الجزيرة:
2024-07-06@06:22:23 GMT

كان الموت يطاردنا.. ناجيان فرنسيان يصفان جحيم غزة

تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT

كان الموت يطاردنا.. ناجيان فرنسيان يصفان جحيم غزة

صوّر موقع "ميديا بارت" الحياة اليومية، والتنقل تحت القصف والقنابل، من خلال حوار أجراه مع فرنسيين من أصل فلسطيني أجليا من قطاع غزة في بداية نوفمبر/تشرين الثاني الحالي مع أسرتيهما، مما يعطي فكرة عن الجحيم الذي عاشه أهل غزة، وعن الآمال في هدنة أو اتفاق لوقف إطلاق النار، ليلتقي المشتتون وتعود الحياة التي افتقدها من غادروا غزة ومن بقوا فيها.

الفرنسيان جهاد وسونيا لم يلتقيا قط، ولكن يجمع بينهما المقام في غزة والتنقل تحت القصف الإسرائيلي وفقد الأحبة والأمل في عودة الأمن إلى غزة والإجلاء إلى فرنسا، وإن اختلفت التفاصيل.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4"نحن لسنا أرقاما".. موقع لتذكر قصص أهل غزة حتى لا تُنسىlist 2 of 4قصص مأساوية لنازحين من مشفى الشفاء الطبي بغزةlist 3 of 4مشاهد مؤلمة لتكدس جثث الشهداء في ساحة مستشفى كمال عدوان بغزةlist 4 of 4شهادات مؤلمة على الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي في جبالياend of list

قابل الموقع الناجيين من جحيم غزة منفصلين، الرجل في مكان إقامته الجديد بفرنسا، فجهاد (55 عاما) -حسب تقرير بيرينيس غابرييل- يسكن مع زوجته وتوائمهما الثلاثة في شقة بمجمع شقق فندقية بجنوبي غربي فرنسا، أجرتها لهم جمعية "فرانس هورايزن"، أما سونيا (27 عاما) التي رفض زوجها الخروج من غزة، فتعيش مع أطفالها الثلاثة في إيل دوفرانس في ضيافة والدها، كما تقول.

جهاد الذي هُجّر والداه من قرية قريبة من عسقلان عام 1948، حصل على الجنسية الفرنسية في العقد الأول من القرن الـ21 بعد الدراسة والعمل في فرنسا. وفي نهاية عام 2010، بعد بتر أحد أطرافه إثر إصابته بمرض، تمكن من العودة إلى غزة بفضل عمله مع منظمة خيرية غير حكومية هناك.

وقد شهد جهاد حربي 2012 و2014 وحرب 2021 على قطاع غزة، لكن لا شيء بالنسبة له يقارن بما يحدث حاليا في القطاع، قائلا إنه "عقاب جماعي يشمل تدمير أحياء كاملة، علاوة على قطع المياه والكهرباء. قبل ذلك كانت لا تزال هناك إمدادات عبر نقاط التجارة مع إسرائيل وعبر مصر، وكان الناس يحصلون على الطعام والشراب والكهرباء إلى حد ما، أما هذه المرة، فالجوع يستخدم سلاحا في الحرب".


هروب تحت القنابل

ويعلق جهاد آماله -كما يقول للموقع- على الهدنة التي تم التوصل إليها بعد الاتفاق بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، "عسى أن تستمر ونتمكن من تحقيق وقف إطلاق النار، والحل السلمي وحل الدولتين. لا يمكن ضمان أمن إسرائيل وأمن الفلسطينيين أبدا من دون تحقيق العدالة لكليهما، من أجل تقاسم هذه الأرض بين الشعبين".

كما يستنكر جهاد المعايير المزدوجة التي تتبعها الدول الغربية، على حد تعبيره، والتي تؤجج في نفسه المرارة، "شخصيا، كنت أتمنى أن تعمل فرنسا بشكل أكثر من أجل موقفها المعروف، أي دعمها لحل الدولتين، لكن لسوء الحظ لم نر ذلك".

