زي النهاردة.. وقوع معركة سينوب البحرية بين الإمبراطورية الروسية والدولة العثمانية
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
تحل اليوم الخميس الموافق 30 نوڨمبر، ذكري وقوع معركة سينوب البحرية بين الإمبراطورية الروسية والدولة العثمانية، والتي انتهت بتحطيم الأسطول العثماني.
• معركة سينوب
حدثت المعركة في سينوب، وهو ميناء بحري في شمال الأناضول، عندما قصفت وأبادت السفن الحربية للإمبراطورية الروسية قوة دورية السفن العثمانية الراسية في المرفأ، وقد كانت المعركة جزءًا من حرب القرم، وعاملا مساهما في إحضار فرنسا وبريطانيا إلى الصراع.
خلفية المعركة :
كانت معركة سينوب نتيجة مباشرة لتفكك الإمبراطورية العثمانية وفقدان العثمانيين السيطرة في البحر الأسود. قبل عام 1850، حيثكانت الإمبراطورية العثمانية غارقة في الديون وتعتمد حصرا على القروض البريطانية والفرنسية كوسيلة دعم.
ونتيجة لذلك، كان القادة العثمانيون لا يملكون أي خيار سوى الموافقة على خفض قوة هائلة في كل من الجيش والقوات البحرية.
وقبل عام 1853 رأي القيصر «نيكولاس» أن التخفيضات فرصة للضغط على المطالبات الروسية في القوقاز وعلى طول نهر الدانوب، وفي يوليو عام 1853، إحتلت القوات الروسية عدة إمارات العثمانية على طول نهر الدانوب، وكذلك الحصون عندما اندلعت الوساطة أسفل سلطان عبد المجيد رددت مع إعلانا للحرب خوفا من التوسع الروسي،
وأصدر الأنجلو-الفرنسية (اتحاد فرنسا وبريطانيا العظمى) إنذار بالتزامن: بأنه يجب على روسيا القتال دفاعيا فقط. طالما بقيت روسيا في موقف دفاعي أن الأنجلو-الفرنسية تبقى محايد، ولكن إذا تصرفت روسيا «بقوة» الدول الغربية تحتفظ بحقها على المشاركة.
فبدأ العداء رسميا في 4 شهر أكتوبر ، مع الحدث الرئيسي في أوروبا وآخر في القوقاز. أمر السلطان عبد المجيد هجوم فوري على دحر الروس وإظهار قوة العثمانيين قبل انهيار الاقتصاد العثماني تماما. والتقى الفريقان على طول نهر الدانوب بدرجات متفاوتة من النجاح، ولكن كان الهجوم العثماني في القوقاز ضد روسيا ناجح نسبيا.
وبحلول نهاية أكتوبر، كان فيلق القوقاز الروسية في خطر جدي لدعم الهجوم وإمداد قواته قبل تساقط الثلوج بكثافة، أمر السلطان عبد المجيد سرب من فرقاطات، والبواخر ووسائل النقل لإنشاء ممر إمدادات للجيش العثماني في جورجيا. وروسيا لم تكن قادرة على اعتراض القافلة، وظلت عناصر البحرية الروسية في سيفاستوبول.
وأمر السلطان عبد المجيد قافلة ثانية بقيادة «عثمان باشا»، ولكن هذه المرة كان أواخر نوفمبر تشرين الثاني واضطر الأسطول السعي أرباع الشتاء.
وانتهى الأسطول لوصول إلي سينوب، والانضمام إلى الفرقاطة « قايد ظافر» التي كانت جزءا من دورية سابقة، ويجري انضم اليهم الفرقاطة البخارية «الطائف» من سرب أصغر. وكان العثمانيون أرادوا أرسال سفن خطيةإلى سينوب، ولكن السفير البريطاني في القسطنطينية «الفيكونت دي ستراتفورد ريدكليف» اعترض على هذه الخطة، وأرسلت سفن فرقاطة فقط.
سمح التقدم العثماني الأولي في البحر الأسود إلى المضي قدما دون عوائق، وكما أن وضع سلاح القوقاز الروسي تدهورت اضطرت سانت بطرسبرغ التصرف. وأمرت أميرال «بافل دويرو ناخيموف» لحشد القوات البحرية الروسية ومنع العثمانيين.
وفي الفترة من 1 إلى 23 نوفمبر تم إرسال أسراب الروسية في البحر الأسود لبسط سيطرتها على البحر. اثنين من البواخر العثمانية، و«ميدزير تازيريد» و«بيرفاز البحري»، تم أسرهما من قبل الروس في اشتباكات قصيرة.
