"التلقي ومفارقات الزمن" مناقشة بمؤتمر أدباء القاهرة بالفيوم
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
يواصل مؤتمر أدباء إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي فعالياته في دورته الثالثة والعشرين، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني بمحافظة الفيوم.
خلال ذلك عُقدت الجلسة الثانية، تحت عنوان "الفعل الثقافي في زمن التحولات" برئاسة الشاعر محمد حسني إبراهيم، وأمانة الشاعر محمد شاكر.
جاءت الجلسة بعنوان "التلقي ومفارقات الزمن" بمكتبة الطفل والشباب بطامية، وأدارها الأديب أحمد قرني، وتضمنت 4 محاور ناقشها كل من الدكتور عايدي على جمعة، والناقد الدكتور محمد سيد عبد التواب، والفنان حسن زكي، والأديبة نورا غنيم، وشهدت حضور الشاعر مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، ولاميس الشرنوبي رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي.
في بحثه "المتلقي وتحولات الوسيط" تحدث الدكتور عايدي علي جمعة، عن عملية التلقي التي شغلت جزءا كبيرا في مجال الدراسات النقدية المعاصرة، واستطاع التركيز على أهميتها البالغة أن يحل مشكلات جوهرية في هذه الدراسات.
وأضاف أنه نتيجة تميز المتغيرات الرقمية بالسرعة الفائقة، ظهرت شركات تتنافس بشكل كبير من أجل جذب الجمهور، وحققت مكاسب مادية مهولة جدا، الأمر الذي جعل من المتغيرات الرقمية حالة شديدة الهيمنة على العالم كله، مشيرا إلى الذكاء الاصطناعي كحالة قائمة، يتم استخدامه حاليا في كتابة المقالات والكتب. وعن المواقع الرقمية قال: أسهمت بدور كبير جدا في انفجار المعرفة، من خلال بث الأفلام التسجيلية والفيديوهات التي تلقي الضوء على المواقع الأثرية الخالدة في جميع أنحاء العالم، وعلى الأحداث والشخصيات التاريخية التي لعبت دورا كبيرا في حياة البشرية، وعلى المتلقي اختيار المحتوى الذي يناسبه.
بحث بعنوان"آليات التلقي الموسيقي والتشكيلي" ضمن مؤتمر الادباء بالفيوممن جانبه قدّم الفنان حسن زكي بحثا بعنوان" آليات التلقي الموسيقي والتشكيلي" ناقش خلاله مفهوم التنوع الثقافي نتيجة الاكتشافات العلمية في العصر الحديث التي ساهمت بشكل كبير في سرعة الانتقال بين الدول، الأمر الذي أدى إلى مزيد من التفاعل مع المنتج الثقافي والإبداعي، فعرف الأدب العربي أنواعا أدبية جديدة ومتباينة.
وأضاف أن التحول الرقمي ساهم بشكل واضح في رسم خريطة للواقع الثقافي أقرب إلى الحقيقة، لأنه أتاح النشر بسهولة بالغة لكل من لديه ملكة الكتابة، حيث يمكن للكاتب أن ينشر ما يكتبه بسرعة فائقة، بل ويتلقى الكثير من الآراء حول إنتاجه من خلال تعليقات القراء. أما عن الموسيقى والفن التشكيلي في عصر الرقمية وأنماط الإعلام الجديد، أشار "زكي" أن الإعلام الآن يمكنه أن يستوعب الكثير عن المسرح، نظرا لانتشاره بأشكاله المقروءة والمسموعة والمرئية، التي جاءت محل السينما والمسرح والندوة والكتاب والمحاضرة والمعلم ذاته.
ويرى "زكي" أن الإعلام عمل على خلخلة القيم والموروث الثقافي في أكثر المجتمعات تماسكا، دون أن يميّز في ذلك بين ريف وحضر، بحجة الاطلاع والانفتاح. كما تناول البحث عدة مفاهيم أهمها "الإعلام البديل"، و"الذائقة الموسيقية والتشكيلية"، يقول "زكي": تسبب الإعلام البديل في حدوث رَجة شديدة فى عرش الإعلام الرسمي، من خلال ظهور جيل جديد، يفكر بشكل جديد يصنع الأشياء ببساطة وله قاموس مغاير. فأنتج البديل جيلا كبيرا من المذيعين والمطربين والناقدين، مما أحدث صراعا شديدا بين الإعلام البديل الذي يمتلك المستقبل وبين الإعلام الرسمي الذي يمتلك الخبرة.
