شتاء اليمن.. مشاكل صحية كثيرة وعواقب قد تؤدي إلى الوفاة

شمسان بوست / متابعات:

أدت التغيرات المناخية التي يشهدها اليمن خلال فترة الشتاء، إلى زيادة انتشار الأمراض، من خلال نقلها للعدوى وتقلبات الجو ونزلات البرد
‏ويؤثر ذلك بشكل مباشر على حياة وصحة اليمنيين. إلى جانب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة وتقلبات الجو المتطرفة التي شهدها اليمن خلال الأشهر السابقة وما خلفته من آثار واسعة بصحة المواطنين والذين تعرضوا لمضاعفات وتبعات صحية متعددة تصل إلى الوفاة



وتعيد التغيرات المناخية خلال فصل الشتاء إلى الأذهان كيف فتكت بالنازحين اليمنيين في المخيمات لا سيما في محافظة مأرب التي سقط فيها العام الماضي، 7 أطفال قتلى نتيجة موجات البرد الشديدة التي تعرضت لها المحافطة التي تؤوي أكثر من مليوني و200 ألف مشرد من الحرب.



ظواهر متطرفة

ويؤثر تغير المناخ على الصحة بطرق عديدة، بحسب منظمة الصحة العالمية، منها التسبب في الوفاة والمرض نتيجة الظواهر الجوية المتطرفة التي تزداد تواتراً، مثل موجات الحر والعواصف والفيضانات وتعطل النظم الغذائية، وزيادة الأمراض الحيوانية المنشأ والأمراض المنقولة بالأغذية والمياه والنواقل، ومشاكل الصحة النفسية

وقالت المنظمة الأممية في تقرير حديث اطلعت “العين الإخبارية” على نسخة منه، إن تغيّر المناخ يشكّل تهديداً أساسياً لصحة الإنسان، وعلى القوى العاملة والبنية التحتية في مجال الصحة، ويحدّ من القدرة على توفير التغطية الصحية الشاملة



وأكدت أن هذه المخاطر الجوية والمناخية تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على صحة الأشخاص، ممّا يزيد من خطر الوفيات، والأمراض غير السارية، وظهور الأمراض المعدية وانتشارها، وحدوث حالات الطوارئ الصحية، وهو ماشهدته اليمن خلال السنوات الأخيرة.


تهديد الصحة

يُعد تغير المناخ وما يخلفه من تبعات سلبية بمثابة أكبر تهديد للصحة عرفته البشرية، بحسب ما أوضحته منظمة الصحة العالمية

في السياق ذاته، حذر خبراء المناخ خلال حديثهم لـ”العين الإخبارية”، من آثار تقلبات أحوال الجو الناتجة عن زيادة حدة التغيرات المناخية في العالم بشكل عام، واليمن خاصة، وما يرافقها من نزلات برد شديدة ورياح نشطة من جهة، والفيضانات والأعاصير وزيادة درجة الحرارة من جهة أخرى



وأكد الخبراء أن اليمن يعد من بين الدول الأكثر تأثراً بتغير المناخ، ويأتي ضمن البلدان الأقل مواجهة لآثار هذه التغيرات، وضعف التكيّف معها خاصة ومع ضعف البنى التحتية للصحة في البلاد

أمراض عديدة

وأشار الخبراء إلى أن الفيضانات وهطول الأمطار الغزيرة، والأعاصير، تخلف الأوبئة المعدية والأمراض المختلفة، مثل الملاريا وحمى الضنك، والمكرفس، والحمى الفيروسية، والكوليرا، والإنفلونزا، والإسهال، وأمراض الجهاز التنفسي

وتتأثر مختلف الجوانب الصحية بشكل مباشر بتغير المناخ، من حيث الحاق الأضرار بالبنية التحتية الصحية، وتلوث الهواء والمياه، بالإضافة إلى حدة أزمة النُظم الغذائية وسُبل العيش، والمحاصيل الزراعية، وانتشار الأوبئة والأمراض المختلفة



وتسبب الطقس القاسي نتيجة التغيرات المناخية خلال هذا العام في اليمن، بنزوح أكثر من 200,000 ألف شخص، غالبيتهم نازحين حيث سبق وأن نزحوا بسبب حرب المليشيات الحوثية ضد أبناء اليمن

