لماذا يفضل سكان موسكو مشاهدة باليه “كسارة البندق” في غرب سيبيريا في “عيد الميلاد”؟
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
روسيا – اشترى سكان موسكو مقاعد الصفوف الأمامية في مسرح مدينة نوفوسيبيرسك بغرب سيبيريا، والذي يعرض باليه عيد الميلاد “كسارة البندق”.
وحسب نائبة وزير التنمية الاقتصادية في المنطقة آنا بافلوفا، فإن شراء التذاكر والسفر من موسكو إلى نوفوسيبيرسك ذهابا وإيابا والإقامة في الفندق أرخص من تذاكر مسرح البولشوي الذي يعرض الباليه نفسه في عطلة رأس السنة وعيد الميلاد.
وقالت آنا بافلوفا في تصريح أدلت به لوكالة “تاس” الروسية :” لقد اشترت موسكو بالفعل العديد من المقاعد في الصفوف الأمامية، لأن السفر إلى عرض “كسارة البندق” الخاص بنا أرخص من شراء التذاكر في مسرح “البولشوي” في عرض “عيد الميلاد”.
يذكر أن مسرح الأوبرا والباليه في نوفوسيبيرسك قدّم العام الجاري لأول مرة باليه “كسارة البندق” من إخراج مصمم الباليه الروسي الشهير يوري غريغوروفيتش. وهي المسرحية نفسها التي يقدمها مسرح “البولشوي” للجمهور نهاية كل عام على مدى 55 عاما.
وقد قدّم مصمم الرقص يوري غريغوروفيتش باليه “كسارة البندق” من تأليف الموسيقي الروسي بيوتر تشايكوفسكي والمستوحى من القصة الخيالية التي تحمل الاسم نفسه لإرنست تيودور أماديوس هوفمان لأول مرة في مسرح البولشوي عام 1966، بالتعاون مع الفنان سيمون فيرسالادزه.
جدير بالذكر أنه جرت العادة أن يقام عشية رأس السنة الجديدة تقليديا عرض باليه “كسارة البندق” في المبنى التاريخي الكلاسيكي لمسرح “البولشوي”. وهناك الكثير من الراغبين في مشاهدة الباليه لدرجة أن الفنانين يقدمون عرضين للباليه كل يوم، وهناك طلب غير مسبوق على تذاكر “كسارة البندق”.
وأفادت بعض وسائل الإعلام بحدوث ازدحام شديد للحصول على التذاكر، ولا يستطيع مسرح “البولشوي” حل مشكلة طوابير الراغبين في شراء تذاكر باليه “كسارة البندق”.
المصدر: تاس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
الغرق في “العسل الأسود”!
الولايات المتحدة – في كارثة صناعية غريبة شهدتها مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس، غرق أحد الأحياء في فيضان من “العسل الأسود” في 15 يناير 1919 ما تسبب في خسائر بشرية ودمار واسع وتبعات قائمة حتى الآن.
هذه الحادثة التي تعرف بفيضان الدبس في بوسطن وبفيضان الدبس العظيم نجمت عن انفجار خزان ضخم يحتوي على 8.7 مليون لتر من دبس السكر الذي يعرف أيضا بالعسل الأسود بالقرب من شارع كومرشيال بالمدينة. عسل الدبس يستعمل في صناعات متعددة أهمها الكحول وصناعات التخمير والأعلاف.
الخزان الذي انفجر يعود لشركة تقطير في بوسطن تدعى “Purity Distilling Company”، وهي متخصصة في إنتاج مادة الإيثانول المستخدمة في صناعة المشروبات الكحولية وتدخل حتى في صناعة الذخيرة. دبس السكر يستخدم للحصول على الإيثانول عن طريق التخمير. الشركة استخدمت هذا الخزان الموجود في منطقة ببوسطن بالقرب من الميناء لحفظ دبس السكر، فيما امتد خط أنابيب منه مباشرة إلى مباني المؤسسة.
كان هذا الخزان ضخم الحجم يصل ارتفاعه إلى 15 مترا وبقطر 27 مترا، ويمكن أن يحتوي على ما يقرب من 9 ملايين لتر من السوائل.
قبل يوم من الكارثة تم ضخ كمية ضحمة من دبس السكر السائل في الخزان، وتصادف أن ارتفعت درجة الحرارة في طقس بوسطن المتجمد وقتها بشكل حاد من -17 إلى +4 درجة مئوية ما أسهم في التسريع بالكارثة.
حين انفجر خزان دبس السكر الضخم انطلقت موجة بارتفاع ثمانية أمتار بسرعة تقارب 60 كيلو مترا في الساعة متدحرجة في شوارع المنطقة.
وصفت حينها صحيفة بوسطن بوست ما جرى قائلة إن كتلة عميقة غطت الشارع إلى علو الخصر، وأن المارة كانوا يتخبطون في الوحول اللزجة ويحاولون التخلص منها لإنقاذ حياتهم، مشيرة على أن الخيول كانت تنفق مثل الذباب على الورق اللاصق، فيما كان الناس رجالا ونساء تغرق في الوحل أكثر كلما اجتهدت للتخلص منه.
شهود عيان تحدثوا عن سماعهم صوت قعقعة وجلبة هائلة مثل الرعد وقت الحادثة، وأن موجة دبس العسل المتدفقة كانت من القوة بحيث أخرجت قطار شحن عن مساره وتسببت في تدمير السيارات والعربات، كما غمرت المياه العديد من المباني إلى ارتفاع متر، وانهارت المباني الأكثر تضررا.
علاوة على كل ذلك، اشتكى سكان المنطقة من رائحة كريهة تسببت في إصابة الكثيرين بالسعال والاختناق. تسبب فيضان “العسل الأسود” في وفاة 21 شخصا وإصابة 150 آخرين، كما نفق عدد كبير من الخيول وحيوانات أخرى.
حجم الكارثة كان كبيرا حتى أن عمليات الإنقاذ تواصلت لأربعة أيام. مع ذلك لم يتم العثور على جميع المفقودين، كما لم يتم في البداية التعرف على عدد من الأشخاص الفقراء لأن دبس السكر كان سميكا على أجسامهم. رجال الإنقاذ ذكروا أن كل شيء في المنطقة في تلك الأيام كان لزجا.
التحقيق أظهر أن خزان دبس العسل كان مصمما بشكل سيء، وأن جدرانه كانت أقل سمكا من المطلوب، كما جرى استخدام مسامير أقل من اللازم في تثبيت الصفائح المعدنية. علاوة على ذلك ثبت أن الخزان تسربت سوائله في عدة مناسبات منذ بنائه في عام 1915، وأن الشركة تجاهلت تحذيرات من العاملين بهذا الشأن ولم تقم بإجراء اختبارات سلامة كافيه.
بعد مرور مئة عام على الكارثة، أقيمت مراسم لإحياء الذكرى في 15 يناير 2019، جرى خلالها قراءة أسماء الضحايا كما تم استخدام جهاز رادار كاشف لتحديد موقع الخزان الأصلي.
الأمر اللافت ما قيل عن أن رائحة الدبس الحلوة بقيت لعقود عديدة، حتى أنها أصبحت من سمات المدينة، ويشاع أن الرائحة لا تزال ماثلة حتى الوقت الراهن. الكارثة تجسدت أيضا في أعمال إبداعية متنوعة وتحدثت عنها أغاني فرق موسيقية أمريكية، كما أنها أدت إلى تشديد قوانين البناء والسلامة في الولايات المتحدة.
المصدر: RT