كتبت" الاخبار"كلّ التسريبات التي سبقت الزيارة تقاطعت حول خلوّ سلة الزائر الفرنسي من أي مبادرة جدية من شأنها إحداث خرق في الجدار الرئاسي الذي ازداد سماكة بعد عملية «طوفان الأقصى». لذلك، بدا أن استئناف البحث في الملف الرئاسي هو العنوان العريض لجولة الزائر الفرنسي أمس على الرئيسيْن نجيب ميقاتي ونبيه برّي وقائد الجيش جوزف عون والبطريرك الماروني بشارة الراعي ورؤساء أحزاب القوات اللبنانية سمير جعجع والكتائب سامي الجميل والتقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط وعدد من رؤساء الكتل النيابية وممثّلين عنها.

غير أن جوهر الزيارة يتمحور حول الوضع في الجنوب. ففي سياق التشديد على «ضرورة تثبيت الهدوء ومنع تصاعد المواجهات» في الجنوب، عبّر لودريان، وفق مصادر متابعة، عن الرغبة الغربية في الضغط على حزب الله لـ «الالتزام بتطبيق القرار 1701» وليس فقط ضبط القواعد التي كانت تحكم الجبهة الجنوبية قبل 7 تشرين الأول الماضي. ويأتي ذلك مصاحباً لموجة دولية تدفع منذ أكثر من عام باتجاه تعديل القرار 1701 في ما يتعلق بصلاحيات قوات الطوارئ العاملة في جنوب لبنان (اليونيفل)، وقد توسّعت هذه الموجة الآن إلى الحديث عن إخلاء القرى الحدودية. ولفتت المصادر إلى أن دعوة جعجع بعدَ لقائه لودريان الحكومة إلى «تحمّل مسؤولياتها وتطبيق القرار 1701 وسحب الميليشيات من الجنوب»، تعبّر عما يحاك في الخارج بالتنسيق مع قوى محلية. وقالت المصادر إن «مرجعية سياسية لبنانية تبلّغت من جهات غربية بأن العدو الإسرائيلي يواجه معضلة رفض سكان المستوطنات الشمالية العودة إليها بسبب وجود حزب الله على الحدود، وأن إسرائيل بحثت مع دول غربية وعربية في الضغط على لبنان لإقامة منطقة عازلة داخل حدوده بما يسمح بإعادة المستوطنين». وأضافت أن الدول الغربية التي استجابت للرغبة الإسرائيلية «عدّلت في الاقتراح معتبرة أن المنطقة العازلة يجب أن تكون من الجانبيْن وهو ما يرفضه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حتى الآن». ورغم ذلك، بدأ الكلام مع القوى السياسية اللبنانية، وفي مقدّمها الحكومة، على العمل لـ«إنشاء منطقة عازلة جنوب الليطاني وإبعاد قوة النخبة في حزب الله عنها»، فيما طُلب من خصوم الحزب المحليين إطلاق حملة سياسية وإعلامية موازية للعمل الدبلوماسي في هذا السياق.واستعادت المصادر المداولات التي سبقت وقف العمليات الحربية بعد عدوان تموز 2006، عندما كان إنشاء منطقة عازلة واحداً من الشروط التي أصرّ عليها العدو الإسرائيلي ونقلتها إلى بيروت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي دعت إلى «إنهاء كل أشكال الوجود العسكري والمدني والمؤسساتي لحزب الله جنوب نهر الليطاني».
