"مصر في القرآن والسنة" ندوات توعوية بمساجد الفيوم
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
تشهد مديرية الأوقاف بالفيوم برئاسة الدكتور محمود الشيمي وكيل الوزارة، حراكًا دعويًا خلال هذه الفترة، تضمن تنظيم عدد من الندوات الدعوية بالمساجد الكبرى بقرى الفيوم.
خلال الندوات تحدث العلماء بصوت واحد تحت عنوان: "مكانة مصر في القرآن والسنة"، وذلك في إطار الدور التثقيفي والتنويري الذي تقوم به مديرية الأوقاف بالفيوم
وأكد العلماء أن مصر ذُكرت على لسان سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، في أحاديث متعددة، حيث أوصى بالإحسان إلى أهلها؛ فقال:( صلى الله عليه وسلم):(إنكم ستفتحون مصرَ، وهي أرضٌ يُسمى فيها القيراطُ، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلِها.
ولفت الأئمة والعلماء، إلى أن مصر على الرغم من قوتها عبر التاريخ الإسلامي فإنها لم تكن معتدية أو غازية أبدا؛ بل كانت حامية للدين، وسندًا للعرب والمسلمين في كل مكان، يقول الإمام ابن كثير في تاريخه: في عام الرمادة والجوع والفقر يحاصران الأمة الإسلامية- كتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، لعمرو بن العاص حاكم مصر -"رضي الله عنهما": "واغوثاه.. واغوثاه.. واغوثاه"، فقال عمرو بن العاص: "..والله لأرسلن قافلة من الأرزاق أولها في المدينة، وآخرها عندي في مصر".
وشرَّف الله مصر بأن أرسلت كسوة الكعبة المشرفة على المحمل العظيم لألف عام، ومن مظاهر تكريم الله لمصر أنها استضافت كثيرًا من الصحابة الكرام، فقد دخلها في فتحها مئة رجل ونيف ممن صحب رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، كما تشرفت بعيش عدد كبير من التابعين، وتابعي التابعين، وأولياء الله الصالحين فيها، ونشأ على أرضها الزهاد والعباد والعلماء والفقهاء والمصلحون، ووارى رفاتَهم الميمون ثراها الطاهرُ ليشرف بهم إلى يوم الدين.
العلماء: نهر النيل المبارك مكرمة من الله لمصروقد حباها الله نهر النيل المبارك، الذي يعد مكرمة من الله لمصر، فعن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه "صلى الله عليه وسلم": (سيحان وجيحان والفرات والنّيل كلٌّ من أنهار الجنّة) (رواه مسلم). وقال الإمام النووي -رحمه الله-: "وأما كون هذه الأنهار من ماء الجنة ففيه تأويلان ذكرهما القاضي عياض: أحدهما: أن الإيمان عمَّ بلادَها، أو الأجسام المتغذية بمائها صائرة إلى الجنة، والثاني: وهو الأصح أنها على ظاهرها، وأن لها أي الأنهار مادة من الجنة" (شرح النووي)، وهكذا "كانت البساتين بحافتي النيل من أوله إلى آخره، ما بين أسوان إلى رشيد لا تنقطع، ولقد كانت المرأة تضع المِكتل على رأسها، فيمتلئ مما يسقط به من الشجر"
كما ذكر العلماء أن مصر كانت مصر مثار إعجاب العباقرة عبر التاريخ، قال عنها الكندي في كتابه (فضائل مصر المحروسة): "قد فضَّل اللهُ مصر، وشهد لها في كتابه بالكرم وعظيم المنزلة؛ وذكرها باسمها وخصَّها دون غيرها، وكرَّر ذكرَها، وأبان فضلها في آيات من القرآن العظيم"، وها هو أمير الشعراء أحمد شوقي يقول عنها:
وطني إن شُغلت بالخلد عنه ... نازعتني إليه في الخلد نفسي
وقال نابليون بونابرت ممتدحا قوة مصر: "لو كان عندي نصف هذا الجيش المصري لغزوت العالم"، ولما زارها العلامة الهندي أبو الحسن الندوي قال لأهلها: "أنتم الأساتذة ونحن الطلاب.. أنتم القادة ونحن الجنود"..
وصدق الشاعر الحكيم حين قال:
مِصرُ الكنانةُ ما هانتْ على أحدٍ ... الله يحرُسُها عطفًا ويرعَـــــــــــاها
ندعوك يا رب أن تحمي مرابعها ... فالشمس عين لها والليل نجوَاها
والسنبلات تصلي في مزارعها ... والعطر تسبيحًا والقلب مرعاها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر العلماء الاوقاف النيل بوابة الوفد جريدة الوفد صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
كيف يكون الكون بزمانه وأحداثه أمام الله في وقت واحد؟.. علي جمعة يوضح
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، مفتي الديار المصرية الأسبق، أن الله هو الباقي الوحيد، موضحًا أن الله سبحانه وتعالى ليس كائنًا بل موجود واجب الوجود لا يمكن أبدًا أن يفنى.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء، مفتي الديار المصرية الأسبق، خلال بودكاست "مع نور الدين" المذاع على قناة "الناس"، اليوم الأحد، أن الله ليس حوله زمان ولا مكان ولا أشخاص ولا أحوال، مشيرًا إلى أن هذه النقطة مهمة لفهم حقيقة الوجود، حيث إن الكون كله بزمانه ومكانه وأشخاصه وأحواله أمام الله في آنٍ واحد، مما يجعله علاّم الغيوب.
بيتحكم فيا وعايزني ندخل سينما أسمع كلامه؟ علي جمعة يرد على سؤال فتاة
حدث في ثاني يوم رمضان.. اعرف أهم الأحداث التاريخية التي وقعت فيه
وبيَّن "جمعة"، أن الله خارج إطار الزمان، لافتًا إلى أن مفهوم الغيب لا ينطبق عليه، لأنه يعلم كل شيء منذ البداية إلى النهاية، مشددًا على أن الزمان هو بداخل دائرة الوجود الإنساني، وليس خارجها.
وأشار إلى أن الإنسان خُلق في الزمان والمكان وبين الأشخاص وفي الأحوال، مؤكدًا أن هذا المفهوم قد يكون صعب التصور لكنه قابل للتصديق.
وضرب مثالًا على ذلك قائلًا: "إذا طرق أحدهم الباب، فإن العقل يقطع بوجود طارق، حتى لو لم نتمكن من معرفة هويته"، مشددًا على أن التصديق لا يشترط التصور دائمًا.
وأضاف أن العلماء استخدموا الرياضيات لتوضيح هذه الفكرة، مستشهدًا بمثال طيّ ورقة رقيقة عدة مرات، قائلًا: "عند الطية الثامنة والأربعين، يمكن أن يصل سُمكها إلى القمر، رغم أن العقل يصعب عليه تصور ذلك"، مؤكدًا أن الحسابات العلمية تثبت صحته.
وشدد على أن الخلود في الآخرة مرتبط بغياب الزمان، حيث لا تغيير ولا فناء، مما يجعل أهل الجنة خالدين في أعمارهم وأحوالهم من دون أن يتبدلوا.