أفرجت إسرائيل في ساعات الصباح الأولى من اليوم الخميس عن الناشطة الفلسطينية عهد التميمي من بين 30 أسيرا أطلقت سراحهم بالدفعة السادسة، في إطار الهدنة المؤقتة في قطاع غزة، وذلك بعد اعتقالها مرة أخرى في 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أثناء دهم جيش الاحتلال لمدن الضفة الغربية المحتلة.
وقال مسؤول فلسطيني، إنه أُطلق سراحها بعد أن كانت محتجزة في سجن الدامون بالقرب من مدينة حيفا.
واعتقلت قوات الاحتلال التميمي (22 عاما) بتهمة "التحريض على العنف"، بينما نفت والدتها هذا الادعاء، وقالت، إنه يستند إلى منشور مزيف على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتعدّ عهد واحدة من المئات الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال بإطار حملة الاعتقال التي تشنها بالضفة الغربية، بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
بعد الإفراج عنها ضمن صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل.. الأسيرة المحررة عهد التميمي تتحدث عن ظروف اعتقالها وتهديد الاحتلال بقتل والدها المعتقل في السجون الإسرائيلية#الأخبار #حرب_غزة pic.twitter.com/r266FUJcQk
— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 30, 2023
وذكرت مسؤولة الإعلام في نادي الأسير -الثلاثاء الماضي- أن إسرائيل اعتقلت 56 سيدة وفتاة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ضمن حملة اعتقالات شملت حوالي 3260 فلسطينيا.
يشار إلى أن عهد التميمي اشتهرت في 2017، حين كان عمرها 16 عاما، بصفعها جنديا إسرائيليا دهم قريتها النبي صالح غربي رام الله، معلنة احتجاجها على مصادرة الاحتلال لأراض في المنطقة لبناء مستوطنات.
وحكم حينها على عهد بالسجن 8 أشهر بعد أن اعتقلها جنود إسرائيليون من منزلها ليلا، أثناء مظاهرات في 19 ديسمبر/كانون الأول 2017.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: عهد التمیمی
إقرأ أيضاً:
اسرائيل والاسئلة الكبرى
لا يختلف اثنان على ان اسرائيل لديها رغبة دائما، ولاسباب توسعية وعقائدية بالذهاب نحو حروب ابادة وتدمير وقتل، لكن هذه الحروب ليس كفيلة وحدها بتحقيق المصلحة الاسرائيلية، فتحقيق الامن والامان للمستوطنين بات منذ "طوفان الاقصى" هدفاً اساسياً لتل ابيب، وان لم تستطع تحقيقه فهي ستعاني من ازمة وجودية مهما وصلت قوتها وقدرتها العسكرية والتدميرية.
تقدمت اسرائيل في لبنان بشكل لافت علما انها فشلت فشلا كبيرا في الحرب البرية، لكنها وبالنظر الى كامل المشهد تقدمت بالنقاط على "حزب الله" وهذا ما كرسته في مرحلة الهدنة التي امتدت لستين يوما، الا ان الامر فتح بالباب امام سؤال كبير وخطير، يقول انه في ظل كل الاغتيالات والفرصة التي لا تتكرر بالخروق التكنولوجية والبشرية واستهداف بنية "حزب الله" العسكرية والصاروخية، لم يستطع الجيش الاسرائيلي السيطرة على الخط الامامي، فماذا سيحصل في الحالات التي يكون الحزب هو المتفوق فيها؟
حدة هذا السؤال مردها كل المسار الذي دفع بإسرائيل للحصول على حرية حركة ما في جنوب لبنان، لكن مع وقف اطلاق النار في غزة، وبالرغم من الدمار الهائل والمجازر التي لا توصف خرجت حماس بصورة المنتصر، ان كان ميدانيا او عسكريا او لناحية القدرة التنظيمية، وهذا جعل الصحافة الاسرائيلية تتحدث بشكل علني عن هزيمة عسكرية كاملة في غزة.
بعد ايام تنتهي مهلة الايام الستين في لبنان من دون ان يعود مستوطنو الشمال الى الجليل اقله بغالبيتهم العظمى.ومن الواضح ان شكل الاتفاق في غزة سيجعل من سكان غلاف غزة امام ازمة ومخاوف مرتبطة بتكرار "طوفان الاقصى" مجددا علما انه من الصعب لعقود تكرار هذه التجربة.
لم تتمكن اسرائيل من احتلال اي ارض بمعنى البقاء فيها، وها هم حلفاؤها يعيدون بناء انفسهم وفق اعترافات الاعلام الاسرائيلي الذي يقول ان "حزب الله" يُدخل مكونات الصواريخ الى لبنان مجددا ويرمم قدراته العسكرية، وهذا سيتكرر مع حماس من خلال اعادة التصنيع واعادة بناء الانفاق.
اسئلة جدية ستطرحها اسرائيل على نفسها امام كل فائض القوة وفائض الانجازات التي حققتها في المرحلة الماضية خصوصا ان كل ذلك لم يؤد الى انهاء التهديدات المحيطة فيها بل كانت مجرد محطة في الصراع الطويل المستمر، فهل يعاد بحث الحلول السياسية وحصول التنازلات ام ان اصرار تل ابيب على رفض اي كل جذري سيفتح الباب مجددا على الحروب؟ المصدر: خاص "لبنان 24"