سودانايل:
2024-11-22@21:41:20 GMT

المادايرين والمادايرات: هم الحل!

تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT

في العامية السودانية كلمتان متقاربتان في النطق بعيدتان في المعنى:
"راد- يَرِيد"، و"دار- يدور"!
الأولى مشتقة من "الريدة"، وهي المحبة: ريدتنا ومحبتا؛
أما الثانية فهي مشتقة من "الدُوارة"!
الرايدة هي الزولة البتريدك؛
والرايد، والريّاد، هو المحب، الزول البريدِك:
(بريدِك،
بريد أهلك،
بريد بلدك،
بريد الله البريدنا وخلقك)

وهؤلاء، ناس الريدة، بقوا سلعة نادرة، زي الخل الوفي؛
والداير هو الراغب، والطالب.


(في المصرية " اللي عايز"، وفي اليمنية "اللي يشتي"...الخ).
والدايرين والدايرات بقوا كتار زي الهم في القلب، بعكس ناس الريدة!
وفي الحقيقة، ما في مشكلة إذا كنت "داير" شاي، مثلا، أو قهوة، أو داير تغترب، أو حتى داير تعرس!
لكن المشكلة، كل المشكلة، لما تكون "داير سُلطة"!
هنا يظهر لـ"الدُوارة" معنى سخيف، ولفيف، وغير عفيف، وكمان عنيف!

عندما تكون "داير سُلطة"، تصبح الدوارة عندك "عوارة"!
ليس فقط "عَوارة" بفتح العين! بل "عُوارة" بضم العين!
وتلقى نفسك مستعد تعمل أي حاجة: انقلاب، حركة مسلحة، تجارة بالدين، عمالة، وغير ذلك من العَوارات الكبيرة، ناهيك عن "العَوارات الصغيرة" زي الكذب، والتزوير، والجرجرة، و"النّط" من الالتزامات...الخ".

وهكذا تصبح "دُوارتك للسلطة" عُوارة كبيرة في بطن الوطن ورأسه وساقيه وكل مكان فيه.

يقول الكاتب المرموق حمور زيادة: "كل شيء في بلادنا يدور حول السلطة."

يا للهول!
ليس كل شيء يدور حول التنمية!
ولا حول الإنسان!
ولا حول الحرية!
ولا حول الحق!
ولا حول الله!
بل حول السلطة!
إنها "الدُوارة"، إذن، التي أصبحت "عُوارة".
هنا مكمن جميع العلل، ومنبع جميع الشرور.
وكل الأشخاص، الكُتار جداً، الذين يفقؤون أعيننا بكثرة ظهورهم، ويصمُّون آذاننا بـ"درّأب" كلامهم، إنما هم، جميعاً، طلاب سلطة!
كلهم دايرين وكلهن دايرات!
كلنا دايرين سلطة، وشهرة، ومناصب، وألقاب، ودبابير، ونياشين..
لقد أصبحنا مثل ذرات الغبار، نُلبّد أجواء بلدنا، حتى استحالت الرؤية، وصَعُبَ التنفس!
ولا نحتاج لكي تصفو سماء بلادنا إلى أكثر من أن تهبط ذراتنا العالقة هذه "في الواطة"!
وطاة الله دي!
بعضنا ليس فقط ذرات، بل درّاب عالق!
كل الدايرين والدايرات ذرات غبار
ودرّاب وحجارة عالقة!
كلهم دايرين ودايرات!
ملعونون وملعونات!

ألا إنَّ دوارة السلطة لعنة!

ومشكلة بلدنا واحدة لا يوجد غيرها: الدايرين والدايرات.
والحل واحد لا يوجد غيره: المادايرين والمادايرات.
والسؤال: لكن كيف نعرف الدايرين؟
بسيطة، نعرفهم بسيماهم على أفواهم: بألسنتهم السليطة و"قداديمهم" الطويلة الممدودة صوب السلطة!

وكيف نعرف الماديرين؟
نعرفهم كذلك بألسنتهم الممدودة إعراضاً عن السلطة!
#خليكا ما داير/ خليكي ما دايرة
# بلدنا دايرة ناس مادايرين

elrayahabdelgadir@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: ولا حول

إقرأ أيضاً:

فوز ترامب يدفع الأمريكيين إلى الهجرة.. وقرية إيطالية تقدم الحل

أثار فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، موجة من الجدل داخل الولايات المتحدة، حيث أعرب عدد من الأمريكيين عن استيائهم من النتيجة، وذهب بعضهم للتفكير جديا في مغادرة البلاد. 