وعرّف "زكي" المفهوم الثاني الخاص بالتذوق الفني مشيرا إلى أنه عملية اتصال تقتضي وجود طرفين أحدهما مرسل والثاني مستقبل، مضيفا أن عملية الاتصال لها مصادر متنوعة ووسائل كثيرة، الأمر الذي جعل المفكرون ينظرون إلى ضرورة إعادة التفكير حول ما كان سائدا من أفكار ونظريات بخصوص عملية التذوق الفني ومنها نظرية الدوافع المحركة لعملية التذوق، ونظرية التحليل النفسي.
واختتم حديثه مشيرا إلى أن التطور التكنولوجي والرقمي فى العقود الأخيرة، غيّر من ذائقة الجمهور المتلقى، فأصبحنا نعاني من تشوّه الذائقة، مؤكدا ضرورة الاستعانة بما أثاره موضوع البحث، من أجل تجاوز كل هذه التحديات والانتصار للإبداع والجمال واستكمال رحلة البشرية الطويلة فى الفنون والبناء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التلقي أدباء القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي الموسيقي التشكيلي بوابة الوفد جريدة الوفد
إقرأ أيضاً:
هل نشعر بالوقت بين الموت ويوم القيامة؟.. خالد الجندي يجيب
أجاب الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على سؤال شائع لدى كثيرون في ما يخص حياة ما بعد الموت، حيث يتساءل البعض عن هل سنشعر بالوقت بين الموت ويوم القيامة وهي الفترة التي يقضيها الإنسان في عالم البرزخ؟.
وأكد الشيخ خالد الجندي خلال تصريحات تلفزيونية له، اليوم الأربعاء، أن القرآن الكريم يقدم دلالة واضحة على أن الإنسان لا يشعر بمرور الزمن بعد موته، مستشهدًا بقصة أصحاب الكهف وقولهم: "لبثنا يومًا أو بعض يوم"، رغم أنهم مكثوا سنوات طويلة دون إدراك منهم.
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن التعبير "لبثنا يومًا أو بعض يوم" تكرر بنفس الصيغة في مواضع متعددة من القرآن الكريم، سواء في قصة أصحاب الكهف الذين ناموا 309 سنوات، أو في قصة العزير الذي نام مائة عام، وكذلك في قوله تعالى عن سؤال أهل يوم القيامة: "كم لبثتم في الأرض عدد سنين؟ قالوا لبثنا يومًا أو بعض يوم".
خالد الجندي: هذه الأمور تجعلك تستحي من ارتكاب ذنب صغير.. فيديو
لماذا تعددت واختلفت كتب تفسير القرآن؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب
خالد الجندي: الضرب جاء 14 مرة في القرآن وليس له علاقة بالزوجات.. فيديو
مش مجرد كلمات.. خالد الجندي: 3 مفاتيح لتحقيق التوبة النصوح
وأشار إلى أن هذا التكرار القرآني يؤكد أن من ينام أو يموت لا يشعر بطول المدة التي قضاها، لافتًا إلى أن من يفقد أحد أحبائه يجب أن يعلم أن الفقيد، منذ لحظة وفاته وحتى قيام الساعة، سيقوم وكأنه نام نصف يوم فقط، مستندًا إلى منطق القرآن الكريم.
وتابع: "هذا منطق قرآني دقيق يثبت أن الإحساس بالزمن يتوقف تمامًا عند النوم أو الموت، وأن الزمن الحقيقي لا يُدرَك إلا عند اليقظة أو البعث".
هل يشعر الميت بالزمن؟وفي هذا السياق، كان الشيخ محمد متولي الشعراوي، رحمه الله، قال في فيديو مسجل له، إن الميت لا يشعر بالزمن أبدا، كما هو الحال بالنسبة للنائم الذي يستيقظ ولا يعرف كم من الوقت استغرق نومه، مستشهدا بقول الله تعالى عن أهل الكهف الذين ناموا في كهفهم 309 سنة، ثم استيقظوا: «قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم» الكهف.
وأضاف «الشعراوي» في فيديو بثه رواد مواقع التواصل الاجتماعي على موقع يوتيوب، أن حساب الزمن يأتي من تتبع الوعي للأحداث في الزمن، لافتا إلى أن النائم لا تحدث معه أحداث، مستشهدا بقوله تعالى: « كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها (46)» النازعات.
وأوضح أن العبد بمجرد أن يموت وينتقل إلى حياة البرزخ؛ تقوم قيامته، مؤكدا أن القبر فيه نعيم وعذاب، وأن عذاب القبر لون من ألوان العذاب التي يعذب بها الكافر يوم القيامة.