إعجاز عسكري للمقاومة في غزة.. هل يصمد الاحتلال أمامها في الجنوب؟
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
كشفت التسجيلات التي بثتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وقدرة عناصرها على الالتحام من "مسافة صفر" مع قوات الاحتلال وآلياته المتوغلة في بعض مناطق شمال القطاع، بعضا من فصول المواجهة العسكرية القوية.
وبشكل شبه يومي، بثت المقاومة عبر قنواتها المختلفة مقاطع فيديو قصيرة، تظهر التحام عناصرها بأسلحة خفيفة مع قوات الاحتلال المتوغلة، حيث وثق تفجير العديد من الدبابات والآليات العسكرية المختلفة والكمائن، والتي وصل بعضها لتوثيق عناصر المقاومة وهي تقاتل قوات الاحتلال من نقطة صفر مع هذه الآليات ولصق الألغام بها وتفجيرها.
خسائر الاحتلال مرتفعة
وفي قراءته لأداء المقاومة في مواجهة توغل قوات الاحتلال في بعض المناطق في القطاع ضمن عملية "طوفان الأقصى"، قال الخبير العسكري الفلسطيني، اللواء واصف عريقات: "حتى نعرف قدرات المقاومة لا بد من إجراء مقارنة ما بين إمكانيات المقاومة بغزة المتواضعة وبين إمكانيات جيش الاحتلال اللامحدودة؛ من طائرات ومعدات قتالية؛ دبابات وجرافات وأسلحة فتاكة، إضافة لدعم بلا حدود من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، في ظل مقاومة محاصرة منذ 17 عاما؛ برا وجوا وبحرا".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "مع كل ما سبق ذكره، وبعد مرور شهر تقريبا على ما يسمى بالحرب البرية، ما زالت المقاومة صامدة وموجودة على الأرض وتحولت من الدفاع إلى الهجوم، وهي تسيطر على الأرض وتمنع جيش الاحتلال من السيطرة على الأرض".
وأكد عريقات، أن "الجيش الإسرائيلي لم يحقق أي من أهدافه حتى الآن، سوى أنه سيطر على بعض المستشفيات التي من بينها مجمع الشفاء الطبي، الذي كذبت إسرائيل حينما زعمت أنه غرفة عمليات وقيادة للمقاومة الفلسطينية، ولم تقدم أي دليل".
وأشار إلى أن "الخسائر التي ألحقتها المقاومة بالجيش الإسرائيلي؛ سواء بالآليات أو الأرواح التي اعترفت بها إسرائيل وهي تكذب في هذا المجال، مرتفعة وتشير إلى أن عصب المقاومة ما زال سليما وهو الذي يقاتل الآن في أرض المعركة وهو الذي يتصدى لكل المشاريع الصهيونية".
وعن دلالة التحام رجال المقاومة مع جنود وآليات الاحتلال العسكرية من نقطة صفر واقتحام بعض الأماكن التي تتمركز بها قوات الاحتلال وغير ذلك مما تظهره التسجيلات من مشاهد التصدي لقوات الاحتلال، ذكر الخبير العسكري، أن "من خطط لعملية "طوفان الأقصى" أظهر هذا الإعجاز العسكري سواء في التخطيط والتدريب والتنفيذ".
وأضاف الخبير: "لقد أظهرت عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، من فعل إعجاز عسكري عندما تمكن 1200 مقاوم فلسطيني أن يهزموا 10 آلاف جندي إسرائيلي (قوام فرقة غزة في جيش الاحتلال)، وتمكنوا من السيطرة عليها لساعات طويلة".
وتابع بأن "جيش الاحتلال لم يتمكن من القيام بأي ردة فعل، كل هذا يؤكد أن المقاومة الفلسطينية أعدت نفسها لحرب طويلة الأمد، وخططت على أساس أن هناك قدرات تدميرية لدى الجيش الإسرائيلي، ورغم الرد القاسي لهذا الجيش، إلا أن المقاومة لا زالت تتصدى له ولكل مخططاته".
التوغل بغزة ليس نزهة
من جانبه، أوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، وهو باحث في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، أن "هناك شبه إجماع في وسط المحللين السياسيين والأكثر العسكريين الإسرائيليين، أن الحرب البرية التي خاضتها إسرائيل ضد المقاومة في شمال القطاع، وجهت بعنف غير متوقع من قبل المقاومة".