اقرأ ايضاًبايدن ينكث وعده لترامب: صواريخ 'أتاكمز' تشعل فتيل التصعيد مع روسيا

ومن بين أبرز ردود الفعل، كانت تصريحات الفنانة الأمريكية شارون ستون التي أكدت فيها أنها تفكر في شراء منزل في إيطاليا هربا من المناخ السياسي السائد.

استغلت قرية "أولولاي" الواقعة في جزيرة سردينيا الإيطالية هذا التوجه لتروج لنفسها كوجهة مثالية للراغبين في مغادرة الولايات المتحدة، خاصة مع مواجهتها تحديات اقتصادية وتراجع عدد السكان. 

وأعادت القرية طرح عرضها المميز المتمثل في بيع منازل مهجورة مقابل دولار واحد فقط للأجانب، بهدف جذب سكان جدد والمساعدة في تنشيط الاقتصاد المحلي.

وأطلقت القرية موقعا إلكترونيا موجها خصيصا للأمريكيين الغاضبين من سياسات ترامب. 

The mayor of a village on the beautiful island of Sardinia Italy is offering houses for 1 euro to American liberals looking to move in after #TrumpWon . Five months ago, I was in Sardinia. What a beautiful island. Notice to Mayor Francesco Columbu, the damage caused by wild… pic.twitter.com/uScqNYctci

— Real Hamlet Garcia (@Hamletgarcia17) November 20, 2024

وأوضح الموقع رسالته بقوله: "إذا كنت ترفض السياسة العالمية الحالية وتبحث عن أسلوب حياة أكثر توازنا، فإن جنة سردينيا الرائعة بانتظارك".

اقرأ ايضاًفيديو صادم: شرطي أمريكي يقتل ضحية طلب النجدة

عمدة القرية، فرانشيسكو كولومبو، أكد في تصريحات لوسائل إعلام أمريكية أن الفكرة تهدف إلى جذب الأمريكيين الباحثين عن التغيير والحياة الهادئة. 

وأضاف: "نحن نعتقد أن توفير فرصة للعيش هنا يمكن أن يكون الحل الأمثل للأشخاص الذين يشعرون بالإحباط من الأوضاع السياسية في بلادهم".

يشار إلى أن ترامب قد فاز في الانتخابات التي أجريت في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، متغلبا على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، ليعود إلى البيت الأبيض لفترة رئاسية جديدة تمتد لأربع سنوات، تبدأ في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.


© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)

وسام نصر الله كاتب وصحفي

كاتب وصحفي متخصص في الشؤون السياسية والدولية، وعضو في نقابة الصحفيين الأردنيين واتحاد الصحفيين العرب. يعمل محررا في قسم الأخبار في "البوابة" منذ عام 2011، حيث يتابع ويحلل ويغطي أبرز الأحداث الإقليمية والدولية.

الأحدثترند فوز ترامب يدفع الأمريكيين إلى الهجرة.. وقرية إيطالية تقدم الحل وفاة أيقونة Peaky Blinders عن 61 عامًا.. بعد عام على وفاة زوجها 6 طرق منزلية للتخلص من الرشح فيديوهات خادشة وفيديو مسرب: قصة البلوغر المصرية أمام القضاء شاهد عفوية والد شيرين بيوتي في حفل خطوبتها..وهذه وصيته Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • الإسلاميون في مواجهة الحل الليبرالي
  • رسالة في بريد من يعنيه الأمر
  • كلام عن أخطر تيارين في الأردن
  • 14 مكتب بريد.. أماكن بيع كراسات الإسكان الاجتماعي في المنيا
  • الحرب في السودان: تعزيز فرص الحل السياسي في ظل فشل المجتمع الدولي
  • موجز تاريخ الحرب كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
  • أفطرت أياما من رمضان في شبابي ولا أتذكر عددها.. دار الإفتاء توضح الحل
  • هل العراق (حمامة سلام) كما يقول الأعرجي، أم هو ساعي بريد وناقل رسائل كما يقول الخصوم ؟
  • اليوم.. عرض فيلم "طوابع بريد" ضمن المسابقة الدولية بمهرجان القاهرة السينمائي
  • فوز ترامب يدفع الأمريكيين إلى الهجرة.. وقرية إيطالية تقدم الحل