وضرب اليمن يومي 23 و24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إعصار “تيج”، حيث تركز في أرخبيل سقطرى، ومحافظة المهرة، أدى إلى سقوط 6 حالات وفاة، وإصابة 473 شخصاً بينهم نساء وأطفال في المهرة، و31 مصابا في سقطرى



وأدى إعصار تيج إلى إلحاق أضرار فادحة باليمنيين وأطفالهم، إذ دمّر في محافظة أرخبيل سقطرى وحدها، نحو 500 منزل كليًّا أو جزئيًّا، فيما تسبب بنزوح 192 أسرة، تضم مئات الأطفال، بحسب تقرير لمكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة باليمن


وألحق الإعصار وما صاحبه من فيضانات وارتفاع منسوب مياه البحر، أضرارا واسعة بالقطاع الصحي وبنيته التحتية، فضلاً عن انتشار الأوبئة والأمراض المعدية في المناطق الساحلية التي ضربها.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: التغیرات المناخیة من خلال

إقرأ أيضاً:

الجوع والأمراض وجرائم النهب تحاصر اللاجئين السودانيين في شرق تشاد

منتدي الإعلام السوداني ؛ الغرفة المشتركة

اعداد وتحرير : سوان تربيون

أدري 30 سبتمبر 2024 ــ يعيش آلاف السودانيين في شرق تشاد، في ظل معاناة مستمرة جراء الجوع والأمراض وجرائم النهب في مخيمات اللجوء التي تأويهم.
وتعمل النساء، خاصة الأرامل ومن يعولن عائلتهن، في مهن شاقة مقابل أجر زهيد لا يكفي احتياجاتهن نظرًا لضعف الاستجابة الإنسانية مع استمرار تدفق مزيدًا من الفارين من السودان بسبب الجوع.
وتنتشر في مخيمات لجوء السودانيين بشرق تشاد أمراض الملاريا والتهابات العيون والإسهالات المائية والطفح الجلدي، علاوة على سوء التغذية.
وقال الطبيب في مخيم تريجن مبارك عز الدين لـ "سودان تربيون"، السبت، إن "هذه الاوبئة والأمراض الفتاكة تمثل أكبر تحدي للاجئين السودانيين ويترافق ذلك مع الندرة الكبيرة في الأدوية".


وأفاد بوجود مراكز صحية تدعمها منظمة أطباء بلا حدود وأخرى تعتمد على الهبات والتبرعات من قبل الخيرين، لكن كثير من اللاجئين غير قادرين على توفير العلاج للارتفاع الكبير في أسعار الأدوية وعدم توفرها في المراكز الصحية.
وكشف عن وفاة أكثر من أربع لاجئين خلال شهري يونيو ويوليو 2024، بسبب الملاريا بعد أن عجز ذويهم من توفير العلاج لهم.
صرخة امرأة
وأطلقت اللاجئة في مخيم أدري شرقي تشاد، فاطمة أبكر عثمان، نداء استغاثة للمجتمع الدولي بضرورة الإسراع للتدخل لانقاذ حياة آلاف اللاجئين السودانيين، من خطر المجاعة التي تحدق بهم نتيجة لضعف المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الدولية.
ولم تجد فاطمة أبكر، وهي أرملة قتل زوجها أثناء أعمال العنف الدامية التي شهدتها مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور خلال يونيو من العام 2023، غير العمل في مهنة صناعة الطوب بأجر زهيد بالكاد يكفي لشراء وجبة واحدة.
وقالت فاطمة لـ"سودان تربيون": "لابد لي من أن أعمل حتى أطعم أطفالي بعد أن قتل والدهم برصاص الدعم السريع في حي الزهور بالجنينة، أنا اتلقى مساعدات من قبل المنظمات ولكنها لا تكفي لمدة يومين وهي عبارة عن ذرة رفعية بمقدار ملوتين وكمية قليلة من الزيت والعدس".
وأضافت: "أعمل مع أحد تجار منطقة أدري في صناعة الطوب، وهي مهنة شاقة بالنسبة للنساء ولكنني مجبرة على ذلك".
وأشارت إلى أن عددا من كبار السن ممن فقدوا ذويهم ولا يقوون على العمل لتوفير قوت يومهم، توفوا بسبب الجوع لقلة المساعدات الإنسانية.
وأجبر النزاع الدامي بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، الذي سرعان ما تحول إلى قتال قبلي عنيف بين القبائل العربية المسنودة من قبل قوات الدعم السريع وقبيلة المساليت ذات الأصول الأفريقية قرابة 800 ألف شخص على الفرار إلى الأراضي التشادية.
وارتكبت قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها انتهاكات فظيعة ضد الفارين، في الطريق من مناطق غرب دارفور إلى شرق تشاد.
وأقامت تشاد عددًا من المخيمات في المناطق الحدودية، وهي معسكرات: "أدري، فرشنا، ظابوط، علاشة، قتقر، بريجن، تريجن، قوز بيضة، حجر حديد، ابو تنقية"، فيما يعيش آخرون في مدن أبشة وأمجرس فضلا عن العاصمة انجمينا.
وتعاني هذه المعسكرات من الاكتظاظ الشديد وقلة الخدمات المقدمة من قبل المنظمات الدولية والحكومة التشادية، الأمر الذي أدى إلى ظهور حالات سوء تغذية وسط الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات فضلا عن كبار السن وأصحاب الاعاقات الدائمة بفعل الحرب.

