هنري كيسنجر.. اعتبر غزو بغداد تحولا ديمقراطيا وساهم بالحرب العراقية الإيرانية
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
طَبَع اسمه في السياسة الخارجية الأميركية، وربما الغربية عموماً، منذ أكثر من نصف قرن، راسماً دبلوماسية أميركية عابرة للحزبين الجمهوري والديمقراطي، وتاركاً أثراً عميقاً لا يزال حيّاً حتى اليوم في السياسات الداخلية للولايات المتحدة، كما كان له دور في الاحداث التي حصلت في العراق سابقاً، فمن هو هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي الأسبق، الذي توفا، عن عمر ناهز 100 عام في منزله بولاية كونيتيكت.
من هو هنري كيسنجر؟
ولد كيسنجر، واسمه الكامل هاينز ألفريد كيسنجر، من عائلة يهودية في فورث بألمانيا في 27 مايو 1923، وانتقل إلى الولايات المتحدة مع عائلته عام 1938، وبتغيير اسمه إلى هنري، أصبح مواطناً أمريكياً عام 1943، وخدم في الجيش الأميركي خلال الحرب العالمية الثانية في أوروبا، ودرس في جامعة هارفارد بعد حصوله على منحة دراسية، وحصل على درجة الماجستير عام 1952 والدكتوراه عام 1954.
وفي عام 1973، تقاسم كيسنجر جائزة نوبل للسلام مع نظيره الفيتنامي الشمالي لو دوك ثو لتوصلهما إلى اتفاق لإنهاء حرب فيتنام. وقالت لجنة نوبل إن الاتفاق، الذي تم التوقيع عليه يوم 27 يناير/كانون الثاني 1973، "جلب موجة من الفرح والأمل بالسلام في العالم أجمع".
وخلص تحقيق أجراه موقع إنترسبت عام 2023 إلى أن كيسنجر -الذي ربما كان أقوى مستشار للأمن القومي في التاريخ الأميركي والمهندس الرئيسي لسياسة الحرب الأميركية في جنوبي شرقي آسيا من عام 1969 إلى عام 1975- كان مسؤولا عن مقتل عدد أكبر من المدنيين في كمبوديا مما كان معروفًا سابقًا، استنادا إلى أرشيف حصري للوثائق العسكرية الأميركية والمقابلات مع الناجين الكمبوديين والشهود الأميركيين.
وكذلك تسهيل عمليات الإبادة الجماعية في كمبوديا وتيمور الشرقية وبنغلاديش؛ وتسارع الحروب الأهلية في الجنوب الأفريقي؛ ودعمه الانقلابات وفرق الموت في جميع أنحاء أميركا اللاتينية، وإن يديه ملطخة بدماء ما لا يقل عن 3 ملايين شخص، وفقا لـ"إنترسبت".
وقال المدعي العام المخضرم في جرائم الحرب ريد برودي للصحيفة إن "هناك عددا قليلا من الأشخاص الذين كانت لهم يد في هذا القدر من الموت والدمار والمعاناة الإنسانية في العديد من الأماكن حول العالم مثل هنري كيسنجر".
وفي السنوات الأخيرة من حياته، تقيّدت رحلات كيسنجر بسبب محاولات دول أخرى لاعتقاله أو استجوابه بشأن سياسات الخارجية الأميركية السابقة.
وبينما وصفته وكالة الصحافة الفرنسية بأنه عملاق الدبلوماسية الأميركية، ذكرت رويترز أن كيسنجر الحائز على جائزة نوبل للسلام ترك بصمة لا تمحى على السياسة الخارجية الأميركية، خاصة لجهوده في 3 مجالات هي إخراج أميركا من حرب فيتنام، وفتح العلاقات الدبلوماسية مع الصين، وتقليل التوترات مع الاتحاد السوفياتي. ولعقود من الزمن بعد ذلك، أكسبه العمل مع الرئيسين نيكسون وجيرالد فورد دور رجل الدولة الأكبر في الحزب الجمهوري عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية.
*العراق
باستخدام "السياسة المكوكية"، سطع نجم وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، بعد حرب عام 1973، وكان "رجل السلام" الذي أفضت جهوده إلى توقيع معاهدة بين مصر وإسرائيل لاحقا، وكان له مواقف عدة حول قضايا منطقة الشرق الأوسط والعراق.
*الحرب العراقية الايرانية
تتطرق الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل للجانب السلبي من شخصية كيسنجر، بين فصول كتابه "الإمبراطورية الأمريكية والإغارة على العراق" الصادر عن دار الشروق.
يقول هيكل: "وكان العراق ـ أولا وأخيرا ـ طرفا رئيسيا في قضية تكدس السلاح في منطقة الشرق الأوسط، لأن الولايات المتحدة اعتبرت أن الثورة الإسلامية في إيران التي أطاحت بنظام الشاه ـ وهو أقرب الأصدقاء إلى أمريكا وإسرائيل ـ ضربة قاسية لها، ومن ثم فإنها لم تدخر جهدا في تسهيل تسليح العراق حتى يستطيع صد المد الإسلامي الإيراني، ومعاقبة ثورة الخُميني وجموحها الجارف".
وعن النوايا غير الطيبة، يشير هيكل إلى أن الحاصل أن الاستراتيجية الأمريكية سعت إلى ضرب إيران بالعراق، والعراق بإيران، وقصدها استهلاك قوة بلدين لا يمكن الاطمئنان إليهما معا على المدى الطويل.
