قلق إيلون ماسك بشأن الذكاء الاصطناعي: هل هو مبرر؟
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
نوفمبر 30, 2023آخر تحديث: نوفمبر 30, 2023
المستقلة/- أعرب رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك عن قلقه من السرعة التي يتطور بها الذكاء الاصطناعي في الوقت الراهن. وقال ماسك، الذي يملك شركات SpaceX وTesla وشبكة التواصل الاجتماعي X (تويتر سابقا)، في فعالية لصحيفة نيويورك تايمز: “واجهت مشاكل وصعوبة في النوم بسبب مخاوفي بشأن الذكاء الاصطناعي”.
وأوضح ماسك أن الذكاء الاصطناعي سيكون قادرا على كتابة رواية جيدة أو إنشاء تكنولوجيا جديدة أو فتح فرع جديد في الفيزياء في السنوات الثلاث المقبلة.
وسبق أن قال ماسك إنه يعتبر الذكاء الاصطناعي تهديدا محتملا لوجود البشرية. وقارن ماسك هذه التكنولوجيا سريعة التطور بـ “سيف ذي حدين” يمكن استخدامه للضرر ولنشر الخير.
هل مخاوف ماسك بشأن الذكاء الاصطناعي مبرر؟
هناك بعض الأسباب التي تجعل مخاوف ماسك بشأن الذكاء الاصطناعي مبرر. أولا، الذكاء الاصطناعي يتطور بسرعة كبيرة. في السنوات الأخيرة، شهدنا قفزات هائلة في قدرات الذكاء الاصطناعي، من القدرة على التغلب على البشر في الألعاب إلى القدرة على إنشاء محتوى إبداعي.
ثانيا، الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قوية للشر. يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء أسلحة ذاتية التشغيل أو لنشر المعلومات المضللة أو لمراقبة الناس دون علمهم.
ثالثا، الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون خارج نطاق السيطرة البشرية. إذا أصبح الذكاء الاصطناعي قويا بما يكفي، فقد لا يكون البشر قادرين على السيطرة عليه أو إيقافه.
ومع ذلك، هناك أيضا بعض الأسباب التي تجعل مخاوف ماسك بشأن الذكاء الاصطناعي غير مبررة. أولا، الذكاء الاصطناعي ليس تهديدا جديدا. لقد تم تطوير الذكاء الاصطناعي منذ عقود، ولا يزال لم يتسبب في أي كارثة.
ثانيا، الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قوية للخير. يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير علاجات جديدة للأمراض أو لتحسين التعليم أو لجعل العالم أكثر أمانا.
ثالثا، الذكاء الاصطناعي لن يكون خارج نطاق السيطرة البشرية في أي وقت قريب. هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها لضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي آمنا ومسؤولا.
خاتمة
في النهاية، فإن ما إذا كانت مخاوف إيلون ماسك بشأن الذكاء الاصطناعي مبرر أم لا هو أمر متروك لكل فرد ليقرره. ومع ذلك، من المهم أن ندرك المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي وأن نأخذ خطوات لضمان استخدامه لصالح البشرية.
فيما يلي بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي لصالح البشرية:
تطوير أخلاقيات الذكاء الاصطناعي. من المهم تطوير أخلاقيات لاستخدام الذكاء الاصطناعي، والتي تضمن أن يتم استخدامه بطريقة آمنة ومسؤولة.إنشاء إطار تنظيمي للذكاء الاصطناعي. من المهم إنشاء إطار تنظيمي للذكاء الاصطناعي، والذي يحدد كيفية استخدام هذه التكنولوجيا ومراقبتها.زيادة الاستثمار في البحث والتطوير في الذكاء الاصطناعي. من المهم زيادة الاستثمار في البحث والتطوير في الذكاء الاصطناعي، وذلك لضمان أن يتم تطوير هذه التكنولوجيا بطريقة آمنة ومسؤولة.المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: استخدام الذکاء الاصطناعی أن الذکاء الاصطناعی من المهم أن یکون
إقرأ أيضاً:
تقنين الذكاء الاصطناعي في الطب على مائدة قمة ويش بقطر
الدوحة- حظيت قضيتا الرعاية الصحية بمناطق النزاع، والتطورات التكنولوجية في مجال الرعاية الصحية من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بالتركيز الأكبر من قبل المشاركين في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش 2024″، الذي اختتم أعماله اليوم بالدوحة.