ولفت في حديثه لـ"عربي21" إلى أن "العديد من المحللين الإسرائيليين، كتبوا أن الدخول إلى غزة لن يكون نزهة برية، كما ألمح بعضهم أن حماس لم تستخدم كل مقدراتها العسكرية حتى الآن، وهذا يؤدي إلى الزيادة في صعوبة العملية أكثر فأكثر، ويضع العديد من العراقيل أمام إمكانية تحقيق الأهداف التي وضعتها إسرائيل لهذه الحرب، والتي على رأيها تدمير حماس أو القضاء على قدراتها العسكرية والسلطوية".
ونوه شحلت إلى أن "هناك حديث في إسرائيل، أن هذه العملية العسكرية حتى لو استمرت ستكون أكثر تعقيدا، لأن ما يحدث في شمال القطاع لا يماثل ما يمكن أن يحدث في جنوبه، وهناك اعترافات إسرائيلية أن قوة المقاومة الرئيسية توجد في جنوب القطاع بشكل أكبر، بما في ذلك ما يتعلق بالأنفاق".
وأضاف: "إذا كانت المعركة في الشمال لم تحسم برغم مرور نحو شهرين على بداية الحرب وأكثر من شهر على العملية البرية (المتوقفة حاليا بسبب اتفاق التهدئة المؤقت مع بعض المناوشات)، فما بالك بالجنوب، والمؤكد أن من يقرأ ما بين السطور في التحليلات الإسرائيلية، يخرج بنتيجة مفادها، بأن دخول إسرائيل لقطاع غزة فيما يتعلق حتى الآن بشمال القطاع ينطبق عليه المثل العربي "دخول الحمام ليس مثل الخروج منه"، وربما يكون الأمر أشد وأدهى في حال انتقال الحرب لجنوب القطاع".
وفجر السبت 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلنت كتائب القسام، بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى"، ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المقاومة غزة الاحتلال القسام غزة الاحتلال المقاومة القسام المعارك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الاحتلال طوفان الأقصى جیش الاحتلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
الصمادي: صيد الثعابين تظهر أن المقاومة تستنزف قوات النخبة الإسرائيلية
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ركن محمد الصمادي إن العمليات النوعية التي تقوم بها كتائب القسام– الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- تؤكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي غير قادر على إنهاء حربه على غزة بمعركة حاسمة.
وجاء ذلك في تعليق الصمادي على الكمين الذي نفذته كتائب القسام ضد قوة إسرائيلية شمالي القطاع الفلسطيني المحاصر، وقتلت خلاله ضابطا وجنديين. وأطلقت الكتائب على العملية اسم "صيد الثعابين".
وأوضح أن العملية النوعية التي نفذت أمس الاثنين في منطقة دوار التعليم هي استكمال لكمائن الموت التي تقوم بها القسام، مشيرا إلى أن الكتائب أبدعت في تسمية العملية "صيد الثعابين" فهي "اسم على مسمى" حيث كان واضحا كيفية استدراج القوة الإسرائيلية وتصوير المنطقة المستهدفة.
وما لفت الخبير العسكري والإستراتيجي هو وجود مهارة واحترافية لدى مقاتلي القسام في زرع العبوات الناسفة وإخفائها، ووضع كاميرات التصوير ومتابعة ورصد هذه العملية النوعية.
وأوضح أن حصيلة من قتلوا في عملية القسام ضابط برتبة نقيب وجنديان من كتيبة شمشون، وهي من لواء كفير، أي من وحدات النخبة، مما يعني أن المقاومة الفلسطينية ومن خلال عملياتها النوعية تقوم باستنزاف قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي من أفراد وحدات النخبة.
إعلانوأشار الصمادي -في تحليل للمشهد العسكري في قطاع غزة- إلى الصورة التي بثتها كتائب القسام في الفيديو وتركت عليها علامة استفهام، ورجح وجود عامل أمني حال دون بث كافة البيانات، ولم يستبعد أن تبث القسام فيديو لاحقا لكشف المزيد من التفاصيل.
ويذكر أن الصور التي بثتها القسام أظهرت دخول أحد الجنود الإسرائيليين إلى منزل مدمر لتفقده قبل دخول القوة إليه، وبعدما خرج منه تم إرسال طائرة مسيّرة من طراز كواد كابتر لتفقد المنطقة.
ولم يتمكن الجندي ولا الطائرة من رصد العبوتين اللتين تم زرعهما مسبقا داخل البيت وخارجه. وبعد تسلل القوة إلى المنزل تم تفجير العبوة في 3 أفراد بشكل مباشر.
ونشرت القسام صورة 3 قتلى وتركت صورة رابعة فارغة مع وضع علامة استفهام عليها، وقالت إن الاحتلال يخفي خسائره الحقيقية، وإنها لم تفصح عن بقية تفاصيل العملية بسبب الظرف الأمني، مضيفة "للحديث بقية".