وفي هذا الإطار، اعتبرت أوساط سياسية بارزة أن اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان تريد الالتفاف على النتائج السياسية لـ«طوفان الأقصى» على لبنان، وهي بدأت حرباً استباقية ضد حزب الله الذي نُقِل عنه أنه سيكون أكثر تمسّكاً بمواقفه في عدد من الملفات ولا سيما الانتخابات الرئاسية، وأن كل النشاط المباشر والمكثّف الذي يجريه السفراء الغربيون وعلى رأسهم السفيرة الأميركية في ما يتعلق بالجبهة الجنوبية (التي تشكل النقطة المشتركة الوحيدة بينَ أعضاء اللجنة الخماسية) لن ينتج عنه شيء، باستثناء الضجيج الذي سيتراجع عند بدء البحث الجدي في الملف اللبناني.
إلى ذلك، علمت «الأخبار» أن باريس استبقت زيارة لودريان بمحاولة جسّ نبض الأطراف السياسية وما إذا كان أيّ منها قد عدّل في مواقفه بعد تطورات الشهرين الماضيين، إذ إن تواصلاً فرنسياً جرى قبلَ أسبوعيْن مع الرئيس بري لإبلاغه بزيارة لودريان من دون إعطاء أيّ تفاصيل، قبل أن يزور السفير الفرنسي في بيروت هيرفي ماغرو عين التينة. وبحسب المعلومات، فقد سأل ماغرو رئيس مجلس النواب عمّا إذا كانت الفرصة سانحة لاستئناف الجهود الفرنسية بشأن الملف الرئاسي، وما إذا كانت القوى السياسية لا تزال على ثوابتها. لكن ما أثار بعض الريبة من كلام السفير الفرنسي، هو سؤاله عن قائد الجيش العماد جوزف عون، ليس من باب التمديد له في قيادة الجيش، وإنما ربطاً بالملف الرئاسي، إذ استفسر السفير الفرنسي، بحسب مصادر مطّلعة، حول ما إذا كانت الظروف الحالية تسمح بانتخاب عون رئيساً، وهل يسير الثنائي (حزب الله وحركة أمل) وحلفاؤه في هذا الخيار في حال وجدوا أن هناك غالبية يمكن أن تمنحه أصواتها. ولمّح ماغرو، في اللقاء مع بري، إلى أن عون هو مرشح المملكة العربية السعودية وأن الكتلة السنية ستقف إلى جانبه، ولفت إلى أن لودريان قد يستأنف مساعيه ويدعو مجدّداً إلى الحوار.
وعلمت «الأخبار» أن «لودريان زار الرياض قادماً من الدوحة في محاولة منه للتنسيق مع الدول الخمس المعنيّة بالملف اللبناني»، وأن ما حمله إلى بيروت كانَ معدّلاً بعض الشيء عمّا مهّد له السفير الفرنسي. فهو تحدّث مع المسؤولين اللبنانيين «في عناوين عريضة متصلة بالملف الرئاسي، وتطرّق إلى الخيار الثالث التوافقي بدلاً من المرشحيْن الحالييْن (سليمان فرنجية وجوزف عون) اللذين لم يستطع أيّ منهما أن يحظى بإجماع حوله، ولم يغِب عن حديثه اسم المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري المدعوم من الدوحة»(الاخبار)
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: السفیر الفرنسی حزب الله

