تحرير الأسرى بالضفة.. ارتفاع بشعبية حماس وتزايد الاستياء من فتح
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
سلطت موقع "كريستيان ساينس مونيتور" الضوء على تواصل لقاءات لم شمل العائلات الفلسطينية في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة هذا الأسبوع، بعد إطلاق إسرائيل سراح بعض النساء والأطفال من سجونها مقابل إطلاق سراح أسرى لدى حركة حماس في قطاع غزة، مشيرة إلى مخاوف من أن لا تدوم فرحة هذه العائلات.
وذكر الموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن كل ليلة يتم فيها إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، يرتفع العلم الأخضر لحركة حماس في الضفة الغربية متجاوزاً العلم الأصفر لحركة فتح، الفصيل الذي يهيمن على سلطة الضفة، وتتواكب مظاهر التقدير لحماس مع تزايد الإحباط إزاء تلك السلطة "الاستبدادية وغير الفعالة".
وأضافت أن هناك قلق أساسي وسط الاعتقالات وأعمال العنف التي لا تزال تتصاعد في جميع أنحاء الضفة الغربية، من استئناف الحرب من جديد في غزة.
وقالت بثينة مطر أثناء انتظارها عند نقطة تفتيش لإطلاق سراح شقيقتها روان: "إن سعادتنا تبدو ناقصة مع استمرار الحرب والخسائر التي نشهدها في غزة".
ونزلت روان، وهي من بين الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين الذين تم إطلاق سراحهم، من حافلة اللجنة الدولية للصليب الأحمر واحتضنت عائلتها، وبوجه حذر، قالت إن حريتها كانت "حلوة ومرّة"، مضيفة: "لن تكتمل سعادتنا إلا عندما تصبح سجون الاحتلال فارغة بالكامل".
وفي السياق ذاته، عانقت، نهاية أبو الحمص، ابنها، محمد، البالغ من العمر 17 عاما، غرفة العائلة بمنزلهم في القدس الشرقية كما لو أنها لم تره طوال حياتها، قائلة: "هذا هو الحلم الذي صليت من أجله".
وتكرر مثل هذا المشهد في القدس الشرقية والضفة الغربية هذا الأسبوع، بعدما أطلقت إسرائيل سراح بعض النساء والأطفال الأسرى مقابل إطلاق سراح بعض الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس، التي تحكم غزة.
وأدت عمليات إطلاق سراح السجناء إلى لم شمل الأسر الفلسطينية، وإعادة الأمهات إلى أطفالهن، وأعادت الفتيان والفتيات إلى بيوتهم، وأغلبهم من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاما.
اقرأ أيضاً
الاحتلال الإسرائيلي يفرج عن عهد التميمي ضمن صفقة تبادل الأسرى مع حماس (فيديو)
وأشار الموقع إلى أن هذه المشاهد هي التعبير الأكبر والأكثر وضوحًا عن المشاعر المؤيدة لحماس في الضفة الغربية منذ الانقسام عام 2007 الذي طردت فيه حماس سلطة حركة فتح من غزة.
ويتزامن الارتفاع الكبير في مظاهر التقدير لحماس مع الإحباط إزاء فتح والسلطة الفلسطينية غير الفعّالة والمستبدة على نحو متزايد. ومع ذلك، فهناك قلق ضمني بين الفلسطينيين من أن إطلاق سراح المعتقلين لا يقدم سوى راحة مؤقتة لعدد قليل من العائلات ولا يشكل عزاءً لمعاناة ووفيات الأصدقاء والأقارب في غزة.
فرحة عابرة
ومع استمرار تصاعد الاعتقالات والعنف في جميع أنحاء الضفة الغربية، والمخاوف من احتمال بدء الحرب من جديد في غزة، يقول الفلسطينيون إن الفرحة العابرة ليست بديلاً عن الحل الشامل للصراع، ويقولون إن إطلاق سراح المعتقلين لا يفعل شيئًا لتخفيف حالة عدم اليقين والعنف التي يواجهونها يوميًا.
وفي الجولات الخمس لتبادل الأسرى منذ 24 نوفمبر/تشرين الثاني، أطلقت حماس سراح 60 أسير إسرائيلي وأطلقت إسرائيل سراح 180 امرأة وطفلا فلسطينيا محتجزين في سجونها، وجرى تنفيذ التبادل السادس للأسرى أمس الأربعاء.
