الجزيرة:
2024-12-18@22:44:24 GMT

السيراميك الأبيض.. هل يجعلنا نتحمل حرارة 1000 درجة؟

تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT

السيراميك الأبيض.. هل يجعلنا نتحمل حرارة 1000 درجة؟

لم تمر نسمات ليالي صيف 2022 هادئة على جمهورية الصين الشعبية بعد تعرض البلاد لأسوأ موجة حر شهدتها منذ 1961، والتي أدت لزيادة كبيرة في معدلات استهلاك الكهرباء لتكييف المباني، حيث وصلت درجات الحرارة إلى نحو 40 درجة مئوية.

وربما كانت الليالي الحارة وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة بسبب تضاعف الاستهلاك لمواجهة الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة؛ سببا في انشغال الباحثين في جامعة سيتي في هونغ كونغ بتطوير مركب "السيراميك الأبيض" الذي أثبتت الدراسة التي عكف عليها باحثون قدرته على تحطيم الأرقام القياسية في تبريد المباني دون الحاجة إلى كميات هائلة من الطاقة.

وتوصلت الدراسة التي نُشرت في مجلة "العلوم" حديثا إلى أن تطوير السيراميك الخلوي يمكنه تحقيق تشتيت الضوء بكفاءة عالية، وهو مركّب من مادة تعرف بمادة التبريد الإشعاعي السلبي (PRC)، ويمكن أن تصل إلى نسبة انعكاسية شمسية شبه مثالية تصل إلى 99.6%، وهو رقم قياسي لهذا النوع من المواد. وبجانب ذلك فإنها سهلة الصنع ورخيصة نسبيا ومتينة ويمكن وضعه على سطح المبنى وجدرانه لإبقائه باردا من تلقاء نفسه.

قطعة من السيراميك الأبيض وفعاليته في تخفيف الحرارة وعكس ضوء الشمس بنسبة 99.6٪ (جامعة سيتي هونغ كونغ)

 

موفر للطاقة

وتسببت الحرارة المرتفعة خلال ذروة صيف 2022 في الصين بزيادة استهلاك الكهرباء بنسبة 6.3% على أساس سنوي، حيث قفز الاستهلاك السكني بنسبة 26.8%، وفق إدارة الطاقة الوطنية الصينية.

وبحسب الدراسة فإن اللون الأبيض ومقاومة الطقس والمتانة الميكانيكية هي الميزات الرئيسية التي تضمن الطبيعة المتينة والمتعددة الاستخدامات لسيراميك التبريد، وبالتالي تسهيل تسويقه في مختلف التطبيقات، وخاصة تشييد المباني.

ويقول الفريق الذي يقف وراء تطوير سيراميك التبريد في بيان صحفي إن المادة قادرة على إزالة أكثر من 130 واطا من الطاقة الحرارية لكل متر مربع عندما تكون الشمس في أعلى مستوياتها، وهو ما يصل إلى تأثير تبريد كبير.

وطبقا للدراسة فإن مادة السيراميك الأبيض تستطيع التغلب على بعض المشكلات مع خيارات جمهورية الصين الشعبية الحالية، مثل ضعف مقاومة الطقس، و"يمكنه تحمل درجات حرارة أعلى من 1000 درجة مئوية (1832 درجة فهرنهايت)، وبحسب الباحثين فإن "لديها القدرة على العمل في المباني في جميع الظروف الجوية وفي جميع المناخات".

كما يقلل من الحاجة إلى تشغيل مكيفات الهواء طوال اليوم، فببساطة عن طريق اختيار المواد المناسبة لأسطح البناء، يمكننا تقليل استخدام الطاقة والحرارة الداخلية بشكل كبير.

ويقول المهندس الميكانيكي تسو شي يان قائد فريق الباحثين من جامعة سيتي بهونغ كونغ: "تتمتع مادة السيراميك الأبيض بقدرة عالية على إرجاع ضوء الشمس والسماح للحرارة بالهروب، وكلاهما يساهم في التبريد السلبي".

ويستخدم السيراميك بنية نانوية تحتوي على مسام مماثلة في الحجم للأطوال الموجية المختلفة لضوء الشمس، مما يعني أن كل ذلك تقريبا ينعكس مرة أخرى بدلاً من امتصاصه، حيث يحقق السيراميك انبعاثا حراريا مرتفعا للأشعة تحت الحمراء المتوسطة بنسبة 96.5%، مما يعني أن كل الحرارة المنبعثة من المبنى تقريبا يمكن أن تتسرب إلى الغلاف الجوي.

وفي حواره مع "الجزيرة نت" عبر البريد الإلكتروني، قال جوني لين الباحث في الدراسة وأستاذ الطاقة والبيئة بجامعة سيتي بهونغ كونغ: إن "تصنيع سيراميك التبريد يتضمن خطوتين رئيسيتين، عملية فصل الطور وعملية التلبيد".

