"الصورة الأكثر تفصيلا لصحة الإنسان".. "كنز" يقود العلماء لعلاج الأمراض!
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
قال علماء إن البنك الحيوي في المملكة المتحدة كشف النقاب عن بيانات جديدة توفر "الصورة الأكثر تفصيلا عن صحة الإنسان".
وتزود البيانات المستمدة من تسلسل الجينوم الكامل لنصف مليون شخص، الباحثين بـ "مجموعة الأدوات النهائية" لجعل الاكتشافات الجديدة حول تطور المرض ممكنة.
ويحلل تسلسل الجينوم الكامل، الجينوم البشري بأكمله، وهو رمز وراثي فريد يتكون من ثلاثة مليارات وحدة بناء.
ويمكن للبيانات أن تمكّن الباحثين من النظر في المخاطر الشخصية للأمراض الشائعة، وفهم الأمراض الوراثية بشكل أفضل، وتطوير أدوية جديدة.
وقالت البروفيسورة نعومي ألين، كبيرة العلماء في البنك الحيوي في المملكة المتحدة، إن نشر البيانات يعني أنه "في غضون سنوات قليلة قد نرى أدوية جديدة وأكثر فعالية لأمراض القلب والسكري من النوع الثاني والأمراض الوراثية النادرة (مرض هنتنغتون، والأمراض الحركية) والسرطانات".
وأضافت: "قد يؤدي ذلك أيضا إلى رعاية صحية أكثر استهدافا، حيث يمكن أن يساعد التركيب الجيني الخاص بك في تحديد ما إذا كنت أكثر أو أقل احتمالا للاستفادة من علاج معين، أو حدوث آثار جانبية. وستسمح هذه البيانات أيضا بالتحديد الدقيق للأفراد المعرضين لخطر وراثي مرتفع للإصابة بالأمراض، ما يؤدي إلى تدخلات للفحص المستهدف والتشخيص المبكر للمرض أو إدخال تدابير وقائية مستهدفة".
وتوضح ألين: "هذه البيانات، إلى جانب ثروة البيانات المتعلقة بنمط الحياة والبيئة والمؤشرات الحيوية والنتائج الصحية، تعني أن البنك الحيوي في المملكة المتحدة يوفر الصورة الأكثر تفصيلا عن صحة الإنسان الموجودة".
إقرأ المزيد روسيا.. ابتكار دواء يحتوي على الخلايا الجذعية لعلاج إصابات النخاع الشوكيوبعد خمس سنوات، وأكثر من 350 ألف ساعة من تسلسل الجينوم، وأكثر من 200 مليون جنيه إسترليني من الاستثمار، أصدر البنك الحيوي البريطاني أكبر مجموعة منفردة من بيانات التسلسل في العالم.
وقال البروفيسور روري كولينز، الباحث الرئيسي في البنك الحيوي البريطاني: "هذا كنز حقيقي للعلماء المعتمدين الذين يقومون بأبحاث صحية، وأتوقع أن يكون له نتائج تحويلية للتشخيص والعلاجات في جميع أنحاء العالم".
وتأسست مؤسسة البنك الحيوي البريطاني الخيرية منذ 20 عاما، وقامت بتوظيف نصف مليون شخص لإنشاء مصدر شامل للبيانات الصحية.
ويُستخدم من قبل الباحثين في جميع أنحاء العالم، من الأوساط الأكاديمية والتجارية والحكومية والخيرية، للاكتشافات العلمية التي تعمل على تحسين صحة الإنسان.
وتم تمويل المشروع الأخير من قبل Wellcome وUKRI وأربع شركات أدوية حيوية: Amgen وأسترازينيكا وGSK وجونسون&جونسون.
وفي مقابل الاستثمار، يمنح البنك الحيوي البريطاني إمكانية الوصول الحصري إلى البيانات لمدة تسعة أشهر لأعضاء الصناعة في الجمعية.
