بدأ الأمريكيون من أصل عربي  يفقدون الثقة في الحزب الديمقراطي حتى قبل الحرب بين إسرائيل وغزة ولأسباب لا علاقة لها بالسياسة الخارجية. لقد أصبحوا مشككين بشكل متزايد في انعطاف الحزب نحو اليسار في القضايا الثقافية والاجتماعية. أصبحت الدروس التي تتناول مواضيع مجتمع الميم في المدارس العامة نقطة توتر خاصة. تبدو هذه النقاشات الآن صغيرة وعابرة.

ويقول الكاتب والباحث شادي حميد في "واشنطن بوست": "في أوقات الحرب الفعلية، تعتبر الحرب الثقافية ترفاً. خلال عطلة عيد الشكر، كانت خيبة الأمل من احتضان إدارة بايدن إسرائيل أثناء قصفها لغزة الموسيقى المزاجية لمحادثات الكاتب على مائدة العشاء مع أصدقائه وأفراد أسرته. كان أربعة منهم من الأمريكيين العرب. قال الأربعة إنهم لن يصوتوا للرئيس بايدن في 2024، بعد أن فعلوا ذلك في 2020". الصوت العربي يستحق الاهتمام

ويلفت حميد أن أربعة أشخاص هم فقط أربعة بالطبع، لكن محادثات التصويت أو عدم التصويت هذه منتشرة على نطاق واسع. حسب استطلاع رأي في أكتوبر (تشرين الأول) للأمريكيين العرب، يعتزم 17% فقط التصويت لبايدن، بانخفاض عن 35% في أبريل (نيسان) و59% في2020. وللمرة الأولى منذ أن بدأت شركة استطلاعات الرأي زغبي ستراتيجيز تتبعهم في 1996، أصبح المزيد من الأمريكيين العرب الآن يُعرفون أنفسهم جمهوريين، 32 %بالمقارنة مع الذن يعرفون أنفسهم بديمقراطيون، 20%. ويقيم 67% من المشاركين رد بايدن على الحرب بين إسرائيل وغزة بشكل سلبي.

'Why Arab Americans don’t want to vote for Biden in 2024,' by @shadihamid https://t.co/NjyoUg9PLA

— Tunku Varadarajan (@tunkuv) November 29, 2023

عندما شارك الكاتب في محادثات عيد الشكر على موقع أكس، حصد منشوره 7 ملايين مشاهدة. وجاءت مئات الردود الغاضبة من الليبيراليين وغيرهم من معارضي ترامب، حيث أشار العديد منهم إلى أن دونالد ترامب يريد ترحيلهم.

يعتقد حميد أن الحجج المتعالية التي تطلب من الأمريكيين العرب أن يتقبلوا الأمر ويصوتوا لبايدن بغض النظر عن سياساته الفعلية، لا يرجح أن تكون فعالة. يجب النضال لكسب أصواتهم. إن الخطر الفريد الذي يمثله ترامب لا يعفي الديموقراطيين من مسؤوليتهم في تقديم حجة إيجابية لمرشحهم.

عتبة

إن التصويت، عمل شخصي، ليس فقط عند الأمريكيين العرب. إن توقع مباشرة أي شخص في صناديق الاقتراع بحساب تحليلي هادئ للكلفة والعائد يتجاهل الكثير مما هو معروف عن سلوك الناخبين. وجد عالما السياسة كريستوفر آخن، ولاري بارتلز، أن "العامل الأكثر أهمية في أحكام الناخبين هو ارتباطاتهم الاجتماعية والنفسية بالمجموعات". بعبارة أخرى، إن كل السياسات، هي سياسات هوية.
لكل فرد عتبة شخصية لا يستطيع بعدها، التصويت لمرشح معين، حتى لو كان يتفق معه في معظم القضايا الأخرى. إذا استيقظ بايدن يوماً ليقول إنه يعتقد أنه لا يحق للمرأة الإجهاض فلن يُستغرب أن يشعر بعض الليبيراليين بالعجز عن دعمه غير المشروط.

