القوى السياسية تنتظر هدنة غزة..
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
بالرغم من عودة القوى الإقليمية والدولية الى التحرك الحثيث من أجل إيجاد مخارج جدية تضع حدا للازمة الرئاسية وتعيد انتاج السلطة في لبنان، الا ان نسبة التجاوب من قبل القوى السياسية الداخلية تبدو معدومة، وهذا يظهر من خلال الرهان على التطورات الاقليمية من قبل كل الاطراف وانتظار نتائج الحرب التي حصلت والتي قد تستكمل بين إسرائيل من جهة وحركة حماس و"حزب الله" من جهة اخرى.
على رأس المبادرات اليوم هي المبادرة القطرية التي تستند اولاً الى التكليف الذي حصلت عليه قبل مدة من "اللجنة الخماسية"، والذي تجمد في المرحلة السابقة بسبب اندلاع الحرب في غزة، وهذا التكليف لا يزال ساري المفعول في ظل تعطل جهود جميع القوى الدولية والاقليمية المهتمة بالملف اللبناني، وثانيا يستند القطريون على الزخم الذي يحصلون عليه من نجاحاتهم في ملف غزة مع ما يستتبعها من قضايا مرتبطة بالاسرى والهدنة.
يرغب القطريون بالوصول الى تسوية سريعة جدا في لبنان على اعتبار ان التعقيدات الحالية، والتي قد يكون من الصعب حلها، ستكون بسيطة اذا ما قورنت بالآتي بعد انتهاء الحرب ودخول التسوية في لبنان ضمن الحديث عن مصير المنطقة والتوازنات فيها، لذلك فإن الإسراع في الحل اليوم قد يوصل رئيسا مقبولا من جميع الاطراف ومن بينهم الاميركيون الذين لا شرط لديهم سوى عدم وصول رئيس محسوب بالكامل على "حزب الله".
وترى مصادر مطلعة أن المبعوث القطري بقي في لبنان لفترة لا بأس بها بعد اندلاع الحرب في غزة ولمس كيفية تطور الافكار والطموحات والتحليلات لدى الاطراف الاساسيين المعنيين بالملف الرئاسي، وعليه فهو اليوم قادر على إستكمال النقاش والوساطة من حيث وصل اليها، علما ان الطروحات التي بدأت تنتشر اليوم توحي بأن هناك رؤية واضح لكيفية تأمين اكبر قدر ممكن من الإجماع.
لكن، هناك اكثر من عنصر لا يزال غير متوافر لدى الدوحة، الاول ان التكليف الذي حصلت عليه سابقا من "الخماسية"، وان كان لا يزال ساري المفعول، الا انه لا يتضمن تفويضا مطلقا لتسمية الرئيس وتأمين التوافق له وبشأنه، وعليه فإن القيام بهذه الاندفاعة السياسية التي تتضمن اسماء محددة قد يصطدم بحسابات الدول الكبرى المختلفة والتي قد لا ترغب بمُحددات التسوية الموضوعة بشكل اولي على طاولة البحث برعاية الدوحة المباشرة.
اما العنصر الثاني، والذي قد يكون الاكثر اهمية، فهو رفض "حزب الله" حتى اللحظة لاي تسوية تخرج مرشحه رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية من المعركة، وهذا يعني ان كل التوافقات السياسية التي قد تجمعها الدوحة حول مرشحها المفترض لن تؤدي الى وصوله الى القصر الجمهوري بسبب الفيتو الذي يمتلكه الحزب داخل المجلس النيابي وداخل الحياة السياسية اللبنانية، وعليه فإن عودة التحركات الديبلوماسية لن تؤدي الى اي نتيجة قبل تثبيت الهدنة بشكل نهائي ومستمر.
كما أن زيارة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان وعمله بالتوازي مع الحراك القطري، يهدف إلى زيادة الزخم والغطاء الدولي بغية الوصول إلى نتيجة جدية في الاستحقاقات الحالية، لكن باريس لا تملك مبادرة خاصة يعمل لودريان على تسويقها في المرحلة الحالية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان التی قد
إقرأ أيضاً:
الكشف عن الأهوال التي يتعرض لها الفلسطينيين في غزة
ألقت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الضوء على الأهوال التي يتعرض لها الفلسطينيون فى قطاع غزة على أيدى الاحتلال الإسرائيلي، وقالت إن منظمات حقوق الإنسان تصف الوضع فى القطاع بأنه يزداد يأسا.
