قال السفير وائل نصر الدين عطية، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيروبي، إنه آن الأوان لإحياء عملية سلام جادة، وفق جدول زمنى محدد ينتهى بإقامة دولة فلسطينية جنباً إلى جنب دولة إسرائيل على أساس حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدًا أن هذا مايمليه الضمير العالمى.

وأضاف السفير وائل عطية، في كلمة وفد مصر التي القاها أمام اجتماع الأمم المتحدة في نيروبي بمناسبة "اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطيني"، أن هذا الاجتماع جاء في ظل ظروف عصيبة تعصف بالشعب الفلسطيني أكمله، خاصة نساءه وأطفاله وشيوخه.

وتابع: "وإنه لمن سخرية الأقدار أن يحل اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بينما يتعرض الفلسطينيون في كامل أرضى فلسطين للتنكيل والاعتقال، والتهجير القسرى والقتل العشوائى، بوحشية غاشمة لم ترها الإنسانية في العصر الحديث تمارس ضد شعب بعينه إلا في الحرب العالمية الثانية. والأدهى أننا نجد اليوم العديد من دول العالم ضالعة في هذه المأساة الإنسانية، بعدما ادعت بدون وجه حق أن للقوة القائمة بالاحتلال حق الدفاع عن النفس، في مخالفة فاضحة للقانون الدولى".

واستشهد السفير المصري، في هذا الصدد بالفقرة 139 من الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية فى شأن الجدار العازل في الضفة الغربية، والتي تؤكد - بما لا يجعل مجالاً للشك- عدم تمتع إسرائيل بحق الدفاع عن النفس اتصالاً بالهجمات التي تنبع من الأراضي التي تخضع لسيطرتها الفعلية، موضحًا أن إسرائيل تسيطر فعليًا على غزة من جهة البجر والجو وتحاصرها برًا، معتبرًا كل من بادر بإعطائها حق الدفاع عن النفس يشارك في المسؤولية عن حياة أكثر من 15 ألف مدنى فلسطيني في غزة، أكثر من ثلثيهم من النساء والأطفال، و240 قتيلا في الضفة الغربية، فضلًا عن أكثر من 30 ألف جريح و3 آلاف معتقل.

وتساءل السفير المصري في كلمته قائلًا: "أين ضمير العالم الحر مما يجرى في حق الشعب الفلسطيني؟ سؤال جوهرى يثيره ما يحدث الآن فى الأ ارضى الفلسطينية المحتلة. هذا الضمير الذى خرجت ملايين الجماهير حول العالم لاستنهاضه، ولكن لاازلت حكومات دول العالم عاجزة عن بلورة إرادة موحدة لوقف سياسة العقاب الجماعى والإبادة الجماعية التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني، وترفض التهجير القسرى للشعب الفلسطيني في أبشع ممارسة للتطهير العرقى في القرن الحادى والعشرين، تتازمن مع حرمان هؤلاء الفلسطينيين من الغذاء والماء والدواء والوفود اللازم لإدارة المستشفيات لإجبارهم على ترك موطنهم، مثلما تركه 70% من سكان غزة من قبل."

وتابع أن تصريحات المسؤولين الاسرائيليين أنفسهم تعكس أن الهدف هو خلق حالة لجوء غير مسبوقة، تضيف ملايين أخرى إلى السبعة مليون لاجئ فلسطيني حالياً حول العالم، وذلك عبر دفع الفلسطينيين بالأراضي المحتلة إلى الدول المجاورة، مما ينذر بتصفية القضية الفلسطينية، عوضاً عن حلها، ويهدد بتوسيع دائرة التوتر الإقليمى.

وذكر السفير المصري بأنه قد جرى العرف على تبرير وقوع ضحايا من المدنيين في الحروب بأنهم ضحايا جانبيين، عن طريق الخطأ، ولكنهم ليسوا هم المستهدفين، إلا أن الأرقام توضح بجلاء أن الضحايا الجانبين هي من الفصائل المسلحة.

وأكد أنه قد آن الأوان لحكومات دول العالم أن تستجيب لمطالبات شعوبها بالتحرك لوقف الانتهاكات المتواصلة التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني على مدار عقود، قائلًا:"فهؤلاء أيضاً من حقهم التطلع إلى العيش بحرية، وأن ينعموا بالكرامة الإنسانية التي هي حق أصيل لكل البشر. فحياة الإنسان الفلسطيني ليست أقل من غيره، ومعاناته ليست أقل من معاناة غيره، وهو أيضاً من حقه أن يعيش كغيره في دولته المستقلة".

