موقع 24:
2025-02-23@04:15:26 GMT

من يرى الدولة الفلسطينية خارج النفق؟

تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT

من يرى الدولة الفلسطينية خارج النفق؟

حين أسقطت منظمة التحرير الفلسطينية من ميثاقها الفقرات التي تدعو إلى تدمير إسرائيل أو ما يشبه ذلك أو ما يوحي به، فإنها كانت على يقين من أن حلم قيام دولة فلسطين صار قريباً.

أما عن مسوغات ذلك اليقين فإن معظمه قد ارتبط بما توهمه الفلسطينيون ضمانات دولية، تبين فيما بعد أنها مجرد حبر على ورق وأن الموقف الأمريكي المناصر لإسرائيل لم يتغير وأن السلطة التي قادها ياسر عرفات لم تتمتع بأي نوع من الحماية في مواجهة حملات إسرائيل التي لم تمنعها حدود إلى أن وصلت إلى المرحلة الأخطر التي تمثلت في محاصرة الرئيس عرفات في مقاطعته، وهي مركز حكمه.


وإذا كان الرئيس محمود عباس قد سعى بكل ما عُرف عنه من صبر إلى أن يسترد واقعاً افترض أن القوانين الدولية تسنده سواء من خلال جولات المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، أو من خلال الوسيط الأمريكي فإن كل مساعيه ارتدت عليه، بحيث صار يُنظر إليه بطريقة خاطئة باعتباره الرجل الضعيف الذي ينتظر الكثيرون موعد مغادرته كرسي الرئاسة ليعتليه شخص أكثر حزماً.

ومن السابق لأوانه تأكيد مدى قدرة ذلك الرجل الموعود على الخروج من المتاهة التي دخل إليها الفلسطينيون بعد أن صار متعارفاً عليه أن الحل النهائي لا يمكن أن يتحقق إلا في سياق قرار فلسطيني مستقل. وهو ما يعني بطريقة مستترة فك ارتباط القضية الفلسطينية بالعرب. قد يكون الفلسطينيون على حق في ذلك بعد أن تعبوا من الخلافات العربية التي صنعت من قضيتهم مزاداً.

كان الكفاح المسلح واحداً من أهم الفقرات التي تم استبعادها من الميثاق الوطني الفلسطيني بعد أن كان محمود درويش قد كتب وثيقة استقلال دولة فلسطين التي قرأها الرئيس عرفات عام 1988، في الدورة 19 للمجلس الوطني الفلسطيني.

عام 1993 وقع الفلسطينيون اتفاق أوسلو واعترفوا بموجبه بإسرائيل. وبالرغم من الاعتراف العالمي بدولة فلسطين غير أن الفلسطينيين لم يحصلوا على دولة على أرض الواقع، ولم ينالوا استقلالهم. لم تتوقف إسرائيل عن التعامل معهم باعتبارهم شعباً يعيش على أرض هي تحت احتلالها، أو أنها تملك الحق في أن تعيد احتلالها حين تشعر بالحاجة إلى ذلك. كما أنها استمرت في مصادرة الأراضي الفلسطينية، لتبني عليها مستوطنات جديدة.
لم ينصر المجتمع الدولي الفلسطينيين في محاولتهم المطالبة بتطبيق القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن. الأذن التي تنصت إلى إسرائيل كانت صماء حين يتعلق الأمر بالصوت الفلسطيني الذي بدا في أكثر الأحيان معتدلاً. كان العنف المفرط الذي تمارسه إسرائيل في حق المدنيين مقبولاً أما حين يضحي إنسان بحياته من شدة اليأس فإن الكثير من علامات الريبة تدور حول دوافعه الإرهابية. في أكثر حلقات الصراع انحطاطاً لم يوجه أحد اللوم إلى إسرائيل، لأنها هي التي تعمل على حرمان شعب من حقه في بناء دولته على جزء من أرضه التاريخية. ربما يكمن السبب في أن الصهاينة يكرهون اسم فلسطين. ربما الغرب كله وهو الذي تخلص من عقدته مع اليهود عن طريق اختراع دولتهم لا يريد العودة إلى حكاية اسمها فلسطين، صار يعتبرها قديمة وقد حاول طي صفحاتها غير مرة.
ليس صحيحاً أن فلسطينيي اليوم بعد أكثر من ثلاثين سنة من إعلان الدولة الفلسطينية يأملون أن تحقق حركة حماس حلمهم في الاستقلال وقيام الدولة المنشودة. ولكن سيُقال لك “هذا هو الموجود”. جملة سمعتها غير مرة وهي بقدر ما تعبر عن اليأس بقدر ما تحمل غضباً على الذات.

