هذا ما كشفته الهدنة في الجنوب
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
سمحت الهدنة الإنسانية الممدّدة في غزة والمسحوبة بشكل أو بآخر على الجنوب اللبناني للساعين إلى الفصل بين الساحتين إلى تكثيف جهودهم توصلًا إلى إقناع كل من قيادتي "حزب الله" وحركة "حماس" بأن الربط بين ما يجري في غزة من مخطّط تهجيري وتدميري قد ينعكس في شكل أسوأ على لبنان في حال بقيت جبهته الجنوبية مفتوحة على كل الاحتمالات.
ومع عودة أهالي القرى الجنوبية الحدودية إليها مستفيدين من الهدنة الممدّدة لتفقد منازلهم وحقولهم ومعاينة الأضرار التي لحقت بها تبيّن أن عدد الوحدات السكنية التي تضرّرت بلغت 61 وحدة وفق إحصاء أولي أجراه مجلس الجنوب، الذي كشف أن موازنته الحالية لا تسمح له بمساعدة الأهالي لإعادة إعمار منازلهم التي لحقت بها أضرار متفاوتة، الأمر الذي دفع بالأهالي للجوء إلى "حزب الله" من خلال مؤسساته الخدماتية، ومن بينها "جهاد البناء"، لاعتقاد البعض منهم بأن "الحزب" هو المسؤول ألأول عمّا أصاب أرزاقه من أضرار، وعليه بالتالي واجب المساعدة الفورية للتعويض عليه. أمّا البعض الآخر فلجأ إلى "الحزب" من منطلق عقائدي بحت، وهو الذي لا يجد جدوى من لجوئه إلى الإدارات الرسمية لكي تعوّض عليه ما خسره في "حرب المساندة"، مع أن الحكومة، وعلى رغم ضآلة الإمكانات، وعدت بتقديم المساعدة الفورية إلى جميع المتضرّرين وهذا ما أبلغه الرئيس ميقاتي للنائب حسن فضل الله.
وأمام هذا الواقع المأزوم، الذي عايشه أهالي القرى الجنوبية المتضررة في القطاعات الغربي والشرقي والأوسط، وأمام صعوبة تأمين ما يكفي لإعادة إعمار المنازل التي تهدّمت، لا بدّ من طرح سؤال بديهي، وهو الذي يطرحه كل لبناني على نفسه وعلى جميع المسؤولين، بمن فيهم بالأخص مسؤولي "حزب الله" عمّن يتحمّل مسؤولية ما يمكن أن يحّل بلبنان من دمار وخراب، على غرار ما هو حاصل في غزة، في حال توسّعت الحرب وشملت معظم المناطق اللبنانية، التي يضعها العدو الإسرائيلي في خانة "بنوك أهدافه"، ومن بينها البنى التحتية.
الإجابة عن هذا السؤال، الذي يقضّ مضاجع جميع اللبنانيين، ليس بالأمر السهل، خصوصًا أن الدول التي ساعدتهم بعد حرب تموز لإعادة إعمار ما هدّمته ودمّرته إسرائيل تبدو عاجزة هذه المرّة عن مدّ يد المساعدة للبنان وغزة معًا، فيما يتكفّل الأميركيون في المقابل بإعادة إعمار ما يمكن أن يلحق بإسرائيل من دمار وخراب نتيجة تعرّض أكثر من منطقة فيها لردّ قاسٍ من قِبل "حزب الله".
وفيما يبقى الغموض والوجوم هما المسيطران على الواقع الميداني يؤكد القريبون من "حارة حريك" أن المقاومة باقية على سلاحها، وهي على استعداد وجهوزية تامة للتعامل مع أي تطور، خصوصًا أنها استفادت من هدنة غزة لإعادة تقييم الوضع الميداني في ضوء ما حققته في الأيام، التي سبقت تلك الهدنة، من أهداف تعتبرها أولية، وذلك نظرًا إلى المفاجآت، التي تخبئها للعدو.