إقرأ أيضاً:

لبنان على أعتاب مرحلة جديدة.. من سيرث كرسي بعبدا بعد الفراغ الرئاسي؟

بعد فراغٍ رئاسي استمرَّ لأكثر من سنتين، يستعدُّ لبنان لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية في 9 يناير/كانون الثاني الحالي، وسط ترقّب وتجاذبات سياسية يُخشى أن تعيد بلد الأرز إلى نقطة الصفر. فمن هم أبرز المرشّحين؟

اعلان

لا يشبه انتخاب رئيسٍ للجمهورية في لبنان أيَّ بلدٍ آخر، لكن يمكن لعملية قيصرية محتملة، مع وصول الأنامل "المباركة" للمبعوث الأمريكي من واشنطن عاموس هوكستين، أن تخلّص البلد من مخاضٍ رئاسي طال أمده، في حال اجتمعت الأطراف الداخلية والخارجية على رجلٍ يقود "المرحلة".

وبموجب المادة 49 من الدستور اللبناني، يتطلب انتخاب الرئيس في الدورة الأولى أغلبية الثلثين من أعضاء البرلمان، أي 86 نائبًا. وفي حال عدم التوصل إلى انتخاب في الدورة الأولى، يتم الاكتفاء بالأغلبية المطلقة (النصف +1) في الدورات التالية، بشرط اكتمال النصاب بحضور 86 نائبًا.

من بين الأسماء المتداولة كمرشحين محتملين لخلافة الرئيس اللبناني ميشال عون، يبرز جوزيف عون، إلى جانب العديد من الشخصيات البارزة مثل إلياس البيسري، جان لوي قرداحي، جورج خوري، ابراهيم كنعان، زياد بارود، زياد حايك، سمير عساف، فريد الياس الخازن، فريد هيكل الخازن، فريد البستاني، ناصيف حتي، نعمة إفرام، ووديع الخازن، بالإضافة إلى عدد من الأسماء الأخرى التي تسعى للوصول إلى كرسي الرئاسة.

Relatedالسياسة في لبنان.. رؤساء ونواب بالوراثة فهل تغير انتخابات 2022 هذا الواقع؟بعد ساعات من هدنة هشة بين لبنان وإسرائيل.. بيروت تستعد لانتخاب رئيس للجمهوريّة في التاسع من ينايرالانتخابات اللبنانية.. المرشح معوّض يدعو إلى تغيير "ميزان القوى" المفروض من حزب اللهأبرز الأسماء والخلافات حولهاجوزيف عون

في الفترة الأخيرة، رُوِّج لقائد الجيش، جوزيف عون، باعتباره المرشّح الأكثر حظًا فيما وصفته بعض الوسائل الإعلامية اللبنانية بـ"بازار الرئاسة". إذ يمتلك عون الدعم الغربي وبعض التأييد العربي، وفقًا لما نقله موقع "أكسيوس"، خاصة بعد إعلان وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.

من تفاعل رواد مواقع التواصل مع الملف الرئاسي في لبنانالياس البيسري

من الأسماء المطروحة على الساحة اللبنانية أيضًا اللواء الياس البيسري، المدير العام للأمن العام بالإنابة. غير أن وسائل إعلام لبنانية، تشير إلى أن حظوظه أصبحت "ضعيفة" بسبب رفض اللجنة الخماسية لوقف إطلاق النار بين بيروت وتل أبيب لاسمه، بحسب جريدة "الأخبار" اللبنانية.

من تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الاستحقاق الرئاسي في لبنانسمير جعجع

جرى الحديث عن أن رئيس حزب القوات، سمير جعجع، الذي كان يحاول جسُّ النبض لترشّحه، كان يعوّل على سقوط اسم قائد الجيش بسبب رفض "الثنائي الشيعي"، المتمثل بحركة أمل وحزب الله، له. إذ قال جعجع في وقت سابق إنه "لا يؤيد وصول عون إلى الرئاسة، ولكنّ وقوف حزب الله وحركة أمل ضده لن يمكن عون من الحصول على الأصوات الـ86 اللازمة لانتخابه".

من التفاعل على كلمة صفا بشان "الفيتو" على جعجع

غير أن مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله، وفيق صفا، أشار بشكل واضح إلى أنهم "لا يضعون الفيتو على اسم قائد الجيش، لكنّ الفيتو الوحيد هو على اسم جعجع". مجهضًا بذلك حظوظ جعجع.

سليمان فرنجية

يُعتبر رئيس حزب تيار المردة، سليمان فرنجية، مرشّح الثنائي الشيعي في لبنان، وهو ما سبق وأعلن عنه الامين العام لحزب الله السابق، حسن نصر الله، قبل أشهر من اغتياله.

من تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الملف الرئاسي في لبنان

وقد علّق النائب حسين الحاج حسن على كلام صفا بالقول إن الحزب لم يغيّر موقفه تجاه الاستحقاقات السياسية، وإن تبنّيه سياسة الحياد مع قائد الجيش لا يعني تراجعه عن دعم فرنجية.

