قال مدير مكتب قناة الجزيرة في قطاع غزة وائل الدحدوح، إن الصحفيين الفلسطينيين سيواصلون القيام بدورهم مهما كانت التكاليف، ومها كانت الأثمان، مؤكدا أنهم "تعالوا على الأوجاع والأثمان الباهظة التي دفعوها، وظلوا على رأس عملهم يواصلون حمل رسالتهم النبيلة، ويقومون بواجبهم بأعلى درجات المهنية والموضوعية والشفافية".



جاء ذلك في كلمة متلفزة مسجلة له خلال مشاركته بندوة نظمها مركز "إنسان للإعلام" بالتعاون مع منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال "تواصل"، الأربعاء، بمدينة إسطنبول التركية.

وأشار الدحدوح إلى أن "التهدئة الإنسانية التي تم التوصل إليها عن طريق الوسطاء بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل جاءت في أعقاب 50 يوما من الحرب الضروس على قطاع غزة، والتي استهدفت الأخضر واليابس، وكان من بين هذه الاستهدافات (الإسرائيلية) المجنونة بالتأكيد استهداف الصحفيين".

ولفت الدحدوح، في الندوة التي حملت عنوان "الاحتلال يغتال الصحفيين.. جريمة صهيونية لقتل الحقيقة"، إلى "استشهاد أكثر من 65 صحفيا خلال هجمات واستهدفات مباشرة وغير مباشرة، وهناك عدد من الجرحى، وأيضا هناك تدمير لمكاتب صحفية وسيارات صحفيين".


كما نوّه إلى أن "هناك استهدافا لأسر الصحفيين في إطار الضغوط على كل الزملاء من أجل إبعادهم عن التغطية وعدم الخوض في تفاصيلها كثيرا، وعدم الارتقاء لمستوى ما يحدث في قطاع غزة من خلال الضغط عليهم في توجيه الاستهداف لحاضناتهم وأحبائهم وفلذات أكبادهم، تماما كما حصل معي بعدما جرى استهداف أسرتي، وفقدت 14 من أقربائي بينهم زوجتي وابني وابنتي وحفيدي".


جريمة مكتملة الأركان


واعتبر الدحدوح ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين "جريمة واضحة مكتملة الأركان"، وقال: "هذه الجريمة واضح أنها تنطوي على رسالة مفادها تغييب الحقيقية ليتم خنق الصوت، وقتل الصورة، ووقف التغطية، والابتعاد عن مسرح الأحداث".

وتابع متحدثا عن الرسالة الإسرائيلية وراء استهداف الصحفيين: "حتى لو في أحسن الأحوال إذا أرادت أن تقوم بالتغطية أيها الصحفي فعليك أن تكون تغطية روتينية محدودة جدا ومحصورة في أماكن محددة، وألا تبذل جهدا يتناسب مع الحد الأدنى مع الحدث الكبير واللحظة الإنسانية التاريخية التي تمر بها غزة".

واستطرد الدحدوح، قائلا: "بالتأكيد الرسالة مفهومة، وهذا الأمر ينطوي على تهديد واضح ومباشر وصريح، وأيضا تهديد مُعمّد بالدم والدمار، ولذلك كان رد الصحفيين واضحا بالدليل؛ حيث كانوا على رأس عملهم يبذلون الجهود ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، على الرغم من هذا الثمن الباهظ والموجع والمؤلم جدا، وعلى الرغم من هذا الجرح النازف الذي لا يندمل".

تأثير الإعلام


من جهته، تحدث مدير منتدى تواصل الفلسطيني للإعلام والاتصال بلال خليل، عن دور الإعلام في معركة "طوفان الأقصى" وتأثيره القوي، وتحول بعض الشهداء إلى أيقونات بسبب صدور صور لهم تنقل استشهادهم مباشرة من خلال الصحفيين.

ولفت إلى أنه "من الملاحظ أن هناك تخلي تدريجي من بعض من منصات الإعلام العالمي عن سردية الاحتلال، الأمر الذي ما جعل البيت الأبيض يتراجع عن كذبة (قطع رؤوس الأطفال الإسرائيليين)".