وحتى وقت متأخر من الأربعاء، واصلت الولايات المتحدة ومصر وقطر المحادثات العاجلة للتوسط في اتفاق بين إسرائيل وحماس لتمديد وقف القتال إلى ما بعد الموعد النهائي الذي تم تحديده صباح الخميس لتسهيل المزيد من عمليات الإفراج عن الأسرى.
واستبعدت عمليات إطلاق سراح الأسرى حتى الآن الجنود الإسرائيليين والفلسطينيين الذين تقول إسرائيل إنهم نفذوا هجمات قتل، ومسلحي حماس الذين تريد الحركة إطلاق سراحهم.
وجرى احتجاز النساء والقاصرين الفلسطينيين المفرج عنهم بتهم تراوحت، وفقًا للحكومة الإسرائيلية، بين "الارتباط" بمجموعة غير قانونية و"إلقاء الحجارة" و"الإضرار بالمنطقة الأمنية" و"الشروع في القتل". وكانت أعلام حماس في الضفة الغربية بمثابة بيان احتجاجي ضد سلطة الاحتلال وسلطة فتح.
وبالنسبة للفلسطينيين المفرج عنهم وعائلاتهم، فقد كان الأمر مريحًا وعبئًا في نفس الوقت، حيث عرفوا أن سبب إطلاق سراحهم هو الحرب التي أودت حتى يوم الأربعاء بمقتل أكثر من 15000 فلسطيني في غزة.
استياء شعبي
وفي هذا الإطار، يقول الباحث والمعتقل السابق عصمت: "إن المشاعر التي رأيناها على الأرض في بيتونيا والبيرة ورام الله تعكس إرادة الناس، وهو ما يمثل استياءً شعبيًا من استراتيجية فتح، المتمثلة في سنوات لا نهاية لها من المفاوضات، التي لم تسفر عن شيء".
ويقول المحللون إن الزيادة في تأييد حماس بالضفة الغربية ليس مجرد إظهار للارتباط الأيديولوجي بالحركة، لكنه تعبير عن الإحباط من القيادة الفلسطينية السلبية وسط الغارات العسكرية الإسرائيلية، وهجمات المستوطنين، وموجة غير مسبوقة من الاعتقالات.
ووفقا للأمم المتحدة، فقد قتلت القوات الإسرائيلية 232 فلسطينيا، من بينهم 61 طفلا، في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
اقرأ أيضاً
الدفعة السادسة لتبادل الأسرى.. الصليب الأحمر يتسلم الإسرائيليين وإطلاق الفلسطينيين من سجن عوفر
ويقول منصور، الذي أُطلق سراحه في عام 2011 مع مئات آخرين مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير، جلعاد شاليط: "إن الناس ببساطة لا يرون أي إجراء من جانب منظمة التحرير الفلسطينية أو قيادة السلطة الفلسطينية".
ومع اعتقال 3260 فلسطينيًا في الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفقًا لنادي الأسير الفلسطيني، هناك أيضًا خوف بين العائلات من أن إطلاق سراح أحبائهم لا يوفر لهم سوى مهلة مؤقتة خارج السجن.
وتقول المتحدثة باسم نادي الأسير، أماني السراحنة: "طالما هناك احتلال، لن تتوقف الاعتقالات. يجب على الناس أن يفهموا أن هذه هي سياسة الاحتلال المركزية ضد الفلسطينيين لتقييد أي نوع من المقاومة".
وما يؤكد هذه المخاوف، في الأيام الأربعة الأولى من الهدنة بين إسرائيل وحماس، أن قوات الاحتلال اعتقلت 133 فلسطينيا، مقارنة بـ 150 أطلقت سراحهم.
وزعمت إسرائيل أن الفلسطينيين الذين اعتقلوا مؤخرا كانوا "مسلحين يخططون لهجمات أو أعربوا عن دعمهم للإرهاب"، فيما يقول الفلسطينيون إن العديد من المعتقلين اعتقلوا بسبب منشورات على الإنترنت تدين الحرب في غزة أو تدعم حماس.