ومن جانبها، تقول سونيا التي انتقلت عام 2012 إلى حي الطوام بشمال غزة بعد دراسة اللغة العربية في الجامعة، وحصلت على عقد تدريس في المعهد الفرنسي هناك، إن زوجها رفض مغادرة القطاع للبقاء مع والديه الكبيرين في السن واللذين يرفضان مغادرة أرضهما ومنزلهما حتى لو لم يبق سوى الآثار، وهي في فرنسا تكتفي برسائلهم التي تقول "ما زلنا على قيد الحياة"، وتأمل في وقف القتال للمّ شمل أسرتها.

كانت سونيا في شقتها بغزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقالت لنفسها فور وقوع ما حصل "إن الوضع سيكون حرجا وإنه سيؤدي إلى حرب قد تستمر أشهرا"، وعند بداية القصف لاحظت أن إسرائيل لم تكن ترسل تحذيرات كما كانت تفعل في الحروب الماضية، فأخذت مذعورة حقيبة يدها التي تحتوي على المستندات المهمة، تماما كما فعل جهاد الذي جمع أوراق العائلة في حقيبة ظهر بمجرد أن بدأ القصف.

وتتذكر سونيا كيف غادرت شقتها وابنها البالغ من العمر عامين بين ذراعيها، وخلفها طفلاها الآخران البالغان 7 و10 أعوام، وركضوا باتجاه وسط غزة مسافة تزيد عن 3 كيلومترات وسط "الدخان واللهب وأصوات القنابل العالية جدا"، وعندما لجؤوا إلى أحد أفراد العائلة بالقرب من مستشفى الشفاء وصلتهم مكالمة في المساء نفسه تطلب منهم الإخلاء، ليجدوا أنفسهم يركضون في الشارع من جديد دون أن يعرفوا إلى أين يذهبون، قبل أن يلجؤوا إلى إحدى مدارس اليونيسيف وسط قطاع غزة.

وعلى عكس سونيا، لم يغادر جهاد وعائلته شقتهم القريبة من مستشفى الشفاء على الفور، وكانوا يلجؤون إلى قبو منزل شقيق جهاد الأكبر عندما تشتد التفجيرات وتهتز بنايتهم بسقوط الصواريخ، ولكن رئيس بعثته طلب منه مغادرة غزة بعد 11 يوما من بدء القصف، ولذلك غادر إلى خان يونس جنوبا، ليلجأ إلى مركز تدريب تابع للأمم المتحدة.

وأوضح جهاد أن مركز التدريب الذي أقام فيه 3 أسابيع لم يكن فيه سوى مرحاضين للرجال واثنين للنساء، و"كان عليك الوقوف في طوابير لساعات، وفي كثير من الأحيان لم تكن هناك مياه. بالنسبة للأطفال كان الأمر صعبا، فكان الحل هو وضع كيس خلف شجرة زيتون أو جدار".


لا طعام

وفي مدرسة اليونيسيف حيث لجأت سونيا "لم يكن هناك طعام على الإطلاق، ولم تكن لدينا أي ملابس للأطفال، ولم آخذ أي شيء للطفل الصغير عندما غادرت. كان الجو باردا في الليل، ولم تكن هناك بطانيات، ونمنا على الأرض. رأيت مئات الأطفال ينامون على الأرض دون تناول الطعام. لم تكن هناك مياه أيضا، وكان عليك الوقوف في الطابور لمدة 5 أو 6 ساعات لملء حاوية سعة 15 لترا ومشاركتها مع 25 شخصا. مرض أطفالي بسبب المياه غير الصحية".

وفي مدينة غزة، كما هو الحال في خان يونس، تتحدث سونيا وجهاد عن الطابور الذي لا نهاية له للحصول على الخبز، وخطورة هذه المهمة اليومية، يقول جهاد "لا يمكنك أن تشعر بالأمان، حتى في المركز كان الزلزال يضرب على بعد 200 متر في كل مكان. إنك تخاطر بمجرد خروجك، حتى عندما تذهب للحصول على الخبز يمكنك أن تقتل في أي لحظة".