ملاحقون في حياتهم... ومماتهم

ذكّر الكاتب عيّنته من الأمريكيين العرب بأن ترامب سيكون أقل تعاطفاً مع الفلسطينيين من بايدن. قالوا إنهم يتفهمون المخاطر ولكنهم في حاجة إلى طريقة ما للتعبير عن اشمئزازهم. وذكروا تصريحات بايدن سيئة السمعة التي تساءل فيها إذا مات القتلى الفلسطينيون فعلاً.

وقال الرئيس: "لا فكرة لدي، هل يقول الفلسطينيون الحقيقة عن عدد القتلى". وأضاف "أنا متأكد أن أبرياء قتلوا، وهذا هو ثمن الحرب".

'Why Arab Americans don’t want to vote for Biden in 2024,' by @shadihamid https://t.co/NjyoUg9PLA

— Tunku Varadarajan (@tunkuv) November 29, 2023

جُرد الفلسطينيون من كرامتهم في الحياة، ويحرمون منها في الموت. ربما كان ذلك خطاباً بلاغياً، لكنه استحوذ على الإحباط الذي دام عقوداً، إذ يبدو أن الساسة الأمريكيين من الأطراف كافة إما غير راغبين أو غير قادرين على النظر إلى الفلسطينيين باعتبارهم بشراً مكتملي الأهلية.

وكما قال أخيراً بارنيت روبن، المسؤول السابق في إدارة أوباما: "في بعض الأحيان يفوق احترام الذات المصلحة الذاتية. سيكون من المهين التصويت لبايدن بعد أن شجع ومول وسلح الذين ذبحوا 15 ألفاً من إخوانهم العرب".

خسارة صافية في كل انتخابات رئاسية، يقرر ملايين الأمريكيين من حيث المبدأ رفض التصويت لأي من المرشحين الرئيسيين. هذه هي الديموقراطية. وإذا كانت انتخابات 2024 قريبة، يمكن أن يكون عدد الأمريكيين العرب والمسلمين كافياً لإحداث فرق. يقدّر عالم السياسة يوسف شحود أنه مقابل كل 10% من الناخبين الشرق أوسطيين، والمسلمين الذين يمتنعون عن التصويت في ميشيغان، سيواجه بايدن خسارة صافية تبلغ نحو 11 ألف صوت، رغم تذكير شحود للكاتب بأن التحليل الكمي على هذه المجتمعات "صعب للغاية". إذا امتنع الناخبون العرب والمسلمون عن التصويت بأعداد كبيرة على نحو غير عادي، فقد يحذو آخرون حذوهم. هذا مع ملاحظة أن 70% من الناخبين الشباب من جميع الأعراق لا يوافقون على طريقة تعامل بايدن مع الحرب.  طبيعة الذكريات

في الأشهر المقبلة، سيكون العامل الحاسم، استمرار تداعيات الحرب،والتقليل من قيمة حياة الفلسطينيين، في الامتداد إلى الحياة الأمريكية اليومية.، ضمن التحقيق في جريمة كراهية، أطلقت النار على ثلاثة أمريكيين من أصل فلسطيني في ولاية فيرمونت. في حين أبلغ العديد من الأمريكيين العرب الذين يقولون إنهم لن يصوتوا لبايدن، عن التمييز والمخاوف المتزايدة على سلامتهم الشخصية. ولحسن حظ الديموقراطيين، لن تقام الانتخابات اليوم. في السياسة،  سنة هي فترة طويلة. لكن الذكريات طويلة أيضاً، ختم الكاتب.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة بايدن من الأمریکیین العرب

إقرأ أيضاً:

ترامب يباشر مهامه من البيت الأبيض ويعد بإلغاء 80 قرارا تنفيذيا لبايدن

وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد انتهاء حفل تنصيبه الاثنين إلى البيت الأبيض ليباشر مهامه رئيسا للولايات المتحدة لولاية ثانية، مؤكدا أنه سيلغي نحو 80 أمرا تنفيذيا اتخذتها الإدارة السابقة، وسينفذ تجميدا فوريا للوائح التنظيمية والتوظيف في الحكومة.

