أبوظبي - وام

أكدت هيئة الأمم المتحدة أن مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، يعد لحظة حاسمة للعمل المناخي العالمي، حيث يقدم فحصاً واقعياً يمثل تتويجاً لعملية «التقييم العالمي» حول مدى التقدم الذي أحرزه العالم في معالجة أزمة المناخ ومدى التصحيح المطلوب لهذا المسار.

وقالت المنظمة، في تقرير نشرته الأربعاء على موقعها الإلكتروني: «في وقت تستمر فيه درجات الحرارة العالمية في تسجيل مستويات قياسية، ترتفع حرارة النشاط الدبلوماسي العالمي حيث تتجه الأنظار نحو الإمارات التي تحتضن»COP28«في الفترة ما بين 30 نوفمبر و12 ديسمبر 2023».

وأضافت سيجتمع زعماء العالم في المؤتمر لرسم طريق طَموح إلى الأمام في المعركة العالمية ضد تغير المناخ، هذا إلى جانب أكثر من 60 ألف شخص يتوقع مشاركتهم في الحدث، بما فيهم ممثلو الدول الأعضاء في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وقادة الصناعة، والناشطون الشباب، وممثلو مجتمعات السكان الأصليين، والصحفيون وغيرهم من أصحاب المصلحة.

وأشارت إلى أن مؤتمرات الأطراف الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، هي تجمعات سنوية واسعة النطاق على المستوى الحكومي تركز على العمل المناخي، ويعد المؤتمر الذي ينعقد في دبي هو الدورة الـ 28 لمؤتمر الأطراف.

وأوضحت أن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ دخلت حيز التنفيذ في 21 مارس 1994 لمنع التدخل البشري «الخطير» في النظام المناخي، حيث صادق على الاتفاقية حتى الآن 198 دولة، لتصبح عضويتها شبه عالمية، ويعمل اتفاق باريس، الذي تم اعتماده عام 2015، كامتداد لتلك الاتفاقية. وحول أهمية «COP28»، ذكرت «الأمم المتحدة» في تقريرها أنه منذ اعتماد اتفاق باريس للمناخ في (COP21) عام 2015، ركزت المؤتمرات اللاحقة على تنفيذ هدفه الرئيسي وهو وقف ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين ومواصلة الجهود للحد من الارتفاع إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي.

وأضافت «إذا كان مؤتمر باريس أعطانا الاتفاق، فقد أظهر لنا مؤتمر الأطراف الذي انعقد في مدينة كاتوفيتسه البولندية (COP24) ثم مؤتمر الأطراف في مدينة غلاسكو الإسكتلندية (COP26) الخطة، لتنتقل الدورة الـ 27 من مؤتمر الأطراف التي أقيمت في مدينة شرم الشيخ المصرية (COP27) إلى التنفيذ».

وتوقعت أن يمثل (COP28) الذي تستضيفه الإمارات «نقطة تحول»، حيث لن تتفق البلدان على ما هي الإجراءات المناخية الأقوى التي سيتم اتخاذها فحسب، وإنما سيوضح المؤتمر أيضا كيفية تنفيذها، مشيرة إلى أن قياس التقدم نحو تحقيق أهداف باريس بشأن تقليل الآثار والتكيف وتمويل المناخ، وتكييف الخطط الحالية، يعد جزءا أساسيا من صور العمل في مواجهة التغير المناخي، ولهذا السبب يكتسب مؤتمر (COP28) أهمية أكبر.

وقالت المنظمة إن عملية التقييم العالمي الأولى، التي بدأت في (COP26) الذي انعقد في غلاسكو، ستنتهي في دبي، حيث تم تصميم هذه العملية للمساعدة في تحديد ما الذي يتعين القيام به، وتوجيه البلدان نحو خطط عمل مناخية أكثر طموحا وتسريعا، ومن هذا المنطلق، قد يصبح القرار الذي تعتمده الأطراف في (COP28) النتيجة الأكثر أهمية بعد مؤتمر باريس عام 2015.

وأوضحت «الأمم المتحدة» في تقريرها أن عام 2023 يتجه إلى أن يكون العام الأكثر سخونة، في حين كانت السنوات الثماني الماضية هي الأعوام الثمانية الأكثر دفئا على الإطلاق على مستوى العالم، تغذيها زيادة تركيزات الغازات الدفيئة والحرارة المتراكمة.