وأشار خليل إلى أنه "بدأ الضغط (الإسرائيلي) على المنصات الرقمية لتبني رواية الاحتلال، وهو ما يدل على تأثير ما يُقدّم على المنصات الرقمية وصداه في الشارع، وتغير المزاج العام الشعبي، وخروج مظاهرات في المدن الغربية".

وختم خليل كلمته بالتأكيد على أن "الدور المنوط بالصحفيين كبير، ودورنا كمؤسسات مجتمع مدني وحقوقي وغيرها أن ندعمهم؛ حتى يتمكنوا في داخل فلسطين من نقل الحقيقة".

بدورها، أكدت مديرة مركز "إنسان للإعلام" مي الورداني، على "دعم المركز الكامل للقضية الفلسطينية، والسعي الحثيث لإيصال صوتهم للعالم"، منوهة إلى اعتزازهم بالانتماء لمهنة الصحافة والإعلام، "رغم ألمنا من الثمن الباهظ الذي يدفعه الزملاء وأسرهم في غزة بسبب رعب الاحتلال من الحقيقة التي ينقلونها؛ فبات يغتالهم مع سبق الإصرار والترصد".

نقل الحقائق للجماهير


وشدّد أستاذ الإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة سليمان صالح، على أن "جيش الاحتلال يتعمد قتل الصحفيين؛ لأن الحرب الإعلامية خطيرة جدا"، مشيرا إلى أن "الاحتلال يعتمد على التعتيم والتضليل، ونشر رواية كاذبة، ونحن يجب أن نستخدم كل مواهبنا وكوادرنا في نقل الحقائق إلى الجماهير".

ودعا صالح إلى "التضامن مع الصحفيين الفلسطينيين من خلال التظاهر والتعاون معهم بكل السبل"، مؤكدا أن "أخلاقيات الإعلام تنص على التضامن المهني مع الصحفيين".

كما دعا مدير مجلة المجتمع الكويتية سابقا شعبان عبد الرحمن، إلى تكريم الصحافة الفلسطينية بيوم خاص بها في تشرين الأول/ أكتوبر أو تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، "من أجل نكرم فيه تلك الصحافة التي ناضلت بالكلمة والصورة وكل شيء".

وشدّد عبد الرحمن، في كلمة له، على أن "الجريمة الصهيونية هي جريمة غربية بإدارة أمريكية، والكيان الصهيوني هو كتيبة متقدمة فقط في صفوف الإدارة الغربية والأمريكية".

وقال إن "(طوفان الأقصى) سحق كل الروايات التي تخرج من الغرب، ولأول مرة نرى شعوب الغرب تُكذّب قادتها، ويجب ألا نكل أو نمل من فضح الإعلام العربي المتصهين ودول التطبيع العربية التي اتخذت مواقف مخذلة المتخاذلة".




المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة وائل الدحدوح الإسرائيلية إسرائيل غزة حرية الصحافة وائل الدحدوح سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن

إقرأ أيضاً:

مدير الأونروا: سنواصل أنشطتنا في غزة بعد 30 يناير رغم القوانين الإسرائيلية الجديدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إنه عازم على مواصلة تقديم المساعدات الغذائية والإبقاء على المراكز الصحية مفتوحة في غزة، على الرغم من القوانين الإسرائيلية الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ في 30 يناير.


