فيلنيوس – (أ ف ب) – شكر الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره التركي رجب طيب إردوغان الثلاثاء على “شجاعته” في التخلي عن معارضته لانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، مؤكّداً دعمه لبيع أنقرة مقاتلات إف-16. وفي اجتماع على هامش قمة الحلف في فيلنيوس، رحّب بايدن بنجاح جهود دبلوماسية كبرى بذلت في إقناع إردوغان بالتخلي عن اعتراضة على انضمام السويد إلى التكتل.

وقال بايدن متوجّها إلى إردوغان “أودّ أن أشكركم على دبلوماسيتكم وشجاعتكم. أود أن أشكركم على ريادتكم”. وتزايد الإحباط في عواصم غربية إزاء عرقلة إردوغان انضمام السويد الذي يتطلّب إجماع كل الدول الأعضاء، علماً بأنّ ستوكهولم كانت قد تقدّمت مع هلسنكي بطلبين لنيل العضوية في التحالف ردا على الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في شباط/فبراير من العام الماضي. وكان بايدن تحادث هاتفيا الأحد مع إردوغان لمدة ساعة في اتّصال سعى خلاله إلى كسر الجمود وتجنّب إخفاق محرج في قمة فيلنيوس. وليل الإثنين، عشية قمة حلف شمال الأطلسي، تخلّى إردوغان بشكل مفاجئ عن اعتراضه. وكان إردوغان شدّد طوال أشهر على وجوب قمع السويد أعضاء في مجموعات كردية محظورة في تركيا، وهو ما تقول السويد إنها فعلته. لكنّ تكهّنات سادت بشأن ماهية الامتيازات التي حصلت عليها تركيا مقابل إعطائها الضوء الأخضر. وكان إردوغان اشترط قبيل ذلك إعادة إطلاق مفاوضات انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي للتخلّي عن اعتراضه على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي. ويبدو أن تغيير الموقف التركي حلحل معضلة استحصال تركيا على مقاتلات اف-16 حديثة، علما بأن القضية عالقة منذ زمن. والثلاثاء أكّد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك ساليفان أن الرئيس الأميركي “واضح وحاسم منذ أشهر بشأن تأييده تسليم (تركيا) مقاتلات اف-16″، معتبرا أن هذا الأمر يصبّ في مصلحة حلف شمال الأطلسي. وقال ساليفان إنّ بايدن “لم يضع أيّ محاذير أو شروط على ذلك في تصريحاته في المجالس العامة أو الخاصة خلال الأشهر القليلة الماضية. وهو يعتزم المضي قدما في عملية التسليم تلك بالتشاور مع الكونغرس”. وقال مسؤول أميركي في تصريح لوكالة فرانس برس إن البيت الأبيض “منخرط بشكل فاعل” مع الكونغرس حيث هناك معارضة كبيرة لصفقة بيع المقاتلات لأنقرة. وقال ساليفان “سنعمل مع الكونغرس لإيجاد الوقت الملائم” لتسليم تركيا المقاتلات، لكنّه رفض “التكهّن بموعد محدد لذلك”. وعلى الرغم من انخراط الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون بزخم في المفاوضات مع إردوغان، شدّد ساليفان على “أهمية كبرى” لدخول الولايات المتحدة على الخط مؤخرا. وبالنسبة لسعي إردوغان إلى الربط بين تطلّع تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وملف انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، قال ساليفان إنّ بايدن يؤيّد “منذ زمن” انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. لكنّه شدد على أنّ هذا الأمر يتطلّب “نقاشات بشأن الإصلاحات اللازمة والخطوات المطلوبة على صعيد متانة النهج الديموقراطي الذي يتعيّن على كلّ مرشّح لعضوية الاتحاد الأوروبي أن يخوضه”. وقال ساليفان إنّ الولايات المتحدة تعتبر أنّ “لا رابط” بين هذين الملفين.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: انضمام السوید إلى حلف شمال الأطلسی

إقرأ أيضاً:

ترامب والناتو .. مستقبل غامض ينتظر الحلف الأطلسي

على ضفتي الأطلسي، تمُر العلاقة بين الولايات المتحدة ودول حلف الناتو بلحظة مفصلية، إذ بدأ المسؤولون الأوروبيون يدركون حقيقة لطالما أشار إليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مفادها أن الولايات المتحدة لم تعد تريد أن تكون الضامن الأساسي للأمن في أوكرانيا أو في القارة ككل، ما يضعها أمام تحديات وفجوات دفاعية تتطلب حلولا فاعلة.

