الأمم المتحدة: «COP28» يرسم طريق التقدم في المعركة العالمية ضد تغير المناخ
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
أبوظبي - وام
أكدت هيئة الأمم المتحدة أن مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، يعد لحظة حاسمة للعمل المناخي العالمي، حيث يقدم فحصاً واقعياً يمثل تتويجاً لعملية «التقييم العالمي» حول مدى التقدم الذي أحرزه العالم في معالجة أزمة المناخ ومدى التصحيح المطلوب لهذا المسار.
وقالت المنظمة، في تقرير نشرته الأربعاء على موقعها الإلكتروني: «في وقت تستمر فيه درجات الحرارة العالمية في تسجيل مستويات قياسية، ترتفع حرارة النشاط الدبلوماسي العالمي حيث تتجه الأنظار نحو الإمارات التي تحتضن»COP28«في الفترة ما بين 30 نوفمبر و12 ديسمبر 2023».
وأضافت سيجتمع زعماء العالم في المؤتمر لرسم طريق طَموح إلى الأمام في المعركة العالمية ضد تغير المناخ، هذا إلى جانب أكثر من 60 ألف شخص يتوقع مشاركتهم في الحدث، بما فيهم ممثلو الدول الأعضاء في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وقادة الصناعة، والناشطون الشباب، وممثلو مجتمعات السكان الأصليين، والصحفيون وغيرهم من أصحاب المصلحة.
وأشارت إلى أن مؤتمرات الأطراف الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، هي تجمعات سنوية واسعة النطاق على المستوى الحكومي تركز على العمل المناخي، ويعد المؤتمر الذي ينعقد في دبي هو الدورة الـ 28 لمؤتمر الأطراف.
وأوضحت أن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ دخلت حيز التنفيذ في 21 مارس 1994 لمنع التدخل البشري «الخطير» في النظام المناخي، حيث صادق على الاتفاقية حتى الآن 198 دولة، لتصبح عضويتها شبه عالمية، ويعمل اتفاق باريس، الذي تم اعتماده عام 2015، كامتداد لتلك الاتفاقية. وحول أهمية «COP28»، ذكرت «الأمم المتحدة» في تقريرها أنه منذ اعتماد اتفاق باريس للمناخ في (COP21) عام 2015، ركزت المؤتمرات اللاحقة على تنفيذ هدفه الرئيسي وهو وقف ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين ومواصلة الجهود للحد من الارتفاع إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي.
وأضافت «إذا كان مؤتمر باريس أعطانا الاتفاق، فقد أظهر لنا مؤتمر الأطراف الذي انعقد في مدينة كاتوفيتسه البولندية (COP24) ثم مؤتمر الأطراف في مدينة غلاسكو الإسكتلندية (COP26) الخطة، لتنتقل الدورة الـ 27 من مؤتمر الأطراف التي أقيمت في مدينة شرم الشيخ المصرية (COP27) إلى التنفيذ».
وتوقعت أن يمثل (COP28) الذي تستضيفه الإمارات «نقطة تحول»، حيث لن تتفق البلدان على ما هي الإجراءات المناخية الأقوى التي سيتم اتخاذها فحسب، وإنما سيوضح المؤتمر أيضا كيفية تنفيذها، مشيرة إلى أن قياس التقدم نحو تحقيق أهداف باريس بشأن تقليل الآثار والتكيف وتمويل المناخ، وتكييف الخطط الحالية، يعد جزءا أساسيا من صور العمل في مواجهة التغير المناخي، ولهذا السبب يكتسب مؤتمر (COP28) أهمية أكبر.
وقالت المنظمة إن عملية التقييم العالمي الأولى، التي بدأت في (COP26) الذي انعقد في غلاسكو، ستنتهي في دبي، حيث تم تصميم هذه العملية للمساعدة في تحديد ما الذي يتعين القيام به، وتوجيه البلدان نحو خطط عمل مناخية أكثر طموحا وتسريعا، ومن هذا المنطلق، قد يصبح القرار الذي تعتمده الأطراف في (COP28) النتيجة الأكثر أهمية بعد مؤتمر باريس عام 2015.
وأوضحت «الأمم المتحدة» في تقريرها أن عام 2023 يتجه إلى أن يكون العام الأكثر سخونة، في حين كانت السنوات الثماني الماضية هي الأعوام الثمانية الأكثر دفئا على الإطلاق على مستوى العالم، تغذيها زيادة تركيزات الغازات الدفيئة والحرارة المتراكمة.