وقالت الصحيفة، إنه منذ شنت إسرائيل غزوها لغزة حولت عمليات القصف العسكري المدن إلى أرض قاحلة مليئة بالأنقاض، ونزح 90% من سكان غزة البالغ عددهم نحو 2.1 مليون نسمة مرة واحدة على الأقل.
واشارت الصحيفة إلى أن الوضع الإنساني المتدهور على نحو متزايد أثار موجة من الإدانة اللاذعة من جانب الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية.
ونقلت الصحيفة عن فادية ناصر، وهي أرملة لجأت إلى دير البلح في وسط غزة قولها إنها لم تقتات على شيء سوى شطيرة صغيرة من الأعشاب في وجبة الإفطار وطماطم تتقاسمها مع ابنتها في وجبة الغداء على مدى الأسابيع القليلة الماضية.
وعلى بعد أحد عشر ميلاً في مخيم في جنوب غزة، يقول سعيد لولو، الذي اعتاد إدارة كشك قهوة صغير في مدينة غزة، إنه يعاني من آلام بسبب مرض الكلى ولكنه لا يستطيع الوصول إلى المياه النظيفة التي يقول الأطباء إنه يجب أن يشربها لمنع حالته من التدهور.
وتقول الصحيفة إن الحرب في غزة تحرم الأطفال من آبائهم والآباء من أطفالهم، وتقوض النظام الطبيعى للأمور وتدمر الوحدة الأساسية للحياة فى غزة، كما تتسبب الحرب فى أعداد هائلة من الأيتام فى حالة من الفوضى، لا تستطيع أى وكالة أو جماعة إغاثة إحصاءها.
ونقلت الصحيفة عن عاملين في المجال الطبي قولهم إن الأطفال يُترَكون يتجولون في ممرات المستشفيات ويدافعون عن أنفسهم بعد أن يتم نقلهم إلى هناك وهم ملطخون بالدماء وحيدين، “طفل جريح، لا أسرة على قيد الحياة”، كما تصفهم بعض المستشفيات.
وباستخدام طريقة إحصائية مستمدة من تحليل حروب أخرى، يقدر خبراء الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 19 ألف طفل يعيشون الآن بعيدا عن والديهم، سواء مع أقاربهم أو مع مقدمي الرعاية الآخرين أو بمفردهم. لكن الرقم الحقيقي ربما يكون أعلى.
ويقول جوناثان كريكس، المتحدث باسم اليونيسف إن الحروب الأخرى لم تشهد هذا القدر من القصف وهذا القدر من النزوح في مثل هذا المكان الصغير والمزدحم، مع وجود نسبة عالية من الأطفال.
ورصدت الصحيفة تأثير حرب غزة على الآلاف من الأطفال الفلسطينيين الذين أصبحوا أيتاما بعد أن فقدوا آبائهم جراء العدوان الإسرائيلى المستمر منذ أكثر من عام على القطاع، وأشارت إلى تدخل أقارب هؤلاء الأطفال وموظفى المستشفيات والمتطوعين لرعايتهم، حيث تعرض بعضهم لإصابات بجروج وصدمات نفسية وتطاردهم ذكريات والديهم.
إهلاك اجيال
وقالت الواشنطن بوست إنه تم منع أكثر من 10 آلاف مريض يحتاجون إلى إجلاء طبي عاجل من مغادرة غزة منذ بداية الحرب، وكذلك صرّحت وزارة الصحة الفلسطينية إن ما يقرب من 1000 مسعف استشهدوا في غزة في العام الماضي فيما وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه خسارة لا يمكن تعويضها وضربة قوية للنظام الصحي.
وخلص التقرير إلى أن الهجمات على المرافق الطبية في غزة، خاصة تلك المخصصة لرعاية الأطفال وحديثي الولادة، أدت إلى معاناة لا تُحصى للمرضى الأطفال، بما في ذلك الأطفال حديثي الولادة.
وبمواصلتها لهذه الهجمات، انتهكت إسرائيل حق الأطفال في الحياة، وحرمتهم من الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية، وفرضت عمداً ظروفاً معيشية يقصد بها إهلاك أجيال من الأطفال الفلسطينيين.