أبوظبي - وام

شكّل اختيار مدينة إكسبو دبي لاستضافة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» الذي يُعقد في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري، محطة نوعية تتقاطع من خلالها نجاحات «إكسبو 2020 دبي»، والتزامه بمواضيع الاستدامة، مع طموحات مؤتمر «COP28» الذي يحمل آمالاً كبيرة للوصول إلى حلول مستدامة للقضايا المناخية التي تقلق العالم.

وتعد مدينة إكسبو دبي مركزاً عالمياً للابتكار والإبداع، ونموذجاً لمدينة المستقبل التي تحافظ على إرث دولة الإمارات، كما كان «إكسبو 2020 دبي»، من أكثر الدورات استدامة في تاريخ إكسبو الدولي.

وتستعرض حملة «استدامة وطنية»، التي تم إطلاقها مؤخراً تزامناً مع الاستعدادات لمؤتمر «COP28»، مبادرات دولة الإمارات في إنشاء المباني المستدامة التي تستخدم طرقاً حديثة للحفاظ على الموارد الطبيعية، ويبرز محور «المباني الصديقة للبيئة» ضمن الحملة قصص النجاح الوطنية في تشييد مبانٍ خضراء تراعي في تصميمها وتشغيلها الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، ويحظى ساكنوها بحياة صحية مستدامة خالية من الانبعاثات الكربونية.

حياة أكثر استدامة

تتيح مدينة إكسبو دبي نمط حياة أكثر استدامة في الإمارات مع أحياء مترابطة بممرات مشاة إضافة إلى بنية حضرية صديقة للبيئة تحتوي على 45000 متر مربع من الحدائق والمتنزهات، كما تحتفظ المدينة بمبادرات «إكسبو 2020 دبي» التنموية الرائدة مثل أكبر تطبيق في العالم لتقنية مايند سفير من سيمنز ما يضمن استمرارها في وضع معايير جديدة للاستدامة والابتكار.

وتعد مدينة إكسبو دبي مثالاً حياً للمناطق الحضريّة المبتكرة الحاضنة لجهود التعاون وتبادل المعرفة وصناعة المواهب المستقبلية، وتحافظ على التزامات المسؤولية البيئية المشتركة التي كانت بمثابة بوصلة أخلاقيّة في مرحلة التشييد وفي أثناء إقامة الحدث العالمي.

وقدم «إكسبو 2020 دبي» أمثلة واضحة تجسد ممارساته المستدامة وأثره الإيجابي على البيئة، حيث تم تطوير استراتيجية لتقييم المنشآت وهي بمثابة دليل إرشادي لتحقيق متطلبات الحصول على تقييم لييد وبريم إنفرستركشر (سيكوال سابقاً) وويل. وكانت النتيجة حصول 123 مبنى في موقع إكسبو على تقييم لييد للريادة في تصميمات الطاقة والبيئة، كما نجح إكسبو في خفض بصمته الكربونية بمقدار 717,004 أطنان من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.

خريطة طريق لإزالة الكربون

أطلقت مدينة إكسبو دبي أكتوبر الماضي، خريطة طريق لإزالة الكربون تحدد مسارها للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050، والحد من الكربون المتجسد في البيئة المبنية، ما يرسي معايير جديدة للمراكز الحضرية مع المساهمة أيضاً في المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 لدولة الإمارات والأهداف العالمية للمناخ.

وتستهدف مدينة إكسبو خفض الكربون التشغيلي بنسبة 45% بحلول عام 2030 و80% بحلول عام 2040، وتحقيق الحياد الكربوني في عام 2050، وذلك تماشياً مع المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي 2050 لدولة الإمارات.

وتتوافق خريطة طريق المدينة لإزالة الكربون مع إرشادات «البروتوكول العالمي لقوائم جرد غازات الدفيئة على نطاق المجتمع»، كما تتبع الأهداف الإرشادات ذات الصلة المعتمدة من «شبكة الأهداف المستندة إلى العلم» التي تنطبق على أهداف إزالة الكربون على نطاق المناطق الحضرية، حيث يتطلب تحقيق حياد الكربون الحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الدفيئة قبل الإقدام على عمليات شراء تعويضات الكربون الذي لا بد من انبعاثه.

وتجسد استراتيجية مدينة إكسبو دبي الالتزام بإحداث تأثير ملموس عبر خفض الانبعاثات في جميع الأنشطة، وتجسد شعار «اليوم للغد» لعام الاستدامة في دولة الإمارات، وتبني على نجاح برامج إدارة الكربون الذي بدأ في إطار إكسبو 2020 دبي.