وفصل الطور هي عملية كيميائية تُستغل في تصنيع الأغشية الاصطناعية، وذلك عن طريق إزالة المذيب من محلول البوليمر السائل، وترك غشاء صلب مسامي.

أما عملية التلبيد فهي عملية تشكيل كتلة صلبة من المادة سواء الضغط أو الحرارة، وهى الطريقة المستخدمة في تصنيع السيراميك والمعادن والبلاستيك.

الخصائص البصرية لسيراميك التبريد حُسنت من أجل التبريد الفعال (شترستوك)

 

سهل التصنيع

وأضاف لين أن "عملية تصنيع سيراميك التبريد المقدمة في هذا العمل واضحة ومباشرة، حيث يمكن تنفيذ كل من عملية عكس الطور وعملية التلبيد باستخدام معدات متوافقة مع معايير الصناعة دون الحاجة إلى معالجة خاصة"، والإضافة إلى ذلك، لا تتطلب عملية التصنيع معدات دقيقة أو مواد باهظة الثمن، مما يجعل التصنيع القابل للتطوير لسيراميك التبريد أمرا ممكنا للغاية.

وأوضح لين أنه يمكن أن يكون سيراميك التبريد بمثابة "بدائل موفرة للطاقة مكان البلاط التجاري، حيث يمكن تصنيع سيراميك التبريد مسبقا في المصنع ومن ثم نقله إلى موقع البناء".

وعن الصعوبات التي قد تواجه تنفيذ استخدام السيراميك الأبيض عمليا بشكل كامل، قال لين إن "الخصائص البصرية لسيراميك التبريد حُسّنت من أجل التبريد الفعال، وهذا يجعلها فعالة للغاية في تقليل الطلب على تبريد المساحات خاصة في المناخات الحارة، ومع ذلك فإن الطلب على التبريد يختلف بسبب الاختلافات المناخية الجغرافية والموسمية".

وأوضح أنه قد يواجه سيراميك التبريد تحديات في توفير الفوائد في المناطق الباردة، ومع ذلك، "يقوم فريق البحث لدينا أيضا بتطوير مواد تبريد إشعاعية سلبية قادرة على تكييف قوة التبريد الخاصة بها بناء على درجات الحرارة المحلية، حيث يحمل هذا النهج المبتكر وعدا كبيرا أن يكون حلا للمناطق ذات متطلبات التبريد والتدفئة الديناميكية".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

ارتباك في توقعات العلماء بسبب الارتفاع القياسي في درجات الحرارة خلال العامين 2023 و 2024

سجلت درجات الحرارة العالمية خلال عامي 2023 و2024 أرقامًا قياسية غير متوقعة، مما أثار تساؤلات كبيرة في الأوساط العلمية حول مدى دقة التوقعات المناخية السابقة، وسط مخاوف متزايدة من أن كوكب الأرض قد يشهد تسارعًا في الاحترار العالمي يفوق التقديرات السابقة.

اعلان

تشير بيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، و وكالة ناسا، ومرصد كوبرنيكوس لتغير المناخ التابع للاتحاد الأوروبي، إلى أن كوكب الأرض شهد ثاني أعلى درجات حرارة مسجلة لشهر تشرين الأول/ نوفمبر في التاريخ الحديث. واتفق العلماء على أن عام 2024 قد يكون الأكثر حرارة منذ ما يزيد على قرن من الزمان، بل وربما يكون الأشد حرارة منذ 125 ألف سنة.

أرقام مقلقة وتجاوزات مناخية

تُظهر بيانات مرصد كوبرنيكوس أن عام 2024 قد ينتهي بارتفاع درجات الحرارة بمقدار 1.6 درجة مئوية عن متوسط ما قبل الثورة الصناعية، متجاوزًا هدف اتفاقية باريس لعام كامل.

لافتة كتب عليها "أريد موعدًا ساخنًا، وليس كوكبًا ساخنًا" خلال مظاهرة لنشطاء المناخ في برلين، الجمعة، 23 سبتمبر 2022.Monika Skolimowska/dpa via AP

كما تُظهر السجلات أن 16 من آخر 17 شهرًا سجلت درجات حرارة أعلى من هدف 1.5 درجة مئوية، مما يعكس اتجاهًا مقلقًا نحو ارتفاع حرارة الكوكب بوتيرة أسرع من المتوقع.

وسجلت ست قارات أعلى درجات حرارة لها هذا العام، في حين جاءت آسيا في المرتبة الثانية من حيث درجات الحرارة القياسية، وفقًا لبيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA). وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، سَجل ما نسبته 10.6% من مساحة سطح الأرض درجات حرارة شهرية قياسية، متخطية الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2023.