ويتعين على أوروبا تنفيذ قائمة من المهام لزيادة إنفاقها الدفاعي وتحسين دفاعاتها الجوية، واستبدال المعدات في مجال الدعم اللوجستي وغيرها من المعدات التي توفرها الولايات المتحدة حال قررت واشنطن سحبها، فضلا عن كيفية تحسين جاهزية القوات الأوروبية والحفاظ على رادع نووي فعال.            

استعداد أوروبي خوفا من الانسحاب الأمريكي

وتشمل المشروعات الدفاعية الأوروبية حال قرر سيد البيت الأبيض الانسحاب من القارة العجوز، درعاً دفاعياً جوياً أوروبياً شاملاً، لسد الثغرات الكبيرة في أنظمة الحماية الجوية والصاروخية غير المتجانسة في القارة، كذلك أنظمة النقل مثل الطائرات الثقيلة للتنقل السريع والتزود بالوقود في الجو، التي توفرها حالياً الولايات المتحدة فقط.    

مخطط أوروبي لإنشاء درع دفاعي جوي شامل

وظهر الإلحاح المتزايد في أوروبا بوضوح في المناقشات حول إعادة التسليح الدفاعي، التي تسارعت وتيرتها في الأيام الأخيرة، مع تركيز المحادثات على كيفية زيادة الميزانيات العسكرية الوطنية وإيجاد آليات مالية جديدة لجمع الأموال لتمويل المشاريع المشتركة.       

زيادة الميزانية العسكرية للدول الأوروبية

وتعتبر القضية الاستراتيجية الكبرى التي تواجه أوروبا الآن هو ما يعرف بمستقبل “المظلة النووية الأمريكية”، لا سيما الأسلحة النووية التكتيكية التي تفتقر إليها دول القارة، وفي حال أعلنت واشنطن رسمياً أنها لن تحمي أوروبا، فإن دول الناتو ستفقد الوصول إلى الأسلحة النووية التكتيكية الأمريكية المُصممة لتدمير الأهداف في منطقة معينة، وهو ما سيؤدي إلى خلق "فجوة ردع"، يمكن لروسيا استغلالها بترسانتها الخاصة.

فجوة نووية تنتظر الدول الأوروبية

ويكمن التحدي الحالي الذي يواجه دول الحلف، في أن الجيوش الأوروبية تم تجميعها وتدريبها على مدى ثمانية عقود أو ما يزيد للاعتماد على الدعم الأمريكي، وأن استبدال ذلك سيستغرق وقتاً طويلا وجهدا شاقا وتكلفة باهظة.

8  عقود من الاعتماد على الولايات المتحدة

ورغم أن دونالد ترامب ليس الرئيس الأمريكي الوحيد الذي انتقد حلفاء الولايات المتحدة في حلف "الناتو"، فإنه أول من أجبر أوروبا على التفكير بجدية في ما يجب أن تفعله، إذا قررت الولايات المتحدة سحب درعها الدفاعي ومعها 20 ألف جندي أرسلهم سلفه جو بايدن إلى بولندا ورومانيا ودول البلطيق بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية في أوائل عام 2022.

ترامب.. المعادلة الصعبة للأوربيين

ينتظر الأوروبيين وحلفهم مستقبل غامض، بعد التوجه الذي أعلن عنه بكل وضوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مستقبل العلاقات بين بلاده وبين دول القارة العجوز، فهل تنجح أوروبا في الاستقلال الدفاعي والأمني.. أما ستستمر في الاعتماد على واشنطن من أجل حمايتها ؟.

مقالات مشابهة

  • أردوغان يكرم الطيار السوري المحرّر من “صيدنايا” بعد اعتقال 43 عامًا
  • أوكرانيا ترفض طلب ترامب التخلي عن فكرة الانضمام إلى حلف “الناتو”
  • أردوغان يؤكد اقتراب بلاده من هدفها المتمثل في تركيا خالية من الإرهاب
  • تركيا تواصل عملياتها العسكرية وتعلن مقتل 24 مسلحا كرديا في شمال العراق وسوريا
  • بلومبيرج: أردوغان يستغل قوة تركيا في الناتو مع التراجع الأمريكي
  • بولندا: انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي أصبح واقعيًا
  • رغم اتفاق قسد والشرع.. تركيا تقتل 24 من الأكراد بسوريا والعراق
  • تركيا تعلن مقتل 24 من المسلحين الأكراد في شمال العراق وسوريا
  • ترامب والناتو .. مستقبل غامض ينتظر الحلف الأطلسي
  • من العثمانيين إلى طالبان.. تاريخ طويل يجمع تركيا وأفغانستان