وجاء ذلك في إطار تصريحات فيليب لازاريني، في تصريحات لقناة سويسرا العامة ردا على القوانين الجديدة التي أقرها الكنيست الإسرائيلي والتي، من ناحية، تحظر على سلطات البلاد أي اتصال مع وكالة الأمم المتحدة، ومن ناحية أخرى، تمنع الوكالة من القيام بجميع الأنشطة والتواجد في القدس الشرقية.
وحتى لو أدرك أن هذه ضربة قاسية لوكالته، فإن الرئيس السويسري للأونروا يؤكد أن المساعدات الإنسانية ستستمر.
وقال "صحيح أن هذه القوانين ستؤدي إلى تعقيد العلاقة البيروقراطية والإدارية مع دولة إسرائيل. وستعقد وجود الموظفين الدوليين وستجبر الوكالة على إعادة النظر في طريقة عملها. ولكن في الوقت نفسه، لدينا تصميم على الحفاظ جميع أنشطتنا".
الأونروا هي الجهة الفاعلة الرئيسية في مجال المساعدة الإنسانية للسكان الفلسطينيين في غزة والأراضي المحتلة. ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم الأحد الماضي، تمكنت الوكالة من إيصال المساعدات الغذائية لسكان غزة، على الرغم من الصعوبات على الأرض.
وأوضح فيليب لازاريني "لقد تمكنا من توزيع المساعدات مباشرة على أكثر من 300 ألف شخص". وأكد أيضًا أن نشاط المساعدة الطبية للوكالة يتم تأمينه من خلال 18 ألف استشارة يوميًا... وأضاف "نحن مستمرون في تقديم الدعم النفسي لآلاف الأطفال في قطاع غزة".
ومنذ بدء حرب إسرائيل على قطاع غزة، تعرضت الأونروا لضغوط مالية شديدة. وقامت العديد من الدول، مثل الولايات المتحدة والسويد، بتجميد أو تعليق مساهماتها المالية. وأثيرت نقاشات واسعة بشأن اتهامات من إسرائيل، التي زعمت انضمام موظفي الوكالة لحركة حماس.
وتم إجراء تحقيقات - داخلية وخارجية - أدت في النهاية إلى فصل 9 موظفين في الوكالة. ولكن بالنسبة لإسرائيل، فإن اختراق حماس للأونروا أمر لا شك فيه ولابد أن يؤدي إلى حظرها.
ودافع فيليب لازاريني عن منظمته ضد أي تساهل بشأن هذا الموضوع من خلال التأكيد على أنه "في كل مرة يكون هناك شك في المعلومات المصاحبة لهذا الشك، ستجري المنظمة تحقيقًا وتتخذ جميع الإجراءات اللازمة كما نفعل اليوم". 
وردا على سؤال حول إمكانية نقل جزء من أنشطة الأونروا المهددة إلى منظمات أخرى، أجاب فيليب لازاريني بشكل قاطع "الحل ليس التحويل إلى منظمات أخرى، الحل هو نقل أنشطة "الوكالة" إلى دولة فلسطينية، إلى مؤسسات فلسطينية". 
ولهذا فقد دعا إلى تنفيذ حل الدولتين "اليوم نحن نواجه خيارين: إما أن نوقف فجأة أنشطة الأونروا ونخلق فراغا، ونضيف طبقة إضافية إلى معاناة الشعب الفلسطيني، أو الانخراط بشكل حقيقي في عملية سياسية نقوم من خلالها ببناء قدرات الإدارة الفلسطينية المستقبلية حتى تتمكن الأونروا من استئناف هذه الأنشطة بشكل نهائي".
واختتم لازاريني تصريحاته بالقول أنه يظل متفائلا بأن هذا المستقبل ممكن "نعم، لدي أمل لأنه إذا كانت الأولوية في المنطقة هي تعزيز السلام والأمن، فإن ذلك لا يمكن أن يتم إلا من خلال معالجة القضية الفلسطينية. ومن خلال معالجة القضية الفلسطينية، يمكن لوكالة مثل وكالتنا أن تلعب دورًا إيجابيًا للغاية".

مقالات مشابهة

  • عبدالله آل حامد: الإمارات تولي الاستثمار في الكوادر الشابة أهمية كبيرة
  • هل يرجع إلى وطنه.. أول تعليق من وائل الدحدوح على عودة سكان شمال غزة|شاهد
  • عبدالله آل حامد يلتقي نخبة من طلبة الإعلام في الإمارات
  • «أحمد عمر هاشم»: الإسراء والمعراج معجزة كبرى ودعوة للثبات على الحق مهما كانت التحديات
  • جينيفر لوبيز تحتفل باللحظة التي كانت تنتظرها طوال حياتها
  • المنتدى السعودي للإعلام يعقد أول لقاءات مبادرة سفراء الإعلام
  • الأونروا: سنواصل أنشطتنا في غزة بعد 30 يناير رغم قوانين الاحتلال الجديدة
  • مدير الأونروا: سنواصل أنشطتنا في غزة بعد 30 يناير رغم القوانين الإسرائيلية الجديدة
  • انتقادات للإعلام المغربي بسبب تجاهل قرعة كأس إفريقيا 2025 ..الحدث الرياضي المهم
  • وائل الدحدوح: مشاهد الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين مسكنة للآلام (شاهد)