مختصون: سندات الإعمار خطوة مهمة ينبغي زيادة فائدتها
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
الاقتصاد نيوز _ بغداد
أعلنت وزارة الماليَّة، عزمها إطلاق الإصداريَّة الثانية من سندات الإعمار بقيمة أكثر من تريليون دينار، والتي بمقدورها تحقيق جملة نتائج اقتصاديَّة يقف في مقدمتها، الحد من ارتفاع نسب التضخم وسد عجز الموازنة، وفي حين أبدى مختصون تأييدهم مثل تلك الخطوات، شددوا على ضرورة رفع قيمة الفائدة النقدية المحددة لتلك السندات، بهدف زيادة رغبة اقتنائها، وبالتالي امتصاص الكتلة النقدية المكتنزة لدى المواطنين.
وتأتي خطوة وزارة المالية، عقب إطلاقها سندات "إعمار" خلال شهر أيلول السابق، مبينة أنَّ الإجراء الجديد يأتي تنفيذاً لفقرات البرنامج الحكومي المتعلق بتعزيز الجوانب التنموية والاستثمارية المتمثلة بحركة الإعمار والبناء التي تشهدها البلاد، إلى جانب تطوير السياسات المالية والنقدية وإتاحة فرص مساهمة المواطنين في مجمل النشاط الاقتصادي عبر الاستثمار بالسندات.
وعلى الرغم من الإيجابيات المتحققة جراء إطلاق سندات مالية، بيد أنَّ مختصين يرون أنَّ العائق الوحيد أمام مثل تلك الخطوات، هو احتمالية أن يبتلع التضخم الفائدة السنوية للأصول، وبالتالي ينبغي زيادة نسب الفائدة المخصصة لتلك السندات.
وذكرت وزارة المالية في بيان صحفي، أنه "نظراً للإقبال الشديد على تداول السندات الوطنية (سندات إعمار) ولاكتمال اكتتاب مبلغ الإصدارية الأولى بالكامل، تعتزم الوزارة ممثلة بدائرة الدين العام بالتعاون مع البنك المركزي العراقي، إتاحة الإصدارية الثانية من سندات الإعمار بقيمة 1,5 (تريليون دينار عراقي) وبنفس الآلية السابقة للإصدارية الأولى".
وأضافت أنَّ "هذا الإجراء يأتي تنفيذاً لفقرات البرنامج الحكومي المتعلق بتعزيز الجوانب التنموية والاستثمارية المتمثلة بحركة الإعمار والبناء التي يشهدها بلدنا العزيز، إلى جانب تطوير السياسات المالية والنقدية وإتاحة فرص مساهمة المواطنين في مجمل النشاط الاقتصادي عبر الاستثمار بالسندات"، مشيرة إلى أنَّ "هذه السندات تصدر بضمانة وزارة المالية، وبالإمكان اقتناء السند عبر تقديم الطلب إلى أحد المصارف الرسمية المجازة والمسجلة لدى البنك المركزي".
ودعت الوزارة "المستثمرين والمواطنين إلى انتهاز العرض وأخذ زمام المبادرة للاستفادة من هذه الفرصة الاستثمارية"، لافتة إلى أنَّ "حجم هذه الإصدارية سيكون محدوداً".
وتابعت أنَّ "الإصدارية الثانية للسندات بقيمة تريليون ونصف التريليون دينار قابلة للتداول في سوق العراق للأوراق المالية، وهي متاحة على شكل فئتين، الأولى بسعر (500,000) خمسمئة ألف دينار، بفائدة سنوية قدرها 6 % لمدة سنتين، والثانية بسعر 1,000,000 مليون دينار، بفائدة سنوية قدرها 8 % لمدة أربع سنوات".
ولفتت الوزارة، وفقاً للبيان، إلى أنَّ "شراء وتداول السندات المطروحة مُعفى من الضرائب بحسب ما ورد بقانون الموازنة الاتحادية العامة رقم 13 لسنة 2023".
