المجدلاوي : مستشفيات العودة في غزة لم يصلها أي لتر وقود منذ بداية الهدنة
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
أكد د. رأفت المجدلاوي ، مدير عام جمعية العودة الصحية والمجتمعية ، اليوم الخميس 30 نوفمبر 2023 ، إن مستشفيات الجمعية لم يصلها أي لتر وقود منذ بداية سريان الهدنة الإنسانية في قطاع غزة .
أخبار غـزة الآن لحظة بلحظة عبر قناة تليجرام وكالة سوا الإخباريةوقال المجدلاوي في حديث مع وكالة سوا الإخبارية :" إمكانيات الصمود في مستشفى العودة بمخيم النصيرات جيدة من حيث المستهلكات الطبية ، ولكنها سيئة جدا جدا من حيث توفر الوقود اللازم ، حيث لم يصل أي لتر وقود لمرافق جمعية العودة الطبية والمجتمعية منذ بدء الهدنة الإنسانية".
وأوضح أن جمعية العودة الطبية والمجتمعية ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مركزت عملياتها في شمال قطاع غزة من خلال مستشفى العودة في تل الزعتر ومركز العودة الصحي في مخيم جباليا ، وفي جنوب ووسط القطاع من خلال مستشفى العودة بالنصيرات ومركز العودة الصحي في مدينة رفح.
وأضاف المجدلاوي :" هذه المناطق مستمرة في تقديم الخدمة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حتى اللحظة ، ولكن مناطق شمال غزة ما زالت تعمل في ظروف معقدة ، إذ ان كميات الوقود محدودة جدا".
وتابع :" في شمال قطاع غزة يتم تشغيل المولدات من ساعتين الى ثلاثة ، ويتم بناءً على ذلك جدولة أعمال المستشفى خلال هذه الساعات ،مبينا أنهم يعملون بكل جهد لتعزيز صمودها ولكن التحدي الأبرز هو عدم وصول الوقود لها حتى اللحظة".
الواقع الصحي
وأكد المجدلاوي أن الواقع الصحي في قطاع غزة متآكل وسيء قبل العدوان الإسرائيلي الأخير ، بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي وكذلك الانقسام الفلسطيني الداخلي والذي كان له آثار كارثية من حيث وجود قيود على استقبال الوقود الطبية وكذلك ارسال الوفود للخارج ، وعدم صيانة الأجهزة الطبية وشراء المستلزمات والمستهلكات الطبية اللازمة ، بالإضافة كذلك لوجود أزمات مالية وعدم تخصيص موازنات مالية لوزارة الصحة.
وأوضح أن النظام الصحي تحمل أعباء الانقسام الفلسطيني الداخلي ، وتحمل كذلك كافة الحروب والتصعيدات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة ، ناهيك عن ازدياد هذه الأعباء مع أزمة فيروس كورونا .
وأشار الى أن منظومة المستشفيات في قطاع غزة هي العمود الفقري للنظام الصحي ، إذ أنها تضم 36 مستشفى منها 3 تعمل بالحد الأدنى في ظل العدوان ، و15 تعمل بشكل جزئي و18 متوقفة عن العمل تماما.
وأكد المجدلاوي أن الأزمة الصحية تفاقمت بعد نزوح 1.8 مليون مواطن من غزة وشمالها الى الجنوب ، إذ باتت المؤسسات الصحية غير قادرة على استيعاب هذه الاعداد الكبيرة واحتياجاتها اللازمة لها.
وشدد أن هناك تحديات كبيرة تواجه المنظومة الصحية أثناء العدوان ، حيث ان المشكلة الرئيسية تتمثل في عدم تزويد المستشفيات بالوقود اللازم لضمان استمرار عملها في ظل انقطاع كامل للتيار الكهربائي.
وأشار الى ان هناك تحدي جديد ظهر وهو نقص المستلزمات الطبية للطوارئ والنساء والولادة ، والأمراض المزمنة ، خصوصا في ظل ظهور أعراض على النازحين مثل الاسهال المتكرر والجرب وبعض الأمراض الجلدية.