وطالب مشاركون في القمة بضرورة إنشاء تحالف عالمي لحماية الصحة بمناطق النزاعات، في ظل ارتفاع وتيرة الهجمات على مقدمي الرعاية الصحية في السنوات الأخيرة، كما دعوا إلى ضرورة وضع تشريعات لتقنين استعمال تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية للحفاظ على خصوصية بيانات ومعلومات المرضى.
وفي ختام القمة التي شارك فيها أكثر من 200 خبير عالمي، تم الإعلان عن تبني قطر مبادرة "كارديو فور سيتيز"، وهي مبادرة تتمحور حول تبني نهج قائم على البيانات لتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية للسكّان، بحيث تصبح قطر مركزا إقليميا لتوسيع نطاق هذه المبادرة في منطقة الشرق الأوسط.
أبو سمرة يحذر من الارتفاع المقلق في الهجمات التي تستهدف المنشآت الصحية (الجزيرة) ارتفاع وتيرة الهجماتوقال البروفيسير رئيس قسم الجودة ومدير المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض بمؤسسة حمد الطبية عبد البديع أبو سمرة، للجزيرة نت، إن المؤتمر سلط الضوء على الارتفاع المقلق في الهجمات التي تستهدف المنشآت الصحية بشكل ينتهك حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، مطالبا بأهمية اتخاذ إجراءات محددة لحماية الصحة في مناطق النزاعات المسلحة.
وأضاف عبد البديع أن القانون الدولي الإنساني يحمي الرعاية الصحية في مناطق النزاع، ويضمن سلامة الكوادر الطبية والمنشآت ووسائل النقل لتقديم الرعاية دون تمييز، ولكن السنوات القليلة الماضية شهدت زيادة مروّعة في وتيرة وحجم وتأثير الهجمات على النظم الصحية، بما في ذلك البنى التحتية والعاملون في مجال الرعاية الصحية، في بلدان مثل السودان وغزة ولبنان وأوكرانيا وغيرها.
وشدد على أهمية أن تتعاون وكالات الأمم المتحدة والحكومات والمجتمع المدني مع مجتمع الرعاية الصحية لأجل تبني موقف أكثر قوة ضد الهجمات التي تستهدف الخدمات الصحية أو تؤثر عليها بشكل مباشر، واتخاذ خطوات حازمة لتعزيز القانون الدولي الإنساني واحترامه، وإدراج حماية الرعاية الصحية ضمن برامج الصحة والعمل الإنساني، وأهمية إنشاء تحالف عالمي لحماية الرعاية الصحية في النزاعات.
ولفت إلى أنه وفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر، فقد وثقت منظمة الصحة العالمية، منذ عام 2018، أكثر من 7 آلاف حادثة هجوم على الرعاية الصحية، راح ضحيتها ما يزيد على 2200 من العاملين الصحيين والمرضى، وأصيب أكثر من 4600 شخص في 21 بلدا وإقليما يعاني من أزمات إنسانية معقّدة.
سليم سلامه: التطورات الرقمية أحدثت ثورة في الرعاية الصحية ولكن يجب مراعاة الاعتبارات الأخلاقية (الجزيرة) ثورة في مجال الصحةوفي إطار آخر، قال الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" سليم سلامه، في حديث للجزيرة نت، إن التطورات الرقمية أحدثت ثورة حقيقية في مجال الصحة مثل العديد من القطاعات الأخرى، لكن بالطبع هناك بعض الاعتبارات الأخلاقية التي يجب التوقف عندها ومراعاتها.
ويرى المتحدث ذاته أن لهذه التطورات الرقمية تأثيرات ضارة، رغم كونها مفيدة، مشددا على ضرورة التركيز على معرفة كيفية تناسبها مع الاتصال الثقافي والديني، وكيف يتم تكييفها ثقافيا مع بلداننا ومنطقتنا ومع المبادئ الإسلامية.
وتابع أن التطورات الحاصلة في مجال الذكاء الاصطناعي يمكنها أن تحدث ثورة في مجال الطب من خلال تحسين دقة التشخيص وفعالية العلاج، وتعزيز الرعاية الصحية الشاملة، بالإضافة إلى الإسهام في البحوث الطبية الحيوية وتطوير الأدوية. واستدرك أنه مع التقدم السريع الذي يحققه الذكاء الاصطناعي، أصبحت القضايا الأخلاقية المرتبطة به في صدارة اهتمام الباحثين وواضعي السياسات، وكانت من أبرز القضايا التي تمت مناقشتها خلال المؤتمر.