وكانت تلك السياسة هي التي سميت فيما بعد بسياسة "الاحتواء المزدوج"، وقد عبر عنها هنري كيسنجر: "هذه أول حرب في التاريخ أتمنى أن لا يخرج بعدها منتصر، وإنما يخرج طرفاها وكلاهما مهزوم!".
كما هان نري كيسنجر قال في السابق لما اشتدت الحرب بين العراق وإيران في بداية الثمانينات، ان الهدف الذي نحاول الوصول اليه من جراء هذا النزاع يكمن في القضاء على من نعتبرهما قوتان معاديتان لأمريكا لا نحب لا العراق ولا إيران كلاهما عدو لمصالحنا الاستراتيجية في المنطقة وفي العالم بأسره بناء على النظرية التي تقول إن جغرافيا العالم الاقتصادي كتلة واحدة في مفهوم السياسة الامريكية الخارجية. وهذا معروف منذ نشأة دولة الولايات المتحدة الامريكية في العصر الحديث.
*غزو العراق
وبعد دخول الولايات المتحدة وحلفائها العراق عام ٢٠٠٣، عقد كيسنجر اجتماعات مع الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش الابن، ونائبه، ديك تشيني، لتقديم المشورة لهما بشأن السياسة هناك، حسبما ذكرت "بي بي سي".
وقال لهما إن "الانتصار على التمرد هو استراتيجية الخروج الوحيدة".
وفي حديثه عن الحرب في العراق على وجه التحديد، قال كيسنجر لصحيفة "نيويورك تايمز"، بعد ذلك بعام إن بوش "أراد تحويل العراق إلى نموذج لإمكانية التطور الديمقراطي داخل العالم العربي"، وفق ما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس".
*بعد 2003
وفي مقال بصحيفة واشنطن بوست تحت عنوان "لا تنسوا العراق" نشر عام 2010، حذر كيسنجر مما وصفه بإهمال العراق، ودعا إدارة الرئيس باراك أوباما آنذاك إلى التركيز على العراق باعتباره محورا إستراتيجيا في المنطقة.
وقال كيسنجر إن الإدارة الأميركية تراجعت خلال سنتها الأولى عن طرح الأهمية الإستراتيجية للعراق وعلاقة أميركا بها للنقاش.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الخارجیة الأمیرکی الولایات المتحدة هنری کیسنجر حرب فی
إقرأ أيضاً:
النقل تعلن زيادة أعداد الطائرات العابرة للأجواء العراقية
الاقتصاد نيوز - بغداد
أعلنت وزارة النقل، الأحد، تسجيل زيادة كبيرة في عدد الطائرات العابرة، الهابطة، والمغادرة للأجواء العراقية.
وقال المكتب الإعلامي للوزارة في بيان، اطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، إن "الوزارة سجلت زيادة كبيرة في عدد الطائرات العابرة، الهابطة، والمغادرة للأجواء العراقية، وذلك في ظل استقرار المجال الجوي وتوسعته لصالح الطيران المدني العراقي ".
وأضاف البيان، أن "هذا التطور جاء ضمن خطة نفذتها الشركة العامة للملاحة الجوية، التي عملت على توسيع المجال الجوي المدني على حساب المجال العسكري، ما أدى إلى ارتفاع عدد الطائرات العابرة إلى 600-650 طائرة يوميًا" .
وتابع أن "وزارة النقل في إطار استراتيجيتها لتعزيز البنية التحتية للملاحة الجوية، وضعت خطة للتعاقد مع شركات عالمية لشراء رادارين جديدين، أحدهما مخصص للمنطقة الغربية والآخر لمطار البصرة، وذلك لتحسين إدارة الحركة الجوية وزيادة كفاءة المراقبة والسيطرة على الأجواء العراقية".
ونوه بيان الوزارة أن "شركة راديولا النيوزيلندية المتخصصة في سلامة الطيران أكدت كفاءة وسلامة الأجهزة الملاحية الخاصة بالهبوط، مما يسمح بمواصلة تنفيذ الخطط التطويرية لمجال الملاحة الجوية، كما يجري العمل حاليًا على تطوير أجهزة مطار بغداد الدولي، حيث يتم تركيب منظومة ILS جديدة إلى جانب المنظومة الحالية، لضمان أعلى مستويات الأمان والدقة في عمليات الهبوط والإقلاع".
وأشار البيان ، أن "مطار بغداد الدولي يشهد مشاريع توسعة وتأهيل تتضمن البنى التحتية ضمن عمليات التأهيل الشامل بالتزامن مع عمليات إنشاء مطار الناصرية الدولي، المتوقع افتتاحه بحلول نهاية العام الجاري، حيث تم استلام معظم الأجهزة الملاحية من شركة إندرا الإسبانية المتخصصة في تكنولوجيا الطيران فيما وصلت نسبة الإنجاز في مطار الموصل الدولي إلى مراحل متقدمة، ومن المقرر افتتاحه منتصف العام الحالي، حيث تم استلام معدات ملاحية متطورة، بما في ذلك أنظمة الرادار ومنظومة ILS، من شركات فرنسية و عالمية".
وواصل البيان، أن "استكمال أعمال تطوير وتأهيل مطار بغداد الدولي، إضافة إلى إنشاء مطارات الناصرية، الموصل، وكربلاء المقدسة ، ستمكن العراق بأن يكون مركزًا إقليميًا للطيران في المنطقة وهذه المشاريع من شأنها تعزيز مكانة العراق كممر جوي استراتيجي يربطه بالأسواق العالمية، إضافة إلى دوره المتنامي كوجهة سياحية وتجارية إقليمية ودولية" .
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام