كثف وزراء اليمين المتطرف في إسرائيل الضغوط على، بنيامين نتنياهو، لرفض اتفاق أوسع نطاقا لإطلاق سراح الرهائن مقابل السجناء مع حماس، حتى مع إطلاق الحركة الفلسطينية سراح 16 شخصا آخرين واستمرار المحادثات بشأن تمديد الهدنة المؤقتة. وكثف اثنان من أعضاء حكومة نتنياهو الهجوم على وقف إطلاق النار، وحذرا من أن حكومة نتنياهو الائتلافية معرضة للسقوط إذا سعى رئيس الوزراء إلى مبادلة أسرى أوسع نطاقا مع حماس، حسبما أورد تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" وترجمه "الخليج الجديد".

وتأتي هذه التهديدات في الوقت الذي أفرجت فيه حماس، الأربعاء، عن المزيد من الأسرى المحتجزين في غزة. وكان من بين هؤلاء 10 نساء وأطفال إسرائيليين، واثنين من حاملي الجنسية الإسرائيلية-الروسية و4 مواطنين تايلانديين، بحسب وزارة الخارجية القطرية.

وفي المقابل، ستطلق إسرائيل سراح 30 امرأة وطفلا فلسطينيا آخرين من السجون الإسرائيلية.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى احتمال تمديد اتفاق الهدنة الحالي، الذي دخل حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي، إلى 10 أيام، لكنها نوهت أيضًا إلى مناقشات حول صفقة أوسع ربما تتطلب من إسرائيل الالتزام بوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح أعداد كبيرة من الفلسطينيين.

وفي المقابل، ستطلق حماس وحركات المقاومة الفلسطينية الأخرى سراح المزيد من أسرى غزة، بما في ذلك عشرات الجنود الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.

لكن نتنياهو قال، الأربعاء، إن إسرائيل ستستأنف حملتها العسكرية "بعد الانتهاء من هذه المرحلة من عودة رهائننا"، مضيفا: "لا يوجد وضع لا نعود فيه إلى القتال حتى النهاية".

ويواجه نتنياهو ضغوطا محلية ودولية، خاصة من عائلات الأسرى، لتمديد الهدنة لضمان إطلاق سراح جميع المدنيين والجنود الذين احتجزتهم حماس خلال هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

ووصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل، الخميس، للضغط من أجل استمرار وقف إطلاق النار لتسهيل إطلاق سراح المزيد من الأسرى والسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة.

لكن نتنياهو، الذي تعهد بتدمير حماس، يواجه أيضًا مقاومة عامة من أعضاء اليمين المتطرف في حكومته لأي صفقات أخرى مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية.

وحذر، وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريش، من أن توسيع الاتفاق الحالي "ليس على جدول الأعمال، ولا حتى كاقتراح"، وأضاف عبر منصة إكس: "هذه خطة للقضاء على دولة إسرائيل".

اقرأ أيضاً

بن غفير مهددا: وقف الحرب على حماس يساوي إسقاط الحكومة الائتلافية

وفي السياق ذاته، كتب إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي: "وقف الحرب = حل الحكومة".

ويعارض وزراء اليمين المتطرف في ائتلاف نتنياهو بشكل خاص إطلاق سراح أي أسرى فلسطينيين باستثناء النساء والأطفال كجزء من أي صفقات مع حماس.

وكان هؤلاء الوزراء جزءا من الحكومة الإسرائيلية قبل اندلاع الحرب، ولكن نفوذهم تلاشى مع تشكيل حكومة "وحدة الطوارئ" بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول.

ومع ذلك، يشير محللون إلى أن نتنياهو سيكون مترددا في الانفصال عن حلفائه السياسيين التقليديين لأنه يهدف إلى الاحتفاظ بالسلطة في المستقبل.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤول إسرائيلي كبير (لم تسمه) أن الحكومة تركز على إطلاق سراح ما تبقى من النساء والأطفال المحتجزين في غزة، وهو هدف يتطلب تمديد صفقة تبادل الأسرى الحالية.

وأضاف: "كان الاتفاق الأصلي يتعلق بالنساء والأطفال. نحن بحاجة إلى 27 آخرين. لا نناقش أي شيء آخر. ولن نتخلى عن 27 شخصا لمناقشة اتفاق جديد".

ويشمل الاتفاق الأولي إطلاق سراح 50 امرأة وطفلا إسرائيليا لدى المقاومة الفلسطينية مقابل إطلاق إسرائيل سراح 150 امرأة وطفلا فلسطينيا مسجونين لارتكابهم جرائم أمنية مزعومة، والسماح بدخول كميات متزايدة من المساعدات إلى غزة المحاصرة.

وجرى تمديد الاتفاق بعد ذلك لمدة يومين، مع إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين إضافيين و30 سجينًا فلسطينيًا في وقت متأخر من يوم الثلاثاء.

وأسرت المقاومة الفلسطينية ما يقدر بـ 240 إسرائيليا، في 7 أكتوبر/تشرين الأول، بينهم 150 ما زالوا محتجزين في غزة لدى حماس وحركات فلسطينية أخرى.

