سفينة حربية بريطانية تتوجه للخليج وتحذير أميركي من سلوك إيراني “غير آمن”
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
يمن مونيتور/وكالات
أعلنت بريطانيا إرسال السفينة “دايموند” التابعة للبحرية الملكية للمساهمة في تعزيز الأمن في الخليج والمحيط الهندي، جاء ذلك بعد تأكيد أميركي أن طائرة مسيرة إيرانية اقتربت من حاملة الطائرات “أيزنهاور” في مياه الخليج.
وذكرت بريطانيا اليوم الخميس أن السفينة دايموند “ستعمل على ردع التصعيد من جانب الجهات الخبيثة والمعادية التي تسعى إلى تعطيل الأمن البحري”، وستجري عمليات لضمان حرية الملاحة وطمأنة السفن التجارية وضمان التدفق الآمن للتجارة.
وقال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس “من المهم أن تعزز المملكة المتحدة وجودها في المنطقة للحفاظ على أمن بريطانيا ومصالحها في عالم به اضطرابات ونزاعات أكثر”.
وتنشر بريطانيا بالفعل الفرقاطة “لانكستر” و3 سفن لمكافحة الألغام وسفينة دعم في المنطقة.
وجاء التحرك البريطاني بعد احتجاز الحوثيين في اليمن سفينة الشحن “غالاكسي ليدر” في جنوب البحر الأحمر في وقت سابق من هذا الشهر، وفي ظل مخاوف من تزايد التوتر مع إيران في المنطقة.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في وقت سابق للجزيرة إن سفينة حربية أميركية أسقطت مسيرة انطلقت من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، في حين أعلن قائد الأسطول الخامس الأميركي براد كوبر أمس الأربعاء أن طائرة مسيرة إيرانية اقتربت بشكل “غير آمن” من حاملة الطائرات أيزنهاور في مياه الخليج.
وأوضح كوبر أن المسيرة الإيرانية اقتربت حتى 1500 متر من الحاملة أيزنهاور وهي تبحر في المياه الدولية للخليج رغم التحذيرات، واعتبر أن “سلوك إيران غير الآمن وغير المهني وغير المسؤول يهدد حياة الأميركيين ويجب أن يتوقف”.
صور إيرانية
وكانت مواقع إيرانية نشرت صورا قالت إن مسيرات تابعة للقوات البحرية في الجيش الإيراني التقطتها لحركة حاملة الطائرات الأميركية، فضلا عن قطع بحرية تابعة للأسطول الأميركي بالمياه الخليجية.
وقالت المواقع الإيرانية إن الجيش الإيراني يؤكد من خلال نشر هذه الصور أنه يراقب ويرصد بشكل كامل تحركات القوات الأميركية في المياه الخليجية.
والأسبوع الماضي أعلن البنتاغون أن مدمّرة أميركية اعترضت أثناء إبحارها في مياه البحر الأحمر طائرات مسيّرة مفخّخة عديدة أُطلقت من اليمن من مناطق يسيطر عليها الحوثيون. وأطلق الحوثيون الذين يسيطرون على أنحاء واسعة من اليمن، سلسلة طائرات مسيرة وعددا من الصواريخ منذ بداية الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
في هذه الأثناء، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن مسؤولي الأمن القومي الأميركي يخشون أن يؤدي سوء التقدير بين واشنطن وطهران إلى صراع إقليمي.
وأضافت الصحيفة أنه منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، أطلع مسؤولو المخابرات الأميركية الرئيس جو بايدن على مخاطر نشوب حرب أوسع مع إيران.
المصدر : الجزيرة + وكالات
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الخليج المحيط الهندي المدمرة الأمريكية
إقرأ أيضاً:
ما تداعيات توقف المساعدات الأميركية على الأزمة الإنسانية في اليمن؟
يمن مونيتور/ (أ ف ب)
حذر مسؤولون في مجال الإغاثة وسلطات حكومية في اليمن من تداعيات كارثية لقرار تعليق المساعدات الخارجية المقدمة عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وتهدد هذه الخطوة، وفقا لهم، بشكل كبير حياة ملايين اليمنيين وتزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في بلد يصنف كأحد أفقر البلدان العربية.
ويتخوف اليمنيون ومنظمات الإغاثة من حدوث نقص حاد في مخزون السلع والمواد الغذائية فيما يعاني ملايين السكان من سوء التغذية وارتفاع أسعار الغذاء وتدني الخدمات، جراء الصراع المستمر منذ 10 سنوات والذي تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم حسب الأمم المتحدة.
ويعمل برنامج الأغذية العالمي منذ 2015 على تقديم المساعدات لليمن لمنع وقوع مجاعة اعتمادا على المساعدات التي يتلقاها البرنامج التابع للأمم المتحدة من المؤسسات والدول التي تأتي في مقدمتها الولايات المتحدة
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في فبراير/شباط 2023 إن حجم المساعدات الأمريكية لليمن منذ بدء الصراع هناك عبر الوكالة الأمريكية للتنمية ومكتب السكان واللاجئين والهجرة بلغ أكثر من 5.4 مليار دولار.
