مشاهد الوداع الحار من المحتجزين الإسرائيليين لعناصر الفصائل الفلسطينية تتوالى مع كل صفقة جديدة لتبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين الفلسطيني وجيش الاحتلال الإسرائيلي، لتخرج الصحف الإسرائيلية عن صمتها، وتعبر عن غضبها من بث تلك المشاهد التي يظهر فيها مواطنيهم وهما يلوحون بالأيدي، ويرددون كلمات الشكر، في إشارة حزن على الوداع، مطالبة بوقفها وعدم نشرها.

 

مشاهد أغضبت إسرائيل 

لعل من بين اللقطات التي أغضبت المحللة السياسية الإسرائيلية، مايا ليكر، مشهد وداع المحتجزة الإسرائيلية مايا ريغيف، التي ظهرت بابتسامة هادئة، فضلا عن حديثها مع أحد عناصر الفصائل الفلسطينية، الذي أنهى حديث «باي مايا»، لتعلق ليكر: «ما حدث من إعجاب بأن يقول أحد عناصر الفصائل الفلسطينية وداعاً، ومايا ترد شكرا.. تلك المشاهد تظهر إنسانية الفصائل»، بحسب الصحف الإسرائيلية. 

لم يكن مشهد المحتجزة الإسرائيلية وحده ما لفت الانتباه، فهناك عديد من الشهادات التي نقلها المحتجزين، والتي من شأنها تؤكد تلقيهم معاملة حسنة أثناء أسرهم، ولم يتعرضوا لتعذيب ولا سوء معاملة من جانب الفصائل الفلسطينية، ما جعل المحلل السياسي الإسرائيلي ياريف بيليغ، يطالب بوقف هذه المشاهد التي تنقل في بث مباشر عبر محطات عربية. 

لماذا تغضب تلك المشاهد الاحتلال الإسرائيلي؟

فسر زيد الأيوبي، المحلل السياسي الفلسطيني، لـ«الوطن»، سبب غضب الاحتلال الإسرائيلي من بث تلك المشاهد، بأنها أظهرت بشكل واضح زيف ادعاءات الاحتلال، بشأن ما قالوه حول أن الفصائل الفلسطينية تعذب من في قبضتها، سواء نساء أو أطفال، لكن ما يحدث العكس، حيث لاقى هؤلاء المحتجزين كل الرعاية والاحترام والاهتمام من جانب عناصر الفصائل الفلسطينية. 

وتابع المحلل السياسي الفلسطيني، بأن جميع المشاهد التي تبث على مرأى ومسمع العالم توثق بهتان وزور ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي، كما أنها تثبت أن الشعب الفلسطيني لديه قيم وأخلاق ونضال، وعلى العالم أن يعترف به، مشيرا إلى أنه حتى إن شهدت محطات النضال احتجاز بعض الرهائن تتم في نطاق الأخلاق على عكس ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين من جرائم وتعذيب وتجويع وأفعال تخالف القانون الدولي. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المحتجزة الإسرائيلية مايا الاحتلال الإسرائيلي الاحتلال الفصائل الفلسطينية الاحتلال الإسرائیلی الفصائل الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

لماذا تختلف سوريا عن ليبيا بعد سقوط الأسد؟

في تحليله لسوريا ما بعد الصراع، يقول تيم إيتون، الزميل ببرنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمعهد الملكي للشؤون الدولية "تشاتام هاوس"، ومقره لندن، إن التحديات التي تواجهها سوريا أعظم بكثير من تلك التي واجهتها ليبيا في عام 2011.

تعتمد قيادة الشرع بشكل كبير على موقف هذه القوى الخارجية





في حين تعامل الليبيون مع انتفاضة قصيرة نسبياً تركت بنيتهم ​​التحتية سليمة إلى حد كبير، دمر الصراع السوري الذي دام عقداً من الزمن الدولة، وخلق الظروف لانتقال أكثر غموضاً وتحدياً.
وقارن إيتون بين أوجه التشابه بين البلدين، مسلطاً الضوء على الفروق الحاسمة، والصعوبات التي سيمر بها التعافي السوري. دمار على نطاق غير مسبوق

وقال الكاتب في تحليله بموقع "تشاتام هاوس": أحدثت الحرب السورية المطولة دماراً هائلاً. فعلى النقيض من ليبيا، حيث أطيح بالزعيم معمر القذافي في أقل من عام، استمر الصراع في سوريا لأكثر من عقد من الزمان، مما أسفر عن مقتل أكثر من 600 ألف شخص وتشريد الملايين. كما تم تدمير البنية الأساسية للبلاد، وتشكلت انقسامات طائفية واجتماعية عميقة.
وفر اقتصاد النفط في ليبيا العامل الأساس للتعافي. وعلى الرغم من التنافسات السياسية، أدركت الفصائل المتحاربة في ليبيا أهمية الحفاظ على إنتاج النفط، باعتباره مصلحة وطنية مشتركة.

 

 

Libya has been held up as a cautionary tale for Syria. Some brief thoughts from me over what lessons Libya might offer, particularly in the security space and the disconnect between civilian and armed leaderships. https://t.co/jWm1ih2vCz

— Tim Eaton (@el_khawaga) December 19, 2024


وعلى النقيض من ذلك، لا يوجد ما يوحد سوريا اقتصادياً. فالكثير من البنية الأساسية النفطية في البلاد تسيطر عليها الفصائل الكردية، وتفتقر البلاد إلى القدرة التصديرية الكبيرة، ويؤدي هذا المشهد الاقتصادي الممزق إلى تفاقم التوترات، وتقليص احتمالات التعافي المتماسك.
ويزيد الأمر تعقيداً تحول سوريا تحت العقوبات إلى "دولة مخدرات"، حيث اعتمد نظام الأسد بشكل كبير على إنتاج الأمفيتامينات، مما أدى إلى خلق اقتصاد إجرامي سيكون من الصعب تفكيكه. وفي الوقت نفسه، تعمل أجزاء من شمال سوريا وكأنها مقسمة، حيث يستخدم السكان الليرة التركية كعملة، مما يسلط الضوء بشكل أكبر على الطبيعة المجزأة للاقتصاد السوري بعد الصراع.