أمّا ما هو جديد في المعادلة القائمة في الجنوب فهو ما كشفته أوساط سياسية، وإن لم يتأكد بعد، عن توجه أميركي – أوروبي لطرح تعديل القرار الدولي 1701 على مجلس الأمن الدولي أو التصويت على مشروع قرار جديد يؤدي إلى تطبيق جوهر القرار 1701 بذريعة أن "حزب الله" خرق هذا القرار في ظل عجز القوات الدولية والجيش عن تطبيقه بتفاصيله لا سيما منع أي مظاهر مسلحة في جنوب الليطاني. وهذا الأمر سيكون مدار بحث معمّق في المرحلة المقبلة في ضوء الانتقال من الهدن المؤقتة والمتتالية إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة وفي الجنوب. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
المقالات التي تعمل على تعزيز السلام والأمن على أرض السودان
إلى أصدقائي
ممنون لكم على هذا التقدير والإحترام والود
مقالي الذي نشرته ، تحت عنوان : ” الشمال النيلي أنشودة معاني قيم التضامن و الإحترام ” ..
ما كنت أظن أن يلقى هذا القدر الكبير من الإهتمام ، والإحتفاء الباهر والتفاعل المدهش في الوسائط المختلفة .
عدد من الرسائل ورددت بريدي الخاص ، ولا تزال الرسائل تترى تقديرا لهذا الإتجاه المنير في كتابة المقالات التي تعمل على تعزيز السلام والأمن على أرض السودان ، ورفض خطابات التنابذ والتباغض .
ممتن لكل الأصدقاء الذين عبروا عن ذلك المعنى ، منحوني من سماحة أرواحهم ما يمنح نفسي العافية …
و استأذنكم لنشر بعض الكتابات عن المقال .
* أولا : الدكتور يحيى مصطفى الصديق ، كتب مقدما المقال لقراء مجموعة ( مثقفون ) قائلا :
( الدكتور فضل الله أحمد عبد الله إبراهيم هو كاتب و أستاذ جامعي سوداني بارز ، يتميز بإسهاماته الفكرية و الأدبية ، خاصة في مجال النقد و الدراما . وُلد عام 1964 في منطقة هبيلا بولاية غرب دارفور، السودان ، و حصل على درجات أكاديمية متقدمة في تخصصات الدراما و النقد الأدبي من جامعة السودان للعلوم و التكنولوجيا و جامعة أفريقيا العالمية .
*مقاله ” الشمال النيلي أنشودة معاني قيم التضامن و الإحترام “* يعكس رؤية عميقة حول الهوية السودانية و مفهوم التضامن الإجتماعي .
في هذا المقال ، يبرز الدكتور فضل الله القيم الإنسانية التي تميز سكان الشمال النيلي ، مثل سماحة النفس و التعامل الحكيم مع تحديات الحياة .
كما يناقش تأثير الخطاب السياسي السوداني على تشكيل الهوية الوطنية ، منتقداً المفردات التي إستخدمتها بعض النخب لتقسيم المجتمع السوداني بناءً على المناطق و الإثنيات .
يستعرض المقال أيضاً دور سكان الشمال النيلي في مواجهة الظروف القاسية بروح صلبة و إرادة قوية، مع التركيز على أهمية التعليم كوسيلة لتحقيق التقدم الإجتماعي .
و يؤكد أن المركزية الحقيقية تُبنى على العطاء الإنساني و قيم الإحترام المتبادل ، بعيداً عن النزاعات و الكراهية .
الدكتور فضل الله أحمد عبد الله يُعد أحد الأصوات الفكرية المهمة في السودان، حيث يسعى من خلال كتاباته إلى تعزيز الحوار الثقافي و تأكيد قيم المحبة و الوئام بين مختلف أطياف المجتمع السوداني .
* ثانيا : الدكتور معتصم التجاني كتب قائلا :
( إلى الأستاذ الدكتور فضل الله أحمد عبدالله لعل مثقفوا الهامش وهامش الهامش كما يدعون أن يتعلموا منك
تحية إجلال وإكبار لقلمك الحر وفكرك النير الذي يسطر الحقائق بماء الذهب، فتضيء كلماتك دروب الحقيقة، وتفتح آفاق الفهم العميق لمعاني الانتماء والتلاحم الوطني. لقد وضعت يدك على الجرح النازف، وأعدت تشكيل الصورة الحقيقية لسوداننا الحبيب، وطن التسامح والتنوع، وطن جمع أبناؤه بكل أطيافهم، لا تفرقهم الجغرافيا ولا القبيلة، وإنما يجمعهم الإيمان العميق بوحدة المصير والهدف المشترك.
