خالد جمال.. وعولمة الهوية اليمنية
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
الوحدة نيوز-محمد محمد إبراهيم: بين «بعدان» و«نيويورك» جسرٌ من ضوء الطموح المحمول على مواهب التصوير والتصميم الاحترافي، والمتعلق بعدسة الكاميرا، كعشق أصيل صادر عن ذاكرة مهندس معماري توَّج ميوله الجمالي والفني بالمعرفة المهنية التي صقلت الموهبة، ومثلت حجر الزاوية في تأسيس شركة «مراسيم»، مقدماً عبرها إبداعاً ناصع البيان يتجاوز معضلة التعدد اللغوي، ليقرأه الجميع بتعدد لغاتهم وهوياتهم.
الأهم في تلازمية العدسة والفرشاة والإزميل والمنقلة والفرجار، وغيرها من أدوات التصوير والرسم والتخطيط الهندسي المعماري، أنه جعل من شركة «مراسيم الإعلامية السياحية الفنية» مسرحاً للهوية اليمنية وسط عالم متعدد الهويات، سواء في تصاميم الديكورات الخاصة بالشركة، واستديوهاتها المخصصة لتصوير الفعاليات أو المكاتب الخاصة بتقديم الخدمات للزبائن بمختلف جنسياتهم، أو بإنجاز المخططات المعمارية للمشاريع التجارية والاستثمارية وفق أنماط العمارة اليمنية والعربية، وتقديمها للمستثمرين في مدينة نيويورك.. إلى تفاصيل الحكاية:
ليس غريباً وصف مشروعه الإبداعي بـ«اللبنة الأساسية على طريق عولمة الهوية اليمنية المعمارية»، فالمصور الفوتوغرافي والمهندس المعماري، خالد جمال آل قاسم، مؤسسة تقدم إبداعاً مقروءاً بكل لغات العالم، إذ لا حاجة إلى مترجمين تمرسوا إيضاح المعاني لعالم مفتوح على تنوع اللهجات الشعبوية واللغات الرسمية، فكل ما تفصح به أعماله البصرية والفنية والهندسية الديكورية من جليل المعاني، وجمال المباني، يؤكد بما لا يدع مجالاً للتخمين والاستدراك أن علاقة الشاب خالد بالكاميرا والريشة والإزميل والتصميم الاحترافي المواكب للتطورات البرمجية، جديرة بأن توصف بالعلاقة الوجدانية، كمبدع ولد شاعراً بالفطرة، ومعمارياً يدرك معايير تحويل الأبعاد المنظورة هندسياً بالسليقة إلى ديار معمورة وعامرة بالبشر، كعادة أجداده من بُناة الحضارة الحميرية والسبئية.
ولد خالد جمال آل قاسم في 9 سبتمبر 1994م بمحافظة إب، إحدى أهم محافظات اليمن الزراعية، ليعيش طفولته على إيقاع فنون مجتمع قامت حضارته على الزراعة والعمارة وحفر الصهاريج في صلابة الصخور، وفتح مسامعه على موسيقى الوجود الطبيعية، حيث تصدح الطيور مع الغبش لحن الحياة، ومتَّع بصره بشروق الشمس البرتقالية على بساط مدرجات ووديان وقيعان إب السندسية، وبهجة الألوان اللامعة من قمريات نوافذ المباني التي تتميز بها العمارة اليمنية، وألوان الطيف المنبثقة- من رحم الطبيعة- جسوراً تربط بين قمم الجبال لحظة تجلي زرقة السماء بقطرات الندى في أصائلها المطيرة.. وعندما بلغ السابعة بدأ دراسة المرحلة الأساسية وأنهى الثانوية في مدينة إب.
كان خالد-الذي هاجر والده إلى أمريكا عام 1990م ليستقر تاجراً في نيويورك- مثابراً في دراسته يتمتع بنزعة شرهة إلى جماليات الفنون البصرية التجسيدية والتجريدية، هذه النزعة دفعته إلى تخصص الهندسة المعمارية في دراسته الجامعية، ليتخرج في العام 2016م، وعقب تخرجه قرر في نفس العام الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديداً إلى نيويورك، إلى حيث يستقر والده الذي جهز له الفيزا والتأشيرة وتبنى مشاريعه.