وتقول سونيا إنها توجهت إلى مركز رفح على الحدود مع مصر بناء على طلب السفارة الفرنسية في القدس لتسهيل إجلائها. لتودع زوجها وأصهاره، وتقول إنها على الطريق الذي يفترض أنه آمن، رأت "الكثير من السيارات المحترقة، والجثث والأشياء التي تصيبك بالصدمة مدى الحياة"، ومثلها كان جهاد وعائلته في طريقهم إلى معبر رفح يشعرون "بالخوف من الموت في القصف".

وختم الموقع بأن جهاد وعائلته يلقون المتابعة الدقيقة من قبل جمعية فرانس هورايزن، ويستطيعون الوصول إلى الأطباء النفسيين بالإضافة إلى الإقامة، أما سونيا فهي تشعر بالوحدة الشديدة منذ مغادرة المطار، إذ تصرفت بمفردها، ولحسن الحظ أن والديها استضافاها وإلا لما كانت تعرف أين ستنام، وهي الآن تواجه الوضع الطبيعي لأم بلا موارد ومن دون دخل مع 3 أطفال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: لم تکن

إقرأ أيضاً:

الحريديم يتعهدون بتحدي التجنيد الإجباري.. نفضل الموت على الخدمة في الجيش

استعرضت مجلة "972+" تقريرا الاحتجاجات الضخمة التي نظمها اليهود الحريديم في القدس ضد قرار المحكمة العليا الإسرائيلية إلغاء الإعفاء من الخدمة العسكرية الإلزامية الذي كان يتمتع به شباب الحريديم.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن آلاف اليهود المتشددين تظاهروا في القدس ضد قرار المحكمة العليا التاريخي الأسبوع الماضي، الذي يقضي بتجنيد الشباب الحريدي في الجيش الإسرائيلي. وقد وحّدت أكبر مسيرة مناهضة للتجنيد خلال عقد من الزمن العديد من الفصائل الحريدية، التي حمل أتباعها لافتات كتب عليها "لن ننضم إلى جيش عدو"، و"نفضل العيش كيهود على الموت كصهاينة'، و"السجن بدلا من الجيش"، و"الصهيونية تستخدم اليهود دروعا بشرية"، وغيرها من الشعارات الناقدة باللغتين العبرية والإنجليزية.

وقد هاجم المتظاهرون سيارات تقل اثنين من القادة السياسيين الحريديين، وأحرقوا صناديق القمامة، وحاولوا كسر الأسوار ونزع إشارات المرور من الأرض. وحاولت الشرطة تفريقهم بالقوة باستخدام ضباط الخيالة والهراوات وخراطيم المياه، وتم اعتقال عدد من المتظاهرين.

وحسب المجلة، منذ قيام إسرائيل، تم إعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية الإلزامية – لكن هذه السياسة ظلت منذ فترة طويلة قضية سياسية وقانونية مثيرة للجدل. ومع تكريس الرجال الحريديم حياتهم لدراسة التوراة، يرى المجتمع أن التجنيد الإجباري بمثابة هجوم على أسلوب حياتهم. وبالنسبة للطوائف الأكثر معاداة للصهيونية، والتي قادت الاحتجاجات الأخيرة، فإن الخدمة في الجيش الإسرائيلي لا تتوافق مع نظرتهم إلى الدولة باعتبارها غير شرعية لأنها تأسست قبل عودة المسيح.

ولكن في خضم حرب غزة، ارتفعت الدعوات إلى تجنيد الشباب الأرثوذكسي المتطرف أكثر من أي وقت مضى. وهناك حوالي 60 ألف جندي في سن التجنيد المؤهلين، ويرى العديد من الإسرائيليين أن عدم تجنيدهم يعد انتهاكًا لالتزاماتهم المتعلقة بالمواطنة. وبعد انتهاء العمل بقانون طويل الأمد يعفي الحريديم من الجيش، قضت المحكمة العليا بالإجماع في 25 حزيران/ يونيو بوجوب تجنيد الحريديم، ومنعت الحكومة من تمويل المدارس الدينية (يشيفوت) التي لا يلتحق طلابها بالخدمة العسكرية. وجاء في الحكم أنه "في خضم حرب مرهقة، أصبح عبء عدم المساواة أقسى من أي وقت مضى ويتطلب حلاً".

