ثرثرة إسرائيلية حول طاولة المفاوضات
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
ثرثرة إسرائيلية حول طاولة المفاوضات
بدأت أمريكا تبحث بدورها عن مخرج وحلول سياسية للحرب الفاشلة التي تقودها نخبة اسرائيلية فاشلة.
أزمة حقيقية تعاني منها الطبقة السياسية والعسكرية التي تحاول التعامل مع الضغوط الداخلية في جيش الاحتلال والشارع الاسرائيلي بالتزامن مع ضغوط أمريكا.
ثرثرة عكست رغبة إسرائيلية في مقاومة ضغوط أمريكا ورفع السقوف لتحسين شروط مفاوضات تقودها أمريكا بمعزل عن طموحات نخبة إسرائيلية منتهية الصلاحية.
"نحن ملتزمون بمواصلة مهمتنا: إعادة جميع المختطفين لدينا، والقضاء على حماس فوق وتحت الأرض، والوعد بأن غزة لن تشكل بعد الآن تهديدا لمواطني إسرائيل".
خشية أمريكا من فقدان السيطرة والغرق بمستنقع فشل إسرائيل تدفعها لمناقشة هدن تفضي لوقف إطلاق النار نزولا عن شجرة الحرب والخسائر الأمريكية والإسرائيلية.
"نحن ملتزمون بمواصلة مهمتنا: إعادة جميع المختطفين لدينا، والقضاء على حماس فوق وتحت الأرض، والوعد بأن غزة لن تشكل بعد الآن تهديدا لمواطني إسرائيل".
ثرثرة النخبة الإسرائيلية ترفع السقوف لتقود نحو جولات قتال وهدن متتابعة، لكنها محاولة لهروب مؤقت من استحقاق وقف اطلاق النار؛ والذهاب لصفقة أسرى، ولا تنتهي عند الضفة الغربية ومستقبلها.
* * *
سربت القناة 13 الاسرائيلية صورة لرئيس وزراء الاحتلال نتنياهو ومستشار الامن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي والسكرتير العسكري، في محادثة هاتفية مع رئيس الموساد الموجود حاليا في قطر دافيد برنياع.
الصورة التي نشرت تحت عنوان "تمهيداً للعودة المرتقبة للمختطفين الليلة" لم تعكس الحقيقة كاملة؛ ذلك ان نتنياهو أراد تقديم رسالة للشارع الاسرائيلي بأنه حاضر في تفاصيل المفاوضات والنقاشات الدائرة في الدوحة.
بعد أنباء نقلتها صحيفتا واشنطن بوست وول ستريت جورنال، عن ضغوط امريكية للوصول الى صفقة أكبر؛ يشرف عليها وليم بيرنز مدير المخابرات المركزية الامريكية، الذي قصد الدوحة، بالتزامن مع وصول مدير المخابرات المصري اللواء عباس كامل، ومدير (الموساد) برنياع.
ما تناقلته الصحافة الامريكية أشار الى ضغط بيرنز على قادة الكيان الاسرائيلي والمقاومة الفلسطينية للوصول الى صفقة كبرى تفضي بإطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية؛ مقابل اطلاق سائر الجنود الاسرى لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة؛ ومناقشة إمكانية التوصل لاتفاق دائم لاطلاق النار في ضوء ذلك؛
وهو ما أكده محرر الشؤون العربية في اذاعة الجيش الاسرائيلي، أنه سيتم قريباً طرح اقتراح على الحكومة الإسرائيلية والمجتمع الإسرائيلي: إطلاق سراح جميع المختطفين، بمن فيهم الجنود، مقابل إنهاء الحرب.
التسريبات دفعت بيني غانتس للرد على الأمريكيين بالقول: "سيتجدد إطلاق النار. مجلس الوزراء الحربي بأكمله متحد في هذا الموقف. ليس هناك خيار آخر".
في الوقت ذاته أطلق نتنياهو تصريحات من جانبه يزاود فيها على غانتس، قال فيها: "نحن ملتزمون بمواصلة مهمتنا: إعادة جميع المختطفين لدينا، والقضاء على حماس فوق وتحت الأرض، والوعد بأن غزة لن تشكل بعد الآن تهديدا لمواطني إسرائيل".
لم يتأخر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في الرد على أنباء الصفقة، وخصوصا التي اشار لها محرر الشؤون العربية في اذاعة الجيش الاسرائيلي بالقول على موقع التواصل الاجتماعي (X) تويتر سابقا: "ليس على جدول الأعمال، ولا حتى كاقتراح. لا يوجد نقاش حول هذا الموضوع على الإطلاق"، مضيفا القول: "هذه خطة للقضاء على دولة إسرائيل. ومستمرون حتى النصر المطلق بعون الله والقضاء على النازيين من حماس".
ثرثرة عكست رغبة اسرائيلية في مقاومة الضغوط الامريكية، ومحاولة رفع السقوف على أمل تحسين شروط التفاوض، التي تقودها الولايات المتحدة بمعزل عن طموحات النخبة السياسية والعسكرية الاسرائيلية (المنتهية الصلاحية) سواء من اعضاء حكومة الطوارئ الاسرائيلي، او من اعضاء القيادة العسكرية والامنية.
فعاصفة الثرثرة لم تقتصر على نتنياهو وغانتس وسموتريتش لتشمل رئيس اركان الاحتلال هرتسي هاليفي في مؤتمر في الهواء الطلق، اعترف فيه بفشل شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) وجيش الاحتلال في توقع عملية طوفان الاقصى في السابع من أكتوبر؛ والفشل في التصدي لها.