بيئة أمنية ممزقة

ورأى الباحث أن التحديات الأمنية في سوريا تشبه ليبيا بشكل صارخ، حيث ترسخت فصائل مسلحة متعددة. في ليبيا، فشلت إلى حد كبير الجهود الرامية إلى دمج الجماعات المسلحة تحت سيطرة الدولة وتقوم الميليشيات بالسطو على مؤسسات الدولة، مما أدى إلى خلق مشهد سياسي عسكري للغاية. والوضع أفدح في سوريا. وبرغم إعلان أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام، عن نيته حل الفصائل المسلحة، ووضع المقاتلين تحت إشراف وزارة الدفاع، ترتفع شكوك كثيرة في جدوى مثل هذه الخطوة، بالنظر إلى تنوع الفصائل المتمردة في سوريا، بدءاً من الجماعات المدعومة من تركيا إلى قوات سوريا الديمقراطية الكردية.

 

 

Syria’s challenges are even greater than those Libya faced in 2011 |

Chatham House – International Affairs Think Tank … ⁦@el_khawaga⁩ https://t.co/EHqwLxxX5i

— Hafed Al Ghwell - حافظ الغويل (@HafedAlGhwell) December 20, 2024


وبالاستفادة من تجربة ليبيا، يحذر إيتون من أن محاولات مركزية السيطرة الأمنية في سوريا قد تثير المزيد من الصراع بين الفصائل المتنافسة. ودون الإجماع بين الجماعات المسلحة المختلفة، يمكن أن تنهار الجهود الرامية إلى إنشاء إطار أمني مستقر بسهولة.

دور القوى الخارجية وأشار الكاتب إلى الدور الضار للتدخل الخارجي في كل من ليبيا وسوريا. في ليبيا، دعمت القوى الأجنبية الفصائل المتنافسة، مما أدى إلى تقويض الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإرساء السلام. على سبيل المثال، حصلت القوات المسلحة العربية الليبية بقيادة خليفة حفتر على دعم كبير من دول مثل مصر وروسيا، مما سمح له بالهيمنة على شرق وجنوب ليبيا على الرغم من تهميشه في الاتفاق السياسي للأمم المتحدة لعام 2015.
تواجه سوريا مخاطر مماثلة. ويشارك العديد من نفس الجهات الفاعلة ذات المصالح الخاصة في ليبيا - مثل روسيا وتركيا - في سوريا. وسوف تعتمد قيادة الشرع بشكل كبير على موقف هذه القوى الخارجية، التي قد تؤدي مصالحها المتنافسة إلى إحباط الجهود الرامية إلى إرساء الحكم والاستقرار. وأشار الكاتب إلى أن التدخل العسكري التركي وشراكاته مع الفصائل في شمال سوريا يتوازى مع دورها في غرب ليبيا. الانفصال بين السياسة والأمن ولفت الكاتب النظر إلى درس حاسم من ليبيا؛ ألا وهو الانفصال بين القيادة السياسية والجماعات المسلحة. لقد فشلت القيادة الليبية بعد عام 2011 في فرض سيطرتها على الفصائل التي أطاحت بالقذافي، مما سمح للميليشيات بالهيمنة على مؤسسات الدولة. 
وحذر الباحث من أن سوريا تخاطر باتباع مسار مماثل. فقد ظل الائتلاف الوطني السوري، الذي تشكل أثناء الحرب الأهلية لمعارضة الأسد، بعيداً عن الفصائل المسلحة العاملة على الأرض. ورغم أن الشرع شخصية بارزة، فإنه لا يتحالف مع الائتلاف، مما يثير المخاوف بشأن ما إذا كانت الحركة السياسية التي يقودها مدنيون قادرة على استعادة السيطرة على عملية الانتقال..
وخلص الكاتب إلى القول إن المرحلة الانتقالية في سوريا تتطلب معالجة هذه القضايا المتعددة الجوانب بمستوى من التنسيق والالتزام الذي كافحت ليبيا لتحقيقه. وفي غياب التعاون الهادف بين أصحاب المصلحة الداخليين والخارجيين، تخاطر سوريا بالدخول في فترة طويلة من عدم الاستقرار، والتي قد تخلِّف عواقب دائمة على المنطقة. وتعمل المقارنة التي عقدها إيتون كقصة تحذيرية، تحث صناع السياسات على استخلاص الدروس من إخفاقات ليبيا لتجنب تكرارها في سوريا.

مقالات مشابهة

  • الهلال الأحمر الفلسطيني: الاحتلال الإسرائيلي دمر آخر القلاع الصحية بشمال غزة
  • اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. الاحتلال الإسرائيلي يواصل وضع العراقيل
  • لماذا يستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي النساء والأطفال في الحرب على غزة؟
  • القسام تبث مشاهد تدمير دبابة “ميركافا” شمال مخيم النصيرات
  • خبير في الشئون الإسرائيلية: نتنياهو وضع العراقيل أمام تطلعات الشعب الفلسطيني
  • كتائب القسام تبث مشاهد تدمير دبابة “ميركافا” شمال مخيم النصيرات
  • خبير: المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية تعود إلى نقطة الصفر
  • كيف يخنق الاحتلال الإسرائيلي الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة؟
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة لـ 45361 شهيدًا
  • لماذا تختلف سوريا عن ليبيا بعد سقوط الأسد؟