انعقد اجتماع الحزب الشيوعي ولجان مقاومة السودان والقوى الموقعة على الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب استجابة لطلب من الأخيرة.

الخرطوم: التغيير

أكد الحزب الشيوعي السوداني ولجان مقاومة السودان والقوى الموقعة على الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب، انطلاقهما من قاعدة مشتركة تهدف وتعمل على تحقيق أهداف وشعارات الثورة، وشددا على ضرورة وحدة قوى الثورة واستردادها لإنهاء الحرب.

وقال الطرفان في بيان مشترك، الأربعاء، إنهما عقدا اجتماعاً أمس الأول استجابة لطلب لجان المقاومة والقوى الموقعة على الميثاق الثوري، جمع ممثلين من الجانبين، وناقش الرؤية السياسية لإنهاء الحرب المقدمة من لجان المقاومة والقوة الموقعة على الميثاق الثوري.

وأكد الاجتماع حسب البيان، أن الطرفين ينطلقان من قاعدة مشتركة تهدف وتعمل على تحقيق أهداف وشعارات الثورة.

وأضاف أنهما لا يتوقفان عند إيقاف الحرب فقط، بل يرميان إلى إنهاء الحرب في السودان عن طريق معالجة الأسباب والجذور التاريخية للأزمة العامة.

وأشار إلى أنهما يتبنيان برامج اقتصادية اجتماعية تسهم في إحداث تغيير جذري أساسه توسيع وتعميق الديمقراطية على مستوى القواعد الشعبية، وتستطيع من خلاله الجماهير تأسيس سلطتها الشعبية عبر وضع البرنامج الاقتصادي البديل الذي يحقق لها المشاركة الفعلية.

وشدد الطرفان على وحدة قوى الثورة من أجل بناء الجبهة المدنية القاعدية؛ بالداخل من القوى الحية صاحبة المصلحة في التغيير وكل القوى السياسية الوطنية والمدنية المتمسكة بأهداف الثورة واستردادها لإنهاء الحرب التي فرضتها القوى المضادة للثورة على الشعب السوداني.

وأكدا إدانة وتجريم طرفي الحرب من (جنرالات اللجنة الأمنية ومليشيا الدعم السريع “الجنجويد”)، وداعميها من الفلول وقيادات النظام البائد وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب، ومناهضة ومقاومة كل الحلول التي ترمي لإعادتهما للمشهد السياسي من جديد عبر شراكة دم جديدة.

كما أكدا على إعادة هيكلة القوات المسلحة وضمان مهنيتها وقوميتها والتزامها بمهامها في حماية الدستور والدفاع عن الحدود والسيادة الوطنية.

وطالبا بحل مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) وجميع المليشيات بما فيها كتائب الظل والدفاع الشعبي والأمن الشعبي، ومحاسبتهم على كل جرائمهم والاقتصاص للشهداء وضحايا الحرب.

وأكد الطرفان على المحافظة على سيادة ووحدة السودان ومحاربة كل الاتجاهات العنصرية والجهوية والقبلية.

وأمنا على التوجه نحو الجماهير في الأقاليم لبناء التحالفات القاعدية لقوى الثورة.

وأكدا على أهمية وضرورة وحدة قوى الثورة حول برنامج ورؤية واحدة والاتفاق على مواصلة اللقاءات  لإكمال المناقشة.

الوسومالجنجويد الحزب الشيوعي السوداني السودان القوات المسلحة الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب حرب 15 ابريل وحدة قوى الثورة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجنجويد الحزب الشيوعي السوداني السودان القوات المسلحة الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب حرب 15 ابريل وحدة قوى الثورة

إقرأ أيضاً:

بعد ستة سنوات من ديسمبر أرضية أكثر صلابة لتأسيس دولة، على مبادئ الوفاق

إن كان هناك شيء قدمه حدث ديسمبر كتجربة في تاريخ الشعب السوداني فهو الوعي الناتج عن التعلم بالطريقة الصعبة وهو أغبى أشكال الوعي حيث لا يحتاج إلى أي مجهود ذهني، يدرك الأشياء بعد وقعوها.
ولكن مع ذلك فهناك من لم يتعلم!

بعد التخريب الذي أحدثته ثورة ديسمبر في الدولة ومؤسساتها وبعد الحرب التي أتت على ما تبقى من الدولة، أصبحنا الآن على وعي أكبر بالدولة وبمؤسساتها.

أشعر بالغضب والرعب في الوقت نفسه حين أتذكر ذلك الكم الهائل من الحمقى الذين كانوا يجادلون بضرورة حل جهاز الأمن الوطني، ويشتد غضبي بشكل خاص عندما أتذكر أن بعضهم من حملة الشهادات العليا في مجالاتهم، أذكياء أكاديميا ولكنهم حمقى سياسيا، كانوا يريدون حل جهاز الأمن وكشف الدولة بشكل كامل. هذا نموذج واحد لوعي ديسمبر الهش والزائف.
وأتذكر كيف عانيت شخصيا في شرح أمور بديهية حول العدالة والمحاسبة، ولكنها بالنسبة لقطيع ديسمبر كانت كفيلة بتصنيفي ككوز ضد الثورة. كنت أقول لا يوجد شيء اسمه أحزاب سياسية تحاسب حزب سياسي، المحاسبة السياسية يتولاها الشعب، ومن أجرم جنائيا يقدم للقضاء. فكرة واضحة لا تحتاج إلى عبقرية سياسية ولكنها كانت عصية على عقل ديسمبر بأطيافها المختلفة.

