شبكة اخبار العراق:
2025-01-03@14:32:09 GMT

من يرى الدولة الفلسطينية خارج النفق؟

تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT

من يرى الدولة الفلسطينية خارج النفق؟

آخر تحديث: 30 نونبر 2023 - 8:54 صبقلم:فاروق يوسف حين أسقطت منظمة التحرير الفلسطينية من ميثاقها الفقرات التي تدعو إلى تدمير إسرائيل أو ما يشبه ذلك أو ما يوحي به فإنها كانت على يقين من أن حلم قيام دولة فلسطين صار قريبا. أما عن مسوغات ذلك اليقين فإن معظمه قد ارتبط بما توهمه الفلسطينيون ضمانات دولية، تبين فيما بعد أنها مجرد حبر على ورق وأن الموقف الأميركي المناصر لإسرائيل لم يتغير وأن السلطة التي قادها ياسر عرفات لم تتمتع بأي نوع من الحماية في مواجهة حملات إسرائيل التي لم تمنعها حدود إلى أن وصلت إلى المرحلة الأخطر التي تمثلت بمحاصرة الرئيس عرفات في مقاطعته، وهي مركز حكمه.

وإذا ما كان الرئيس محمود عباس قد سعى بكل ما عُرف عنه من صبر إلى أن يسترد واقعا افترض أن القوانين الدولية تسنده سواء من خلال جولات المفاوضات المباشرة مع إسرائيل أو من خلال الوسيط الأميركي فإن كل مساعيه ارتدت عليه بحيث صار يُنظر إليه بطريقة خاطئة باعتباره الرجل الضعيف الذي ينتظر الكثيرون موعد مغادرته كرسي الرئاسة ليعتليه شخص أكثر حزما. ومن السابق لأوانه تأكيد مدى قدرة ذلك الرجل الموعود على الخروج من المتاهة التي دخل إليها الفلسطينيون بعد أن صار متعارفا عليه أن الحل النهائي لا يمكن أن يتحقق إلا في سياق قرار فلسطيني مستقل. وهو ما يعني بطريقة مستترة فك ارتباط القضية الفلسطينية بالعرب. قد يكون الفلسطينيون على حق في ذلك بعد أن تعبوا من الخلافات العربية التي صنعت من قضيتهم مزادا. كان الكفاح المسلح واحدا من أهم الفقرات التي تم استبعادها من الميثاق الوطني الفلسطيني بعد أن كان محمود درويش قد كتب وثيقة استقلال دولة فلسطين التي قرأها الرئيس عرفات عام 1988 في الدورة 19 للمجلس الوطني الفلسطيني. عام 1993 وقع الفلسطينيون اتفاق أوسلو واعترفوا بموجبه بإسرائيل. وبالرغم من الاعتراف العالمي بدولة فلسطين غير أن الفلسطينيين لم يحصلوا على دولة على أرض الواقع ولم ينالوا استقلالهم. لم تتوقف إسرائيل عن التعامل معهم باعتبارهم شعبا يعيش على أرض هي تحت احتلالها، أو أنها تملك الحق في أن تعيد احتلالها حين تشعر بالحاجة إلى ذلك. كما أنها استمرت في مصادرة الأراضي الفلسطينية لتبني عليها مستوطنات جديدة. لم ينصر المجتمع الدولي الفلسطينيين في محاولتهم المطالبة بتطبيق القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن. الأذن التي تنصت إلى إسرائيل كانت صماء حين يتعلق الأمر بالصوت الفلسطيني الذي بدا في أكثر الأحيان معتدلا. كان العنف المفرط الذي تمارسه إسرائيل في حق المدنيين مقبولا أما حين يضحي إنسان بحياته من شدة اليأس فإن الكثير من علامات الريبة تدور حول دوافعه الإرهابية. في أكثر حلقات الصراع انحطاطا لم يوجه أحد اللوم إلى إسرائيل، كونها هي التي تعمل على حرمان شعب من حقه في بناء دولته على جزء من أرضه التاريخية. ربما يكمن السبب في أن الصهاينة يكرهون اسم فلسطين. ربما الغرب كله وهو الذي تخلص من عقدته إزاء اليهود عن طريق اختراع دولتهم لا يريد العودة إلى حكاية اسمها فلسطين، صار يعتبرها قديمة وقد حاول طي صفحاتها غير مرة. ليس صحيحا أن فلسطينيي اليوم بعد أكثر من ثلاثين سنة من إعلان الدولة الفلسطينية يأملون في أن تحقق حركة حماس حلمهم في الاستقلال وقيام الدولة المنشودة. ولكن سيُقال لك “هذا هو الموجود”. جملة سمعتها غير مرة وهي بقدر ما تعبر عن اليأس بقدر ما تحمل غضبا على الذات. لقد خسر الفلسطينيون زمنا عزيزا في مشاريع، تبين لهم أنها لصالح إسرائيل التي لم تر فيهم طرفا يستحق أن يأخذ شيئا يستحق الذكر. وهو ما جعلهم هذه المرة على يقين أيضا من أنهم أخطأوا، حين وضعوا ثقتهم في المجتمع الدولي أولا وثانيا حين اعتبروا إسرائيل عدوا صادقا. أن تثق اليوم بحماس أو لا تثق، ليست تلك المسألة. فحماس التي لها أجندتها الإخوانية هي الرد على السياسات التي تبنتها إسرائيل وهي تمارس شتى صنوف الاستهتار بالقانون الدولي والاتفاقات التي وقعتها مع الفلسطينيين برعاية دولية. لا المجتمع الدولي كان بمستوى الثقة ولا إسرائيل يمكنها أن تحقق اختراقا لوجودها الاستيطاني وتعترف بحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة التي نصت على حدودها القوانين الدولية التي سبق للعرب أن اعتبروها ميزانا عادلا لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: بعد أن