وستعمل «إكسبو دبي» على تقليل الانبعاثات من خلال تدابير كفاءة الطاقة والمياه واستخدام مصادر الطاقة المتجددة، وكذلك من خلال المواد منخفضة الكربون وتكامل مبادئ الاقتصاد الدائري، بالإضافة إلى اعتماد مبادئ تخطيط مدن الخمس عشرة دقيقة التي تشجع على إعطاء الأولوية للمشاة واستخدام وسائل النقل الصغيرة (الدراجات والعربات الكهربائية).

حلول مبتكرة

ويتواصل التزام مدينة إكسبو دبي بإحداث تغيير اجتماعي وبيئي واقتصادي إيجابي، عبر برنامج إكسبو لايف، الذي يعد برنامجاً عالمياً للشراكة والابتكار تم إطلاقه في إطار إكسبو 2020 دبي واستمر ليكون جزءاً من مدينة إكسبو دبي، كما يعتبر البرنامج الأول من نوعه في تاريخ معارض إكسبو الدولية، حيث يساعد المبتكرين من جميع أنحاء العالم على تطوير حلول للتغلب على أبرز التحديات التي تواجه البشرية، عبر تحقيق تواصل العقول لصنع مستقبل أفضل للبشرية.

واستقبلت الدورة السادسة من البرنامج هذا العام 43 مبتكراً من 37 دولة لعرض ابتكاراتهم ذات الصلة بمكافحة تغير المناخ، وقد وقع الاختيار على 36 مشروعاً مبتكراً من 34 دولة ضمن دورته السادسة لمنحها الدعم المالي والتوجيه الفني، كما ستتاح الفرصة للمبتكرين لعرض حلولهم في مؤتمر «COP28» الذي تستضيفه مدينة إكسبو دبي.

وقدم برنامج «إكسبو لايف» عبر دوراته الست، الدعم لـ 176 مبتكراً من 90 دولة، يركز العديد منها على قضايا الاستدامة، وكان للدورات الخمس الأولى للبرنامج أثر إيجابي في حياة 5.8 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، حيث استعادت 36 مليون هكتار من الأراضي وعوضت 190 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون، ووفرت 6.3 مليون لتر من المياه.

وتركز الحلول الإبداعية والمبتكرة التي تقدّمها هذه المشاريع على إحداث تأثير إيجابي لصالح مستقبل كوكبنا، وتعالج قضايا تغير المناخ ضمن مجالات الحفاظ على التنوع البيولوجي والترميم البيئي وجودة الهواء والنقل والكربون، فضلاً عن الأمن الغذائي والنفايات والطاقة والمياه والتمويل وحماية المجتمعات الضعيفة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات مدينة إكسبو دبي الاستدامة الإمارات مدینة إکسبو دبی دولة الإمارات إکسبو 2020 دبی

إقرأ أيضاً:

لماذا يجب أن تكون بيئات التعلّم حاضنة آمنة؟!!

