الخليج الجديد:
2024-07-03@16:52:58 GMT

ثرثرة إسرائيلية حول طاولة المفاوضات

تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT

ثرثرة إسرائيلية حول طاولة المفاوضات

ثرثرة إسرائيلية حول طاولة المفاوضات

بدأت أمريكا تبحث بدورها عن مخرج وحلول سياسية للحرب الفاشلة التي تقودها نخبة اسرائيلية فاشلة.

أزمة حقيقية تعاني منها الطبقة السياسية والعسكرية التي تحاول التعامل مع الضغوط الداخلية في جيش الاحتلال والشارع الاسرائيلي بالتزامن مع ضغوط أمريكا.

ثرثرة عكست رغبة إسرائيلية في مقاومة ضغوط أمريكا ورفع السقوف لتحسين شروط مفاوضات تقودها أمريكا بمعزل عن طموحات نخبة إسرائيلية منتهية الصلاحية.

"نحن ملتزمون بمواصلة مهمتنا: إعادة جميع المختطفين لدينا، والقضاء على حماس فوق وتحت الأرض، والوعد بأن غزة لن تشكل بعد الآن تهديدا لمواطني إسرائيل".

خشية أمريكا من فقدان السيطرة والغرق بمستنقع فشل إسرائيل تدفعها لمناقشة هدن تفضي لوقف إطلاق النار نزولا عن شجرة الحرب والخسائر الأمريكية والإسرائيلية.

"نحن ملتزمون بمواصلة مهمتنا: إعادة جميع المختطفين لدينا، والقضاء على حماس فوق وتحت الأرض، والوعد بأن غزة لن تشكل بعد الآن تهديدا لمواطني إسرائيل".

ثرثرة النخبة الإسرائيلية ترفع السقوف لتقود نحو جولات قتال وهدن متتابعة، لكنها محاولة لهروب مؤقت من استحقاق وقف اطلاق النار؛ والذهاب لصفقة أسرى، ولا تنتهي عند الضفة الغربية ومستقبلها.

* * *

سربت القناة 13 الاسرائيلية صورة لرئيس وزراء الاحتلال نتنياهو ومستشار الامن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي والسكرتير العسكري، في محادثة هاتفية مع رئيس الموساد الموجود حاليا في قطر دافيد برنياع.

الصورة التي نشرت تحت عنوان "تمهيداً للعودة المرتقبة للمختطفين الليلة" لم تعكس الحقيقة كاملة؛ ذلك ان نتنياهو أراد تقديم رسالة للشارع الاسرائيلي بأنه حاضر في تفاصيل المفاوضات والنقاشات الدائرة في الدوحة.

بعد أنباء نقلتها صحيفتا واشنطن بوست وول ستريت جورنال، عن ضغوط امريكية للوصول الى صفقة أكبر؛ يشرف عليها وليم بيرنز مدير المخابرات المركزية الامريكية، الذي قصد الدوحة، بالتزامن مع وصول مدير المخابرات المصري اللواء عباس كامل، ومدير (الموساد) برنياع.

ما تناقلته الصحافة الامريكية أشار الى ضغط بيرنز على قادة الكيان الاسرائيلي والمقاومة الفلسطينية للوصول الى صفقة كبرى تفضي بإطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية؛ مقابل اطلاق سائر الجنود الاسرى لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة؛ ومناقشة إمكانية التوصل لاتفاق دائم لاطلاق النار في ضوء ذلك؛

وهو ما أكده محرر الشؤون العربية في اذاعة الجيش الاسرائيلي، أنه سيتم قريباً طرح اقتراح على الحكومة الإسرائيلية والمجتمع الإسرائيلي: إطلاق سراح جميع المختطفين، بمن فيهم الجنود، مقابل إنهاء الحرب.

التسريبات دفعت بيني غانتس للرد على الأمريكيين بالقول: "سيتجدد إطلاق النار. مجلس الوزراء الحربي بأكمله متحد في هذا الموقف. ليس هناك خيار آخر".

في الوقت ذاته أطلق نتنياهو تصريحات من جانبه يزاود فيها على غانتس، قال فيها: "نحن ملتزمون بمواصلة مهمتنا: إعادة جميع المختطفين لدينا، والقضاء على حماس فوق وتحت الأرض، والوعد بأن غزة لن تشكل بعد الآن تهديدا لمواطني إسرائيل".

لم يتأخر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في الرد على أنباء الصفقة، وخصوصا التي اشار لها محرر الشؤون العربية في اذاعة الجيش الاسرائيلي بالقول على موقع التواصل الاجتماعي (X) تويتر سابقا: "ليس على جدول الأعمال، ولا حتى كاقتراح. لا يوجد نقاش حول هذا الموضوع على الإطلاق"، مضيفا القول: ‏"هذه خطة للقضاء على دولة إسرائيل. ومستمرون حتى النصر المطلق بعون الله والقضاء على النازيين من حماس".

ثرثرة عكست رغبة اسرائيلية في مقاومة الضغوط الامريكية، ومحاولة رفع السقوف على أمل تحسين شروط التفاوض، التي تقودها الولايات المتحدة بمعزل عن طموحات النخبة السياسية والعسكرية الاسرائيلية (المنتهية الصلاحية) سواء من اعضاء حكومة الطوارئ الاسرائيلي، او من اعضاء القيادة العسكرية والامنية.

فعاصفة الثرثرة لم تقتصر على نتنياهو وغانتس وسموتريتش لتشمل رئيس اركان الاحتلال هرتسي هاليفي في مؤتمر في الهواء الطلق، اعترف فيه بفشل شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) وجيش الاحتلال في توقع عملية طوفان الاقصى في السابع من أكتوبر؛ والفشل في التصدي لها.

