آخر تحديث: 30 نونبر 2023 - 9:31 صبغداد/ شبكة أخبار العراق- عاد الجدل مجدداً تجاه المحكمة الاتحادية العليا، أعلى سلطة قضائية في العراق، بعد قرار إقالة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي من منصبه بتهمة “التزوير”، منتصف تشرين الثاني الثاني.وتعرضت المحكمة إلى جملة من التساؤلات التي طرحها الحلبوسي بنفسه بعد القرار، ضمنها عدم وجود صلاحية لها بإقالته، وتطويع المحكمة فقرات دستورية في غير محلها.

في المقابل، اعتبر مراقبون أن معظم القرارات الكبرى للمحكمة الاتحادية تقترب من وجهات نظر سياسية لزعماء أحزاب كبيرة، لعل أبرزهم نوري المالكي، الذي يُعرف عنه أنه يسيطر على القضاء من خلال مصالح وولاءات حزبية وسياسية واتفاقات وتفاهمات أسس لها في فترة رئاسته الحكومة لدورتين بين 2006 و2014. وأعاد قرار إقالة الحلبوسي إلى أذهان العراقيين مواقف عديدة للمحكمة الاتحادية، لعل أبرزها عقب انتخابات البرلمان عام 2010، عندما انتُزِع حق تشكيل الحكومة من الكتلة الفائزة آنذاك “ائتلاف العراقية” بزعامة إياد علاوي، ومُنِح نوري المالكي فرصة للبقاء ولاية ثانية عبر تفسير “الكتلة الأكبر”، الذي ينص الدستور العراقي على أن تكون الفائزة في الانتخابات. لكن رئيس المحكمة آنذاك مدحت المحمود فسّرها بأن تكون الكتلة المشكلة عقب إعلان نتائج الانتخابات، وليست الفائزة فيها. كما أن هناك قرارات وجدها عراقيون ومراقبون وقانونيون، وقتها، مخالفة للقانون، مثل إعادة فرز الأصوات يدوياً في انتخابات 2018 بناءً على طلب زعماء أحزاب، كان أبرزهم المالكي، وكذلك قرار المحكمة بعدم دستورية قانون النفط والغاز لحكومة إقليم كردستان العراق وإلغائه، ثم الحكم بمنع تمويل رواتب موظفي الإقليم. كما فجرت المحكمة الاتحادية أزمة مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي هاجمها بسبب عدة قرارات لها كانت لا تصب في صالح مساعيه لتشكيل الحكومة الأخيرة، ما اضطر الصدر في النهاية إلى سحب نواب التيار من البرلمان وترك العمل السياسي، وصولاً إلى قرار منع عودة الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى مقره في كركوك في أيلول الماضي. وأنشأت المحكمة الاتحادية العليا في العراق في العام 2005، ومقرها في بغداد، وتتألف من رئيس وثمانية أعضاء، وتختص بالفصل في النزاعات الدستورية، وتعتبر قراراتها باتّة وملزمة للسلطات كافة. ورغم أن الدستور العراقي أقرَّ بأن تكون هذه المحكمة مستقلة، إلا أن الأحزاب النافذة تناوبت على طرح قضاة يمثلونها. وتتخلص مهام المحكمة الاتحادية بـ”الرقابة على دستورية القوانين والأنظمة النافذة، وتفسير نصوص الدستور، والفصل في القضايا التي تنشأ عن تطبيق القوانين الاتحادية، والقرارات والأنظمة والتعليمات والإجراءات الصادرة عن السلطة الاتحادية، والفصل في المنازعات القضائية والإدارية التي تحصل بين الحكومة الاتحادية وحكومات الأقاليم والمحافظات والبلديات والإدارات المحلية، والفصل في الاتهامات الموجهة إلى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء والوزراء، والتصديق على النتائج النهائية للانتخابات العامة لعضوية مجلس النواب”. وخلال الأيام الماضية، طالب سياسيون وأعضاء في أحزاب نافذة بتشريع قانون جديد للمحكمة الاتحادية من أجل منع التأثيرات السياسية على قراراتها.وقال وزير الخارجية الأسبق والقيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري إن “الوقت حان لتشريع قانون جديد لتشكيل المحكمة الاتحادية وفق ما جاء في الدستور”.