وتمكنت من بسط سيطرتها التشغيلية للممرات البحرية ولكن وبسبب العواصف العنيفة «ناخيموف» اضطر أن يعيد الكثير من قواته للإصلاح في روسيا. وبقى فقط مع فرقاطة، باخرة وثلاث سفن خطية، واصلت «ناخيموف» البحث عن عثمان والقافلة.
وفي 23 نوفمبر شوهد عثمان عائدا ومن ثم دخل الميناء في سينوب. ناخيموف نشر على الفور سفنه إلى الحصار وأرسلت له فرقاطة وحيدة لحين استرداد العديد من التعزيزات.
وفي 30 نوفمبر، أرسل نائب الاميرال «نوفسيليسكي» ست سفن أخرى لناخيموف، لاستكمال القوة في الحصار في فضفاضة نصف دائرة، وكان من المتوقع الإمداد ببواخر إضافية، لكنه قرر «ناخيموف» للعمل قبل العثمانيين أن يتمكنوا من التعزيز من قبل سفن إضافية، وكان عثمان من جهته يدرك جيدا الوجود الروسي منذ 23 نوفمبر تشرين الثاني لكن شعر بأن سفنه آمنة في الميناء،سينوب تمتلك دفاعات في الميناء كبيرة والحصون مجهزة لإطلاق النار وبها مدافع كثيرة،وشروط الحرب المتعارف عليها لا تسمح للسفن الحربية بمهاجمة السفن من فئة أدنى.
نتائج المعركة:
خلال المعركة جاءت الأنباء ان 37 من الروس قتلوا وأصيب 233، على الرغم من أن مصدر واحد قال أن ما مجموعه 266 من ضباط وأفراد الطاقم الروسي لقوا حتفهم، ز ثلاثة على الأقل من السفن الخطية تضررت.
• فقدت القوات العثمانية أكثر من 3000 رجلا بين قتيل أو جريح واعتقل زعيمهم «عثمان باشا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مكافحة الحرائق فرنسا وبريطانيا المدفعية الروسية الجيش الروس الروسیة فی عبد المجید
إقرأ أيضاً:
بوتين: المفاوضات ممكنة ولكن ليس مع زيلينسكي..ومسؤولون غربيون يحذرون كييف من الخلافات
عواصم " وكالات": أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده مستعدة للتفاوض لإنهاء النزاع في أوكرانيا، لكنّه استبعد التحدث مباشرة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي اعتبره "غير شرعي".
ورد الرئيس الأوكراني بالقول إن بوتين "يخشى" المفاوضات ويستخدم "حيلا خبيثة" لإطالة أمد الحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات.
ويمارس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطا على الجانبين لوضع حد للنزاع الدائر منذ نحو ثلاث سنوات في أوكرانيا، وكشف الأسبوع الماضي أن زيلينسكي يريد التفاوض على "صفقة" لوقف القتال.
وقال بوتين "إذا أراد (زيلينسكي) المشاركة في المفاوضات، سأختار أشخاصا للمشاركة فيها"، واصفا زيلينسكي بأنه "غير شرعي" لأن ولايته الرئاسية انقضت خلال الأحكام العرفية المفروضة.
وتابع الرئيس الروسي "إذا كانت هناك رغبة بالتفاوض وإيجاد تسوية، لندع أيا كان يقود المفاوضات هناك... بطبيعة الحال سنسعى جاهدين لتحقيق ما يناسبنا، وما يتوافق مع مصالحنا".
من جهته أشار زيلينسكي إلى أن هناك فرصة لتحقيق "سلام حقيقي"، لكن زعيم الكرملين يحبط جهود وقف القتال.
وأضاف "اليوم، أكد بوتين مرة أخرى أنه يخشى المفاوضات ويخشى القادة الأقوياء ويفعل كل ما في وسعه لإطالة أمد الحرب".
وحذرت كييف من استبعادها من أي محادثات سلام بين روسيا والولايات المتحدة، متهمة بوتين بالرغبة في "التلاعب" بترامب.
واعتبر بوتين أن النزاع يمكن أن ينتهي في شهرين أو أقل إذا أوقف الغرب دعم كييف.
وجاء في تصريح أدلى به بوتين لصحافي في التلفزيون الروسي "لن يصمدوا شهرا إذا نفد المال أو الذخائر عموما. كل شيء سينتهي في شهر ونصف شهر أو شهرين".
