اختتام النسخة الـ11 لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم وايز
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
اختتمت أمس الأربعاء أعمال النسخة الـ11 لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز 2023" التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة تحت شعار "آفاق الإبداع.. تعزيز الإمكانات البشرية في عصر الذكاء الاصطناعي"، وتواصلت على مدار يومين.
وجمعت القمة قرابة 7000 مشارك يمثلون مختلف الجهات المعنية بمجال التعليم، من بينهم قادة الفكر وصانعو السياسات والمبتكرون الشباب، وذلك لمناقشة انعكاسات الذكاء الاصطناعي وتأثيره على المشهد التعليمي العالمي.
ومن خلال تسليط الضوء على الجهود التعاونية التي تبحث في التحديات المعقدة في التعليم، كشفت قمة "وايز" عن الخلاصات التي توصلت إليها بشأن 7 مشاريع بحثية عالمية تتناول مجموعة من الموضوعات المتنوعة، مثل "تأثير المهرجانات التعليمية في بناء المهارات وتعزيز المجتمعات"، و"العلاقة بين رفاهية المعلم ورفاه الطلاب والمسار التعليمي"، و"التعليم والتوظيف للأشخاص ذوي الإعاقة".
وفي كلمة رئيسية خلال الحفل الختامي للقمة، ركز المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمجموعة "ولفرام" للأبحاث في أوروبا كونراد وولفرام على الأهمية القصوى للتفكير الحسابي ضمن البيئات التعليمية في عصر الذكاء الاصطناعي، إذ سلط الضوء على العلاقة المتبادلة القائمة بين دراسة الرياضيات والأساليب الحسابية التي من شأنها تعزيز مهارات التفكير النقدي والإبداع، داعيا إلى منح الأولوية لاعتماد الأدوات الحسابية في أنظمة التعليم لمواجهة تحديات العالم الحقيقي.
وخلال جلسات اليوم الختامي للمؤتمر ذكرت نينا شيك -التي تعد واحدة من أوائل الخبراء الدوليين في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي- أن عالم اليوم يشهد تحولا في مسار التطور البشري، وأشارت إلى أن "الآلات على وشك إحداث تغيير عميق في أسلوب حياتنا وطريقة عملنا، وحتى في اختبار ما يعنيه أن نكون بشرا".
ونوهت شيك -خلال كلمة رئيسية ألقتها أمام أبرز قادة الفكر وصانعي السياسات ومبتكري التكنولوجيا والرواد الشباب من مختلف أنحاء العالم- إلى التقدم الهائل الذي تشهده قدرات أنظمة الذكاء الاصطناعي، معتبرة أنه "في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي الذي نعيشه اليوم، سيصبح من الطبيعي وجود علاقة تكافلية وتكاملية بين الإنسان والآلة، بحيث يعملان معا ويكملان بعضهما البعض".
ومن جهته، تطرق مارك أوين جونز الأستاذ المشارك في برنامج ماجستير الآداب في العلوم الإنسانية والمجتمعات الرقمية بجامعة حمد بن خليفة، في محاضرة تحت عنوان "التفكير النقدي في العصر الرقمي.. الذكاء الاصطناعي ومحو الأمية المعلوماتية والمعركة ضد المعلومات المضللة"، إلى التحديات التي تواجه الأنظمة التعليمية في تحديد المعلومات الخاطئة ومواجهتها، مقدما جملة من النصائح بشأن الطرق التي يمكن للنظم التعليمية اتباعها لمواجهة الدعاية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي.
وتضمنت محاضرته تحليلا معاصرا للتحيز الإعلامي، لا سيما في سياق الأحداث الجارية في فلسطين وقطاع غرة، وطرحت تساؤلات جوهرية عن محو الأمية المعلوماتية، والبنى التحتية الأساسية، وتقنيات التعلم.
ولاستقطاب المزيد من الاهتمام بشأن التحديات المستمرة التي يواجهها قطاع غزة، عقدت مؤسسة "التعليم فوق الجميع" الشريك الإستراتيجي لقمة "وايز 2023″، جلسة عامة خصصتها لمناقشة الحلول والمبادرات اللازمة لتحقيق التعافي التعليمي، واستكشاف إمكانية الوصول إلى البيانات والتقنيات الرقمية في المجتمعات المتضررة نتيجة الصراعات.
كما بحثت القمة في جلسة عن "الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام"، مسألة التأثير الجماعي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات البحوث والتعليم، بالإضافة إلى السياسة والإعلام والعمل الخيري، ودور هذه التطبيقات في تنشئة الجيل القادم من القادة القادرين على مواجهة التحديات.
وشاركت في الجلسة وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي بثينة بنت علي الجبر النعيمي التي سلطت الضوء على الجهود القطرية المستمرة، وخطط الدولة المستقبلية لدمج الذكاء الاصطناعي في نظامها التعليمي.