ووصفت وسائل الإعلام العبرية الفصائل المحتجة بأنها "متطرفة" – ومن المؤكد أنها متطرفة في علاقتها بأغلبية المجتمع اليهودي الإسرائيلي الذي يقدس الجيش. لكنهم أظهروا في مسيرة يوم الأحد أنهم قادرون على حشد أعداد غفيرة إلى الشوارع، فضلا عن تعبئة تحالف واسع من الفصائل الأرثوذكسية المتطرفة للانضمام إلى التمرد.

"نحن لا نتنازل عن التوراة"

إلى جانب مقاومة التجنيد الإجباري، أظهرت احتجاجات يوم الأحد علامات على وجود صراع على السلطة داخل المجتمع اليهودي المتشدد في إسرائيل. ومع أن الأحزاب الحريدية في الكنيست تعارض التجنيد الإجباري وتدين حكم المحكمة العليا إلا أنها لم تهدد بعد بالاستقالة من الحكومة، كما توقع البعض، كما أنها لم تنضم إلى المظاهرات. كما يشعر الزعماء الدينيون الحريديم بالغضب من موافقة سياسييهم على مر السنين على فكرة حصص التجنيد السنوية، التي من شأنها أن تزيد تدريجيًا عدد المجندين في الجيش من الطائفة.

وفي استعراض للغضب ضد هذا التواطؤ الواضح، هاجم المتظاهرون سيارة يتسحاق جولدكنوبف - وزير الإسكان والبناء الإسرائيلي، ورئيس فصيل أغودات يسرائيل داخل حزب يهدوت هتوراة - بالحجارة واللافتات، مما أجبر الشرطة على إنقاذه. وفي وقت لاحق هاجموا سيارة يعقوب ليتسمان، وهو أيضًا من أغودات يسرائيل.

وضمت المظاهرة العديد من الشخصيات البارزة في اليهودية الحريدية، بما في ذلك كبار الحاخامات الأشكناز والسفارديم. وفي شهر آذار/ مارس، تم التهديد من أن اليهود الحريديم سيغادرون إسرائيل بشكل جماعي في حالة السماح بانتهاء الإعفاء. وكانت معظم الخطب باللغة اليديشية واستهدفت الجمهور الأرثوذكسي المتطرف نفسه، لكن الحاخام موشيه تزادكا، رئيس المدرسة الدينية السفاردية بورات يوسف، تحدث باللغة العبرية عندما هاجم الأحزاب الحريدية في الكنيست، حيث قال "هؤلاء الحمقى يريدون تقديم تنازلات للجمهور الحريدي؟ نحن لسنا أصحاب التوراة، ولا نتنازل عن التوراة".



وفي وقت لاحق، تحدث الحاخام موشيه ستيرنبوخ، رئيس الفصيل المعروف باسم المجلس الحريدي في القدس، باللغة اليديشية: "نطلب شيئًا واحدًا من السلطات: اتركونا وشأننا، ودعونا نعيش وفقًا للتوراة. وهذا أغلى عندنا من أي شيء آخر. لن نتنازل عن شاب واحد. وحتى لو أرادوا أن يدخلونا السجن فلن نستسلم لأننا عبيد للقدوس المبارك.

"إنها حرب دينية"

نقلت المجلة عن إلياهو، وهو طالب سفاردي يبلغ من العمر 21 سنة يدرس في مدرسة دينية أشكنازية، أنه يوم الأحد قد يحتج أيضًا على فرض "التجنيد الإجباري" من خلال رفض بدء خدمته الوطنية - وهي بديل مدني للخدمة في الجيش. وألقى اللوم على الأحزاب الحريدية التي وضعت أسس التجنيد من خلال الموافقة مسبقا عليها. لكن المتظاهرين يقومون بتفكيك المسار". وتابع إلياهو أن "أغلبية الجمهور الأرثوذكسي المتطرف غير راضي، على أقل تقدير، عن سلوك الأحزاب الحريدية".