وأشارت إلى أن ما يقرب من نصف سكان العالم يعيشون في مناطق معرضة بشدة لتغير المناخ. وختمت بالقول: «إنه بعد مرور نحو ثماني سنوات على اتفاق باريس وفي منتصف الطريق نحو أجندة عام 2030، يمثل»COP28«فرصة مناسبة للشروع في مسار جديد نحو العمل المناخي الفعا، ولحظة حاسمة لتحويل خطط المناخ إلى عمل طموح».

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات الاستدامة مؤتمر الأطراف إلى أن

إقرأ أيضاً:

نزيف العقول في أمريكا: كيف تُقوّض الدولة أسسها في المعركة العالمية على المواهب؟

وجدت أنانيا شارما، وهي باحثة في الذكاء الاصطناعي تحمل شهادتي دكتوراة وبراءة اختراع يمكن أن تعيد تعريف مفهوم تعلّم الآلة، نفسها أمام خيارين؛ كان الأول عرضا مغريا من إحدى كبرى شركات وادي السيليكون التي رأت فيها موهبة استثنائية لا تتكرر، أما الثاني، فكان عرضا للإقامة الدائمة من الحكومة الكندية، تمت معالجته والموافقة عليه في أقل من شهر.

جاء العرض الأمريكي مصحوبا بشرط معرقل: مستقبلها سيتقرر عبر يانصيب، بينما جاء العرض الكندي ومعه مفتاح لمنزل جديد. بالنسبة لأنانيا، ولفيلق متزايد من ألمع العقول في العالم، أصبح الخيار واضحا بشكل مؤلم.

هذه هي قصة كيف أن أمريكا، التي كانت ذات يوم منارة لا جدال فيها للمواهب العالمية، أصبحت اليوم تدفع العقول بنشاط إلى الرحيل. في المعركة العالمية على رأس المال الفكري، لا تتعثر الولايات المتحدة في ميزتها فحسب، بل إنها تتنازل طواعية عن تاجها للمنافسين. هذا ليس تهديدا مستقبليا، بل أزمة تحدث الآن، هبّة أمريكية كبرى يغذيها نظام هجرة معطوب.

يكمن جوهر هذا التخريب الذاتي في البرامج المصممة لجذب المواهب. فقد تحولت تأشيرة "H-1B" الشريان الرئيس للمهنيين ذوي المهارات العالية، إلى مجرد لعبة حظ. بالنسبة للسنة المالية 2025، تمت رعاية أكثر من 442 ألف فرد يتمتعون بمهارات عالية من قبل أصحاب العمل مقابل 85 ألف تأشيرة متاحة فقط. لقد أصبحت العملية متاهة من الطرق البيروقراطية المسدودة، حيث يتم تعليق المسارات المهنية بسبب نظام يانصيب يعامل المواهب التي توازي مستوى الحائزين على جائزة نوبل بنفس اللامبالاة العشوائية للعبة الحظ. وللمحظوظين الذين يفوزون في هذه القرعة غالبا ما يكون النصر قصير العمر، فهم يدخلون حالة أعمق وأقسى من عدم اليقين: تراكم طلبات البطاقة الخضراء (الجرين كارد). فبسبب الحصص المفروضة على كل دولة والتي وُضعت قبل عقود، يواجه المهني الماهر من الهند الذي يدخل قائمة انتظار التوظيف اليوم، فترة انتظار لم تعد تُقاس بالسنوات، بل بمتوسط عمر الإنسان. وتشير بعض تقديرات معهد كاتو إلى أن فترة الانتظار قد تتجاوز 130 عاما. إنه وعد لن يتحقق أبدا، وحلم يموت في طابور الانتظار.

وبينما تغطي البيروقراطية سجادة الترحيب الأمريكية، يفرد المنافسون السجاد الأحمر، إنهم ليسوا مراقبين سلبيين، بل صيادون نشطون واستراتيجيون. فكندا، من خلال استراتيجيتها للمهارات العالمية، تقدم معالجة للطلبات في غضون أسبوعين للعديد من تصاريح العمل لذوي المهارات العالية. وفي خطوة مباشرة وجريئة، أطلقت برامج تستهدف حاملي تأشيرة (H-1B) في الولايات المتحدة، مقدمة لهم الاستقرار ومسارا واضحا نحو المواطنة.

تستهدف المملكة المتحدة خريجي أفضل الجامعات في العالم من خلال تأشيرة "الأفراد ذوي الإمكانات العالية"، بينما تسرّع تأشيرة المواهب العالمية في أستراليا من إجراءات الإقامة الدائمة للمبتكرين في القطاعات الرئيسة. والرسال موحدة وواضحة: "إذا كانت أمريكا تقدم لكم الغموض، فنحن نقدم لكم المستقبل".

