير.. إلا امرأة واحدة خرجت أشلاء واسمها عبير، وهو يقصد زوجتي".
وأضاف "قلت له أنت كذاب" ورفعت يدي لأشير إليه.. رد مهددا لا ترفع يدك ولا تقول كذاب، لأرد مرة أخرى وأنا أكتف يدي: أنت غير صادق، أعرف أن زوجتي بخير، لأن أذني تصدر طبنينا وبذلك أعرف أنها تدعو لي".
ويكشف محمد لـ "عربي21" أن المتعب بالتحقيق هو طول الجلسات، إذ أصبح الذهاب إليها والعودة منها أكثر من التحقيق نفسه، قائلا: "رحلة الذهاب من مكان الاحتجاز وحتى الدخول تستغرق 5 ساعات وكذلك بالعودة وخلالها يطلب منا الجلوس في وضعية القرفصاء".
ويردف "خلال الاحتجاز تنقلنا إلى أكثر من مكان، الأول كان في ساحة أحد السجون في منطقة حارة في النهار وباردة في الليل، وفي إحدى الليالي أمطرت علينا لساعات".
ويقول "بعد ذلك انتقلنا إلى مكان بسقف كبير يشبه حظائر الطائرات، لم نعرف الوقت أو حتى أيام الأسبوع، كنا ننتظر أي وافد جديد لنسأله ثم ندون اليوم والتاريخ على الأرضية، لكن عندما نعود من التحقيق يتم نقلنا إلى مردوان آخر (مكان احتجاز) وننسى التاريخ مرة أخرى وتفقد شعورنا بالوقت، حتى الصلاة كانت بالتقدير".
وعن إطلاق سراحه، يقول محمد "وصلت إلى مدينة رفح بدون أي أموال أو هاتف. كان الجنود قد ألقوا بنا في منطقة قريبة من الحدود وقالوا لنا: "هناك غزة اذهبوا إليها".
ويكشف أن رحلة الوصول كان بذاتها عذابا: "حاولت حينها الاتصال بأهلي أكثر من مرة دون جدوى لضعف الشبكة، خاصة إني عرفت أن بيتنا قد تم تدميره، تذكرت كلام المحقق وتساءلت هل كان يقول الحقيقة؟، بعد لحظات عاد لي الشخص الذي استخدمت جواله وقال لي زوجتك على الخط، وصلها رسالة بمحاولة الاتصال على رقمي".
من جهته، يقول عمرو (اسم مستعار) إنه هرب من الأراضي المحتلة عام 1948 عندما سمع باعتقال العمال وإرهاب المستوطنين ،تجاه إحدى مدن الضفة الغربية، مضيفا "كنت في منطقة مليئة بالمستوطنين المتطرفين، هربت ولجأت إلى بعض المعارف".
ويضيف عمرو "بعد الإقدام على هذه الخطوة شعرت بالقلق إزاء عدم القدرة على العودة إلى عائلتي، ثم بعد ذلك عرفت أنهم رفضوا مع باقي أفراد العائلة الخروج من شمال إلى جنوب قطاع غزة.. وقتها قلت الحمدلله، لو عدت كنت سأعود إلى الجنوب وكنت سأحرم من الاجتماع بهم".
ومضى يقول "خلال الأيام الأخيرة تمكنت من الاطمئنان عليهم، هم جميعا بخير، نأمل انتهاء الحرب واللقاء مرة أخرى".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية العمال الاحتلال غزة غزة الاحتلال عمال سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أکثر من
إقرأ أيضاً:
قنا تنظم ندوة عن"الإصلاحات الاقتصادية ودورها فى مواجهة الشائعات"لعمال مصنع الاسمنت
نظم مجمع إعلام قنا ، ندوة بعنوان " الإصلاحات الاقتصادية ودورها فى مواجهة الشائعات"، استهدفت عمال مصنع اسمنت النهضة، ضمن حملة قطاع الإعلام الداخلى بالهيئة العامة للاستعلامات، للتوعية بمخاطر الشائعات وتأثيرها على الإستقرار المجتمعى.