لقد خسر الفلسطينيون زمناً عزيزاً في مشاريع، تبين لهم أنها لصالح إسرائيل التي لم تر فيهم طرفاً يستحق أن يأخذ شيئاً يستحق الذكر. وهو ما جعلهم هذه المرة على يقين أيضا من أنهم أخطأوا، حين وضعوا ثقتهم في المجتمع الدولي أولاً وثانياً حين اعتبروا إسرائيل عدواً صادقاً. أن تثق اليوم بحماس أو لا تثق، ليست تلك المسألة. فحماس التي لها أجندتها الإخوانية هي الرد على السياسات التي تبنتها إسرائيل، وهي تمارس شتى صنوف الاستهتار بالقانون الدولي والاتفاقات التي وقعتها مع الفلسطينيين برعاية دولية. لا المجتمع الدولي كان في مستوى الثقة ولا إسرائيل يمكنها أن تحقق اختراقاً لوجودها الاستيطاني وتعترف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة التي نصت على حدودها القوانين الدولية التي سبق للعرب أن اعتبروها ميزاناً عادلاً لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل بعد أن

إقرأ أيضاً:

مدير الأبحاث بمعهد فلسطين: لدينا آلاف الجثامين تحتجزها إسرائيل ولم يتم تبادلها

أفاد الدكتور رمزي عودة، مدير وحدة الأبحاث بمعهد فلسطين، اليوم السبت، بأن إسرئيل اتهمت حركة «حماس» أنها هي من قتلت الإسرائيليين المحتجزين أثناء الاحتجاز.

وقال «عودة» خلال مداخلة هاتفية لقناة «القاهرة الإخبارية»، إن البروبجاندا التي حدثت في مشاهد تسليم الأسرى والمحتجزين ليست مقبولة دوليًا ولا عرفيًا خاصة انها التصقت بقضية جثامين الأسرى.

وأضاف: أن هناك تحفظ على (حماس) بأنها لم تتضعف الاتفاق تبادل الجثامين الأسرى الإسرائيليين بجثامين الفلسطينيين، أننا لدينا ألاف الجثامين التي تحتجزهم إسرائيل ولم يتم تبادل هذه الجثامين»، متابعًا: أن «جثامين الفلسطينيين عزيزة علينا ويجب أن نبادلها».

وشدد مدير وحدة الأبحاث بمعهد فلسطين، على أنه يجب على إسرائيل أن تفرج بالفور العاجل عن جثامين شهدائنا الفلسطينيين اللذين سقطوا في الانتفاضة الثانية وحتى الآن.

واختتم مدير وحدة الأبحاث بمعهد فلسطين، أن الاستعراضات العسكرية لن تغير الواقع السياسي الذي نتحدث عنه أن غزة جزء من الدولة الفلسطينية».

اقرأ أيضاًمعهد فلسطين للأمن القومي: إسرائيل مستمرة في الاعتقالات والتهجير بالضفة الغربية

معهد فلسطين للأمن القومي: نتنياهو لا يسعى إلى إيجاد حل سياسي لقطاع غزة

مدير معهد فلسطين للأمن القومي: «نتنياهو» خلق حالة خوف للإسرائيليين من العرب (فيديو)

مقالات مشابهة

  • مدير الأبحاث بمعهد فلسطين: إسرائيل تحتجز ألاف الجثامين ولم يتم تبادلها
  • مدير الأبحاث بمعهد فلسطين: لدينا ألاف الجثامين تحتجزها إسرائيل ولم يتم تبادلها
  • معهد فلسطين: لدينا آلاف الجثامين تحتجزها إسرائيل بلا تبادل
  • مدير الأبحاث بمعهد فلسطين: لدينا آلاف الجثامين تحتجزها إسرائيل ولم يتم تبادلها
  • كاتب صحفي: الجهود المصرية مستمرة لدعم القضية الفلسطينية
  • كاتب صحفي: الجهود مصرية مستمرة لدعم القضية الفلسطينية
  • إسرائيل تؤكد هوية أحد الجثامين التي استلمتها من حماس
  • غادة أيوب: يبقى جيشنا فوق كل الافتراءات التي يروجها أتباع إيران في لبنان
  • الكشف عن عدد الجثامين التي تحتجزها إسرائيل
  • كيف ولماذا طرح الفلسطينيون حل الدولة الواحدة؟ قراءة في كتاب