ماذا وراء الارتفاع المفاجئ؟

خلال مؤتمر الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي، ناقش كبار الباحثين الأسباب المحتملة لارتفاع درجات الحرارة في 2023 و2024، بما في ذلك تأثيرات التغيرات في الغيوم ذات المستوى المنخفض، وكذا انخفاض نسبة الكبريت في وقود الشحن البحري بسبب التلوث، فضلًا عن تأثير ظاهرة "النينيو".

ناشطة تحمل لافتة كتب عليها "لا نملك وقتاً كافياً" خلال مظاهرة في ميونيخ، ألمانيا، السبت 25 يونيو 2022. Matthias Schrader/AP

وفي جلسة رئيسية عقدت في 10 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، طلب عالم المناخ في وكالة ناسا، غافين شميدت، من الحاضرين في المؤتمر: التصويت على مدى اعتقادهم بأن "الشذوذ الحراري" أو الطقس المتطرف قد تم تفسيره بالكامل. ولم يرفع سوى عدد قليل أيديهم، بينما أعربت الغالبية عن الاعتقاد بوجود حاجة إلى مزيد من البحث لفهم ما يحدث. وقال شميدت: "هناك شيء ما، يجب تفسيره. ولا يزال هناك عمل يتعين علينا القيام به".

وتشير هذه التطورات إلى احتمال أن تكون السيناريوهات المناخية، التي تستند إليها خطط الدول للحد من الانبعاثات الكربونية، غير دقيقة. وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فقد نشهد وصول الكوكب إلى مستويات احترار أعلى وأسرع مما كان متوقعًا، ما يعني مواجهة عواقب بيئية واجتماعية في وقت أقرب بكثير من التقديرات السابقة.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أمل وإحباط في كوب 29: 300 مليار دولار لتمويل مكافحة تغير المناخ فهل يجب النظر للنصف الفارغ من الكأس؟ مفاوضات "كوب 29" للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة تمويل مكافحة تغير المناخ خلال كوب 29 في باكو: دعوة لتجاوز الخلافات وتأمين تمويل مناخي لإنقاذ المستقبل القمّة الأممية للمناخ - 25ناساالوقودظاهرة النينيو المناخيةالاحتباس الحراريتغير المناخاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next الحرب بيومها الـ437: قتلى في غزة ولبنان وقصف على سوريا وكاتس يعلن عن جهوزية الجيش لضرب إيران يعرض الآن Next المستشار سولتش يفشل في الحصول على ثقة البرلمان.. والألمان يستعدون لانتخابات مبكرة يعرض الآن Next مشاورات لتشكيل حكومة فرنسية جديدة.. رئيس الوزراء المكلف فرانسوا بايرو يتحرك تحت ضغط ميزانية 2025 يعرض الآن Next تقرير: ربع سكان إسرائيل يعيشون الفقر ويعانون من انعدام الأمن الغذائي يعرض الآن Next مجموعة دول غرب أفريقيا "الإيكواس" تمنح مهلة أخيرة للدول الثلاث التي شب انقلابيوها عن الطوق اعلانالاكثر قراءة بشار الأسد: لم أغادر الوطن وبقيت في دمشق حتى 8 ديسمبر الكرملين: لا قرارات نهائية بشأن مستقبل القواعد الروسية في سوريا حتى الآن زلزال بقوة 4.9 درجة يهز الجزائر لصوص بالعشرات بينهم رجال ونساء وأطفال.. جرائم نهب وحرق للبيوت داخل مجمع سكني قرب دمشق مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومسوريابشار الأسدضحاياإسرائيلهيئة تحرير الشام قطاع غزةروسياإعصارعيد الميلادقصفدونالد ترامبداعشالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • الأرصاد يكشف عن أعلى درجة حرارة سجلت على الدولة
  • 7 قفزات علمية غيّرت قواعد اللعبة في 2024
  • كبار السن أكثر قدرة على تحمل حرارة الطقس مقارنة بالشباب
  • جبل جيس يسجل أقل درجة حرارة في الدولة
  • ارتباك في توقعات العلماء بسبب الارتفاع القياسي في درجات الحرارة خلال العامين 2023 و 2024
  • الأرصاد يكشف عن أعلى درجة حرارة سجلت في الدولة
  • السودان: توقعات بارتفاع طفيف في درجات الحرارة وأمطار على ساحل البحر الأحمر
  • باحثون يكتشفون طرقا لتوليد الطاقة من جسم الإنسان
  • برودة تجمد المياه.. طريف تتصدر قائمة المدن الأقل حرارة اليوم
  • جبل جيس يسجل أقل درجة حرارة على الدولة