ويوجد نحو 6704 فلسطينيا محتجزين في السجون الإسرائيلية، وفقا لمنظمة "هموكيد" الإسرائيلية غير الحكومية، من بيهم ما لا يقل عن 2070 محتجزًا رهن الاعتقال الإداري دون تهمة، وهو شكل من أشكال الاحتجاز تقول جماعات حقوق الإنسان الفلسطينية والإسرائيلية إنه آخذ في الارتفاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وجرى اعتقال زوج ناريمان التميمي، الناشط المخضرم في فتح، باسم التميمي، وابنتها الناشطة، عهد التميمي، ووضعهما في الاعتقال الإداري في الأسابيع التي تلت هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وتقول ناريمان التميمي إن النشطاء الإسرائيليين، من اليمينيين المتطرفين، يضعون صورها على الإنترنت ويطالبون باعتقالها، مضيفة: "نحن نعيش كل لحظة ونعلم أن أيًا منا يمكن أن يتم اعتقاله في أي لحظة. لن أبكي على زوجي وابنتي، لأن كل دموعي استنزفت من أجل غزة". وتابعت: "معظمنا نحن الفلسطينيين ندخل ونخرج من السجن منذ أن كنا صغارًا".
وفي السياق ذاته، يقول أبو ليث، من رام الله، وهو سائق توصيل قضى فترتين في السجون الإسرائيلية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين: "المسألة ليست إذا، بل متى".
ويقول إن ابنه اعتقل قبل عامين بتهمة رشق جنود إسرائيليين بالحجارة وتم إطلاق سراحه في وقت سابق من هذا العام.
وتابع: "ربما جلبت هذه الحرب راحة لعدد قليل من العائلات، لكنها كلها مؤقتة. ما زلنا نعيش في سجن إسرائيلي مفتوح".
اقرأ أيضاً
إعلام إسرائيلي: حماس لم تعذب الأسرى المفرج عنهم ولم تخضعهم لسوء معاملة
المصدر | كريستيان ساينس مونيتور/ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين رام الله حماس القدس فتح السلطة الفلسطينية الأسرى أکتوبر تشرین الأول فی الضفة الغربیة إطلاق سراح حماس فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
أرقام صادمة لعدد الحواجز والبوابات التي تحاصر الفلسطينيين في الضفة
كشفت هيئة فلسطينية عدد الحواجز والبوابات التي ينصبها الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، والتي يحاصر فيها الفلسطينيين، ويقطع أوصال المحافظات والبلدات والقرى هناك.
وقالت هيئة مقاومة الجدار، إن عدد الحواجز والبوابات الحديدية، التي أقامها ونصبها جيش الاحتلال في الضفة الغربية، وصل إلى 898.
وأفاد المدير العام للنشر والتوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أمير داود لـ"وفا"، الأربعاء، بأن من بين الـ898 حاجزا عسكريا وبوابة حديدية، 18 بوابة حديدية نصبها الاحتلال منذ بداية العام الجاري 2025.
وأضاف أنه كانت آخر البوابات الحديدية هي بوابة بلدة كفر قدوم شرق قلقيلية، التي نصبها جيش الاحتلال صباح هذا اليوم، لتكون المحصلة النهائية لعدد الحواجز بكل تصنيفاتها (898)، منها (146) بوابة حديدية بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأشار إلى أن المستعمرين بحماية جيش الاحتلال نفذوا سلسلة اعتداءات على القرى والبلدات الفلسطينية ومركبات المواطنين وممتلكاتهم، خاصة في شرق قلقيلية، ما يدلل على أن هناك تبادلا وظيفيا بينهما، للتنغيص على حياة المواطنين.
ولليوم الثالث على التوالي، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية عند معظم مداخل المحافظات ومخارجها في الضفة الغربية.
وشدد الاحتلال الإسرائيلي منذ دخول إعلان وقف إطلاق النار في غزة إجراءاته العسكرية في الضفة الغربية، عبر نصب الحواجز والبوابات الحديدية عند مداخل القرى والمدن الفلسطينية، ما أدى إلى تكدس المركبات والمواطنين عند الحواجز وتعطيل أعمالهم.
يذكر أن الاحتلال يحاول تفجير الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، تمهيداً لخلق حالة من الفوضى والعنف، لتسهيل ضمها، وهو ما تجلى في الهجمات الوحشية التي يرتكبها المستوطنون ضد المواطنين، وبلداتهم، وممتلكاتهم، ومنازلهم، وأراضيهم، ومقدساتهم، في المحافظات كافة.