وبهذه الطريقة، تستثمر الشركات التجارية بكثافة لتعزيز مجموعة البيانات الصحية التي تكون متاحة بعد ذلك للأبحاث المعتمدة في جميع أنحاء العالم.
المصدر: إندبندنت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: البحوث الطبية الصحة العامة امراض بحوث جينات وراثية
إقرأ أيضاً:
كيف استطاع أشباه البشر البقاء في الصحراء منذ أكثر من مليون سنة؟.. حفرية صادمة
مسألة متى تكيف البشر الأوائل لأول مرة مع البيئات القاسية، مثل الصحارى أو الغابات، كانت محل نقاش طويل، فالكثير من الأقاويل كانت تذهب بإن الإنسان العاقل هو الوحيد الذي يمتلك القدرة على النمو في مثل هذه الظروف الصعبة، وفقًا للدراسات السابقة، إلا أن صفحات العلم لم تُغلق في هذا الشأن.
كشف الباحثون في «Oldupai Gorge»، بتنزانيا، مؤخرا، عن أدلة على قدرة هذا الإنسان المُبكر على استخدام مصادر محددة للمياه العذبة بشكل متكرر وتطوير أدوات متخصصة للبقاء على قيد الحياة.
فمنذ أكثر من مليون سنة، أظهر الإنسان المنتصب وهو «أول نوع معروف يمتلك جسم مماثل للإنسان المعاصر» قدرة ملحوظة على التكيف من خلال الازدهار في البيئات الصحراوية القاسية، وهو ما يتناقض مع المعتقدات السابقة القائلة إن الإنسان العاقل هو الوحيد القادر على القيام بمثل هذه الأعمال الشاقة.
القدرة على التكيف المبكروأظهر الإنسان المنتصب القدرة على البقاء في بيئات شبيهة بالصحراء منذ 1.2 مليون سنة، وفقًا لدراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة Communications Earth» Environment» إذ وجد الباحثون أدلة على أن هؤلاء الأوائل عادوا مرارًا وتكرارًا إلى أنهار وبرك محددة للحصول على المياه العذبة على مدى آلاف السنين وطوروا أدوات متخصصة لدعم بقائهم على قيد الحياة، وربما لعبت هذه القدرة على التكيف دورًا حاسمًا في التوسع الجغرافي للأنواع.
نتائج الاكتشافات الأثرية في دراسة Oldupai Gorgeوجمع كل من «جوليو ميركادر، وبول دوركين»، وزملاؤهما بيانات أثرية، وجيولوجية، ومناخية قديمة في«إنجاجي نانيوري» في وادي أولدوباي، تنزانيا، وهو موقع أثري رئيسي لأشباه البشر المبكرين، إذ أفاد المؤلفون وفق حفرية، أنه منذ ما يقرب من 1.2 مليون إلى مليون سنة مضت، استمرت الظروف شبه الصحراوية في المنطقة مع ظهور حياة نباتية مميزة، وتشير البيانات الأثرية إلى أن مجموعات الإنسان المنتصب في المنطقة تكيفت مع الظروف خلال تلك الفترة من خلال العودة المتكررة للعيش في مواقع تتوفر فيها المياه العذبة مثل البرك، وتطوير أدوات حجرية متخصصة مثل الكاشطات والأدوات المسننة (المعروفة باسم المسننات).
ويشير المؤلفون إلى أن هذه النتائج معًا توضح أن الإنسان المنتصب يتمتع بقدرة أكبر على التكيف للبقاء في البيئات القاسية مما كان يُعتقد سابقًا.
واستنتج الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها تتناقض مع الفرضيات السابقة القائلة بأن الإنسان العاقل هو الوحيد القادر على التكيف مع النظم البيئية القاسية، وأن الإنسان المنتصب ربما كان نوعًا عامًا قادرًا على البقاء في مجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية في إفريقيا وأوراسيا.