المجال المغناطيسي للأرض “يُظهر علامات الانقلاب”
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
إنجلترا – يلعب المجال المغناطيسي للأرض، دورا كبيرا في حماية البشر من الإشعاعات الخطرة والنشاط المغناطيسي الأرضي، الذي قد يؤثر على الاتصالات عبر الأقمار الصناعية وتشغيل شبكات الكهرباء.
ويقول العلماء إن المجال المغناطيسي للأرض قد ينقلب. وأوضح عوفر كوهين، الأستاذ المشارك في الفيزياء والفيزياء التطبيقية في جامعة ماساتشوستس-لويل، لموقع The Conversation كيف يتم توليد المجالات المغناطيسية، قائلا: “تتولد المجالات المغناطيسية عن طريق تحريك الشحنات الكهربائية.
ويمكن العثور على طبقات من المواد الموصلة في لب الحديد السائل للأرض. وتتحرك تيارات الشحنات في جميع أنحاء النواة (اللب)، كما يتحرك الحديد السائل ويدور في النواة أيضا. وهذه الحركات تولد المجال المغناطيسي.
ويتقلب المجال المغناطيسي بين الحين والآخر، وكانت آخر مرة انقلب فيها المجال المغناطيسي للأرض منذ نحو 780 ألف سنة.
ويحدث هذا الانعكاس المغناطيسي الأرضي عندما يتبادل القطبان الشمالي والجنوبي أماكنهما.
وقد ظل العلماء يراقبون هذه الظاهرة عن كثب بحثا عن دلائل تشير إلى أنها على وشك الانقلاب مرة أخرى.
ويمكن أن يكون لهذه الانعكاسات آثار مدمرة على التكنولوجيا، مثل إتلاف الأقمار الصناعية والإلكترونيات وشبكات الطاقة.
والآن، يعتقد بعض الخبراء أن هذا يمكن أن يحدث في غضون القرون القليلة المقبلة.
وفي الواقع، فإن موقع القطب المغناطيسي الشمالي قد تحرك بالفعل بنحو 600 ميل منذ إجراء القياس الأول في عام 1831.
وقال كوهين: “لقد زادت سرعة الهجرة من 10 أميال سنويا إلى 34 ميلا سنويا في السنوات الأخيرة. وقد يشير هذا التسارع إلى بداية انعكاس المجال، لكن العلماء لا يستطيعون معرفة ذلك من خلال بيانات أقل من 200 عام”.
ويستخدم العلماء القياسات المحلية لتتبع شكل واتجاه المجال المغناطيسي للأرض. ومن خلال هذه القياسات، وجدوا أن المجال المغناطيسي للأرض ينعكس على فترات زمنية تتراوح بين 100 ألف إلى مليون سنة.
وأضاف كوهين: “يمكن للعلماء معرفة عدد المرات التي ينعكس فيها المجال المغناطيسي من خلال النظر إلى الصخور البركانية في المحيط. تلتقط هذه الصخور اتجاه وقوة المجال المغناطيسي للأرض عند إنشائها، لذا فإن تأريخ هذه الصخور يوفر صورة جيدة لكيفية تطور المجال المغناطيسي للأرض مع مرور الوقت.”
ولا يمكن للعلماء التأكد من متى سيحدث انعكاس المجال التالي، لكنهم يراقبون المجال المغناطيسي باستمرار. وسيساعد ذلك على فهم سلوك المجال المغناطيسي بشكل أفضل وحماية بنيتنا التحتية من الأضرار المحتملة.
المصدر: ذي صن
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: المجال المغناطیسی للأرض
إقرأ أيضاً:
“العراق في مواجهة التطرف ” .
بقلم : سمير السعد ..
يواجه العراق، كغيره من دول العالم، تحديات كبيرة تتعلق بظاهرة التطرف العنيف، التي تشكل تهديدًا مباشرًا للسلم المجتمعي والأمن الوطني. ومع إدراك خطورة هذه الظاهرة، تبنّت الحكومة العراقية نهجًا واضحًا في رفض كل أشكال العنف وخطابات التطرف الداعمة له، وذلك من خلال برامج واستراتيجيات وطنية تهدف إلى مكافحته على مختلف المستويات.