وقال ترامب -أمام حشد في واشنطن عقب تنصيبه- "سألغي نحو 80 قرارا تنفيذيا مدمرا ومتطرفا اتخذتها الإدارة السابقة".

وأردف قائلا "سأنفذ تجميدا فوريا للوائح التنظيمية، مما سيمنع البيروقراطيين في عهد (الرئيس السابق) جو بايدن من الاستمرار في إصدار اللوائح"، مضيفا أنه سيصدر أيضا "تجميدا مؤقتا للتوظيف لضمان توظيفنا فقط الأشخاص الأكفاء المخلصين للشعب الأميركي".

وأعلن ترامب في وقت سابق الاثنين عن إنشاء مجموعة استشارية تهدف إلى تنفيذ تخفيض شامل لقوة العمل في الحكومة وإلغاءات بالجملة للوكالات الحكومية، مما دفع البعض إلى رفع دعاوى قضائية طعنا في هذه الخطوة.

اتفاقية باريس

وقد وقّع ترامب بالفعل أمرا تنفيذيا بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ للمرة الثانية، في خطوة تشكل تحديا لجهود دولية تبذل لمكافحة الاحترار العالمي.

وأعقب ترامب أمره بتوقيع رسالة رسمية موجهة إلى الأمم المتحدة لإبلاغ الهيئة العالمية بأن بلاده تعتزم الخروج من الاتفاق المبرم في العام 2015 والساعي لخفض انبعاثات غازات الدفيئة المسببة لتغيّر المناخ.

إعلان

كما أعلن بعد تنصيبه الخطوط العريضة لسياسة إدارته داخليا، وألقى خطابا بعد دقائق من أدائه ونائبه جيه دي فانس اليمين الدستورية أمام أعضاء من المحكمة الدستورية، ليصبح بذلك الرئيس الـ47 للولايات المتحدة.

وقال إن العهد الذهبي للولايات المتحدة بدأ الآن، وإنه سيضع أميركا أولا، معتبرا أن حكومته تستطيع مواجهة الأزمة في البلاد.

وأضاف أن أميركا ستصبح قريبا أقوى وأكثر استمرارية عما كانت عليه في السابق.

كما قال إن أميركا ستستعيد مكانتها الصحيحة باعتبارها أعظم وأقوى وأكثر الدول احتراما على وجه الأرض.

وتابع "نقف الآن على أعتاب أعظم 4 سنوات في تاريخ أميركا".

ووعد الرئيس الأميركي بأن تتحرك إدارته بسرعة لاستعادة الأمن والأمل لكل المواطنين الأميركيين، قائلا "سنستعيد أمننا وسيادتنا وميزان العدالة".

مقالات مشابهة

  • بالفيديو .. الإعلام العبري يتساءل غاضباً: لقد توقفت الحرب على غزة لماذا لا تتوقف المظاهرات ضد إسرائيل؟
  • المصري الديمقراطي ينظم جلسة نقاشية عن الأوضاع في سوريا
  • بايدن يشعر بالغضب من الحزب الديمقراطي و يشعر أنه أجبر على الإنسحاب من الرئاسة
  • في يومه الأول رئيسًا.. ترامب يلغي 78 قرارًا لبايدن ويطلق سلسلة إجراءات فما أبرزها؟
  • ترامب يباشر مهامه من البيت الأبيض ويعد بإلغاء 80 قرارا تنفيذيا لبايدن
  • رغم تأكيده الحصول على تفويض واسع..الأمريكيون لا يدعمون ترامب بشكل كامل
  • أشياء مسموح لبايدن أخذها من البيت الأبيض بعد انتهاء ولايته.. ما هي؟
  • بوليتيكو: لماذا فشل جو بايدن وأصبح إرثه تحت رحمة ترامب؟
  • لافروف: إدارة بايدن أضرت كثيرا بالعلاقات بين البلدين
  • بايدن يغادر البيت الأبيض.. نجاحات متواضعة وأزمات تعيد ترامب إلى رئاسة أمريكا