شبكة اخبار العراق:
2024-11-26@07:16:02 GMT

من يرى الدولة الفلسطينية خارج النفق؟

تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT

من يرى الدولة الفلسطينية خارج النفق؟

آخر تحديث: 30 نونبر 2023 - 8:54 صبقلم:فاروق يوسف حين أسقطت منظمة التحرير الفلسطينية من ميثاقها الفقرات التي تدعو إلى تدمير إسرائيل أو ما يشبه ذلك أو ما يوحي به فإنها كانت على يقين من أن حلم قيام دولة فلسطين صار قريبا. أما عن مسوغات ذلك اليقين فإن معظمه قد ارتبط بما توهمه الفلسطينيون ضمانات دولية، تبين فيما بعد أنها مجرد حبر على ورق وأن الموقف الأميركي المناصر لإسرائيل لم يتغير وأن السلطة التي قادها ياسر عرفات لم تتمتع بأي نوع من الحماية في مواجهة حملات إسرائيل التي لم تمنعها حدود إلى أن وصلت إلى المرحلة الأخطر التي تمثلت بمحاصرة الرئيس عرفات في مقاطعته، وهي مركز حكمه.

وإذا ما كان الرئيس محمود عباس قد سعى بكل ما عُرف عنه من صبر إلى أن يسترد واقعا افترض أن القوانين الدولية تسنده سواء من خلال جولات المفاوضات المباشرة مع إسرائيل أو من خلال الوسيط الأميركي فإن كل مساعيه ارتدت عليه بحيث صار يُنظر إليه بطريقة خاطئة باعتباره الرجل الضعيف الذي ينتظر الكثيرون موعد مغادرته كرسي الرئاسة ليعتليه شخص أكثر حزما. ومن السابق لأوانه تأكيد مدى قدرة ذلك الرجل الموعود على الخروج من المتاهة التي دخل إليها الفلسطينيون بعد أن صار متعارفا عليه أن الحل النهائي لا يمكن أن يتحقق إلا في سياق قرار فلسطيني مستقل. وهو ما يعني بطريقة مستترة فك ارتباط القضية الفلسطينية بالعرب. قد يكون الفلسطينيون على حق في ذلك بعد أن تعبوا من الخلافات العربية التي صنعت من قضيتهم مزادا. كان الكفاح المسلح واحدا من أهم الفقرات التي تم استبعادها من الميثاق الوطني الفلسطيني بعد أن كان محمود درويش قد كتب وثيقة استقلال دولة فلسطين التي قرأها الرئيس عرفات عام 1988 في الدورة 19 للمجلس الوطني الفلسطيني. عام 1993 وقع الفلسطينيون اتفاق أوسلو واعترفوا بموجبه بإسرائيل. وبالرغم من الاعتراف العالمي بدولة فلسطين غير أن الفلسطينيين لم يحصلوا على دولة على أرض الواقع ولم ينالوا استقلالهم. لم تتوقف إسرائيل عن التعامل معهم باعتبارهم شعبا يعيش على أرض هي تحت احتلالها، أو أنها تملك الحق في أن تعيد احتلالها حين تشعر بالحاجة إلى ذلك. كما أنها استمرت في مصادرة الأراضي الفلسطينية لتبني عليها مستوطنات جديدة. لم ينصر المجتمع الدولي الفلسطينيين في محاولتهم المطالبة بتطبيق القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن. الأذن التي تنصت إلى إسرائيل كانت صماء حين يتعلق الأمر بالصوت الفلسطيني الذي بدا في أكثر الأحيان معتدلا. كان العنف المفرط الذي تمارسه إسرائيل في حق المدنيين مقبولا أما حين يضحي إنسان بحياته من شدة اليأس فإن الكثير من علامات الريبة تدور حول دوافعه الإرهابية. في أكثر حلقات الصراع انحطاطا لم يوجه أحد اللوم إلى إسرائيل، كونها هي التي تعمل على حرمان شعب من حقه في بناء دولته على جزء من أرضه التاريخية. ربما يكمن السبب في أن الصهاينة يكرهون اسم فلسطين. ربما الغرب كله وهو الذي تخلص من عقدته إزاء اليهود عن طريق اختراع دولتهم لا يريد العودة إلى حكاية اسمها فلسطين، صار يعتبرها قديمة وقد حاول طي صفحاتها غير مرة. ليس صحيحا أن فلسطينيي اليوم بعد أكثر من ثلاثين سنة من إعلان الدولة الفلسطينية يأملون في أن تحقق حركة حماس حلمهم في الاستقلال وقيام الدولة المنشودة. ولكن سيُقال لك “هذا هو الموجود”. جملة سمعتها غير مرة وهي بقدر ما تعبر عن اليأس بقدر ما تحمل غضبا على الذات. لقد خسر الفلسطينيون زمنا عزيزا في مشاريع، تبين لهم أنها لصالح إسرائيل التي لم تر فيهم طرفا يستحق أن يأخذ شيئا يستحق الذكر. وهو ما جعلهم هذه المرة على يقين أيضا من أنهم أخطأوا، حين وضعوا ثقتهم في المجتمع الدولي أولا وثانيا حين اعتبروا إسرائيل عدوا صادقا. أن تثق اليوم بحماس أو لا تثق، ليست تلك المسألة. فحماس التي لها أجندتها الإخوانية هي الرد على السياسات التي تبنتها إسرائيل وهي تمارس شتى صنوف الاستهتار بالقانون الدولي والاتفاقات التي وقعتها مع الفلسطينيين برعاية دولية. لا المجتمع الدولي كان بمستوى الثقة ولا إسرائيل يمكنها أن تحقق اختراقا لوجودها الاستيطاني وتعترف بحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة التي نصت على حدودها القوانين الدولية التي سبق للعرب أن اعتبروها ميزانا عادلا لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: بعد أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تتعرض لهجوم صاروخي كبير من لبنان يخلّف دماراً في تل أبيب وحيفا