وإزاء ذلك، أطلق أقارب الأسرى الإسرائيليين حملة علنية تطالب حكومة نتنياهو بـ "دفع أي ثمن" لإعادة أحبائهم.

وذكرت حماس، في بيان أصدرته الأربعاء، أن 3 رهائن إسرائيليين من عائلة "بيباس"، بينهم "كفير"، البالغ من العمر 10 أشهر، وشقيقه "أرييل"، البالغ من العمر 4 سنوات، وأمهم "شير"، قُتلوا في غارات جوية إسرائيلية سابقة. وأصبح أطفال "بيباس" رمزا للحركة المطالبة بإطلاق سراح جميع الأسرى في غزة.

يشار إلى أن العدوان الإسرائيلي الوحشي دخل أسبوعه الثامن، وتسبب في تحويل مساحات شاسعة من غزة، المكتظة بالسكان، إلى أنقاض وأودى بحياة 14800 فلسطيني، وفقا للسلطات الصحية في القطاع.

اقرأ أيضاً

بن غفير: إسرائيل استجابت لشروط حماس بدلا من تركيعها.. والسنوار ماضٍ في مخططاته

المصدر | فايننشال تايمز/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: نتنياهو حماس غزة تبادل الأسرى الهدنة إيتمار بن غفير الیمین المتطرف إطلاق سراح المزید من مع حماس فی غزة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يقر بوجود مفاوضات مكثفة لتبادل الأسرى وسط تصاعد الضغط الشعبي عليه

أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن هناك مفاوضات مكثفة هذه الأيام لإعادة الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وذلك في ظل تواصل الضغط الشعبي عليه، بإبرام صفقة التبادل ووقف إطلاق النار الذي تنصله منه.

وأعلن مكتب نتنياهو وجود هذه المفاوضات، بعد وقت قصير من إعلان حركة حماس أنها تدرس مقترحا جديدا قدمه الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وأوضح المكتب أن نتنياهو شرح مكالمات هاتفية مع أمهات ثلاثة الأسرى الإسرائيليين أن هناك العديد من "الجهود المبذولة لإعادة المختطفين، وأطلعهم على وجود مفاوضات مكثفة تجري في هذه الأيام".


وزعم نتنياهو "التزامه بإعادة جميع المختطفين، سواء الأحياء منهم أو من قتلوا"، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول".

ويأتي حديث نتنياهو في وقت يشهد تصاعدا في الضغط الشعبي داخل "إسرائيل"، إذ انضم خلال الساعات الـ48 الأخيرة آلاف من جنود الاحتياط والمدنيين من مختلف القطاعات إلى حملة توقيعات تطالب الحكومة بإعادة الأسرى، حتى لو كان الثمن وقف الحرب.

وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

ويذكر أنه في كانون الثاني/ يناير 2025 تمكنت القاهرة بمشاركة قطر والولايات المتحدة من التوصل لاتفاق بين "إسرائيل" وحركة حماس ينص على وقف إطلاق النار في غزة وفق عدة مراحل، قبل أن تنتهكه تل أبيب وتعلن من طرف واحد استئناف الحرب في آذار/ مارس الماضي.


وفي وقت سابق من مساء الاثنين، أعلنت حركة حماس، أنها تدرس مقترحا تسلمته من الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة.

وقالت الحركة في بيان: "قيادة الحركة تدرس، بمسؤولية وطنية عالية، المقترح الذي تسلّمته من الإخوة الوسطاء (مصر وقطر)، وستقدّم ردّها عليه في أقرب وقت، فور الانتهاء من المشاورات اللازمة بشأنه".

وأضافت: "نؤكد على موقفنا الثابت بضرورة أن يحقّق أيّ اتفاقٍ قادم: وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والتوصّل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جاد لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال، ورفع الحصار الظالم عن شعبنا".

وفي 1 آذار/ مارس 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس و"إسرائيل" بدأ سريانه في 19 كانون الثاني/ يناير 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.

وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • بوتين خلال استقباله أسيرا إسرائيليا سابقا في غزة: يجب أن نشكر حماس
  • حماس تستبعد صفقة جزئية والمعارضة تتهم نتنياهو بإفساد المفاوضات
  • ديوان نتنياهو: رئيس الوزراء وجه بمواصلة الجهود الرامية إلى إطلاق سراح الأسرى
  • ‏الخارحية الفلسطينية: اقتحام نتنياهو لشمال قطاع غزة وبن غفير للحرم الإبراهيمي استهتار بالإجماع الدولي على وقف "الإبادة"
  • نتنياهو يتصل بماكرون ويرفض تصريحاته عن الحق الفلسطيني.. والرئيس الفرنسي يرد
  • نتنياهو يقر بوجود مفاوضات مكثفة لتبادل الأسرى وسط تصاعد الضغط الشعبي عليه
  • ما شروط حماس لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين؟
  • حماس: هذه شروطنا لإطلاق سراح كافة الأسرى الإسرائيليين
  • إسرائيل: حماس توافق على توسيع صفقة الأسرى وانفراجة محتملة بالمفاوضات
  • هدنة مرتقبة