إن عواقب نزيف العقول هذا تعمل على تآكل جوهر القدرة التنافسية لأمريكا، فقد بدأت قطاعات التكنولوجيا والرعاية الصحية، التي اعتمدت طويلا على أفضل العقول في العالم، تدق ناقوس الخطر، وأصبح من الشائع الآن أن تقوم الشركات الأمريكية بتوظيف مهندس لامع لا يمكنها تأمين تأشيرة له، و"وضعه" في مكتب في فانكوفر أو تورنتو، وجعله يتعاون مع فريقه عبر تطبيق زوم. هي وظائف أمريكية في كل شيء إلا في الجغرافيا، فُقدت بسبب نظام معطوب.

وقد عبّر غاري شابيرو، رئيس جمعية الإلكترونيات الاستهلاكية، عن يأس مجتمع الأعمال بوضوح، مشبها النقاش حول الإصلاح بـ"سؤال شخص يموت في الصحراء عن نوع الماء الذي يريده". الرسالة واضحة: التقاعس عن العمل لم يعد خيارا. إن "نزيف العقول" هذا يقلل من الأبحاث، ويخنق الابتكار، ويوكل الديناميكية الاقتصادية لأمريكا إلى الخارج.

إن الجزء الأكثر إحباطا في أزمة المواهب الأمريكية هو أنه يمكن عكسها بالكامل. فالطريق إلى الأمام ليس لغزا يكتنفه الغموض الأيديولوجي، بل هو سلسلة من الإصلاحات العملية والمنطقية التي دافع عنها خبراء السياسات وقادة الصناعة لسنوات. إن إصلاح هذا الجرح الذي ألحقته أمريكا بنفسها يتطلب إصلاحا جذريا ومجموعة واضحة من الأهداف:

* إنهاء يانصيب القدر عبر رفع أو إلغاء سقف تأشيرات "H-1B"، فالرقم الحالي هو من مخلفات اقتصاد الماضي ولا يعكس متطلبات العالم الحديث.

*كسر الجمود الذي يمتد لأجيال عبر إلغاء الحصص القُطرية للبطاقة الخضراء. فنظام قائم على أسبقية الطلب سيكافئ الموهبة والمساهمة، وليس مصادفات المولد.

*تبسيط العملية برمتها من التأشيرة إلى الإقامة. فالقدرة على التنبؤ والكفاءة هما عاملان جاذبان للمواهب، والنظام الحالي لا يقدم أيا منهما.

*خلق مسار واضح ومباشر نحو الإقامة الدائمة، فالاستقرار هو الحافز النهائي. إن وجود مسار شفاف من تأشيرة عمل مؤقتة إلى بطاقة خضراء سيعطي إشارة بأن أمريكا جادة مرة أخرى في الترحيب بأفضل العقول.

في النهاية، قبلت أنانيا شارما العرض الكندي. هي تقود اليوم فريق بحث مزدهر في تورنتو، وبراءات اختراعها مسجلة تحت العلم الكندي، والشركة التي تخطط لإطلاقها ستخلق وظائف كندية. قصتها مأساة صامتة، تتكرر آلاف المرات، إنها قصة أمة غارقة في شللها السياسي لدرجة أنها تفشل في تأمين أهم مواردها: العبقرية البشرية. المعركة العالمية للمواهب قد بدأت، وأمريكا تخرّب نفسها بنفسها، عقلا فذا تلو الآخر.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تؤجل مؤتمر حل الدولتين .. تفاصيل
  • تحت مظلة الأمم المتحدة.. مؤتمر حل الدولتين يُعقد أواخر الشهر الجاري
  • تأجيل مؤتمر الأمم المتحدة لحل الدولتين إلى نهاية يوليو
  • مؤتمر الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين يعقد نهاية الشهر
  • دبلوماسيون: مؤتمر الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين ينعقد في 28 و29 تموز
  • الموت على طريق الإغاثة...798 قتيلا في غزة قرب مراكز توزيع المساعدات
  • نزيف العقول في أمريكا: كيف تُقوّض الدولة أسسها في المعركة العالمية على المواهب؟
  • دعوة أممية لـ«التهدئة الفورية» في طرابلس
  • الأمم المتحدة تدعو الأطراف الليبية للامتناع عن "استخدام القوة" في طرابلس
  • انتخاب محمود ممتاز لمنصب نائب رئيس مؤتمر الأمم المتحدة لحماية المستهلك