المجدلاوي يعتقد أن العدوان الإسرائيلي عمق أزمة النظام الصحي وزاد من الأعباء ، إذ أن التقديرات تشير الى أنه وبعد انتهاء العدوان سنشهد مشاكل معقدة ومركبة في منظومة العمل الصحي ، خاصة في ظل التدمير الجزئي الذي أصاب بعض المستشفيات وأهمها مستشفى الشفاء الذي يمثل العمود الفقري لمنظومة المستشفيات في قطاع غزة.
وأوضح أن مستشفى العودة في مخيم النصيرات قدم أكثر من 100 ألف خدمة طبية خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، إضافة لاستقبال أكثر من 2900 مصاب ، حيث تم تحويل 378 منها الى مستشفى شهداء الأقصى ، واستقبال 504 شهيد.
وبين المجدلاوي أن قسم النساء والولادة تعامل مع 1930 مولود خلال فترة العدوان الإسرائيلي ، مشيرا الي أن قسم الاستقبال والطوارئ استقبل 8731 شخصا منذ بداية العدوان.
وقال أن مستشفى العودة في النصيرات يقدم يوميا خدمة الغيار الطبي لمصابي مسيرات العودة.
وأكد المجدلاوي رفع القدرة الاستيعابية في مستشفى العودة بالنصيرات ، حيث كانت قبل العدوان 23 سريرا ، حيث تم رفعها الى 65 سريرا من خلال إنشاء قسم استقبال وطوارئ ميداني لتصل السعة الى 26 سريرا ، وتوسيع أقسام المبيت ورفع سعتها الاستيعابية لتصل الى 39 سريرا.
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: العدوان الإسرائیلی مستشفى العودة على قطاع غزة فی قطاع غزة العودة فی منذ بدایة
إقرأ أيضاً:
بالأرقام.. هكذا حوّل العدو الإسرائيلي أطفال غزة ولبنان إلى وقود لآلته الحربية
يمانيون/ تقارير
يُعدّ قطاع غزة أخطر مكان على وجه الأرض بالنسبة لحياة الأطفال، لذا، ومنذ بدء الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023، قتلت “إسرائيل” أكثر من 17 ألف طفل في تلك البقعة الجغرافية المكتظة بالسكان.
عند الاطلاع على اتفاقية “حقوق الطفل” الصادرة عن الأمم المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر 1989، مع غيرها من عشرات المعاهدات والمواثيق والصكوك والقواعد والأعراف الأميركية والأوروبية المماثلة، ثم نشاهد صوراً ومقاطع فيديو لأطفال من غزة ولبنان عبر البث المباشر، بعضها مقطوع الرأس، أو لأجساد صغيرة تنهش لحومها الطرية القطط والكلاب، أو تناثرت أشلاء أصحابها على الجدران وفي العراء، ندرك تناقض الغرب وتواطؤه مع الجرائم الإسرائيلية، ونفاقه حين يطالب بتطبيق هذه الاتفاقيات في دول ويسكت عنها ويتناساها عندما يتعلق الأمر بـ “إسرائيل”.
نصوص هذه الاتفاقات والمعاهدات جميعاً، وما تحتويه من مواد قانونية ملزمة للدول، كالحق بالحياة وتوفير الرعاية والحماية والطعام والشراب والانتقال الآمن خلال الحروب، تتحوّل عندما يتعلق الأمر بأطفال غزة ولبنان إلى حقوق نظرية فقط، وإلى عبارات جوفاء مجردة من أي قوة أو تأثير، فلا تمنع المذابح والمجازر عن هؤلاء الأطفال الذين تُرِكوا لمصيرهم، كوقودٍ لآلة القتل الإسرائيلية الفتّاكة، بدعمٍ وشراكةٍ أميركية كاملة.
