رجل الدولة المثير للجدل.. تفاصيل وفاة Henry kissinger عن عمر 100 عام

Henry kissinger.. توفى هنري كيسنجر Henry kissinger، أحد أكثر الدبلوماسيين تأثيرا وإثارة للجدل في القرن العشرين، عن عمر ناهز الـ100 عام، وفقا لما أعلنته شركته "كيسنجر أسوشيتس"، في بيان، الخميس، لافتة إلى أنه توفى في منزله في ولاية كونيتيكت.

Henry kissinger والسياسة الواقعية

وظل كيسنجر، الذي شغل منصب وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي في عهد الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، صوتًا بارزًا في قضايا السياسة الخارجية لفترة طويلة بعد تركه الحكومة في عام 1977.

وقال لشبكة سي بي إس نيوز قبل أسابيع من بلوغه عامه المائة: "أعمل حوالي 15 ساعة يوميا"، قائلا بثقة إن زعماء العالم مثل الرئيس الصيني شي جين بينج أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من المرجح أن يستجيبوا لمكالماته.

هنري كيسنجر

Henry kissinger كان معروفا بممارسته لـ "السياسة الواقعية" والتعامل مع العالم على أساس أهداف عملية بدلاً من المُثُل الأخلاقية، وكان له الفضل في الدبلوماسية السرية التي ساعدت في ذوبان الجليد في علاقات الولايات المتحدة مع الصين.

واتُهم Henry kissinger أيضا بارتكاب جرائم حرب مزعومة بسبب قصف كمبوديا أثناء حرب فيتنام، ودعم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها باكستان في بنجلاديش، وإعطاء الضوء الأخضر لـ"الحرب القذرة" التي تشنها الدكتاتورية الأرجنتينية ضد المنشقين.

نشأة Henry kissinger

ولد في ألمانيا في 27 مايو 1923 باسمهاينز ألفريد كيسنجر، قبل أقل من ثلاثة أشهر من ليلة الكريستال، في عام 1938، فرت عائلته اليهودية من ألمانيا النازية واستقرت في مدينة نيويورك، حيث أصبح يعرف باسم هنري.

بعد سنته الأولى في مدرسة جورج واشنطن الثانوية، تلقى دروسًا ليلية وعمل في مصنع لفرش الحلاقة أثناء النهار، وفقًا لكتاب " كيسنجر: سيرة ذاتية " بقلم والتر إيزاكسون. بعد تخرجه، التحق بكلية مدينة نيويورك وخطط لأن يصبح محاسبًا. لكنه تم تجنيده في الجيش الأمريكي بعد وقت قصير من عيد ميلاده التاسع عشر.

عاد كيسنجر، الذي حصل على الجنسية الأمريكية في عام 1943، إلى وطنه الأم كمترجم ألماني في الجيش الأمريكي، كما اعتقل أعضاء الجستابو وساعد في تحرير السجناء من معسكر اعتقال أحلام.

وقال لبي بي سي في مقابلة بثت في يوليو2022: "لم أكن أدرك حتى رأيت المخيم، إلى أي مدى يمكن أن ينحدر البشر".

وحصل على النجمة البرونزية عن الفترة التي قضاها في وحدة مكافحة التجسس بالجيش في تطوير المخبرين الذين أدى إلى اعتقالات الجستابو.

عند عودته إلى الولايات المتحدة بعد الحرب، التحق بجامعة هارفارد، حيث أصبحت أطروحته العليا حول "معنى التاريخ" أسطورة، وفقًا لسيرة إيزاكسون الذاتية. في ما يقرب من 400 صفحة، كانت أطول من أي أطروحة جامعية سابقة، ويُقال إنها أدت إلى "قاعدة كيسنجر" التي حدت من طول أطروحات الطلاب المستقبليين.

وفي السنوات التالية، أكمل كيسنجر درجة الدكتوراه في جامعة هارفارد، وانضم إلى هيئة التدريس، وفي عام 1957، تم تعيينه مديرًا مشاركًا لقسم الشؤون الحكومية ومركز الشؤون الدولية بجامعة هارفارد.وكان أيضًا مستشارًا للعديد من الوكالات الحكومية، بما في ذلك وزارة الخارجية.

وفي عام 1968، اختار نيكسون كيسنجر ليكون مستشارًا للأمن القومي، وعينه خلال فترة ولايته الثانية وزيرًا للخارجية. وكان كيسنجر أول من خدم في كلا المنصبين في نفس الوقت، واحتفظ بكلا اللقبين في إدارة فورد بعد استقالة نيكسون.