لكن في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وجّهت الأمم المتحدة نداء للمانحين الشهر الماضي لتقديم 2.47 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال عام 2025، مشيرة إلى أن نحو 20 مليون شخص هناك يحتاجون للدعم الإنساني بينما يعاني الملايين من الجوع ويواجهون خطر الإصابة بأمراض تهدد حياتهم.
وجاء توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 20 يناير/كانون الثاني على أمر تنفيذي بتعليق تمويل المساعدات الخارجية لمدة 90 يوما لحين مراجعة سياسات التمويل ليربك حسابات العديد من المؤسسات الخيرية والإغاثية العاملة في اليمن.
ويأتي وقف المساعدات الأمريكية في وقت يدخل قرار ترامب بإعادة إدراج حركة الحوثي اليمنية على قائمة “المنظمات الإرهابية الأجنبية” حيز التنفيذ، ليزيد الأمور تعقيدا في بلد يعاني بالفعل من تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانهيار العملة وانعدام الخدمات وحرب أوصلت واحدة من أفقر الدول العربية إلى حافة المجاعة.
ارتفاع معدلات البطالة
وقال مسؤولون في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في عدن بأن تداعيات القرار الأمريكي بدأت تظهر تباعا، حيث تلقت الوزارة خلال الأيام القليلة الماضية عشرات الخطابات من منظمات إغاثية وتنموية محلية تفيد بوقف أو تقليص أنشطتها وتسريح المئات من موظفيها.
وأضاف المسؤولون أن غالبية هذه المنظمات تعمل في مناطق سيطرة جماعة الحوثي في شمال ووسط وغرب البلاد ذات الكثافة السكانية العالية. وأحجم هؤلاء عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل، لكنهم أكدوا أن توقف أنشطة المنظمات وتسريح المئات من الموظفين سيساهم في ارتفاع معدلات البطالة بالبلاد المرتفعة أصلا.
ويشعر عبد الله سامي بالحسرة والحزن من قرار تسريحه من منظمة إغاثة محلية تتلقى تمويلا من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومثله كثير من زملائه فقدوا وظائفهم وأصبحوا بلا مصدر للدخل في ظل توقف الحكومة اليمنية عن توظيف الشبان منذ اندلاع الحرب قبل سنوات.
وقال سامي (32 عاما) ويسكن مدينة عدن إنه لم يخطر بباله قط أن توقف الولايات المتحدة تمويلاتها في اليمن، ويفقد بسبب هذا القرار دخلا جيدا كان يحصل عليه من عمله في تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا ويعينه على إعالة أسرته الصغيرة المكونة من زوجة وطفلين.
وتشير تقارير محلية وأخرى للأمم المتحدة إلى أن الأزمة الاقتصادية الخانقة في اليمن قفزت بمعدل البطالة بين الشبان لنحو 60 بالمئة مقارنة مع 14 بالمئة قبل الحرب، ورفعت معدل التضخم إلى نحو 45 بالمئة والفقر إلى نحو 78 بالمئة.
وحذر رئيس منظمة إغاثية محلية في العاصمة صنعاء، من أن وقف مساعدات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لن يؤثر على المستفيدين من برامج الإغاثة فحسب لكنه سيضر بالعاملين في القطاع والذين يقدر عددهم بالمئات.
“تدهور الأوضاع واتساع رقعة الجوع”
في نفس السياق، اعتبر الباحث الاقتصادي في مركز اليمن والخليج للدراسات وفيق صالح أن توقف برامج المساعدات الإنسانية الأمريكية في اليمن ينذر بمزيد من تدهور الأوضاع واتساع رقعة الجوع في البلاد.
وقال إن مخاطر هذه الخطوة على الوضع الإنساني تتضاعف لأنها تتزامن مع أوضاع إنسانية متردية، وتقلص برامج مساعدات دولية أخرى تقدم لليمن، إلى جانب تدهور الاقتصاد الكلي، وتفاقم العجز في مالية الدولة وتشتت الموارد المحلية.
إلا أن بعض سكان صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، لا يعيرون الأمر الكثير من الاهتمام ويعتقدون أن تراجع أو توقف نشاط الوكالة الأمريكية “لن يكون له تأثير يذكر في ظل الوضع الإنساني الصعب الذي تعيشه البلاد”. حيث قال مهدي محمد البحري، أحد السكان، إن “حضور الوكالة الأمريكية يكاد يكون منعدما على مستوى علاقتها المباشرة بالناس، فهي تشتغل على منظمات المجتمع المدني الحقوقية وهي في الغالب ليست منظمات إنسانية”.
يتفق معه في الرأي زيد الحسن الذي يقيم أيضا في صنعاء ويقول: “القرار الأمريكي الجديد لا يعنينا لأن وضعنا صعب للغاية ولم نتلق خلال الفترة الماضية أي إغاثة من الوكالة الأمريكية أو أي منظمات إغاثية أخرى”.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 80 بالمئة من سكان اليمن يحتاجون إلى مساعدات، ويقف ملايين على شفا مجاعة واسعة النطاق.
بدوره، يقول برنامج الأغذية العالمي إنه قدم المساعدة إلى 15.3 مليون شخص أو 47 بالمئة من السكان في اليمن البالغ عددهم 35.6 مليون نسمة في 2023.