وأشارت إلى أن ما يقرب من نصف سكان العالم يعيشون في مناطق معرضة بشدة لتغير المناخ. وختمت بالقول: «إنه بعد مرور نحو ثماني سنوات على اتفاق باريس وفي منتصف الطريق نحو أجندة عام 2030، يمثل»COP28«فرصة مناسبة للشروع في مسار جديد نحو العمل المناخي الفعا، ولحظة حاسمة لتحويل خطط المناخ إلى عمل طموح».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات الاستدامة مؤتمر الأطراف إلى أن
إقرأ أيضاً:
قادة الصين لن يغيروا مسارهم مهما تغير العالم من حولهم.. ثوابت بكين مستمرة رغم التحولات العالمية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
على الرغم من مواجهة تحديات اقتصادية كبيرة وتغيرات سياسية عالمية، تظل القيادة الصينية فى عهد الرئيس شى جين بينج ثابتة على مسارها الثابت. لم تفعل الصراعات السياسية والاقتصادية الأخيرة - مثل البطالة القياسية بين الشباب، والضغوط الانكماشية، وانهيار سوق الأوراق المالية، وانهيار فقاعة الإسكان - الكثير لتغيير مسار الحزب الشيوعى الصيني. بدلًا من ذلك، يبدو أن القيادة السياسية فى الصين تنظر إلى هذه العقبات باعتبارها تحديات ضرورية فى رؤيتها طويلة الأجل للاعتماد على الذات والأمن القومي.
رؤية "النضال" والاعتماد على الذات
فى الأول من يناير ٢٠٢٥، نشرت المجلة الإيديولوجية للحزب الشيوعى الصيني، Quishi، خطابًا للرئيس شي، ألقاه فى الأصل فى فبراير ٢٠٢٣. فى هذا الخطاب، كرر شى الدعوة إلى "نضال طويل الأمد" لحماية الأمن السياسى للصين، مؤكدًا على تفوق "التحديث على الطريقة الصينية".
فى خطابه، قال شي: "لقد أثبت التاريخ مرارًا وتكرارًا أن السعى إلى الأمن من خلال النضال يجلب الأمن الحقيقي". وقد أكدت هذه الرسالة على موقف القيادة الثابت، حتى فى مواجهة الصعوبات الاقتصادية التى تفاقمت بسبب العوامل الداخلية والضغوط الخارجية، مثل تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.
على الرغم من التباطؤ الاقتصادى الحالى فى الصين، فإن التزام شى بهذا المسار لا يزال دون تغيير. وكما لاحظ جاكوب غونتر، المحلل الاقتصادى الرئيسى فى معهد ميركاتور لدراسات الصين، فإن نشر هذا الخطاب فى بداية عام ٢٠٢٥ يشير إلى أن قيادة بكين لا تتأثر بالاضطرابات التى شهدتها العامين الماضيين. إن الالتزام بالصين المعتمدة على الذات والآمنة والخالية من التأثيرات الخارجية راسخ بقوة فى استراتيجية الحزب الشيوعى الصيني.
لا يتوقع حدوث تحولات كبيرة فى السياسات
انعقد المؤتمر الوطنى لنواب الشعب الصينى السنوي، الهيئة التشريعية الاحتفالية فى الصين، فى أوائل مارس/آذار ٢٠٢٥ وسط هذه التحديات الاقتصادية والجيوسياسية المستمرة.
وحدد التقرير الافتتاحى لرئيس مجلس الدولة لى تشيانغ هدف نمو متواضع "حوالى ٥٪" لعام ٢٠٢٥ وسلط الضوء على زيادة بنسبة ٧.٢٪ فى الإنفاق العسكري.
ومع ذلك، تظل الوظيفة الرئيسية للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى هى التصديق على السياسات التى قررها بالفعل قادة الحزب الشيوعى الصيني، مما يترك مجالًا ضئيلًا للتحولات السياسية المهمة.
وكان التركيز، كما يتضح فى خطاب رئيس مجلس الدولة لي، على تحقيق أهداف النمو هذه من خلال الجهود المستمرة، مما يؤكد على نهج بكين الثابت فى الحكم.
يعكس هذا الاتساق فى أولويات السياسة الأهداف طويلة الأجل التى حددتها الدورة الثالثة للحزب الشيوعى الصينى فى يوليو/تموز ٢٠٢٤: تعزيز رأسمالية الدولة الحزبية، ومواجهة جهود الولايات المتحدة فى الاحتواء، وتعزيز الابتكار، وتعميق الولاء لقيادة شي.