وبيّن في بيان تعليقاً على قرار إقالة رئيس البرلمان: “قلناها ونقولها إن المحكمة الاتحادية غير دستورية، وتسيس قراراتها لتصفية حسابات سياسية داخلية وخارجية باسم القضاء والعدالة”. من جهته، وصف قيادي بارز في التيار الصدري، طلب عدم الكشف عن اسمه، في حديث ، قرارات المحكمة الاتحادية بأنها “تصب دائماً في صالح تحالف الإطار التنسيقي والقوى المنضوية تحته”. وأضاف أن “هذا الأمر أكدته الأزمات السياسية ما بعد الانتخابات البرلمانية المبكرة التي أجريت في 2021، وآخرها أزمة قضية الحلبوسي”. وأضاف القيادي، الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب ما قال إنها توجيهات من الصدر في الامتناع عن الإدلاء بتصريحات إعلامية، أن “الكتلة الصدرية لو لم تنسحب من مجلس النواب، وتمكنت من تشكيل الحكومة الأخيرة، لكانت أولى مهامها البرلمانية تعديل قانون المحكمة الاتحادية، من أجل الحد من بعض الصلاحيات التي تمتلكها وتستغلها، لوضع عراقيل أمام بعض الأطراف السياسية لصالح أطراف سياسية أخرى”. وأكد أن “عودة التيار الصدري إلى البرلمان مرهونة بأمر الصدر، لكن إذا عاد، فإن تعديل قانون المحكمة الاتحادية سيكون أولوية”. وصدرت مواقف من سياسيين وأعضاء سابقين في مجلس النواب، أكدوا خلالها أن قرار المحكمة الاتحادية كان يهدف إلى إسقاط الحلبوسي لاعتبارات سياسية من جهة، وأخرى طائفية.وأكد النائب السابق فائق الشيخ علي أن “قرار المحكمة الاتحادية كان سياسياً واستهدف الحلبوسي لأنه سياسي سُني، والمحكمة الاتحادية لا تجرؤ على الاقتراب من السياسيين الشيعة، كنوري المالكي وقيس الخزعلي وعمار الحكيم ومقتدى الصدر وغيرهم”.كما قال السياسي العراقي مثال الآلوسي في تعليق له عبر منصة “إكس”: “لو طُلب مني التصويت سياسياً على عزل الحلبوسي لما ترددت ثانية واحدة، ولكن هذه المحكمة لا تملك هذه الصلاحيات أبداً، وهي مُتهمة بالكثير المُثير للجدل”. وأشار الكثير من المراقبين إلى أن “بعض القرارات القضائية تصب في صالح جهات سياسية محددة، ولهذا، هناك شكوك مستمرة في بعض القرارات القضائية المصيرية، وخشية من وجود ضغوط أدت إلى قرارات مهمة، وهذا الأمر دائماً ما ينفيه القضاء العراقي”.في المقابل، بيَّن الخبير في الشأن القانوني علي التميمي أنه “من خلال متابعة عمل وقرارات المحكمة الاتحادية العليا خلال السنوات الماضية، فالمحكمة عملت على تطبيق النصوص الدستورية واتخاذ القرارات بشكل حاد من دون أي ضغوط سياسية”.وأكد التميمي، أن “أي جهة قضائية تتعرض إلى ضغوط وتهديدات، لكن هذا لا يعني أنها تستجيب، وأن القضاء العراقي معروف بمهنيته، لكن بعض الأطراف السياسية التي تتضرر من بعض القرارات تروج أن القرارات تُتخذ عبر الضغوط”.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: المحکمة الاتحادیة مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

بيان بواسطة قوى سياسية و مدنية سودانية حول مخرجات اجتماعات القاهرة

‎تتقدم القوى السياسية والمدنية السودانية الموقعة أدناه بخالص الشكر و عظيم التقدير لجمهورية مصر العربية الشقيقة على الدعوة الكريمة التي قدمتها وزارة الخارجية المصرية لعقد مؤتمر للقوى السياسية و المدنية في القاهرة يومي السادس و السابع من يوليو ٢٠٢٤، بهدف إيجاد حل للأزمة السودانية الراهنة. ويمتد الشكر لجمهورية مصر على استضافتها للاجئين السودانيين على أراضيها، ووقوفها المستمر إلى جانب السودان وشعبه في مختلف المحافل، ودعمها لسيادة الدولة السودانية و مؤسساتها الشرعية و في مقدمتها قوات الشعب المسلحة السودانية المستأمنة على وحدة البلاد و أمنها في حربها ضد مليشيا الدعم السريع الإرهابية. و تشيد القوى الموقعة بفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي و الشعب المصري على الموقف الأصيل الذي عبرت عنه كلمة معالي وزير الخارجية المصري في كلمته الافتتاحية.