في هذا السياق، تعمل “اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب” ، التابعة لمستشارية الأمن القومي، على تطبيق رؤية وطنية شاملة تهدف إلى التصدي لمسببات التطرف ومعالجتها من جذورها. وتتبنى اللجنة نهجًا استباقيًا يركز على التوعية والتثقيف، بدلًا من الاقتصار على الحلول الأمنية فقط. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، تعتمد اللجنة على سلسلة من البرامج والندوات التوعوية التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع، بهدف نشر ثقافة التسامح والاعتدال، وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة التي تجمع أبناء الوطن الواحد.
تعمل اللجنة من خلال لقاءاتها الدورية مع المثقفين والأدباء والصحفيين والشعراء والفنانين على تعزيز دورهم في نشر الوعي والتصدي لخطابات الكراهية والتطرف، عبر إنتاج محتوى ثقافي وإعلامي يعكس قيم التسامح والتعايش. كما تولي اهتمامًا خاصًا بالحوار مع القيادات الدينية والاجتماعية، إذ يُعتبر رجال الدين وقادة المجتمع وشيوخ العشائر شركاء أساسيين في مكافحة التطرف، نظرًا لتأثيرهم الواسع في المجتمع. ومن هذا المنطلق، تعقد اللجنة اجتماعات دورية معهم، لمناقشة سبل مواجهة الفكر المتطرف، وتعزيز الخطاب الديني المعتدل الذي يدعو إلى الوحدة ونبذ العنف.
إدراكًا لأهمية دور الشباب في بناء المستقبل، تسعى اللجنة أيضًا إلى استهدافهم عبر برامج تدريبية وورش عمل، تهدف إلى تحصينهم من الأفكار المتطرفة، وتمكينهم من لعب دور إيجابي في مجتمعاتهم. فرؤية اللجنة تقوم على أساس أن مواجهة التطرف لا تكون فقط عبر الوسائل الأمنية، بل تتطلب جهدًا فكريًا وتوعويًا يرسّخ قيم الحوار والتعايش السلمي. وفي هذا الإطار، تلعب منظمات المجتمع المدني دورًا مهمًا في دعم هذه الجهود من خلال تنفيذ حملات توعوية محلية، والمشاركة في بناء استراتيجيات تهدف إلى تعزيز الاندماج الاجتماعي ومحاربة الفكر المتطرف من خلال النشاطات الثقافية والتعليمية والمبادرات الشبابية.
إلى جانب ذلك، لا يمكن إغفال أهمية التعاون الدولي في محاربة التطرف، حيث تسهم المنظمات الدولية في دعم جهود الحكومة العراقية من خلال تقديم الخبرات والاستشارات، وتمويل البرامج التوعوية، وتوفير منصات للحوار والتبادل الثقافي بين المجتمعات المختلفة. كما أن هذه الشراكات تسهم في تعزيز قدرات المؤسسات الوطنية لمكافحة التطرف بطرق أكثر فاعلية، من خلال تبني أفضل الممارسات العالمية التي أثبتت نجاحها في الحد من انتشار الأفكار المتطرفة.
ورغم الجهود المبذولة، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه مكافحة التطرف في العراق، أبرزها تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الأفكار المتطرفة، إضافة إلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي قد يستغلها المتطرفون لاستقطاب الشباب. لذلك، تسعى الجهات المعنية إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، وإشراك المنظمات الدولية في تنفيذ استراتيجيات أكثر شمولية تجمع بين الحلول الأمنية والبرامج الفكرية والثقافية، لضمان بناء مجتمع متماسك خالٍ من العنف والتطرف.
إن مواجهة التطرف العنيف مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود بين الحكومة والمجتمع بكل مكوناته، مع إشراك المنظمات المحلية والدولية لضمان نجاح هذه الجهود. ومن خلال النهج الذي تتبناه اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف، يمكن للعراق أن يخطو خطوات مهمة نحو تحقيق الاستقرار وتعزيز السلم الأهلي، ليكون نموذجًا في محاربة الفكر المتطرف، وبناء مجتمع قائم على مبادئ التسامح والتعايش السلمي.