بدوره، يرى الخبير الاقتصادي، علي جليل عبيد، أنَّ الفائدة للأسهم ولفترة 15 يوماً تبلغ قرابة 7.5 % وهي أعلى من الفائدة المخصصة للسندات، لذا كان من المنطقي أن تطرح السندات بفائدة 10 % كحد أدنى من أجل الابتعاد عن تأثير التضخم.
ولفت عبيد إلى أنَّ الإصدارية الأولى اكتتبت بها المصارف الأهلية ذات السيولة العالية، وقد اكتفت أغلب هذه المصارف ولا يمكن لها تجميد الكثير من السيولة المتاحة لهذا الغرض، مبيناً أنَّ "السندات يتم تداولها كما هي الأسهم في سوق العراق للأوراق المالية، وكلاهما يخضع لقانون العرض والطلب ويرتبطان بنسبة توزيع الأرباح والفائدة السنوية"، موضحاً في الوقت ذاته أنَّ "السندات تختلف عن الأسهم في كونها تحقق مردوداً ثابتاً سنوياً، أما الأسهم فإنَّ مردودها يعتمد على نشاط الشركة وكفاءتها ولا يشترط أن توزع سنوياً، كما لا يشترط أن تكون نسبة التوزيع متساوية أو متماثلة في كل سنة".
وبيّن المتحدث أنَّ سوق السندات في العراق لم يلق الترويج والتسويق له، سواء من قبل البنك المركزي أو من قبل سوق العراق للأوراق المالية، لذا ترى أنَّ الإصدارات السابقة تم الاستحواذ عليها من قبل القطاع المصرفي، مبيناً أنَّ المشكلة في هذا النوع من الاستثمار، هي أنَّ التضخم يمكن أن يأكل أو يبتلع الفائدة السنوية.
وتأييداً للرأي السابق، عدّ الخبير الاقتصادي الدكتور محمود داغر خلال حديث صحفي، أنَّ "تشجيع العمل بهذه الأدوات المالية يتطلب أن يكون معدل الفائدة أعلى بكثير عما أعلن في موضوع السندات المالية، لأننا إذا طرحنا معدل التضخم من معدل الفائدة الاسمي ستكون النتيجة معدل فائدة منخفضاً لا يشجع ولا يحفز على الدخول في عمليات شراء السندات، وبالتالي لن تلجأ المصارف التي لديها أموال فائضة بالدينار إلى شراء هذه السندات".
في حين أكد رئيس رابطة مستثمري سوق العراق للأوراق المالية، الدكتور علاء الموسوي، أنَّ "إصدار سندات الإعمار يأتي تنفيذاً لقانون الموازنة العامة الاتحادية الذي تضمن قيام وزارة المالية بإصدار سندات حكومية لتمويل عجز الموازنة العامة الاتحادية، حيث ستحقق تلك الخطوة حزمة خطوات إيجابية إضافة إلى تمويل العجز، أبرزها سحب جزء من الكتلة النقدية المكتنزة لدى المواطنين خارج النظام المصرفي واستخدامها في تمويل المشاريع الخدمية والاستثمارية وتوفير فرص عمل للمواطنين وزيادة الناتج المحلي وتعزيز الاقتصاد الوطني، والمساهمة في خفض نسبة التضخم من خلال خفض السيولة النقدية المكتنزة لدى المواطنين والمساهمة في عدم ارتفاع أسعار السلع والخدمات من خلال خفض الطلب على شرائها لانخفاض السيولة النقدية لدى المواطنين، فضلاً عن المساهمة في تحسين سعر صرف الدينار العراقي ".