من هنا، فلا عجب أن نرى الولايات المتحدة – التي نصّبت نفسها محامياً ومدافعاً عن حقوق الإنسان، ولا تتورّع عن معاقبة بعض الدول بذريعة انتهاك حقوق الإنسان والطفولة – تستمر في مدّ “تل أبيب” بأحدث القنابل والصواريخ، التي حوّلت جمعاً كبيراً من أطفال فلسطين ولبنان وفي ثوانٍ قليلة، إلى أرقام تتناقلها وسائل الإعلام العالمية على هامش أخبارها، فيما الناجون منهم يصبحون إما جرحى أو جياعاً مشرّدين، يبحثون عن قطرة ماء، أو كسرة خبز، كما هو الحال في غزة هذه الأيام، بعدما منع “جيش” الاحتلال إدخال المساعدات الغذائية إلى القطاع، بل وإنه يمعن في حصاره وتجويع أهله، خصوصاً في الشمال.
الحروب ومعاناة الطفولةفي الواقع، يعيش نحو 468 مليون طفل – أي واحد من كل ستة أطفال على هذا الكوكب – في مناطق متأثرة بالصراعات المسلحة، وفقاً لمنظمة إنقاذ الطفولة. ولهذه الغاية، حدّدت الأمم المتحدة في عام 2005، وأدانت، ستة انتهاكات جسيمة ضد الأطفال في أوقات الحرب، وهي: القتل أو التشويه، التجنيد في القوات المسلحة، الهجمات على المدارس أو المستشفيات، الاغتصاب أو غيره من الأعمال المتعلقة بالعنف الجنسي، الخطف، والحرمان من الوصول إلى المساعدات الإنسانية.
هذه الانتهاكات والفظائع يرتكبها “جيش” الاحتلال الإسرائيلي في غزة ولبنان، ومع ذلك، يحظى قادته بحصانة غربية مطلقة، مما مكّنهم حتى الآن من الإفلات من العقاب والمحاسبة.
ليس هذا فحسب، بين عامي 2005 و2023، تمّ التحقّق من أكثر من 347 ألف انتهاك جسيم ضد الأطفال، في أكثر من 30 منطقة نزاع في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، استناداً لمنظمة “يونيسف”، ووكالة الأمم المتحدة للأطفال. ومع أنه من المؤكد أن العدد الفعلي أعلى بكثير، لكن بحلول العام 2010 تضاعفت الهجمات على الأطفال (والتي تمّ التحقّق منها)، ثلاث مرات، مقارنةً بالعقود الماضية.
أكثر من ذلك، أدت الصراعات العالمية في العام الماضي وحده، إلى مقتل ثلاثة أضعاف عدد الأطفال مقارنةً بالعام 2022. وتعليقاً على ذلك، قال مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في حزيران/يونيو، عندما أعلن أرقام عام 2023 بشأن الوفيات والانتهاكات الحاصلة في غزة: “أصبحت عمليات قتل وإصابة المدنيين حدثاً يومياً”. وأضاف: “أطلقوا النار على الأطفال. قصفوا المستشفيات. وأطلقت المدفعية الثقيلة على مجتمعات بأكملها”، في إشارة مباشرة إلى فظائع “إسرائيل” بقطاع غزة.
“إسرائيل” والمحرقة بحقّ أطفال غزةيُعدّ قطاع غزة أخطر مكان على وجه الأرض بالنسبة لحياة الأطفال، والكلام هنا على ذمة منظمة “يونيسيف”. لذا، ومنذ بدء الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023، قتلت “إسرائيل”، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، نحو أكثر من 17 ألف طفل في تلك البقعة الجغرافية المكتظة بالسكان.
الكارثة الأخرى، هي أن هناك ما يزيد على نحو 26 ألف طفل، إما فقدوا أحد والديهم أو كليهما، فضلاً عن وجود ما لا يقل عن 19 ألفاً منهم باتوا الآن أيتاماً أو لا يجدون من يقدّم لهم الرعاية الضرورية. كما تمّ تهجير مليون طفل في غزة من منازلهم، استناداً للبيانات الرسمية.
لم تكتفِ “إسرائيل” بمذابحها هذه، بل إنها أقدمت على تدمير نظام التعليم بشكل مُتعمّد وممنهج وصولاً إلى إبادته عن بكرة أبيه، وفقاً لتقرير حديث صادر عن مركز الميزان لحقوق الإنسان، (وهو مجموعة مناصرة فلسطينية). ونتيجة لذلك، أدت هذه الأعمال الوحشية الإسرائيلية إلى حرمان 659 ألف طفل من التعلّم.