طيران على ريش الطموح
طار خالد مع غبش الصباح من بعدان، إحدى مديريات محافظة إب، التي تعد أحد أهم مسارح الجمال الطبيعي والزراعي في اليمن، إلى نيويورك، حاملاً بين جوانحه عهد الفن والإبداع الحميري الأصيل، بعدم الانفصال عن هويته اليمنية، وفق اتساق جامع لتنوع ألوانها الصنعانية والإبية والتعزية والحضرمية، وجبال اليمن الغربية والمناطق الوسطى والشمالية، وغيرها من مناطق اليمن التي التقت في استوديو شركته «مراسيم» الكائنة في قلب مدينة نيويورك، حي البرونكس، حيث استأجر مكتب الشركة، وقام بتصميم الاستديو وتنفيذه.. لقد كانت الشركة نتاج طموح نبيل ألحَّ على خالد لسنوات، حيث كانت هواياته الفنية وميوله الجمالي تدفعه باتجاه التصوير، فقرر أن يضيف إلى تخصصه المعماري المحدد بالديكور الداخلي مهارات جديدة ذات صلة بأبعاد مهنة المعماري الأصيل، فدرس فنون التصوير والتصميم الاحترافي في أكاديمية New York Film Acc حيث أهَّل نفسه خلال ستة أشهر وفق عملية تعليمية عن بُعد في مهارات التصوير وبرامج التصميم منها: أدوبي فوتوشوب، ثري دي ماكس، أدوبي اليستريتور، أدوبي افترافكت، أدوبي برومير برو، أدوبي لايت روم وغيرها من البرامج المتصلة بتطوير وتحديث التصاميم وهندسة الديكور الداخلي.
تسويق سياحي مؤسسي
كان خالد يمضي بخطوات وثابة نحو تحقيق حلمه في تأسيس شركة نوعية يكون لها قصب السبق في مضمار ردم الهوَّة بين واقع الاغتراب وبين الهوية اليمنية التي باتت مهددة ثقافياً في زحام العالم المتغير والمتنوع في نيويورك، وكان له ذلك، حيث أعلن ميلاد شركة «مراسيم» للتصوير والأعمال الفنية، في العام 2018م وفق مهمة طموحة مدججة بسلاح المعرفة ومعنويات الإصرار والاخلاص كمتعهد حفلات وتصميم ديكور داخلي ودعاية وإعلان، وقد انطلق من تصميم استوديوهات الشركة من محاكاة الهوية اليمنية بكل مواصفاتها الأصيلة المشار لها آنفاً، وتمتلك هذه الشركة أول وحدة تصوير فوركي يمنية داخل نيويورك، ووحدة تصوير: فيديو- فوتوغراف -مونتاج أفلام- دعوات الزفاف- ملبوسات يمنية تراثية- زفات يمنية، وكان من أهم أعمال الشركة الإسهام في تصوير وتوثيق الموكب الاستعراضي اليمني الخامس في مدينة نيويورك.
شكر وعرفان
بعد خمسة أعوام من تأسيس الشركة ونجاحها المبكر لم ينسَ الفنان الفوتوغــرافي والمـهندس المعماري القدير خالد جمال آل قاسم أن يزف شكره وامتنانه لكل من ساعده في نجاح مشروعه المعرفي والمهني، وفي مقدمتهم والده جمال آل قاسم، وأخوه الأكبر جميل جمال الذي يعمل في مجال السفريات والسياحة، وآخرون يكن لهم وافر التقدير على اهتمامهم الاستثنائي، إذ كان لتشجيعهم ودعمهم دور كبير في نجاحه، كما يقف إجلالاً لكل زبائن شركته على ثقتهم بما تقدمه الشركة من خدمات.
طموحات مستقبلية
يطمح المهندس والفنان الفوتوغرافي إلى تطوير وتحديث خدمات شركة مراسيم في المستقبل لتشمل تقديم خدمات هندسية وفنية من منظور ثقافي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، كتقديم تصاميم مختلفة في مجال الديكور اليمني والعربي، ونقل التراث إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعمل ورشة فنية خاصة بالنحت والنقوش العربية، وتوسيع مجال التصوير، وعمل استوديو لجميع الجاليات العربية والغربية، وكذلك تجهيز مكائن نحت لعرض الأفكار بشكل تجسيدي ملموس.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي خالد جمال
إقرأ أيضاً:
"تعزيز الهوية المصرية".. ضمن نقاشات ثقافة الفيوم
أقام فرع ثقافة الفيوم عددا من الفعاليات والأنشطة، ضمن برامج الهيئة العامة لقصور الثقافة تحت إشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة.