كثرة اليتامى والارامل
ويعج معسكر منطقة أدري، الذي جرى تأسيسه عقب الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور، بأعداد كبيرة من الأطفال اليتامى الذين فقدوا ذويهم جراء تلك الأحداث.
وقال الناشط المهتم بقضايا اللاجئين في معسكرات شرق تشاد، يحيي أحمد سبيل، إن الإحصائية التقريبية لعدد الأطفال اليتامى في معسكر أدري يفوق الـ 500 طفل، كما أن بالمعسكر أكثر من 300 أرملة فقدن ازواجهن في حملات التطهير العرقي في مدينة الجنينة.
وأوضح بأن شريحة الأرامل واليتامى هم أكثر الفئات معاناة داخل المخيم حيث يعاني عدد كبير منهم من سوء التغذية الناجمة من انعدام الغذاء.
وأفاد بأن هذا الوضع قاد القصر إلى امتهان مهن هامشية كحمل الأمتعة في الأسواق والمزارع وبأجور زهيدة تساعدهم في توفير وجبات غذائية لهم، حاثا المنظمات الدولية الناشطة في العمل الإنساني بسرعة التدخل لإنقاذ الأطفال بتوفير إحتياجاتهم اليومية من غذاء وكساء وتوفير فرص التعليم لهم.

وكشف عن وجود عدد من الأشخاص، فقدوا عقلهم نتيجة للصدمات النفسية بفعل ما شاهدوه من أهوال وجرائم يندى لها الجبين إرتكبتها مليشيات القبائل العربية وقوات الدعم السريع ضد سكان الجنينة، قال بأنهم في حوجة إلى جلسات دعم نفسي وأضاف "أصحاب الأمراض النفسية لم يجد ذويهم أي مستشفيات لعلاجهم فاضطروا إلى تقييدهم بالسلاسل الحديدية".