و إزاء البيان الختامي لاجتماعات القاهرة نود توضيح الآتي:-‎رفضت القوى السياسية والمدنية السودانية الموقعة الجلوس المباشر مع تنسيقية “تقدم” و هي في تحالف و شراكة معلنة مع مليشيا الدعم السريع وعدم ادانتها جرائمها والانتهاكات الفظيعة ضد الشعب السوداني. و آثرت القوى السياسية والمدنية السودانية تقديم رؤيتها في القضايا المطروحة بصورة منفصلة عبر لجنة الميسرين السودانيين و هم مكان احترامنا و تقديرنا.‎ امتنعت القوى السياسية والمدنية الموقعة أدناه عن التوقيع على البيان الختامي لاجتماعات القاهرة للأسباب التالية:-١- لم يدن البيان انتهاكات الدعم السريع و جرائمها البشعة ضد المدنيين العزل.٢- لم يعلن البيان دعمه الكامل لشرعية القوات المسلحة السودانية في الدفاع عن أرضها و شعبها في هذه الحرب اللعينة المفروضة على بلادنا الحبيبة.٣- تحدث البيان عن تشكيل لجنة مشتركة مع “تقدم” لم يتفق عليها في الأصل.٤- لم يقل البيان أن مليشيا الدعم السريع هي من تسببت في تجويع الشعب بتشريده له و نهب ممتلكاته و قطع طرق وصول الغذاء إليه.٥- لم يستصحب البيان الختامي الملاحظات و التعديلات الجوهرية التي أبدتها هذه القوى على مسودة البيان ولم تستشار حول من يلقي البيان نيابة عنها، وتعتبر كل ذلك تجاهل غير مقبول لرؤاها و مواقفها.في الختام تؤكد القوى السياسية والمدنية الموقعة أدناه على دعمها المطلق للجهود الرامية إلى تحقيق السلام في السودان، كما تؤكد التزامها بالتحول الديمقراطي و الحكم المدني عبر انتخابات حرة و نزيهة. و تعلن دعمها الكامل للجهود المصرية لابتدار الحوار السوداني-السوداني.الموقعون:-1. القائد مالك عقار اير2. د. جبريل ابراهيم3. القائد مني اركو مناوي4. الدكتور التجانى السيسى5. الناظر محمد الامين ترك6. الاستاذ محمد وداعة7. الناظر علي ابراهيم دقلل8. ألمك متوكل حسن دكين9. الناظر محمدين كرار10. الاستاذ محمد فتح الرحمن الحاج11. لاستاذة سالى زكى12. الاستاذة مريم الشريف الهنديالقاهرة 7 يوليو 2024مالصفحة الاعلامية لحركة العدل والمساواة السودانيةإنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • القضاء يُشكّك بمصادر أموال أصحاب المهور المرتفعة ويعتبر الزواج خارج المحكمة “جريمة”
  • بعد رفض البيان الختامي لـمؤتمر القاهرة.. السيسي يلتقي وفدا سودانيا
  • استبعاد (العيساوي والمشهداني والزوبعي) حصولهم الاغلبية.. تفاصيل جديدة حول اختيار رئيس البرلمان
  • قادة سودانيون يرفضون التوقيع على البيان الختامي “لمؤتمر القاهرة”
  • أستاذ علوم سياسية: برنامج الحكومة الجديدة يجب أن يتفق مع التكليفات الرئاسية
  • بيان بواسطة قوى سياسية و مدنية سودانية حول مخرجات اجتماعات القاهرة
  • شركة “OMV” النمساوية تفصل 33 موظفاً يمنياً وتخطط لتسريح 200 آخرين في مخالفة صارخة لاتفاقيات الشراكة
  • أستاذ علوم سياسية يكشف تحركات مصر الخارجية بشأن السودان
  • قوى سياسية سودانية توضح أسباب رفضها التوقيع على قرارات “مؤتمر القاهرة” .. بالأسماء
  • أستاذ علوم سياسية: الرئيس السيسي يتابع تطبيق مخرجات الحوار الوطني على أرض الواقع