خلال ذلك عقد بيت ثقافة إطسا، محاضرة بعنوان "تعزيز الهوية المصرية في قصص الأطفال"، وذلك في إطار الفعاليات التي ينظمها فرع ثقافة الفيوم.
خلال المحاضرة أوضح القاص عيد رمضان كامل، مفهوم الهوية المصرية بأنها عدد من القيم والخصائص الثقافية والتاريخية والدينية والإجتماعية التي تميز الشعب المصري عن غيره، وتشكل شخصية الفرد، وتعبر عن انتمائه لوطنه.
وناقش "كامل" أهمية تعزيز الهوية المصرية، حيث تعزز الشعور بالإنتماء لدى الأطفال، وتعزز لديهم الثقة بالنفس، بالإضافة إلى تعزيز القيم الأخلاقية من خلال دراسة التاريخ المصري القديم، مشيرا إلى وسائل تعزيز الهوية المصرية في قصص الأطفال بعدة طرق منها؛ القصص التي تتناول الشخصيات المصرية البطولية، قصص عن الأماكن التاريخية المصرية، كالحضارة القديمة، الأهرامات، والعصر الإسلامي كالمساجد والقلاع، والعصر الحديث مثل الثورة المصرية والنضال ضد الإستعمار، كما ذكر عدد من الأمثلة لهذه القصص التي تحفز الاطفال على القراءة ومعرفة تاريخ بلدهم وحضارتهم العظيمة.
مسابقات وعرض أراجوز للأطفال ضمن أنشطة ثقافة الفيومنظمت مكتبة الفيوم العامة، يوم ثقافي ترفيهي، بحضور طلاب مدرسة زهراء الأندلس الإبتدائية الخاصة، تضمن محاضرة بعنوان"القراءة وأهميتها"، تحدثت فيها شيرين أحمد عبدالله، أمينة مكتبة الشباب، أن القراءة مهارة أساسية في التعليم والتعلم، موضحة أنواع وأشكال القراءة، أكدت أيضا على دور القراءة في زيادة الوعي، وتحسين المفردات اللغوية، وأنها ليست فقط وسيلة لإكتساب المعلومات؛ بل هي مهارة أساسية تنمي الذكاء والقدرات العقلية وتلعب دورا كبيرا في تحسين جودة الحياة، وهي عملية مستمرة، واختتمت حديثها بتعريف أقسام وأنواع الكتب بالمكتبة، وحث الطلاب على القراءة والإطلاع.
أعقب ذلك مسابقات ثقافية ترفيهية وفوازير نفذتها عبير ناجي، وورشة حكي قدمها عبير ناجي وهند عبدالتواب ورضا محمد أمناء مكتبة الطفل، بينما نفذت رضوى علي، أخصائي قسم البيئة بالمكتبة، ورشة إعادة تدوير خامات البيئة، وأخرى نفذتها فاطمة محمد، أخصائي نادي المرأة بالمكتبة، من الورق الكانسون لتصميم مشغولة فنية عبارة عن شكل جمالى لشجرة عيد الميلاد، بالإضافة إلى مسرح عرائس، وعروض مواهب للأطفال في الغناء وإلقاء الشعر إشراف رضا محمد.
وضمن الأنشطة المقامة بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافى، برئاسة لاميس الشرنوبي، وينفذها الفرع بإدارة سماح دياب، شهدت مكتبة الطفل والشباب بسنورس ورشة إعادة تدوير، بحضور بعض طلاب مدرسة محمد موسي الجلاب، تم خلالها تدريب الأطفال على إعادة تدوير المخلفات بشكل مبسط، حيث نفذت هالة عيسى، حنان اسماعيل، فتوح عبد المنعم، مسئولو نادي المرأة والفنون التشكيلية بالمكتبة، حصالة من علبة لبن الأطفال وتم تزيينها بالفوم الملون، بالإضافة إلى مقلمة متعددة الأشكال من زجاجات المياه الفارغة وتزيينها أيضاً بألوان مختلفة من الفوم.