تقليص حصص الغذاء

وفاقم معاناة اللاجئين السودانيين خلال الشهرين الماضيات، قيام برنامج الغذاء العالمي تقليل حصة الفرد إلى أقل من النصف وفقًا للناشط في العمل الطوعي محمد أبكر.
وقال أبكر لـ "سودان تربيون" إنه رغم إلتزام برنامج الغذاء العالمي في تقديم مساعدات شهرية لمخيمات ابشة، إلا أن الحصة لا تسوى شيئًا بالنسبة للاسرة لأكمال الشهر علاوة على نقص المواد الغذائية المكملة للوجبات.
وكشف عن فرار آلاف اللاجئين، كانوا يقيمون في مخيم فرشنا، بسبب قلة المساعدات الإنسانية للمتأثرين إلى أماكن أخرى يتوفر فيها الطعام والعلاج.
وأفاد بأنه برغم جهود بعض المنظمات، إلا أن حجم الأزمة يمكن يكون أكبر مما يتصوره وهم كذلك لهم ميزانياتهم، ولكن مع تدفق الكم الهائل من اللاجئين إذا لم يتم تداركها من المجتمع الدولى بالطبع ستحدث كارثة إنسانية.
وكشف عن وجود جرائم منظمة تقوم بها بعض العصابات المسلحة في شرق تشاد تستهدف معسكرات اللاجئين، حيث تهاجم هذه الجماعات بين الحين والآخر المعسكرات وتركب جرائم القتل والنهب.
جدل حول الدعم الإماراتي
وأثارت زيارة وزيرة الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية لانا نسيبة إلى مخيم في شرق تشاد، عاصفة من الجدل، حيث رفض اللاجئين أي مساعدات من أبو ظبي التي اتهموها بتمويل قوات الدعم السريع.
وتقول الإمارات إنها أقامت مستشفى ميداني في مدينة أبشي التشادية، لتوفير الخدمات الصحية للاجئين السودانيين، لكنه تحيط به الشكوك باعتباره مركزًا لعلاج جرحى الدعم السريع ومنصة لتوفير الدعم لها.
وقال الناشط الحقوق عبد الرحمن أرباب، لـ "سودان تربيون"، إن المستشفى المقام داخل مدينة أبشي رئاسة إقليم وادي "لم يستطيع أي لاجئ تلقي العلاج فيه".
وأشار إلى أن هناك إجراءات أمنية مشددة حول المستشفى، حيث لا يسمح لأي فرد بالاقتراب، نظرًا لأنه مخصص لعلاج مصابي عناصر الدعم السريع اللذين يسعفون من الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وباقي مناطق الإقليم.
وتدور معارك شرسة في الفاشر بين الجيش وقوات الدعم السريع وحلفاءهما في الفاشر منذ 10 مايو المنصرم، قبل أن تشدد وتيرتها خلال الأسبوعين الماضيين.
وقال أرباب إن موقع المستشفى الإماراتي في أبشي لا يتواجد فيه لاجئين كثر، حيث أن أغلب اللاجئين السودانيين في أدري والمناطق المحيطة بها.
وأفاد بأن المستشفى رفض استقبال جرحى مدنيين أُصيبوا خلال هجوم الدعم السريع وحلفاءه على الجنينة، كما أنه لم يعالج لاجئين مصابين بأمراض مزمنة وآخرين يعانون من سوء التغذية.
وأكد على أن اللاجئين رفضوا زيارة لانا نسيبة وأي مساعدات تقدمها الإمارات، حتى "لو ماتو جوعًا"، مشددًا على أن المساعدة الوحيدة التي يمكن أن تقدمها أبو ظبي هي وقف إمدادها بالأسلحة لقوات الدعم السريع.
وأبدى أرباب خشيته من وجود خطة تجبر اللاجئين على العودة إلى الجنينة ومناطق غرب دارفور التي فروا منها، للقبول بالأمر الواقع أي سيطرة الدعم السريع على الولاية.

ينشر هذا التقرير بالتزامن في منصات المؤسسات والمنظمات الإعلامية والصحفية الأعضاء بمنتدى الإعلام السوداني

#ساندوا_السودان
#Standwithsudan

 

مقالات مشابهة

  • «طاقة النواب» توافق على اتفاقية مبادرة التغيرات المناخية مع الولايات المتحدة
  • تقدم خدمات صحية لـ 1276 مواطن بالمنيا ضمن مبادرة "بداية"
  • أزمة صحية خطيرة تلوح في الأفق...الملاريا تواصل اجتياح ولايات الجنوب الجزائري
  • توكل كرمان من لاهاي أمام تجمع عالمي: العالم يواجه الآن خطراً خطيراً يتمثل في الحرب السيبرانية التي قد تؤدي إلى تقويض الأمن والخصوصية
  • اليمن: نبارك العملية الإيرانية التي ضربت الأهداف الإسرائيلية
  • موضة شتاء 2025.. تصميمات عصرية مُطعمة بلمسات كلاسيكية
  • المرشود: مكتسبات النصر كثيرة في مباراة اليوم .. فيديو
  • الجوع والأمراض وجرائم النهب تحاصر اللاجئين السودانيين في شرق تشاد
  • دينا فؤاد تؤدي مناسك العمرة «صورة»
  • كم بلغ عدد شهداء وجرحى الغارة التي شنّها العدو على الهرمل؟