لماذا يجب أن تكون #بيئات_التعلم #حاضنة_آمنة؟!!
بقلم: الدكتور #محمود_المساد
​أجمعت معظم نتائج البحوث العلمية في التربية، وعلم النفس على نتيجة مُفادها أن إحساس الطلبة بالآمان هو المدخل الحقيقي لتعلّمهم، كما هو المفتاح لعمل أدمغتهم، وتسريع عمليات التفكير التي تنمو معها فقط خبرات كل طالب منهم؛ وفق ما أحَبّ، وتأمَّل، وعالَج، وأودَع في خزائن عقله. وكيف استثمر، ووظّف هذه الخبرات في المواقف الحياتية التي تعرّض لها، فضلا عن تفاعله مع خبراته، وتوجيهها نحو ذاته والآخرين قبولًا، ومحبّة، وشراكة.
​وهنا، لا بدّ لنا من الوقوف عند أساسيات تتصل بفلسفة النظام التربوي، وأهدافه التي يقوم عليها في عملياته جميعها!! فإن كان هدف النظام التربوي والتعليمي هو تعلّم الطلبة حقا، ونموّ شخصياتهم بشكل سليم ومتوازن، ورفع درجة فضولهم الأكاديمي، ونهَمِهم البحثي، وتعزيز كفاءة ذكاءاتهم الاجتماعية، والوجدانية، ونجاحهم في التفاعل والتكيف مع محيطهم الاجتماعي حاضرًا ومستقبلًا، فحينذاك، يجب أن تكون بيئة التعلم حاضنة آمنة لتحقيق ذلك كله بلا استثاء!!
​وعليه، فإن مفهوم الحضانة الآمنة هنا بالذات يعني: ” توفير كل الظروف، والأسباب التي من شأنها رفع نسبة تعلّم الطلبة إلى مستويات عالية”. حيث يجب أن تكون آمنة، وصحيّة، توفر الراحة النفسية، والقبول الاجتماعي، والاندماج مع مواقف التعلّم بتفاعل ممتع،…..وبغير ذلك، لن يحدث التعلّم حتى لو حدث حفظ المعلومات، والحقائق بدرحة عالية!!
​فالدماغ لا يعمل مع التهديد، والتعلّم لا يتحقق حدوثه، ولا يستمر مع أي طالب، أو طالبة تشعر بالخوف والتوتر، والقلق المرتفع. وهذا ما أشارت إليه نتائج البحوث الحديثة للدماغ، حيث إن الدماغ المهدَّد لا يعمل بكفاءة، وعلى العكس فيمكن أن يرتكب أعمالًا غبيّة، وعنيفة وهو بهذه الحال.
​وبهذه المناسبة، لا بدّ من توضيح الزّيف الذي تلجأ إليه بعض القيادات الموجَّهة، بتجميل واقع التعليم، والاحتفاء بالحُفّاظ الأوائل على مستوى المملكة، وفروع العلم!! فهذا ليس هو المطلوب كنتيجة، وحشوة تمّ صنعها، فهي غير مناسبة لمجافاتها الحقيقة، بل وتسهم بتعلّم الطاعة، والخنوع، وتهشيم الشخصية، وتعطيل الابداع والابتكار لا غير.
​إن التعليم التلقيني الذي نعيشه في ميداننا التربوي، أو ما يسمّى بالتعليم البنكي أيضا، هو تعليم يقود بالضرورة إلى السيطرة على عقول الطلبة، وتفريغها من أي تفكير قادر على اتخاذ قرار سليم، وبذلك يسهل إخضاعهم؛ تمهيدا للسيطرة على المجتمع وخنوعه بكلّيته فيما بعد. وهذا هو المعنى الحقيقي لمفهوم “التعليم الأبوي المستورَد”، الذي يُعِدّ التغليف الحلو للسوء، والانهزامية التي بداخله، وبهذا تصبح شخصيات الطلبة مائعة، وقيَمهم السامية غائبة، ويصعب على المجتمع الذي يحرص على منظومة القيم رَتْقُ هذه الفجوة عند هذه الأجيال!!
​ولنحدّد مهدّدات الدماغ في المدرسة، وهي كالآتي:

الكتب المدرسية بعيدة الصّلة. الاختبارات المدرسية والامتحانات العامة التحصيلية المتعاقبة. الواجبات المملّة. قسوة المعلمين، وجفاف تواصلهم، وتقطُّعه. فقدان الرعاية القانونية. غياب حقوق الطلبة، وتغييبها. التنمّر الطلابي.
​في حين أن الحل، والتقدم، وطاقة الفرَج تتحصّل بالتعلّم الحواري القائم على التفكير، والتفكير الابداعي، وهما الممنوعان، والمحظور عليهما أن يريا النور عندنا، لا لضعفٍ في تطبيقهما بوساطة الجهات الفنية العاملة في الميدان المدرسي، بل في منعهما، وحظرهما من قِبل الساسة، وراسمي السياسات التعليمية، بوصف حملة العقول المفكرة، والشخصيات الوازنة القوية، والمبدعين، والمبتكرين، هم شريحة إنسانية مزعجة، وقادرة على المطالبة بحقوقها.
​وبالمناسبة أيتها السيدات، وأيها السادة، لم نسمع من مجلس التربية والتعليم أنه تنادى يوما ما، واجتمع لبحث هذا الواقع التربوي الجاف المتوتر الذي وصلنا إليه، وهو المعنيّ بالدرجة الأولى برسم السياسات وإقرارها، وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، قبل أن تقع الفأس بالرأس!!.
طلبتُنا يستحقون!

مقالات مشابهة

  • الكربون المشع يقدم رؤية مختلفة لاحتلال الأوروبيين أميركا الشمالية
  • استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين جراء الغارات الجوية التي شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على محيط مدينة درعا
  • الخارجية تشارك في مؤتمر دولي للتأكيد على قيادة مستدامة بشأن أزمة المياه العالمية
  • الإمارات تشارك في مؤتمر للتأكيد على قيادة مستدامة بشأن أزمة المياه العالمية
  • اختتام فعاليات برنامج الصقارة الإماراتي-الياباني في مدينة إيتشيهارا
  • «إكسبو دبي»: عام المجتمع بوصلة نحو مستقبل أفضل
  • توقعات العُمانيين من المشاركة في "إكسبو اليابان"
  • لماذا يجب أن تكون بيئات التعلّم حاضنة آمنة؟!!
  • 3 ركائز مستدامة للتعليم المبكر في الإمارات
  • محامون: الإمارات وفرت بيئة تشريعية نموذجية لحماية الطفل ورعايته