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار سوق العراق للأوراق المالیة لدى المواطنین وزارة المالیة سندات الإعمار إلى أن
إقرأ أيضاً:
"ترامب" يهدد بإشعال حروب تجارية.. وتحذيرات من زيادة التضخم واندلاع اضطرابات اقتصادية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي، مضيفًا هذا التكتل إلى قائمة الدول المستهدفة، والتي تشمل كندا والمكسيك، ما يضع الولايات المتحدة على أعتاب اندلاع حروب تجارية جديدة مع أكبر شركائها التجاريين.
ورغم اعترافه بأن هذه التعريفات قد تتسبب في بعض "الاضطرابات" بالأسواق، إلا أنه أكد أنها ستساعد بلاده على تقليص عجزها التجاري. وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي: "التعريفات الجمركية ستجعلنا أكثر ثراءً وأقوى بكثير"، وفق صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية.
وعلق ترامب في معرض حديثه للصحفيين قائلا: "هل سأفرض رسومًا على الاتحاد الأوروبي؟ بالتأكيد. إنهم لا يشترون سياراتنا، ولا منتجاتنا الزراعية، ولا يأخذون أي شيء تقريبًا منا، ولدينا عجز تجاري هائل معهم، لذا سنقوم بشيء جوهري جدًا معهم".
تصعيد حادوترى الصحيفة البريطانية أن تصريحات ترامب، التي جاءت بعد أقل من أسبوعين من عودته إلى البيت الأبيض، تمثل تصعيدًا حادًا في خطابه بشأن التجارة، وتضع أكبر اقتصاد في العالم على شفا فرض تعريفات على أهم شركائه التجاريين، ووفقًا لقاعدة بيانات Trade Data Monitor، فقد بلغت واردات الولايات المتحدة من السلع من الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك والصين 1.9 تريليون دولار في عام 2023، أي نحو 60% من إجمالي الواردات الأمريكية.
من جهتها، قالت المفوضية الأوروبية إنها "ليست على علم بفرض أي رسوم جمركية إضافية على المنتجات الأوروبية"، مشيرة إلى أن التعريفات تؤدي إلى "اضطرابات اقتصادية غير ضرورية". وأضافت المتحدثة الرسمية باولا بينهو: "علاقتنا التجارية والاستثمارية مع الولايات المتحدة هي الأكبر في العالم. الأسواق المفتوحة واحترام قواعد التجارة الدولية ضروريان لنمو اقتصادي قوي ومستدام".
وأدت تصريحات ترامب إلى تعزيز قيمة الدولار الأمريكي، حيث ارتفع مؤشر العملة مقابل ست عملات رئيسية بنسبة 0.6%، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط، المعيار الأمريكي لأسعار النفط، بأكثر من 1% ليصل إلى 73.81 دولارًا للبرميل.
وكالة أسوشييد برس الأمريكية ذكرت أن ترامب يرى أن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الحليفين الشماليين، إلى جانب ضريبة بنسبة 10% على الواردات من الصين، الخصم الاقتصادي الأول لواشنطن، هو وسيلة لإبراز القوة المالية الأمريكية وإعادة تشكيل النظام التجاري العالمي. وقال ترامب للصحفيين يوم الجمعة: "ترون قوة التعريفات الجمركية، لا يمكن لأحد منافستنا لأن لدينا أكبر خزينة مالية بفارق كبير".
رهان سياسيويعتمد الرئيس الجمهوري على رهانه السياسي بأن هذه الإجراءات لن تؤدي إلى تفاقم التضخم أو تتسبب في تداعيات مالية قد تزعزع استقرار الاقتصاد العالمي أو تؤدي إلى رد فعل سلبي من الناخبين. وأظهر استطلاع AP VoteCast، وهو مسح واسع للناخبين في الانتخابات الأخيرة، انقسامًا في الرأي العام الأمريكي بشأن دعم التعريفات الجمركية.
وخلال حديثه "الجمعة" الماضية، أشار ترامب إلى خطط لفرض رسوم على رقائق الكمبيوتر، والصلب، والنفط، والغاز الطبيعي، بالإضافة إلى النحاس والأدوية المستوردة والسلع القادمة من الاتحاد الأوروبي، وهو ما قد يضع الولايات المتحدة في مواجهة مع جزء كبير من الاقتصاد العالمي.