اعتراف جاء بالتزامن مع تواصل سلسلة الفشل العسكري الذي كشفت عنه أنباء جديدة عن الاداء المرتبك لضباط وعناصر جيش الاحتلال في معارك شمال قطاع غزة البرية؛ ما أفضى إلى إقالة ضابطين بعد انسحابهما من أرض المعركة.

هاليفي الذي اعترف بالفشل؛ عاد ليؤكد النية لمواصلة القتال في قطاع غزة، وتأجيل التحقيقات وعملية المحاسبة الى حين انهاء العملية العسكرية في قطاع غزة؛ فالهرب الى الامام لا يقتصر على نتنياهو؛ بل وعلى قادة جيش الاحتلال ومسؤوليه الامنيين.

الثرثرة حول طاولة المفاوضات في الدوحة، وفي مجلس الامن القومي بحضور نتنياهو؛ وفي حكومة الطوارئ على لسان غانتس، وداخل هيئة الاركان برئاسة هاليفي، تشير الى أزمة حقيقية تعاني منها الطبقة السياسية والعسكرية التي تحاول التعامل مع الضغوط الداخلية في جيش الاحتلال والشارع الاسرائيلي بالتزامن مع ضغوط أمريكا؛ التي بدأت تبحث بدورها عن مخرج وحلول سياسية للحرب الفاشلة التي تقودها نخبة اسرائيلية فاشلة.

خشية الولايات المتحدة من فقدان السيطرة والغرق في مستنقع الفشل الاسرائيلي تدفعها لمناقشة هدن طويلة، وأخرى تفضي لوقف إطلاق النار نزولا عن شجرة الحرب التي تهدد بمضاعفة الخسائر الامريكية والاسرائيلية في الآن ذاته.

أخيرا.. الثرثرة النخبوية الاسرائيلية ترفع السقوف لتقود نحو جولات قتال وهدن متتابعة، لكنها في الوقت ذاته محاولة للهروب المؤقت من استحقاق بات قريبا لوقف اطلاق النار؛ والذهاب لصفقة كبرى تبدأ بالأسرى، ولا تنتهي عند تخوم الضفة الغربية وهندستها المستقبلية.

*حازم عياد كاتب صحفي

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل غزة الأسرى المفاوضات الاحتلال وقف إطلاق النار طوفان الاقصى جمیع المختطفین جیش الاحتلال بالتزامن مع والقضاء على قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يشدّد على رفض الاستسلام لالرياح الانهزامية ووجوب تحقيق أهداف الحرب

سرايا - قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء، إنه لن يستسلم لـ "الرياح الانهزامية"، مؤكدا أن الحرب على قطاع غزة ستنتهي عندما "تتحقق" كل الأهداف.

وتتوعد إسرائيل بـ "القضاء" على حركة حماس، ردا على عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها في جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ما أسفر عن مقتل 1195 شخصا، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية.

واحتجز عناصر الحركة خلال عمليتهم 251 محتجزا ما زال 116 منهم في غزة.

وردا على ذلك، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا على قطاع غزة ما أدى إلى استشهاد نحو 38 ألف فلسطيني غالبيتهم نساء وأطفال فيما أصيب نحو 87 ألفا.

وردا على تصريحات مجهولة المصدر قال إن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أوردتها وتفيد بأن إسرائيل قد تكون مستعدة لإنهاء الحرب دون تحقيق أهدافها، قال نتنياهو إن ذلك "لن يحصل".

وقال رئيس الوزراء "لن نستسلم للرياح الانهزامية"، وفق بيان صادر عن مكتبه.

وأضاف إن "الحرب ستنتهي عندما تحقق إسرائيل كل أهدافها، بما في ذلك القضاء على حماس وتحرير كل الرهائن".

وقال الاثنين إن "نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس" تقترب.

ومنذ بدء الهجوم البري الإسرائيلي على القطاع المحاصر في 27 تشرين الأول/أكتوبر، قتل 319 جنديا إسرائيليا في غزة.

واستأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته في مناطق قال سابقا إنه يسيطر عليها، بما في ذلك شمال غزة.

وفي جنوب القطاع، صدرت أوامر إخلاء جديدة الاثنين في مناطق شرق خان يونس ورفح حيث شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية برية في 7 أيار/مايو وصفها بأنها المرحلة الأخيرة من الحرب ضد حماس.

والاثنين، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "سمعنا الإسرائيليين يتحدثون عن تراجع كبير في عملياتهم... سنرى".


مقالات مشابهة

  • اللقطات الأولى لـ لحظة إطلاق النار على منفذ عملية الطعن في كرمئيل (تفاصيل)
  • قادة 4 فرق إسرائيلية في غزة يحذرون نتنياهو: جنودنا يعانون من الإرهاق
  • طائرات الاحتلال تستهدف بنى تحتية ومبنى عسكريا لـ"حزب الله"
  • نيويورك تايمز: كبار جنرالات “إسرائيل” يريدون بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة
  • نتنياهو يشدّد على رفض الاستسلام لالرياح الانهزامية ووجوب تحقيق أهداف الحرب
  • تحذيرات إسرائيلية من الفرحة بتفوق ترامب على بايدن.. سابقة لأوانها وقد تتحول لكابوس
  • NYT: جنرالات الاحتلال يخشون من حرب أبدية ويدعمون وقف إطلاق النار
  • أوربان يقترح على زيلينسكي وقف إطلاق النار من أجل بدء المفاوضات مع روسيا
  • تفاصيل خطة إسرائيلية لإدارة قطاع غزة
  • أريستوفيتش: "رؤوس الأوكرانيين ستنفجر" بسبب ثرثرة زيلينسكي عن المفاوضات