إلى جانب ذلك، تسبّبت هذه الحرب، بواقع حصول تأخّر أكاديمي للأطفال لعدة سنوات إلى الوراء، وهذا بدوره سيخلق جيلاً من الفلسطينيين المصابين بصدمات دائمة، بحسب دراسة جديدة أجرتها جامعة “كامبريدج” ومركز الدراسات اللبنانية، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى”الأونروا”.
إشارة إلى أنه حتى ما قبل الحرب الحالية، كان ما يُقدَّر بنحو 800 ألف طفل في غزة – أي ما نسبته 75% من الأطفال هناك – بحاجة إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي. وحاليّاً، تقدّر اليونيسف أن أكثر من مليون منهم – في الواقع، كل طفل في قطاع غزة – باتوا يحتاجون إلى مثل هذه الخدمات.
حال أطفال لبنان في ظلّ العدوان الإسرائيليفي الحقيقة، لم تكن أوضاع أطفال لبنان أحسن حالاً من نظرائهم في قطاع غزة. إذ اقترب عدد الذين استشهدوا منهم نتيجة الغارات والقصف الإسرائيلي اليومي على مختلف المناطق اللبنانية، من نحو 200 طفل شهيد حتى كتابة هذه السطور (والعدد إلى ارتفاع نتيجة الوحشية الإسرائيلية)، فيما تجاوز عدد الجرحى ألف طفل، استناداً لإحصاءات وزارة الصحة اللبنانية.
وعلى مدى 4 أيام في أواخر أيلول/سبتمبر، عندما كثّفت “إسرائيل” هجماتها الإرهابية على لبنان، تمّ تهجير نحو 140 ألف طفل، “وصل الكثيرون منهم إلى الملاجئ، وآثار الصدمات وعلامات الضيق العميق والتعب والخوف ظاهرة على وجوههم”، والكلام لموظفي منظمة إنقاذ الطفولة.
وفي الأسابيع الثلاثة الأولى للحرب، قدّرت الأمم المتحدة عدد الأطفال اللبنانيين النازحين، بنحو 400 ألف طفل.
وتعقيباً على ذلك، قالت جينيفر مورهيد، مديرة منظمة “إنقاذ الطفولة”: “يخبرنا الأطفال أن الخطر موجود في كل مكان، وأنهم لا يمكن أن يكونوا آمنين أبداً”. وأضافت: “كل صوت عالٍ يجعلهم يقفزون الآن… لقد انقلبت حياة العديد من الأطفال وحقوقهم ومستقبلهم رأساً على عقب، كذلك تأكّلت قدرتهم على التعامل مع هذه الأزمة المتصاعدة”.
إلى جانب ذلك، أثّر إغلاق قسم كبير من المدارس في لبنان سلباً على 1.5 مليون طفل في البلاد. وكان قد أُصيب أكثر من 890 طفلاً من جراء الضربات الإسرائيلية التي استهدفت العديد من المناطق اللبنانية خلال العام الماضي، فيما الغالبية العظمى منهم، أي أكثر من 690 طفلاً، أُصيبوا منذ 20 آب/أغسطس 2024، بحسب وزارة الصحة العامة اللبنانية.
في المحصّلة، من لم تقتله أو تصبه الصواريخ الإسرائيلية (الأميركية الصنع) المتفجّرة بأجساد الأطفال الصغيرة في غزة ولبنان، سيعيش وهو يحمل آثاراً وندوباً جسدية وعقلية مدى الحياة. وهو ما أكّدته دراسة حديثة أجراها باحثون إيطاليون، وجدت أن الصدمة المعقّدة للحرب تشكّل تهديداً خطيراً للنمو العاطفي والمعرفي للأطفال، مما يرفع من نسب خطر الإصابة بالأمراض الجسدية والعقلية، والإعاقات، والمشكلات الاجتماعية، والعواقب بين الأجيال المستقبلية.
نقلا عن الميادين نت