وقد أثارت هذه التصريحات رد فعل سريعًا في الأسواق المالية، حيث تراجع مؤشر S&P 500 بعد إعلان ترامب يوم الجمعة. ولا يزال من غير الواضح كيف ستؤثر هذه التعريفات الجمركية على الاستثمارات التجارية التي وعد ترامب بتحفيزها من خلال خفض ضرائب الشركات وإزالة القيود التنظيمية، إذ إن التعريفات غالبًا ما تؤدي إلى ارتفاع الأسعار على المستهلكين والشركات من خلال زيادة تكلفة السلع المستوردة.
وصوّت العديد من الناخبين لصالح ترامب في انتخابات نوفمبر على أمل أن يكون قادرًا على التعامل مع التضخم بشكل أفضل من الرئيس الديمقراطي جو بايدن. لكن توقعات التضخم بدأت بالارتفاع، وفقًا لمؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلك، حيث يتوقع المستطلعون أن ترتفع الأسعار بنسبة 3.3%، وهي نسبة أعلى من معدل التضخم الفعلي البالغ 2.9% في مؤشر أسعار المستهلك لشهر ديسمبر.
تحذيرات من زيادة التضخموبحسب فاينناشيال تايمز فإن الخبراء الاقتصاديون يحذرون من أن الرسوم الجمركية الواسعة قد تؤدي إلى زيادة التضخم، مما قد يمنع الاحتياطي الفيدرالي من خفض أسعار الفائدة كما هو متوقع هذا العام. وقد بدأ بعض مسؤولي البنك المركزي بالفعل في أخذ سياسات ترامب بعين الاعتبار في توقعاتهم منذ ديسمبر، حتى قبل توليه منصبه رسميًا.
وفرض تعريفات جمركية مرتفعة على أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة يزيد بشكل حاد من مخاطر اندلاع حروب تجارية شاملة في الأيام الأولى من الولاية الثانية لترامب. وقد استعدت كل من كندا والمكسيك لحزمة من الرسوم الانتقامية، كما أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيتخذ إجراءات مضادة، كما فعل خلال فترة ترامب الرئاسية الأولى.
وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يوم الجمعة: "نحن مستعدون للرد – سيكون ردًا هادفًا وقويًا، لكنه معقول وفوري"، محذرًا الكنديين من "أوقات صعبة قد نواجهها في الأيام والأسابيع المقبلة".
أما وزيرة المالية الكندية السابقة كريستيا فريلاند، التي تخوض سباقًا لخلافة ترودو، فقد دعت حكومة أوتاوا إلى الرد على أي تعريفات أمريكية بفرض ضرائب باهظة على سيارات تسلا، لمعاقبة إيلون ماسك، أحد أبرز حلفاء ترامب.
ترامب يضرب بالتحذيرات عرض الحائطورفض ترامب تحذيرات الاقتصاديين من أن الرسوم الجمركية قد تضر بالاقتصاد الأمريكي أو تتسبب في ارتفاع الأسعار مع انتقال التكاليف المتزايدة إلى المستهلكين. وقال الرئيس الأمريكي: "التعريفات لا تسبب التضخم، بل تؤدي إلى النجاح".
لكن الديمقراطيين حذروا من أن العبء الأكبر لهذه الضرائب سيتحمله المواطنون الأمريكيون. وقال زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر: "دونالد ترامب يستهدف المكسيك وكندا والصين برسومه الجديدة، لكنها ستؤثر في النهاية على جيوب الأمريكيين".
وأضاف: "إذا تم تطبيق هذه الرسوم بالكامل، فسوف ترفع الأسعار على كل شيء، من المواد الغذائية إلى السيارات وحتى الوقود، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة على العائلات المتوسطة لتدبير أمورها المعيشية".