إقرأ أيضاً:

تقرير: إسرائيل تنفذ في 2024 أكبر استيلاء على الأراضي الفلسطينية

الثورة نت../

أظهرت تقارير أعلنت عنها مؤسسات حقوقية فلسطينية، ارتفاع انتهاكات العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، خلال عام 2024، عبر تضاعف وتيرة الإستيطان، والإستيلاء على الأراضي الفلسطينية بطرق شتى، مما يعكس استمرار كيان الاحتلال في تنفيذ سياسات تهدف إلى تغيير الحقائق على الأرض ودفع الفلسطينيين لترك أراضيهم وترحيلهم عنها.

ووفقاً لـ”هيئة مقاومة الجدار والإستيطان”، فإن 2024 من أسوأ الأعوام التي مرت على الشعب الفلسطيني منذ عام 1967 جراء تصاعد الإستيطان وارتفاع جرائم المستوطنين.

وبحسب تقرير صادر عن الهيئة، فإن إجراءات سلطات الاحتلال الصهيونية وتعديات المستوطنين “ساهمت في تهجير خمسة تجمعات فلسطينية بدوية، تتألف من 18 أسرة وتضم 118 فردًا، خلال النصف الأول من عام 2024”.

وشهدت الفترة ذاتها إقامة 17 بؤرة استيطانية جديدة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ليصل مجموعها إلى 95 بؤرة تسيطر على مساحة تقدر بنحو 412 ألف دونم، فضلًا عن 190 مستوطنة يسكن فيها نحو 740 ألف مستوطن.

ورصد التقرير زيادة في عدد المستوطنين؛ إذ ارتفع عدد المستوطنين في الضفة الغربية بنسبة ثلاثة في المائة خلال العام الماضي، ليصل إلى حوالي 726,427 مستوطنًا، موزعين على 176 مستوطنة و186 بؤرة استيطانية.

في حين يؤكد مركز أبحاث الأراضي التابع لجمعية الدراسات العربية تصاعد ممارسات العدو الصهيوني خلال عام 2024، حيث هدم 970 مسكنًا ومنشأة في الضفة الغربية والقدس، في حين هدد بهدم 765 منشأة أخرى.

ووفقًا لتقرير أصدره المركز ، فقد قام العدو الصهيوني ومستوطنيه باقتلاع واعتداء على 59,163 شجرة، تم إعدام 52,373 منها بشكل كامل.

كما أشار التقرير إلى أن العدو الصهيوني استولى على 53,055 دونمًا من الأراضي في الضفة والقدس خلال العام الماضي، وأغلق 955 طريقًا ومدخلًا في مختلف مناطق الضفة، بما في ذلك 76 إغلاقًا باستخدام بوابات حديدية.

وفي إطار تهجير الفلسطينيين، ذكر التقرير أن سلطات العدو رحلت 38 تجمعًا فلسطينيًا، يضم 355 أسرة (2209 أفراد)، بالإضافة إلى تصاعد البؤر الاستيطانية الرعوية بواقع 25 بؤرة، تهدد آلاف الدونمات بالمصادرة.

وتناول التقرير أيضًا خطة ضم الضفة الغربية أو أجزاء كبيرة منها، عبر قرارات ضم أولية لمناطق مثل جنوب وشرق الخليل، الأغوار، ومحيط التجمعات الإستيطانية مثل أرئيل- محافظة سلفيت، ومعاليه أدوميم- شرق محافظة القدس، وكفر عصيون الواقعة بين محافظتي بيت لحم والخليل، وكذلك الأراضي الواقعة خلف جدار الضم.