ونقل الموقع عن إلحانان يسرائيل، أحد أعضاء طائفة ناطوري كارتا المناهضة للصهيونية، الذي أصيب برذاذ "الظربان" خلال احتجاج يوم الأحد، قوله: "تعتقد الشرطة أننا سنقتنع بالعنف، لكنهم لن ينجحوا في تجنيد أبنائنا. هناك شيء أكثر خطورة من التجنيد يحدث هنا: إنها حرب دينية؛ فهم يريدون إخضاعنا. ولا أعتقد أنهم يحتاجوننا في الجيش، لكنهم لا يفهمون أنهم لا يحاربون ضد أشخاص، بل ضد إيديولوجية".

وحسب الموقع وصف يسرائيل السياسيين المتشددين بأنهم "كذابون من الدرجة العالية"، مضيفًا: "لو كان لديهم بعض الشجاعة، لكانوا قالوا:‘نحن نغادر الحكومة، تعاملوا مع الأمر".

ورد يسرائيل على التيار الإسرائيلي الرئيسي الذي يطالب بانضمام الحريديم إلى المجهود الحربي، قائلًا: "هذه ليست حربنا. إنها حرب بين منظمة إرهابية تسمى حماس، ومنظمة إرهابية نراها كدولة إسرائيل الصهيونية. إن حماس تريد قتلنا، والصهاينة والحكومة -- لا يهم إذا كانوا من اليسار أو اليمين -- يريدون أخذ التوراة منا، وهو أيضًا نوع من الإرهاب. ويجب على العلمانيين أن يفهموا أنه عندما يُقتل جندي، نحن لا نوزع الحلوى أو نرقص، فقلب كل إنسان يتألم، لكن هذه ليست حربنا على الإطلاق".

كما رد على التيار الإسرائيلي السائد الذي يطالب الحريديم بالانضمام إلى المجهود الحربي: "هذه ليست حربنا. إنها حرب بين منظمة إرهابية تدعى حماس، وبين منظمة إرهابية نراها نحن دولة إسرائيل الصهيونية. حماس تريد قتلنا؛ الصهاينة والحكومة - لا يهم إن كانوا يسارًا أو يمينًا - يريدون أخذ التوراة منا، وهذا أيضًا نوع من الإرهاب. على العلمانيين أن يفهموا أنه عندما يُقتل جندي، نحن لا نوزع الحلوى أو نرقص؛ كل إنسان يتألم قلبه، لكن هذه ليست حربنا على الإطلاق".



وأوضح الموقع أنه تم اعتقال يسرائيل، في السنة الماضية، وتوجيه تهم إليه بعد انضمامه إلى وفد من ناطوري كارتا إلى مدينة جنين المحتلة في الضفة الغربية؛ حيث التقى مع عائلة الأسير الفلسطيني بسام السعدي.

ووفقًا للصحفي الحريدي إيلِي بيتان فإن معارضة التجنيد هي القضية الأساسية التي توحد مجتمع الحريديم في إسرائيل، يقارنها بموقف المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، الذين تم إعفاؤهم تاريخيًا أيضًا من التجنيد. وأوضح بيتان قائلاً: "لم يعد الحاخامات موحدين، ولا الدراسات الدينية، أو حتى الانفصال عن المجتمع العلماني، لأنه هناك حريديم يعملون في التكنولوجيا المتقدمة أو يعيشون في مجتمعات مختلطة. إن التوحيد الوحيد هو أن لا أحد ممن نشأ في عائلة حريدية سيضع قدمه في الجيش".

تابع قائلاً: "قرار المحكمة العليا صدم الجمهور الحريدي، ليس فقط بسبب التجنيد الإجباري ولكن أيضًا بسبب حجب الميزانيات: أولاً، المنح الدراسية لطلاب اليشيفا الذين يتعين عليهم الآن التجنيد، ولكن ستتأثر أيضًا الإعانات لمراكز الرعاية النهارية وضرائب الممتلكات. إنها ضربة قاسية، تصل إلى آلاف الشواكل لكل عائلة. فهو يرهب الجمهور".