ونبه بأن تعطل حركة المجتمع الدولى عند محاولة توجيه أصابع الاتهام إلى طرف أو فصيل بعينه لن يقود إلى وقف نزيف الدم، بل سيؤدى الجمود إلى تنامى الارديكالية في مناطق أخرى بالشرق الأوسط، وما ورائه، مشددًا على ضرورة أن يعمل الجميع على إضاءة النفق المظلم الذى غاصت فيه "عملية مدريد"، معتبرًا أن السلام العادل هو الذى يمكن أن يقود إلى السلام الشامل، والسلام الشامل هو الذى يرسخ قواعد السلام الدائم.

ونوه مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيروبي إلى أن المواجهات المتعددة أثبتت على مدار العقود الماضية أن غطرسة القوة لا يمكن أن تحقق الأمن للمواطن الاسرائيلي، وأن حل الدولتين هو الحل الوحيد الذي يمكن أن يحقق لإسرائيل أمنها.

اقرأ أيضاًمستشار الرئيس الفلسطيني: أولويتنا الحالية وقف العدوان الإسرائيلي على غزة بالكامل

مدبولي: دور مصر الفاعل تجاه الأزمة الفلسطينية يَحظى بتقدير العالم

شؤون الأسرى: الاحتلال اعتقل أكثر من 3300 فلسطيني بالضفة منذ 7 أكتوبر

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطين قوات الاحتلال قطاع غزة لبنان اسرائيل الاحتلال الاسرائيلي اخبار فلسطين عاصمة فلسطين تل ابيب فلسطين اليوم غلاف غزة الحدود اللبنانية قصف اسرائيل طوفان الاقصى احداث فلسطين اسرائيل ولبنان مستشفيات غزة الحدود مع لبنان لبنان واسرائيل المتحدة فی نیروبی الشعب الفلسطینی أکثر من

إقرأ أيضاً:

تخريمات و تبريمات على هامش إجتماع نيروبي “التأسيسي”