غالي يؤكد أهمية وضع تشريعات جديدة لحماية بيانات المرضى (الجزيرة) المسؤولية الطبيةومن جانبه، قال أستاذ الإسلام والأخلاقيات البيولوجية في مركز التشريع الإسلامي والأخلاق بجامعة حمد بن خليفة الدكتور محمد غالي، في حديث للجزيرة نت، إن أهم ركائز أخلاقيات الرعاية الصحية بشكل عام هي العلاقة بين الطبيب والمريض، وكلما كان الطبيب يشعر بالمسؤولية والمريض لديه حماية، باعتباره الطرف الأضعف، فإن العلاقة تكون مؤسسة على أخلاق مستقيمة.
وأضاف غالي أن الطبيب لديه مسؤولية باعتباره يتحكم في الأدوات المستخدمة في الرعاية الطبية كأدوات الجراحة والأجهزة الطبية، ولكن الذكاء الاصطناعي ظهر ليحدث إشكالا في هذه العلاقة، مما يجعل تحكم الطبيب بهذه العلاقة ليس كاملا، لأن هناك أدوات ذكية تتعلم وتستوعب وتقرر وتضع النصائح أو القرارات في طريقة العلاج.
وأشار إلى أن الطبيب مع هذه التقنيات الجديدة لم يعد مسيطرا على العلاقة كما كان في السابق، لأنه بات يعتمد على الأدوات التي لا يستطيع السيطرة عليها، كما أنه لا يمكن أن نجعل الآلة هي المسؤولة، لأن المسؤولية نوع من التكليف ولا يوجد أي مكلف إلا الإنسان.
وأوضح أن المسؤول مع الطبيب في هذه الحالة يكون هو من قام بتجهيز وبرمجة وأتمتة هذه الآلة الذكية، لافتا إلى أن هذه إشكالية يجب حلها من خلال إدخال مسؤولين جدد لم يكونوا موجودين من قبل، مثل علماء الهندسة والحواسب وعلوم الكمبيوتر وغيرهم.
وأكد أن الأمر يحتاج لتشريعات جديدة أيضا لحماية بيانات المرضى والحفاظ على أخلاقيات الرعاية الصحية، مثل أهمية ترخيص أو اعتماد الآلات الجديدة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي داخل المستشفيات، لأنها تختلف عن سابقتها وتحتاج لترخيص خاص بهيئات معينة من خلال لجان أخلاقية محددة.
أكثر من 200 خبير و3000 مندوب في مجال الصحة من مختلف دول العالم شاركوا في قمة ويش (الجزيرة) التنبؤ بالأمراضمن جهتها، قالت مديرة التطبيقات الجينومية في معهد قطر للطب الدقيق رجاء باجي، للجزيرة نت، إن الذكاء الاصطناعي له تأثيرات كبيرة في تطوير الخدمات الصحية، خاصة في مجال الطب الدقيق، فهذه التقنيات تسهم في التنبؤ بالأمراض، ومن ثم توفير الإجراءات أو الخدمات الوقائية لمنع حدوث هذه الإصابات.
وأوضحت الخبيرة أن الآليات الذكية تتطلب من أجل ذلك الحصول على معلومات وبيانات خاصة شاملة عن الإنسان.
ولفتت إلى أن من مزايا هذه التقنية الجديدة أيضا السرعة ودقة التشخيص من خلال المساعدة في قراءة الأشعة أو التقارير الطبية وإعطاء النتائج بطريقة مميزة، بالإضافة إلى أنها ستخفف الكثير من الأعباء الإدارية عن الطبيب، خاصة في مسألة إدخال البيانات، وبالتالي توفير الوقت للطبيب للتحدث أكثر مع المريض، وبناء علاقة إنسانية أقوى معه.
واستدركت المتحدثة ذاتها أن التحدي الأكبر لهذه التقنيات يكمن في مسألة تعريض الخصوصية للخطر، وكذلك الحفاظ على البيانات والمعلومات التي يحتاجها الذكاء الاصطناعي في الأساس للتنبؤ بالأمراض، والتي يتم تزويد التطبيقات بها، موضحة أن هذا الخطورة تكمن في مسألة التعرض للاختراق وانتهاك هذه الخصوصية.