كما تم إصدار قرار استملاك أراضٍ جنوب الخليل من وزير المالية الصهيوني سموتريتش، ما يعد تجسيدًا عمليًا لسياسة الضم، ثم إقامة حوالي سبع بؤر استيطانية على الاراضي المصنفة “ب”، خمس بؤر منها على أراضي برية بيت لحم، وهي ضمن أراضي المحمية الطبيعية حسب اتفاقية أوسلو وملحقاتها.

بالإضافة لذلك فقد وثقت منظمة “البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة” في تقريرها السنوي لعام 2024، 2977 اعتداءً نفذها جيش العدو الصهيوني والمستوطنون بحق التجمعات البدوية في الضفة الغربية.

وأشارت المنظمة إلى أن الاعتداءات تنوعت بين هدم المنازل والمنشآت الزراعية، تدمير المحاصيل، سرقة المواشي، وتخريب المدارس والمرافق العامة، إضافة إلى سياسات التهجير القسري والصامت التي تهدف إلى تقويض حياة الفلسطينيين البدو ودفعهم قسرًا للرحيل عن أراضيهم.

كما وثق التقرير تهجير 67 تجمعًا بدويًا، شمل 340 عائلة يقدر عدد أفرادها بـ2345 شخصًا، عبر عمليات تهجير جماعي تستهدف خلق فراغ سكاني لصالح مشاريع استيطانية جديدة.

وأضافت المنظمة: إن سياسات العدو الصهيوني تتبع نهجًا ممنهجًا يبدأ بـهدم المنازل والبركسات، وتدمير البنية التحتية الأساسية، وتخريب المدارس وحرمان الأطفال من التعليم، ما يضع السكان أمام خيارات صعبة بين الرحيل أو البقاء وسط ظروف معيشية قاسية.

وأشارت “البيدر” إلى أن هذه الاعتداءات تأتي في إطار سياسة تطهير عرقي تهدف إلى إفراغ الأراضي الفلسطينية من سكانها الأصليين، فضلًا عن محاولات لطمس الهوية الثقافية والتاريخية للتجمعات البدوية الفلسطينية عبر استهداف المؤسسات التعليمية والاجتماعية.

كما تأتي هذه الاعتداءات ضمن سياق أوسع من الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون في الضفة الغربية، والتي تصاعدت بشكل واضح خلال الأعوام الأخيرة، وخاصة بالتوازي مع حرب الإبادة المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، فقد شهدت القرى والبلدات الفلسطينية، بما فيها التجمعات البدوية، هجمات منظمة يقودها المستوطنون تحت حماية جيش العدو، تستهدف الأراضي الزراعية والمنازل والمدارس.

كما تشكل هذه الهجمات جزءًا من سياسة العدو الصهيوني لتوسيع البؤر الاستيطانية وفرض واقع جديد على الأرض، وسط تواطؤ دولي وصمت أممي تجاه هذه الجرائم المستمرة.

ودعت منظمة “البيدر” إلى تحرك دولي عاجل وفاعل للضغط على العدو الصهيوني لوقف هذه الاعتداءات وضمان حماية التجمعات البدوية وفق القانون الدولي الإنساني، مشددة على ضرورة محاسبة كيان الاحتلال على جرائمه المستمرة بحق الفلسطينيين.

وبالتوازي مع ذلك، وسّع جيش العدو عملياته وصعد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس ما أسفر عن 835 شهيدا ونحو ستة آلاف و700 جريح، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

سبأ

مقالات مشابهة

  • العمل الوطني: إسرائيل ترى أنه لا وجود للدولة الفلسطينية إلى جانبها
  • رتيبة النتشة: إسرائيل تسعى لتغيير التركيبة الديموغرافية الفلسطينية
  • فلسطين.. قصف من زوارق الاحتلال الحربية قبالة ساحل رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة
  • تقرير: إسرائيل تنفذ في 2024 أكبر استيلاء على الأراضي الفلسطينية
  • الصحة الفلسطينية: عدوان إسرائيل على غزة يوقع 45581 شهيدًا و108438 مصابًا
  • بعد انفجارها خارج فندق ترامب.. فيديو يوثق الأضرار التي أصابت سيارة «تسلا» الكهربائية
  • عاجل | وفا: السلطة الفلسطينية توقف بث فضائية الجزيرة وتجمد أعمال مكتبها وعامليها في فلسطين
  • وفا: الحكومة الفلسطينية تصدر قرارًا بوقف بث وتجميد أعمال الجزيرة في فلسطين
  • نموت من البرد.. النازحون الفلسطينيون يواجهون الشتاء في غزة
  • المقاومة الفلسطينية تشن أول هجوم على إسرائيل في 2025