ولم ترد أي مؤشرات تدل على احتواء التصعيد في النزاع رغم تعهّد ترامب التوصل إلى هدنة سريعة عند توليه سدّة الرئاسة الأميركية.
وأعلنت روسيا اليوم الأربعاء إسقاط أكثر من 100مسيرة أوكرانيا في إطار هجوم وقع ليلا، بينما أفاد الجيش الأوكراني بأن موسكو أطلقت أيضا هجوما بالمسيرات.
وأعلن الجيش الروسي في وقت سابق أن قواته سيطرت على قرية كبيرة في منطقة خاركيف في شمال شرق البلاد، في مكسب ميداني جديد ضمن التقدم الذي تحققه قوات موسكو.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن قواتها "حررت" قرية دفوريتشنا التي كان يبلغ عدد سكانها قبل الحرب أكثر من ثلاثة آلاف نسمة.
وسيطرت القوات الروسية على هذه القرية، الواقعة عبر نهر أوسكيل الاستراتيجي، في بداية هجومها العسكري في العام 2022، قبل أن تستعيدها كييف بعد أشهر في هجوم مضاد خاطف.
ويفيد مدوّنون عسكريون أوكرانيون لهم صلات بوزارة الدفاع، بأن القوات الروسية تتقدم على أطراف تشاسيف يار، وهي بلدة استراتيجية تقع على قمة تلة كانت تعد حوالى 12 ألف نسمة قبل الحرب.
تراجع الجيش الأوكراني خلال العام الأخير على طول خط الجبهة الممتد على ألف كيلومتر نظرا إلى تفوق القوات الروسية عليه من جهة العديد والعتاد.
وأقالت الحكومة الأوكرانية مساعد وزير الدفاع المسؤول عن شراء الأسلحة الثلاثاء، بعدما اتهمته وزارة الدفاع بـ"الفشل" في ضمان حصول الجنود على "الذخيرة بالوقت المناسب".
الجيش الاوكراني يستهدف عمق الاراضي الروسية
من جهة ثانية، شنّت أوكرانيا هجوما استهدف مصفاة للنفط اشتعلت فيها النيران في عمق الأراضي الروسية ومنشأة نووية، فيما أفاد مسؤولون روس عن مقتل امرأة وطفلها بهجوم بمسيرة أوكرانية اليوم الأربعاء.
يأتي الهجوم الأوكراني على أجزاء من غرب روسيا في إطار تصعيد الطرفين الضربات الجوية التي تستهدف منشآت للطاقة وأخرى عسكرية مع اقتراب الحرب من عامها الثالث.
وتكثفت الضربات بعدما فاز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية العام الماضي في وقت يسعى الرئيس الجمهوري لوضع حد للقتال في أسرع وقت.
وذكرت أوكرانيا أنها استهدفت في إحدى الضربات مصفاة للنفط في بلدة كستوفو في منطقة نيجني نوفغورود على بعد أكثر من ألف كيلومتر عن خط الجبهة.
وأفادت روسيا في وقت سابق بأن حطام المسيرة أدى إلى اندلاع حريق في المكان.
وقالت "سيبور"، وهي شركة بتروكيماويات تملك المنشأة، على تلغرام إن "الشظايا الناجمة عن صد هجوم بمسيرة سقطت على مشروع سيبور-كستوفو ما أدلى إلى اندلاع حريق".
وأكدت "سيبور" والحاكم الإقليمي عدم سقوط ضحايا فيما يعمل عناصر الإطفاء على إخماد الحريق.
وأظهرت صور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ولم تتحقق فرانس برس من صحتها، ألسنة اللهب والدخان تتصاعد فوق مبان.
وذكرت أوكرانيا في وقت سابق أنها تستهدف منشآت الطاقة الروسية لعرقلة الجيش الروسي لوجستيا وحرمانه من العائدات التي تمول جهد موسكو الحربي.
وقال حاكم منطقة سمولنسك الروسية فاسيلي أنوخين إنه تم إسقاط مسيّرة أوكرانية "أثناء محاولتها الهجوم على منشأة نووية"، مشيرا إلى عدم وقوع أضرار أو ضحايا.
ولم يحدد الحاكم عن أي منشأة يتحدث، لكن محطة الطاقة النووية في سمولنسك تقع قرب بلدة ديسنوغورسك.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق أنها أسقطت 104 مسيّرات أوكرانية فوق مناطق غربية بينها كورسك وبريانسك فيما اعتُرض عدد أقل فوق سمولينسك وتفير وبيلغورود وغيرها.