أقيمت فعاليات الندوة بقاعة مصنع اسمنت النهضة، أدارها يوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا ، وحاضر فيها الدكتور علاء شاكر، مدير وحدة مشروعات حياة كريمة ورئيس مدينة قفط، بحضور سيد حامد، رئيس اتحاد عمال قنا والأقصر،و المهندس حجاج حسانى، رئيس قطاع العمليات بمصنع اسمنت النهضة، واللواء مصطفى خلف، مدير أمن المصنع، ومحسن موسى،مدير العلاقات العامة بالمصنع، واستهدفت العاملين بالمصنع.
وأوضح يوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا ، بأن تنفيذ الندوة لعمال مصنع الاسمنت تأتى ضمن خطة قطاع الإعلام الداخلى، لاستهداف كافة الفئات، لتوعيتهم بمخاطر الشائعات على الاستقرار المجتمعى، والأوضاع الاقتصادية بالبلاد، مع حثهم على بذل المزيد من الجهد للارتقاء بجودة ومنظومة العمل، مشيراً إلى أن ندوات التوعية بمخاطر الشائعات مستمرة بكافة مراكز محافظة قنا .
و قال سيد حامد، رئيس اتحاد عمال قنا والأقصر، إن الشائعات من أكثر العوامل التى تؤثر على منظومة التنمية التى تشهدها بلادنا، لذلك لابد أن نكون جميعاً حائط صد، لأى محاولات للتأثير على مؤسساتنا الإقتصادية، ولن يتحقق ذلك إلا بالعمل والإنتاج وعدم الالتفات للأخبار الكاذبة والشائعات.
فيما قال الدكتور علاء شاكر، مدير وحدة مشروعات حياة كريمة ورئيس مدينة قفط، إن الإصلاحات الاقتصادية والمشروعات التنموية التى تشهدها محافظات مصر المختلفة، خير رد على الشائعات التى يتم ترويجها، للنيل من بلادنا، وإحداث حالة من عدم الإستقرار، كما أن هذه الإصلاحات لم تغفل العنصر البشرى، الذى هو أساس التنمية، لتحصينه ضد أى مؤثرات خارجية.
وأوضح شاكر، بأن القلاع الصناعية من أكثر المؤسسات المستهدفة من مروجى الشائعات، لذلك فإن انتماء العاملين لمؤسستهم وحرصهم عليها، يعد من أكثر العوامل التى تحافظ على استقرارها لصد أى محاولات تحاك ضدها، لافتاً إلى أن الشائعات تتزايد مع المناسبات، ونحن مقبلون على شهر رمضان على سبيل المثال تتزايد الشائعات عن ارتفاع أسعار بعض السلع والمنتجات.
وأشار رئيس وحدة مشروعات حياة كريمة، إلى أن الأمية الثقافية لها دور كبير فى نشر الشائعات، وتعد بيئة خصبة لنشر الأخبار المغلوطة والكاذبة، ويحدث العكس تماماً عندما يكون هناك وعى حقيقى لدى المواطنين، لذلك لابد من متابعة كافة الأطراف والتأكد من المعلومات قبل تداولها، مع متابعة أكثر من مصدر للوصول إلى المعلومة الصحيحة.
وألقى شاكر، الضوء على أهم المشروعات التنموية التى شهدتها محافظة قنا من خلال برنامج التنمية المحلية لتنمية صعيد مصر والتى ساهمت فى رفع معدلات التنمية وترتيبها بين المحافظات، من ضمنها مشاريع الصرف الصحى، وترفيق المناطق الصناعية ومشروعات المياه، وبنية تحتية للمناطق الصناعية، تطوير المراكز التكنولوجية، تطوير التكتلات الاقتصادية، تطوير صناعة العسل الأسود، بعص المحاصيل الزراعية، وحرفتى الفركة و الفخار، مع برامج تدريبية لتأهيل العاملين على مستوى المحافظة لتجويد مستوى الخدمة، والتى وصلت لـ ٢٢٠٠ على مستوى ٩ مراكز.
وأضاف رئيس وحدة مشروعات حياة كريمة، إلى أن برنامج حياة كريمة يستهدف تنفيذ ١٦٨٣ مشروع بقرى المرحلة الأولى فى ٥ مراكز على مستوى المحافظة، سوف يتم الانتهاء منهم بحلول ٣٠ يونيو القادم.