وعلى الرغم من التباطؤ الاقتصادي، فإن التزام الحزب الشيوعى الصينى بهذه الأهداف لم يتزعزع، مما يوضح أن التعديلات السياسية الكبيرة غير مرجحة فى هذا الوقت.
إدارة الصراعات الاقتصادية من خلال التعديلات التدريجية
فى قلب الاستراتيجية الاقتصادية الحالية للصين يكمن هدف تعزيز الاستهلاك المحلى واستقرار القطاعات الرئيسية، وخاصة سوق العقارات، التى واجهت انتكاسات كبيرة. كما أعطت بكين الأولوية لجذب الاستثمار الأجنبى وتعزيز الاكتفاء الذاتى لسلسلة التوريد.
ومع ذلك، يشكك الخبراء فى ما إذا كانت التدابير الموضحة فى تقرير عمل لي، مثل التحفيز المالى الكبير والاستثمارات فى البنية الأساسية، ستعالج بشكل فعال القضايا الاقتصادية الأساسية فى الصين.
وفقًا لمايكل بيتيس، زميل بارز فى كارنيجى تشاينا، فإن ضعف ثقة المستهلك لا يزال عقبة كبيرة أمام تعافى الصين. وفى حين تُبذل الجهود لتحفيز الاستهلاك، فإن الكثير من الوعكة الاقتصادية فى الصين قد تكون هيكلية. إن عدم اليقين المستمر المحيط بقيم العقارات، والتى تشكل جزءًا كبيرًا من ثروة الأسر، يؤدى إلى تفاقم القلق العام بشأن الاستقرار المالى فى المستقبل.
الحرب التجارية والسعى إلى الاعتماد على الذات
مع استمرار الولايات المتحدة فى فرض الرسوم الجمركية على السلع الصينية، تبنت الصين نهجًا عمليًا، حيث ردت بفرض رسوم جمركية متبادلة ولكنها تجنبت المواجهات الكبرى. ومن المرجح أن يكون هذا الرد المدروس مدفوعًا برغبة فى تجنب تفاقم الوضع، وخاصة فى ضوء التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكى التى هدد فيها بفرض المزيد من القيود التجارية.
ويشير خبراء مثل تشونج جا إيان، الأستاذ فى الجامعة الوطنية فى سنغافورة، إلى أن استراتيجية "العين بالعين" التى تنتهجها الصين تعكس رغبة فى تجنب تصعيد التوترات، مع الحفاظ على موقف حازم بشأن سيادتها الاقتصادية.
ويتماشى هذا النهج مع أجندة شى الأوسع نطاقًا لتحقيق الاعتماد على الذات، وخاصة فى القطاع التكنولوجي. فى فبراير ٢٠٢٥، التقى شى بقادة التكنولوجيا الكبار فى عرض رفيع المستوى لدعم قطاع التكنولوجيا فى الصين، وحثهم على المساهمة فى النمو الاقتصادى للبلاد.
يمثل هذا التحول تراجعًا عن حملة بكين التنظيمية السابقة، مما يشير إلى الاعتراف بالتباطؤ فى النمو والحاجة إلى دعم صناعة التكنولوجيا للحفاظ على القدرة التنافسية على الساحة العالمية.
تعزيز الابتكار فى ظل التحديات الخارجية
ساهمت التطورات الأخيرة فى قطاع التكنولوجيا فى الصين، مثل الاختراقات فى تكنولوجيا أشباه الموصلات من قبل هواوى وظهور منصة الذكاء الاصطناعى التوليدية DeepSeek، فى انتعاش نشاط سوق الأوراق المالية، مما أضاف قيمة كبيرة إلى أسواق الصين.
وتعكس هذه التطورات، التى ترجع جزئيا إلى جهود الصين لتحقيق الاكتفاء الذاتى التكنولوجي، رؤية شى بأن تصبح الصين رائدة عالمية فى مجال الابتكار، حتى فى حين تواجه تحديات خارجية من الولايات المتحدة.
ومع ذلك، لا يزال الطريق إلى الأمام صعبا. وكما يشير ستيف تسانج، مدير معهد SOAS الصيني، فإن الاعتراف العام بالصعوبات الاقتصادية التى تواجهها الصين فى اجتماع شى مع قادة التكنولوجيا يعكس وعيا متزايدا داخل الحزب الشيوعى الصينى بالحاجة إلى تعديلات اقتصادية عاجلة.
ومع ذلك، لا يزال اتجاه السياسة متجذرا بقوة فى الاعتماد على الذات، مع استمرار بكين فى إعطاء الأولوية للأمن القومى والاستقلال التكنولوجى كركائز لاستراتيجيتها.
Quishi