اعتراف جاء بالتزامن مع تواصل سلسلة الفشل العسكري الذي كشفت عنه أنباء جديدة عن الاداء المرتبك لضباط وعناصر جيش الاحتلال في معارك شمال قطاع غزة البرية؛ ما أفضى إلى إقالة ضابطين بعد انسحابهما من أرض المعركة.
هاليفي الذي اعترف بالفشل؛ عاد ليؤكد النية لمواصلة القتال في قطاع غزة، وتأجيل التحقيقات وعملية المحاسبة الى حين انهاء العملية العسكرية في قطاع غزة؛ فالهرب الى الامام لا يقتصر على نتنياهو؛ بل وعلى قادة جيش الاحتلال ومسؤوليه الامنيين.
الثرثرة حول طاولة المفاوضات في الدوحة، وفي مجلس الامن القومي بحضور نتنياهو؛ وفي حكومة الطوارئ على لسان غانتس، وداخل هيئة الاركان برئاسة هاليفي، تشير الى أزمة حقيقية تعاني منها الطبقة السياسية والعسكرية التي تحاول التعامل مع الضغوط الداخلية في جيش الاحتلال والشارع الاسرائيلي بالتزامن مع ضغوط أمريكا؛ التي بدأت تبحث بدورها عن مخرج وحلول سياسية للحرب الفاشلة التي تقودها نخبة اسرائيلية فاشلة.
خشية الولايات المتحدة من فقدان السيطرة والغرق في مستنقع الفشل الاسرائيلي تدفعها لمناقشة هدن طويلة، وأخرى تفضي لوقف إطلاق النار نزولا عن شجرة الحرب التي تهدد بمضاعفة الخسائر الامريكية والاسرائيلية في الآن ذاته.
أخيرا.. الثرثرة النخبوية الاسرائيلية ترفع السقوف لتقود نحو جولات قتال وهدن متتابعة، لكنها في الوقت ذاته محاولة للهروب المؤقت من استحقاق بات قريبا لوقف اطلاق النار؛ والذهاب لصفقة كبرى تبدأ بالأسرى، ولا تنتهي عند تخوم الضفة الغربية وهندستها المستقبلية.
*حازم عياد كاتب صحفي
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل غزة الأسرى المفاوضات الاحتلال وقف إطلاق النار طوفان الاقصى جمیع المختطفین جیش الاحتلال بالتزامن مع والقضاء على قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
تقديرات إسرائيلية بعودة القتال في غزة بهذا الموعد.. رسالة أمريكية
أكدت صحيفة "معاريف" العبرية، مساء الاثنين، أنّ التقديرات الإسرائيلية تشير إلى عودة القتال واستئناف الحرب على قطاع غزة خلال أيام قريبة، مشيرة إلى أن رسالة أمريكية وصلت إلى تل أبيب بخصوص حركة حماس.
وقالت الصحيفة إن "التقديرات في إسرائيل لدى القمة السياسية هي العودة إلى الحرب خلال 10 أيام، إذا لم تكن هناك اتفاقات مع حماس"، مضيفة أنّ "هذه التقديرات نابعة من التفسير الذي سُمع في المشاورات، وكذلك الرسالة الأمريكية بشأن حماس".
وأوضحت أن الولايات المتحدة بعثت برسالة مفادها: "اقتلوا الجميع حتى آخرهم، حماس هي عقبة أمام التطبيع"، منوهة إلى أنه المبعوث الأمريكي الخاص بالشرق الأوسط ستيف ويتكوف لن يصل إلى إسرائيل في الأيام القادمة، بحسب ما أفاد به مسؤولون إسرائيليون كبار.
ولفتت إلى أن ويتكوف أجرى الأسبوع الماضي مقابلات مع عدة وسائل إعلام أمريكية، وقال إنه "يعتزم زيارة الشرق الأوسط بما في ذلك إسرائيل"، لكن لاحقا قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إنّ "زيارة ويتكوف تم تأجيلها لأسباب فنية، نظرا للجداول الزمنية والحاجة لمعالجة القضايا المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية".
ونوه مسؤولون في البيت الأبيض، إلى أنه لا علاقة بتأجيل زيارة ويتكوف بتعثر المفاوضات حول استمرار وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى.
ونقلت "معاريف" عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين على المفاوضات، أنّ ويتكوف لن يأتي إلى المنطقة، طالما لا يوجد تقدم في المفاوضات، وسيأتي فقط لإغلاق الصفقة.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أنه "لا يوجد تقدم بالوقت الحالي، وحماس لا تزال على موقفها".
وبحسب "معاريف"، فإن المسؤولين الإسرائيليين يرفضون تحديد موعد نهائي للجهود التي يبذلها الوسطاء لإقناع "حماس" بمواصلة الصفقة، فيما تبدي تل أبيب استعدادها إعطاء هذه الجهود عدة أيام، دون تحديد تاريخ محدد.
وأكدت أنه بعد جولة من المحادثات في القاهرة نهاية الأسبوع الماضي ورفض "حماس" مقترح ويتكوف، طلب الوسطاء عدة أيام للضغط على الحركة ودفعها للمرونة.
وتطرقت الصحيفة إلى تصريحات سموتريتش والتي أكد فيها أن الخطوة التالية في غزة: "هجوم قوي وفتاك"، معتبرا أن وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، خطوة أولى في الاتجاه الصحيح، وتم اتخاذها بفصل السياسية التي تقودها الحكومة والمجلس الوزاري.
وشدد سموتريتش على أن "هذه مجرد البداية"، موضحا أن "المرحلة التالية ستكون قطع الكهرباء والمياه، وفتح أبواب الجحيم على غزة بهجوم قوي وفتاك وسريع، سيؤدي إلى احتلال المنطقة، وبدء تنفيذ خطة ترامب لتشجيع هجرة سكان غزة".