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

رغم أربعة عقود من التمكين و الحكم الغير راشد ، و رغم سنين القمع و الكبت و الحروب ، و رغم رفض جماهير الشعوب السودانية لها و لفكرها الضآل ، إلا أن الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) لم ترعوي أو تعي الدرس/الدروس ، و ما زالت سادرة في غيها ، تصطنع الأزمات و العراقيل ، تشعل الحروب ، و تمارس الفساد و الإفساد و القتل و الإرهاب و الترويع و كل أنواع الشرور و تتفنن في إحداث الفتن و البلاوي و المصايب ، و ترفض كل دعوات الحوار و السلام ، تمارس الجماعة كل ذلك من أجل إعاقة الثورة و التغيير و حتي تضمن الإستدامة/الكَنكَشَة في السلطة...
إسئلة:
هل صحيح أن عَجُوبَة خربت سوبا؟...
و كيف تمكنت عَجُوبَة من خراب سوبا؟!!!...
و هل فعلت ذلك بمفردها؟...
أم أعانها على ذلك قومٌ آخرون؟!!!...
و قد تلاحظ أن بعضاً من المنضمين حديثاً إلى نادي ”السودان الجديد“ و منتدى نيروبي كانوا و إلى عهدٍ قريب يَدَّعُونَ أن (بَلِف البلد عندهم) و أنهم (فازعون في الحَرَّايَة و النقعة) يشعلون الحروب ، يغيرون على الفرقان و المدن يحرقونها و يُقَتِّلُون/يُذَبِّحُون المواطنين و ينهبون الممتلكات ، و في أوقات فراغهم يلاحقون كل من يعارض نظام الكيزان و كل من (يفك لسانو) من (الأفندية) و كل من ينادي بالثورة و التغيير و مدنية الدولة أو التحرير أو إقامة دولة السودان ”الجديد“ ، و لكن يبدو أنه و من بعد أن سبق/صبغ عليهم الكتاب صاروا أفندية و ملصوا الكَادَمُول و لبسوا البدل و القمصان و اختاروا السكن في الخرطوم عوضاً عن العودة إلى ”الحواضن“ في ”الهامش“ ، و من بعد الخلاف و إنقلاب الحال و الحَرَابَة مع الكيزان (قَلَبُوا المَكَنَة جاز) ، و أصبحوا ثوريين أكثر من الثوار و مدنيين أكثر من القوى المدنية و متغيرين أكثر من دعاة التغيير ، و بِقُوا ناس ”السودان الجديد“ ، بل و أصبحوا و أضحوا و أمسوا و غدوا أسياد الجلد و الراس!!!...
و الله قادر ، و سبحان الله مغير الأحوال...
سؤال:
إيه اللي يمنع الجماعة ديل من تغيير المكنة من جاز إلى كهربآئية أو إلى عربة ملكية تجرها الخيول في المستقبل القريب؟!!!...
اللهم يا مُقَلِّبُ القلوب ثبت قلوبنا على دينك...
و لكل الشعوب السودانية و جميع المناطق المنضوية تحت ما يسمى بجمهورية السودان ”دولة ستة و خمسين (٥٦)“ الحق في المناداة بالمساواة و العدالة و المطالبة بالمشاركة في السلطة و نيل نصيبهم من ثروات بلاد السودان الوفيرة و كذلك حظهم من التنمية ، بل و لهم كل الحق في المطالبة بتقرير المصير المفضي إلى الحكم الذاتي أو الإنفصال إن هم أرادوا/إختاروا ذلك...
و أُذَكِّرُ نفسي و الآخرين بأن ”دولة ستة و خمسين (٥٦)“ قد سَوَّت البِتَقدَر عليهو و قَدُر قُدرَتَهَا ، من حيث أنها فتحت/بَنَت المدارس ، و قَرَّت الأولاد مجاناً ، و سَكَّنَتهم في الداخليات ، و أَدَّتهم المنح ، و عملت التمييز الإيجابي في التعليم ، و أنشأت المستشفيات ذات الأسرة ، و سَوَّت المساكن الشعبية ، و مَدَّت خطوط السكة حديد ، و عَبَدَّت الطرق ، و أقامت المشاريع الإعاشية و إمتدادتها رغم إعاقات التمردات المسلحة و الحروب الأهلية و الإنقلابات العسكرية و الحركات النُّص كُم!!!...
و ما ذنب ”دولة ستة و خمسين (٥٦)“ إن إختار أولاد ”الهامش“ التمرد العسكري عوضاً عن النضال المدني في نيل المطالب؟ ، أو أنهم و من بعد التخرج من المعاهد و الجامعات (تَخَرطَمُوا) و فَضَّلُوا العيش في الخرطوم أو بلاد برة على العودة إلى مناطقهم و تنميتها؟!!!...
و الشاهد هو أن بعضاً من المنادين بالتحرير/التحرر و ”السودان الجديد“ من الذين تمردوا و رفعوا السلاح في وجه الدولة ، و عاقوا و أعاقوا السلطات الحاكمة من قبل إعلان الإستقلال و إلى يومنا هذا ، قد أفلحوا في تحرير بعضاً من أراضي ”الهامش“ ، و على الرغم من ذلك فإن مواطنيهم/رعاياهم و حاضراتهم و مناطقهم ”المحررة“ ، و لفترة من الزمان ، لم يشهدوا أي نمو/تنمية و لا مدارس و لا تعليم و لا أسرة مستشفيات و لا مساكن و لا طرق و لا مشاريع تنموية و لا مؤسسات دولة و لا يحزنون...
و قد تسآءل أحدهم:
إنتو الناس الحَرَرُوا المناطق و أنشأوا الدول الجديدة ديل ، وِينُوا عَمَارَهم؟!!!...
و لا بس حَلقَمَة و خطابات ثورية و مصطلحات كبيرة و حركات نُص كُم (حركات تحرير)...
و قد قيل أن البراميل الفارغة تحدث أصواتاً عالية و مزعجة...
و نُذَكِّرُ القرآء الكرام أن إيقاف الحرب الأهلية ”التي أعاقت عجلة التنمية“ كانت في مقدمة/إفتتاحيات البيانات الأولى لجميع الإنقلابات العسكرية ، الفاشل منها و الناجح ، التي إبتليت بها جمهورية السودان...
و لقد تلاحظ في الآونة الأخيرة الولع الغير عادي و الإفتنان العظيم من قبل الجهات السياسية و القوى/المنظمات المدنية و الجماعات و الأفراد في بلاد السودان بإطلاق المسميات المختصرة الجاذبة للإنتباه و المثيرة للجدل على التحالفات و التنظيمات المنبثقة من شاكلة: قحت و تقدم و قمم و صمود و تأسيس و هلم جرا ، و ما زالت سيول/سلسلة المسميات تترىَٰ ، و ما زالت الأيام و الليالي حبلىَٰ بالمنتديات و الحوارات و التفاهمات!!!...
اللهم لا نسألك رد القضآء و لكن نسألك اللطف فيه...
اللهم أجعله خير...
و يحق لكل سوداني أن يؤسس نادي أدبي أو ثقافي أو رياضي أو مركز دراسات ”إستراتيجية“ أو منظمة عمل مدني/طوعي أو حزب سياسي يعبر به عن فكر/إعتقاد طالما أنه يسعى لتحقيق هدف نبيل فيه خير و مصلحة للشعوب السودانية ، و طالما أنه قد إلتزم بالقوانين و التشريعات و اللوآئح التي تنظم مثل هذه النشاطات...
و قالوا البحر ما بِيَابَىَٰ الزيادة ، لكن الفيضانات قد تكون مدمرة!!!...
و قالوا أيضاً البِفُوت حَدُّو بِنقَلِب لِي ضِدُو...
و أُذَكِّرُ نفسي و الآخرين بأن أجهزة المخابرات الأجنبية أنشط ما تكون في تجنيد العملآء المحليين عند أوقات الشدة و الأزمات و الحروب الأهلية ، و عند إنتشار الفقر و المعوزة و ظاهرة منظمات العمل الطوعي/المدني!!! ، و عندما تزداد الأطماع ، و تكون في قمة أدآءها/نشاطها عندما تغلبُ شهوتي الفم و الفرج عند العميل!!!...
و يبدو أن بعضاً من الناشطين و الناشطات في العالم الإفتراضي (تطبيقات الوسآئط الإجتماعية و أسافير الشبكة العنكبوتية) قد صدقوا فعلاً أنهم قادة فكر و تغيير ، و يبدو أنهم قد إستفادوا كثيراً من التكنولوجيا و العالم الإفتراضي و فرضية أن ”العالم أصبح قرية صغيرة“ ، و أنه بالإمكان أن تركب سُنبُك أو زورق بلاستيكي أو طيارة أو حتى تمشي كَدَّارِي و في النهاية سوف تصل/تنتقل إلى مبتغاك و لو بعد حين أو آنياً!!! ، كما أنه يمكنك تحقيق أحلامك إفتراضياً أو عن طريق الإنتقال الجزيئي أو بواسطة أحلام اليقظة أو عن طريق المساعدة و المنح و العطايا المقدمة من المنظمات و تلك الجهات!!!...
و سبحان الله الذي سخر لنا الفلك و المطايا و أسافير الشبكة العنكبوتية...
و الحمدلله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