وقال حاكم منطقة بيلغورود الحدودية الروسية فياشيسلاف غلادكوف على "تلغرام" إن "أسوأ ما حصل نتيجة الهجوم بمسيرة على منزل هو مقتل طفل في الثانية من عمره ووالدته".
وأصيب طفل آخر ووالده أيضا بجروح في الهجوم.
وأفاد الجيش الأوكراني بأن روسيا أطلقت بدورها أيضا هجوما بالمسيرات أدى إلى دوي صفارات الإنذار وأضرار ناجمة عن الشظايا في مناطق أوكرانية عدة.
وأعلن سلاح الجو الأوكراني إسقاط 29 مسيرة روسية فوق تسع مناطق جنوبية وشرقية.
وفي كييف، قال رئيس البلدية فيتالي كليتشكو إن الحطام من مسيرة روسية سقط في منطقة وسط العاصمة.
وفي منطقة أوديسا المطلة على البحر الأسود، أفاد الحاكم بأن المسيرات الروسية هاجمت منشآت تابعة للمرافئ في بلدة إزمايل.
وفي مدينة خيرسون الجنوبية، قال رئيس البلدية رومان مروشكو إن رجلا يبلغ 52 عاما قتل بهجوم بمسيرة روسية.
تأتي الهجمات المتبادلة في مرحلة حاسمة بالنسبة لأوكرانيا قبيل الذكرى الثالثة للتدخل الروسي إذ تدور معارك مكلفة حققت روسيا خلالها تقدما ثابتا وإن كان صعبا، لا سيما في شرق أوكرانيا.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن تقدمها تواصل اليوم الأربعاء مؤكدة بأن قواتها سيطرت على قرية نوفويليزافيتيفكا في منطقة دونيتسك الصناعية.
وتعد المنطقة واحدة من أربع مناطق أعلنت روسيا ضمها أواخر العام 2022، رغم عدم تمكنها من السيطرة عسكريا بالكامل على أي منها.
تقع القرية بمحاذاة منطقة دنيبروبيتروفسك التي تتقدم القوات الروسية نحوها وتبدو في طريقها لدخولها لأول مرة منذ اندلاع الحرب.
مسؤولون غربيون يحذرون كييف من تصاعد الخلاف
في هذه الاثناء، حذر مسؤولون غربيون أوكرانيا من أن تصاعد الخلاف بين وزير الدفاع رستم أوميروف ورئيسة هيئة المشتريات الدفاعية مارينا بيزروكوفا قد يعرض الثقة في البلاد للخطر وحثوا الحكومة على حل الوضع بسرعة حتى لا يعرقل توريدات الأسلحة.
وبدأ الصراع الأسبوع الماضي عندما صوت مجلس إدارة هيئة المشتريات الدفاعية بالإجماع على تمديد عقد رئيسة الهيئة مارينا بيزروكوفا لعام آخر.
غير أن وزير الدفاع أوميروف أبطل القرار، رافضا تجديد عقدها. واتهمها بأن أداءها سيئا وبالفشل في تسليم الأسلحة والذخيرة للقوات إلى خط الجبهة.
وأثار القرار غضب النواب وهيئات مكافحة الفساد التي قالت إن خطوة الوزير غير قانونية لأنه جرى تمديد عقد بيزروكوفا من جانب المجلس الإشرافي التابع للهيئة يناير.
كما دافعوا عنها بالقول إنها كانت فعالة في خلق قدر أكبر من الشفافية والإصلاحات داخل هيئة المشتريات الدفاعية التي لطالما واجهت مزاعم بالفساد.
وبموجب القانون الأوكراني، يعد قرار أوميروف برفض تجديد عقدها غير قانوني.
وتأتي الواقعة في توقيت حساس سياسيا لأوكرانيا فيما تتابع قيادة البلاد التحركات المقبلة لإدارة ترامب.
وفي بيان نشر على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، حث الدبلوماسيون الذين يمثلون مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، الحكومة على حل الوضع "بسرعة والتركيز على الحفاظ على استمرار مشتريات الدفاع".
وقالوا "الاتساق مع مبادئ الحوكمة الرشيدة وتوصيات حلف شمال الأطلسي (الناتو) مهم للحفاظ على ثقة الشعب والشركاء الدوليين".