وكان لبنان قد حاول خلال 13 جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل وتوقفت هذه الجهود مع بدء المواجهات على الحدود الشمالية مع إسرائيل في الثامن من أكتوبر والتي تدحرجت لتتحول إلى حرب طاحنة. 

وبعد ساعات من سريان وقف إطلاق النار، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري  إلى الإسراع لانتخاب رئيس جديد للبنان "يجمع ولا يفرق"، مؤكدا تجاوز "لحظة تاريخية هي الأخطر"، بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل حيز التنفيذ.

وفي خطاب متلفز، قال بري: "علينا استدعاء كل عناوين الوحدة من أجل لبنان"، لافتًا إلى أن المرحلة الحالية ليست للمحاكمة.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "سوريا ستصبح تحت قيادتك دولة رائدة".. ماذا طلب نجل الحاخام اليهودي أبراهام حمرا من الشرع؟ فيروس جديد يجتاح الصين.. ماذا نعرف حتى الآن؟ رحل جيمي كارتر.. فما هي أهم تصريحاته التي بقيت عالقة في الأذهان وماذا قال يوما عن غزة؟ رئيسبرلمانانتخاباتحزب اللهلبناناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. مقتل 3 إسرائيليين في حادث إطلاق نار شرق قلقيلية وصواريخ غزة تصيب منزلًا في سديروت يعرض الآن Next على الاتحاد الأوروبي التخلي عن مراهقته الجيوسياسية.. عن عودة ترامب وتأثيرها على أوروبا يعرض الآن Next "سوريا ستصبح تحت قيادتك دولة رائدة".. ماذا طلب نجل الحاخام اليهودي أبراهام حمرا من الشرع؟ يعرض الآن Next فيروس جديد يجتاح الصين.. ماذا نعرف حتى الآن؟ يعرض الآن Next نصر الله لم يكن في الملاجئ.. تفاصيل جديدة حول عملية اغتياله بعد 17 عامًا من جمع المعلومات اعلانالاكثر قراءة منتجات فرد الشعر تسبب سرطان الرأس والرقبة.. تحذير جديد من وكالة حماية البيئة الأمريكية بلينكن قبل مغادرته: حديث مع نيويورك تايمز في التطبيع السعودي مع تل أبيب والدفاع الشرس عن إسرائيل رئيسة وزارء إيطاليا تفاجئ ترامب في منتجعه بفلوريدا والرئيس المنتخب يصفها بالمرأة المذهلة مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز مستشار النمسا يعتزم التنحي من منصبه بعد فشل مباحثات تشكيل ائتلاف وقوة اليمين المتطرف في ازدياد اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومبشار الأسددونالد ترامبسورياألمانياإسرائيلأوكرانياأبو محمد الجولاني الحرب في سوريافولوديمير زيلينسكيفلاديمير بوتينثلوجقصفالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • هزاع بن زايد ناعياً عبدالله أمين الشرفاء: كانت يده ممدودة دائماً بالخير والعطاء
  • آخر خبر.. ماذا أعلن حزب الله عن موقفه الرئاسي؟
  • استشهاد 5 أطفال بقصف صهيوني لخيام النازحين غربي خانيونس
  • باسيل يستقبل الموفد الفرنسي لودريان غدًا في البياضة
  • رئيس وزراء لبنان: قرار مجلس الأمن رقم 1701 ملزم لإسرائيل أيضا
  • نائب أمير تبوك يطلع على نسب الإنجاز في المشروعات التي تنفذها أمانة المنطقة
  • بيرم من عربصاليم: لن نسمح بتثبيت الإحتلال مهما كانت الأثمان
  • مقتل 4 فلسطينيين جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: تأجيل زيارة رئيس الموساد التي كانت مقررة اليوم إلى الدوحة لمواصلة محادثات صفقة التبادل
  • لبنان على أعتاب مرحلة جديدة.. من سيرث كرسي بعبدا بعد الفراغ الرئاسي؟