fbasama@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • انطلاق الجولة «السابعة» من عملية تسليم «الأسرى».. رسائل فلسطينية جديدة إلى إسرائيل
  • ليبيا تجدد موقفها الثابت من حق «الشعب الفلسطيني» في تقرير مصيره
  • الدولية لدعم الشعب الفلسطيني: ترامب يتراجع تدريجيا عن خطته بشأن غزة
  • تخريمات و تبريمات على هامش إجتماع نيروبي “التأسيسي”
  • أبو العينين يفضح روايات الاحتلال الكاذبة أمام برلمان البحر المتوسط ويؤكد: لا سلام دون استعادة حقوق الشعب الفلسطيني
  • «أبو العينين»: العالم لم يعد يقبل بممارسات الاحتلال وانتهاكاته لحقوق الشعب الفلسطيني
  • شما بنت محمد تشارك في اجتماع ممثلي المجتمع المدني بالأمم المتحدة
  • الصادق الرزيقي: الوجوه التي تسلقت سيقان البلاهة العجفاء في نيروبي، جاءت لتكتب شهادة وفاة لمشروع بائس
  • اتحاد نقابات عمال اليمن يدعو إلى مواقف جادة رفضاً لمخطط تهجير الفلسطينيين
  • هل آن الأوان لأوروبا أن تستعيد بوصلتها ومكانتها في العالم؟!