وقالت: إن "دولة قطر تعد من أوائل الدول التي اعتمدت مناهج وطنية للذكاء الاصطناعي من مرحلة الروضة حتى الصف الثاني عشر، وتهدف هذه المناهج إلى تأهيل الطلاب لدخول سوق العمل الذي بات يتطلب إتقان تكنولوجيا ومهارات الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد".
وكانت حلقة نقاش تحمل عنوان "تمكين دول الجنوب العالمي.. بناء القدرات من أجل تقرير المصير"، جمعت مشاركين مثل ياسر بشر المستشار الأول للتحول الرقمي في مكتب رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، وناريمان مصطفى الباحثة في معهد بروكنغز، إلى جانب آخرين، وذلك للبحث في كيفية تمكين دول الجنوب العالمي للقيام بدور أكثر تأثيرا في تشكيل خطاب الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى بحث طرق الحفاظ على سلامة المجتمعات المحلية واستقلالية الأفراد في ظل التوجه المتزايد نحو الأتمتة، كما ناقش المشاركون في الحلقة الأساليب الفعالة للحد من السيطرة على البيانات بما يسهم في تمكين الناس من التحكم ببياناتهم الخاصة.
يذكر أن قمة هذا العام شهدت مشاركة أكثر من 300 متحدث من الخبراء المحليين والدوليين في ما يزيد على 200 جلسة، تناولت مجموعة متنوعة من الموضوعات الهادفة إلى معالجة تحديات التعليم، إضافة إلى جلسات تشاركية وعملية عن التعلم وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی التعلیمیة فی فی التعلیم فی عصر
إقرأ أيضاً:
في عصر الذكاء «الذكاء الاصطناعي».. هل يوجد «كلمات مرور» آمنة!
يعمل الذكاء الاصطناعي على “تسريع عملية اختراق كلمات المرور، حيث يساعد القراصنة على تخمين التركيبة الصحيحة، حتى وإن كانت معقدة للغاية، في غضون دقائق معدودة.”
وقالت المهندسة التحليلية في شركة “غازإنفورم سيرفيس” يكاترينا إيديمسكايا: “الذكاء الاصطناعي يعمل على تسريع اختراق كلمات المرور بشكل كبير، الخوارزميات الحديثة، مثل PassGAN، التي تم تدريبها على قواعد بيانات ضخمة من المعلومات المسربة، قادرة على توقع التركيبات المحتملة لكلمات المرور بدقة عالية”.
وأضافت: “نتيجة لذلك، حتى كلمات المرور المعقدة، إذا كانت تتبع أنماطا شائعة، يمكن اختراقها في غضون دقائق. وهذا يجعل الحماية التقليدية غير موثوقة ويجبر المستخدمين على الانتقال إلى طرق أكثر تقدمًا للحماية”.
وأوضحت المهندسة أن “الذكاء الاصطناعي يتيح للمتسللين غير الخبراء، تنفيذ عمليات اختراق معقدة، على سبيل المثال، يمكنه تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة وتحديد نقاط الضعف في أنظمة الأمان”.
ولفتت إلى أنه “في السابق، كان اكتشاف الثغرات الأمنية في الشركات الكبيرة يستغرق أسابيع، بينما يمكن للذكاء الاصطناعي تحديدها في ثوان، ويقترح على الفور أفضل طرق الاختراق”، مشيرة إلى أنها “تساعد الشبكات العصبية المجرمين على البقاء غير مرئيين من خلال تغيير البصمات الرقمية”.
وأشارت الخبيرة إلى أن “روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي قادرة على إجراء محادثات في الوقت الفعلي، مع التكيف مع أسلوب تواصل الضحية، مما يزيد بشكل كبير من احتمالية نجاح الخداع”.
وتوصي إيديمسكايا: “للحماية من التهديدات الجديدة، يجب اتباع نهج شامل. من المهم استخدام كلمات مرور معقدة وفريدة من نوعها ومديري كلمات المرور، وتفعيل المصادقة الثنائية، وتحديث البرامج بانتظام لإغلاق أي ثغرات أمنية محتملة. كما يجب الانتباه إلى النظافة الرقمية، التحقق من مرسلي الرسائل، وعدم النقر على الروابط المشبوهة، واستخدام الأدوات التي تمنع التصيد الاحتيالي”.
وأضافت الخبيرة “أن دور الشبكات العصبية في مجال الأمن السيبراني سيزداد في السنوات القادمة سواء في الهجمات أو في الحماية”، “لقد غير الذكاء الاصطناعي بالفعل عالم الأمن السيبراني، ودوره في الهجمات والحماية سيستمر في النمو. الشيء الرئيسي هو عدم الاسترخاء والبقاء دائمًا خطوة إلى الأمام”.