أعلنت النيابة العامة المصرية شطب أسماء 716 شخصا من قوائم الإرهاب دفعة واحدة “بعد ثبوت توقف نشاطهم الإرهابي”.
وذكرت النيابة العامة في بيان اليوم الأحد، أنها كلفت الجهات الأمنية بإجراء التحريات للوقوف على مدى استمرار نشاط جميع المدرجين على قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين، تمهيدًا لرفع كل من يثبت توقف نشاطه الإرهابي من تلك القوائم.

وأوضحت أن تحريات الجهات الأمنية أسفرت عن توقف 716 شخصا من المدرجين على تلك القوائم عن أنشطتهم غير المشروعة ضد الدولة ومؤسساتها؛ ومن ثم قام النائب العام بعرض الأمر على محكمة الجنايات، التي أجابت النيابة العامة إلى طلبها برفع أسماء الأشخاص المشار إليهم، من تلك القوائم.

ونوهت النيابة العامة بأنه جار مراجعة موقف باقي المدرجين على تلك القوائم؛ تمهيدًا لرفع من يثبت توقف نشاطه، وذلك في إطار توجه الدولة بمراجعة موقف المدرجين على قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين، بحسب البيان.

مقالات مشابهة

  • بقاء سلاح الحزب خارج سلطة الدولة محفوف بالمخاطر ولن يستمر
  • عمرو خليل: إسرائيل تريد إجهاض أي محاولة لقيام الدولة الفلسطينية
  • أبو الغيط في منتدى حوارات روما المتوسطية: إسرائيل تريد ابتلاع كل الأرض الفلسطينية
  • بالفيديو.. سقوط لوحة مرورية على شاحنة بنفق بئر مراد رايس
  • النقل تعلن نسب انجاز جديدة في مشاريع ميناء الفاو: استكملنا أعمال حفر وربط حوض تصنيع النفق المغمور مع قناة خور الزبير
  • النقل: استكمال أعمال حفر وربط حوض تصنيع النفق المغمور مع قناة خور الزبير
  • إسرائيل تتعرض لهجوم صاروخي كبير من لبنان يخلّف دماراً في تل أبيب وحيفا
  • الأطباء الفلسطينيون في أوروبا يجمعون أكثر من 150 ألف دولار لطلبة الطب في غزة
  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل.. لا شىء اسمه فلسطين
  • الرئيس الكولومبي: هدف حرب الإبادة التي تمارسها “إسرائيل” في غزة منع قيام وطن للفلسطينيين