Henry kissinger والحرب الباردة

يُنظر إلى تواصل كيسنجر مع الاتحاد السوفييتي والصين على نطاق واسع على أنه يعيد تشكيل اتجاه الحرب الباردة. وتفاوض على محادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية ومعاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية مع الاتحاد السوفييتي، مما أدى إلى خفض التوترات بين القوتين العظميين النوويتين. وفتح محادثات عبر القنوات الخلفية بين الولايات المتحدة والصين في أوائل السبعينيات، مما أدى إلى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية وزيارة نيكسون التاريخية للصين في عام 1972.

كما ساعدت "دبلوماسيته المكوكية" في احتواء الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973.

لكن تأثيره على الصراعات الأخرى في جميع أنحاء العالم كان أكثر إثارة للجدل، حيث لعب دورًا رئيسيًا في القصف الأمريكي لكمبوديا خلال حرب فيتنام، والذي أدى إلى مقتل الآلاف من المدنيين وساعد في تمكين صعود نظام الإبادة الجماعية، ومع ذلك فقد حصل أيضًا على جائزة نوبل للسلام عام 1973 لمشاركته في المحادثات الرامية إلى إنهاء حرب فيتنام.

انتقادات هنري كيسنجر

واجه كيسنجر انتقادات شديدة لمواقف أخرى اعتبرها في المصالح الأمريكية، بما في ذلك تقويض الحكومة المنتخبة ديمقراطيا في تشيلي، والتي وضعت الأساس لانقلاب عسكري، وإرسال الأسلحة إلى الدكتاتور الباكستاني، الذي ذبح نظامه "سكان ما يعرف الآن ببنجلاديش" وفي عام 1976، عندما استولى القادة العسكريون اليمينيون على السلطة في الأرجنتين، قال لهم كيسنجر : "إذا كانت هناك أشياء يتعين القيام بها، فيتعين عليكم أن تفعلوها بسرعة". وكانت انتهاكات حقوق الإنسان متفشية، وتعرض عشرات الآلاف من الأشخاص للتعذيب أو الاغتيال أو "الاختفاء".

وقال كيسنجر لشبكة سي بي إس نيوز ردا على من اعتبروه مجرم حرب: "هذا انعكاس لجهلهم". "لم يتم تصور الأمر بهذه الطريقة. ولم يتم إدارته بهذه الطريقة."

وبعد تركه الحكومة في عام 1977، ظل كيسنجر صاحب حضور بارز في دوائر السياسة الخارجية لعقود من الزمن. وحتى في أواخر التسعينيات من عمره، استمر في التعليق علنًا على الأحداث العالمية، وتقديم المشورة للعملاء من رجال الأعمال وتقديم المشورة بشكل خاص للرؤساء الأمريكيين.

وقال كيسنجرفي مقابلة عام 2012 مع شبكة سي بي إس نيوز: "لقد كان لي الشرف بأنني تمكنت في بعض الأحيان من القيام بأشياء قليلة، وأحياناً أكثر أهمية، لعشرة رؤساء، بدءاً من كينيدي". "كانت لدي علاقة ودية للغاية مع بوش وكان يدعوني كثيرًا للتحدث معه".

وفي الآونة الأخيرة، شارك نصائح السياسة الخارجية مع الرئيس ترامب آنذاك، الذي أشاد بـ "موهبة كيسنجر الهائلة" في اجتماع بالبيت الأبيض في عام 2017.

Henry kissinger وأوكرانيا

فإذا طلب منه رئيس التحدث مع بوتين وسط الحرب في أوكرانيا، قال كيسنجر، وهو على أعتاب 100 عام، إنه "يميل إلى القيام بذلك".

وقال الرئيس السابق

جورج دبليو بوش

في بيان له، إن "أمريكا فقدت أحد الأصوات الأكثر تميزا ويمكن الاعتماد عليها في الشؤون الخارجية".

وكتب بوش: "لقد عمل في إدارة رئيسين وقدم المشورة لكثيرين آخرين". "أنا ممتن لهذه الخدمة وهذه النصيحة، ولكنني ممتن للغاية لصداقته. وسوف نفتقد حكمته، وسحره، وروح الدعابة التي يتمتع بها. وسنكون دائما شاكرين لمساهمات هنري كيسنجر."

ترك كيسنجر وراءه طفلين، إليزابيث وديفيد، من زواجه الأول، بالإضافة إلى زوجته نانسيالتي تزوجها عام 1974.

المصدر: الأسبوع