بعد انتصار الثوار السوريين الذين خاضوا حربا دموية ضد النظام السوري رأينا كيف تعاملوا مع مؤسسات الدولة ومع الموظفين في هذه المؤسسات بل ومع الحكومة نفسها. من البديهيات أنك يجب أن تستفيد من الموجود وأن تبني عليه، لا أن تهده وتدمره لتبدأ من جديد. لماذا كان من الصعب على ديسمبر قيادة وقطيعا رؤية هذه الفكرة الواضحة، مؤسسات الدولة والكفاءات التي تدربت فيها من مال الشعب السوداني يجب الإستفادة منها؟ هل هذه فكرة صعبة؟
ثم نأتي إلى درة تاج الثورة لجنة التمكين سيئة الذكر، كانت لجنة كارثة وفضيحة بكل المقاييس فنيا سياسيا وقانونيا وأخلاقيا، غباء وجهل وفساد وانحطاط وكانت هي السبب الأساسي في هزيمة الثورة وذلك حين هزمت كل شعاراتها وجعلتها عارية ما سهل الانقضاض عليها بعد ذلك.

وإن تكلمنا عن الحكومة فقد كانت كانت حكومة من الخونة والعملاء بامتياز. تبين أن حمدوك الذي كان صنما يعبد هو أكبر عميل؛ إستجلب البعثة الإستعمارية بقيادة سيء الذكر فولكر وفي النهاية ذهب وعمل في الأمارات وتحالف مع المليشيا في حربها ضد الجيش وضد الدولة. وكذلك البقية ولا حاجة لتعديد الأسماء.
.
أصبحنا الآن بعد ديسمبر والحرب التي أعقبتها أكثر وعيا بالسيادة الوطنية، هذه الكلمة كانت غائبة كليا عن قاموس ديسمبر. أصبحنا نفرق بين الوطني والعميل بوضوح تام. أصبحنا نفهم ماذا يعني سيادة وقرار وطني وتدخلات خارجية.

هل تتذكرون من كانوا يهتفون لرئيس بعثة الأمم المتحدة فولكر فولكر فولكر وكأنه المنقذ؟ هذا هو وعي ديسمبر. وحين تم طرد فولكر هناك من راح يهدد ويتوعد الدولة وكأنها ارتكبت خطأ وبعضهم بدأ يبشرنا ببعثة إستعمارية جديدة يقودها خواجة عسكري. ولكن نحن طردنا فولكر غير مأسوف عليه وتم طي فترة سوداء من التدخل الخارجي في شأننا ولم يخسف الغرب بنا الأرض. هذا هو معنى السيادة، هذا ما يجب أن نتعلمه.

لقد تعلمنا الكثير ولدينا الآن بعد ستة سنوات من ديسمبر أرضية أكثر صلابة لتأسيس دولة، على مبادئ الوفاق والوحدة الوطنية لا على أساس التقسيم الديني قوى ثورة وقوى ضد الثورة وكأن الثورة دين مع أنها ثورة خاوية من أي مضمون، وعلى مبادئ السيادة الوطنية وامتلاك القرار الوطني دون وصاية ودون تدخلات، وعلى أساس الاحتكام للشعب بقواه الحية الصلبة الراسخة لا الواجهات الوهمية من المنظمات المشبوهة التي تدعي تمثيل الشعب باسم حقوق الإنسان والمرأة وما شابه من اللافتات.

وقبل كل ذلك تعلمنا ما معنى الدولة وما معنى مؤسسات وما معنى جيش وشرطة وأمن ياجن. عرفنا ما معنى الاستقرار وأن المؤسسات الأمنية هي ركائز الاستقرار، وأن الاستقرار ليس لعبة في أيدي شفع من المراهقين سياسيا.

ولذلك لن يسمح الشعب مرة أخرى بتعطيل الدولة والحياة باسم الثورة بواسطة أطفال لا يعرفون ماذا يريدون، كما لن يسمح الشعب بأن تقوده شخصيات مشبوهة تأتي من كندا وأمريكا أو أوربا.

ديسمبر أضافت الكثير للوعي السياسي؛ وعي بالطريقة الصعبة ولكنه وعي علي أي حال، هذا ما نأمله على الأقل.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عالم اجتماع تركي بارز لنيجيرفان بارزاني: متفاءل بمستقبل الشعب الكوردستاني
  • في تذكّر ثورة في السودان غابتْ
  • السودان: ثورات تبحث عن علم سياسي (1-2)
  • عادل حمودة: الثورة السورية أصبحت صراعا دوليا متعدد الأطراف
  • استفتاء 19 ديسمبر .. جذوة الثورة ما تزال حية
  • هل يقع التغيير بالثورة في اليوم العاقب لها: الثورة الفرنسية مثالاً (2-2)
  • في ذكراها السادسة كيف تم إجهاض ثورة ديسمبر؟
  • بعد ستة سنوات من ديسمبر أرضية أكثر صلابة لتأسيس دولة، على مبادئ الوفاق
  • استفتاء 19 ديسمبر ..جذوة الثورة ما تزال حية 
  • وزير الخارجية الأمريكي: نحن نتحمل مسؤولية وقف المعاناة وإنهاء هذه الحرب ودعم الشعب السوداني