إن حديثك عن الشمال النيلي ليس مجرد دفاع عن منطقة، بل هو دفاع عن وطن بأكمله، عن هوية سودانية أصيلة تنبض بحب الخير، وتؤمن بقيم العدل والمساواة والتسامح. لقد أجدت وأبدعت في فضح المفاهيم الزائفة التي يحاول بعض المغرضين زرعها لتمزيق نسيجنا الاجتماعي، وأثبت أن السودان وطن يسع الجميع، وأن الكرامة لا تمنحها الجغرافيا، بل يصنعها العمل الصادق والبذل والعطاء.
إن السودان كان وسيظل بستانًا متنوع الأزهار، يعكس ثراءه في لغاته، ثقافاته، وعاداته، ويصنع مجده بوحدة أبنائه وإرادتهم الصلبة في مواجهة المحن. وما تحدثت عنه من قيم التضامن والتكافل والتراحم في أوقات الأزمات، هو جوهر هويتنا السودانية الحقيقية، التي لا تهزمها المؤامرات ولا تعصف بها العواصف.
فلك التحية والتقدير، دكتور فضل الله، وأنت ترفع راية الوعي وتضيء العتمة بفكرك وقلمك، داعيًا الجميع للعودة إلى جادة الصواب، وإلى ما يجمعنا لا ما يفرقنا.
دمت قامة فكرية وقلمًا صادقًا في مسيرة البناء الوطني وملهما للأمن الثقافى والاجتماعى
وكما قال الاخ عادل البصرى فاوضنى بلازعل
فاوضنى ياخ انا عندى ظن
أخوك ومحبك،
د. معتصم التجانى
باحث فى دراسات السلام والتفاوض )
* ثالثا : عادل البصري ، كتب :
( صديقي وأستاذي وأخي الدكتور فضل أحمد عبدالله يكتب مقال بماء الذهب .
هذا الرجل الانسان واسع الاطلاع والمعرفة الشاملة وعلامة من أبناء السودان عامة ، وابن دارفور المعتز بدارفوريته ، الشامخ شموخ رجال السودان فهو رقم فخيم صاحب قلم حر .
سوداني حتي النخاع حجز لنفسه مقعدا بين صناع الرأي والثقافة والأدب في السودان بل والعالم العربي .
مقاله ليس دفاعا عن إنسان الشمال بل مقاله دفاع عن وطن يسكننا ونسكنه وطن نتعايش فيه كسودانيين لا تفرقنا جهة ولاقبيلة ولاعنصر ..
وطن تتجلي فيه إنسانيتنا ، وحب الخير لبعضنا البعض ، وندين بدين الاسلام الذي جعل مقام التفاضل بين الناس بالتقوي( إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) فالنتحسس التقوى والرجوع لله رب العالمين .
والتسامح هو ديدننا في وطن حباه الله بخيراته وطن تجد فيه نفسك . تعيش في اي رقعة من اراضيه شماله شرقه ووسطه وغربه وجنوبه ..
اكرمنا الله بأن عشنا في احياء شعبية فيها كل اطياف السودان وقبايله وكان تعارف وتاخي جميل في الفرح والكره وزادت الحرب من اللحمة ولم تفرقهم واصبح الناس شركاء في كل شي واخرج الناس مافي بيوتم من زاد واقتسموه وكثر عدد الضرا في الاحياء وياكلوا ويشربوا دون حرج وكان تكافلا حقيقيا.. ..
بس نقول لعن الله ساستنا الجهلاء المتاجرين بدماء الابرياء هامش ومركز وغرابة وجلابة وفي حقيقة الامر لأ توجد هذه الادعاءات الباطلة التي تفرق ولاتجمع ..
يا أيها اعتصموا بحبل الله المتين ولاتفرقوا…ابحث عن الايمان في قلوبكم ولاتتبعوا الهوي والشيطان..
شكري وتقديري ومحبتي لابناء وطني بكل الوانهم واشكالهم وقومياتهم والسودان بستان كبيير تتنوع فيه الأشجار والازاهر هو الجمال والجلال…وشكرا جزيلا علي قول الحق د. فضل الله احمد عبدالله . )
* شكرا جزيلا أيها الأصدقاء على هذه المحبة
الدكتور فضل الله احمد عبدالله
إنضم لقناة النيلين على واتساب