ولفت الموقع إلى أن لبيتان يرى الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة الآن في مأزق، مضيفًا: "يمكنهم الشكوى من المحكمة العليا بقدر ما يحلو لهم، لكن في النهاية، فإن خطأهم الخاص هو أنهم منذ سنة 2018 كانت هناك محاولات متعددة لترتيبات تشريعية ... والتي كان من الممكن أن تتجنب كل هذه الدراما".

وأوضح لبيتان أن الأحزاب الأرثوذوكسية المتطرفة كانت تعتقد أنه لم يكن هناك عجلة لحل القضية، وأنه في النهاية ائتلاف يميني بالكامل مثل الائتلاف القائم الآن سيزيلها من أجندتهم. ولكن الحرب، وارتفاع عدد القتلى في صفوف الجنود الذين يقاتلون في غزة، غيرت النقاش تمامًا، مضيفًا: "قبل سنة، لم يرد أحد تجنيد الحريديم، ولكن الآن هي القضية المدنية الأكثر أهمية".

"سنقاتل من أجل كل شخص"

وأفاد الموقع أن أول مظاهرة كبيرة مناهضة لقرار المحكمة العليا جرت، يوم الخميس الماضي/ في مدينة بني براك الحريدية؛ حيث أغلق مئات من الشباب طريقًا رئيسيًّا لساعات، وحاولت الشرطة تفريقهم، لكنها في النهاية استسلمت وسمحت باستمرار المظاهرة.

وذكر الموقع أن أفراهام، رجل في أواخر العشرينات من عمره، الذي حضر الاحتجاج مع عدة أصدقاء، قال: "نحن الآن في معركة من أجل بقاء اليهودية، بقاء اليشيفوت، بقاء التوراة. إن وجودنا كله في أرض إسرائيل من أجل الحفاظ على التوراة، لذلك عندما يريدون تجنيد طلاب اليشيفا في الجيش، فنحن لن نسمح بذلك، وسنذهب إلى الشوارع، وسنقاتل، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة للتعبير عما نريده".

وأضاف أفراهام، مكررًا شعارًا مشهورًا في كل مظاهرة حريدية مناهضة للتجنيد: "نحن مستعدون للموت قبل أن نجند. إن هذه دولة مرتدة. وتدعي التحدث باسم اليهودية، لكنها لا تفعل ذلك. لهذا السبب سنذهب جميعًا إلى السجن بسعادة قبل أن نجند، لا سمح الله".

ونقل الموقع عن إسرائيل كراوس، 44 سنة، إنه لن يرسل أطفاله إلى الجيش، قائلًا: "هذا هجوم على ديننا. إنهم يكرهوننا، ويريدوننا أن نكون غير متدينين. إن الحركة الصهيونية خُلقت كل هذا لجعل جميع اليهود المتدينين غير متدينين. وهم يرون أن اليهود المتدينين يتزايدون بكثافة، لقد قال أحد رؤساء الموساد إن هذا الأمر أسوأ من تهديد إيران، لذلك لا يمكننا التراجع ولو مليمترًا واحدًا، لا يمكننا التراجع على الإطلاق".

مقالات مشابهة

  • قصف إسرائيلي بقذائف فوسفورية على مناطق بجنوب لبنان
  • معسكر عائشة.. قلعة داعش التي يتمنى استعادتها وبوابة جحيم 3 محافظات
  • معسكر عائشة.. قلعة داعش التي يتمنى استعادتها وبوابة جحيم 3 محافظات - عاجل
  • جحيم طائرات الحزب.. تقرير يشكف ما أحدثته في إسرائيل
  • الحريديم يتعهدون بتحدي التجنيد الإجباري.. نفضل الموت على الخدمة في الجيش
  • غزة.. بين الموت قصفاً والموت جوعاً..!
  • مرض نادر يهدد حياة طفل بريطاني.. كيف نجا من الموت بمعجزة؟
  • سيحاصرك الموت غدا!!
  • بعد استشهاد الطفلة هند.. طياران أميريكان يصفان ما يحدث في غزة بأنه «إبادة جماعية»
  • سيحاصرك الموت غدا !!