شومر يحذر التقدميين والشباب من معاداة السامية.. وجلسة استماع لجامعات كبرى
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
حذر زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، السيناتور الديمقراطي تشاك شومر، الأربعاء، من أن بعض الليبراليين والشباب "يساعدون ويحرضون دون قصد" على معاداة السامية باسم العدالة الاجتماعية، ما يؤجج ارتفاعا خطيرا في التعصب ضد اليهود على خلفية الحرب بين إسرائيلي وحركة حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة إرهابية.
وقبل ذلك، انضمت جامعة هارفارد، الثلاثاء، إلى قائمة المدارس الجامعات الأميركية التي يحقق فيها مكتب الحقوق المدنية التابع لوزارة التعليم الأميركية كجزء من حملة اتحادية بشأن مزاعم معاداة السامية والإسلاموفوبيا، منذ بدء الصراع في غزة، أكتوبر الماضي.
وألقت الحرب على غزة بظلالها على المؤسسات التعليمية في الولايات المتحدة، بعد شكاوى عديدة بشأن انتهاكات وتمييز بين الشباب سواء في ما يتعلق بمعاداة السامية أو الإسلاموفوبيا والعنف في الحرم الجامعي.
خطاب شومر في مجلس الشيوخوفي خطاب وصفته صحيفة نيويورك تايمز بـ"الشخصي العميق" من قاعة مجلس الشيوخ، وجه شومر، أعلى مسؤول يهودي منتخب في الولايات المتحدة، حديثه عن معاداة السامية في أميركا إلى أعضاء حزبه لأكثر من 40 دقيقة.
وقال شومر إن العديد من الأميركيين "تجاوزوا في أعقاب هجوم حماس أي تعبير عن التعاطف مع الضحايا وهاجموا بدلا من ذلك الأفعال السابقة للحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين".
وجاء تحذير شومر في وقت تشير فيه تقارير متعددة إلى ارتفاع نسبة حوادث معاداة السامية بشكل كبير، مع اتساع نطاق الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في جميع أنحاء البلاد، وارتفاع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية المدنيين في غزة.
ورفعت في تلك الاحتجاجات "شعارات معادية للسامية"، وفقا للصحيفة التي أشارت إلى أن تلك الأحداث أثارت جدلا بشأن الحرب وكشفت عن انقسام حاد في الحزب الديمقراطي.
ووفقا للصحيفة، اعتبر العديد من التقدميين القضية الفلسطينية امتدادا للحركات المطالبة بالعدالة الإثنية والاجتماعية، التي هيمنت مؤخرا على الاهتمامات السياسية للديمقراطيين، في حين واصل كثيرون من أعضاء التيار السائد في الحزب في تقديم دعم لا لبس فيه لتصرفات إسرائيل وردها على هجوم حماس.
لكن النقد اللاذع ضد إسرائيل في الولايات المتحدة، كما قال شومر، تحول إلى معاداة سامية واسعة النطاق، "لم نشهد مثلها منذ أجيال في هذا البلد، إن حدث ذلك على الإطلاق".
وقال شومر: "الحركة المؤيدة للفلسطينيين تستغل معاداة السامية لتبني الكراهية والتعصب تجاه الشعب اليهودي. لكن بدلا من وصف هذا السلوك الخطير على حقيقته، نرى كثيرا من أصدقائنا ومواطنينا، خاصة الشباب الذين يتوقون إلى العدالة، يحرضون ضد اليهود دون قصد".
وتحدث عن الشعور العميق بالخيانة والعزلة والخوف الذي شعر به هو والعديد من اليهود عندما شهدوا رد فعل اليسار، وهم الأشخاص الذين قال شومر إن "معظم الأميركيين اليهود الليبراليين شعروا في السابق أنهم كانوا رفاقهم الأيديولوجيين".
وقال شومر: "منذ وقت ليس ببعيد، سار الكثير منا معا من أجل حياة السود والملونين. لقد وقفنا ضد الكراهية المعادية لآسيا. لقد احتجنا على التعصب ضد مجتمع المثليين. لقد ناضلنا من أجل العدالة الإنجابية، من منطلق إدراكنا أن الظلم ضد مجموعة مضطهدة هو ظلم ضد الجميع".
لكنه أضاف: "على ما يبدو، في نظر البعض، أن هذا المبدأ لا يمتد إلى الشعب اليهودي".
وأبلغت منظمات مدافعة عن اليهود وأخرى مدافعة عن المسلمين عن ارتفاع في حوادث التحيز بعد اندلاع الحرب، وفقا لشبكة "أن بي سي نيوز".
وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، تعرض رؤساء جامعات وإداريون في المؤسسات التعليمية لانتقادات من طرف العديد من الطلاب والخريجين وأعضاء هيئة التدريس والمانحين الذين لم يتفقوا مع استجاباتهم للصراع المستمر، بحسب صحيفة "ذا هيل".
وتعهدت المؤسسات التعليمية بشكل منفصل بمحاربة معاداة السامية في حرمها الجامعي، لكن أعمال التمييز والعنف مستمرة مع اقتراب الحرب من شهرين، وفقا للصحيفة.
هارفارد أحدث المنضمين لقائمة التحقيقاتوهارفارد هي المدرسة الخامسة عشرة والكلية أو الجامعة الثامنة التي تضاف إلى القائمة منذ بدء حرب غزة، في 7 أكتوبر، وفقا لموقع مكتب الحقوق المدنية التابع لوزارة التعليم الأميركية، على الإنترنت. وتشمل الكليات الأخرى جامعة بنسلفانيا وكلية ويليسلي وجامعة كولومبيا. وقد تضاعف عدد المدارس قيد التحقيق، العام الجاري، منذ بدء النزاع، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وقال وزير التعليم الأميركي، ميغيل كاردونا، في وقت سابق من نوفمبر الجاري، إن "الكراهية ليس لها مكان في مدارسنا. عندما يتم استهداف الطلاب لأنهم يهود، أو مسلمون، أو عرب، أو سيخ، أو أي عرق ودين آخر، يجب على المدارس العمل لضمان بيئات تعليمية آمنة وشاملة حيث يتمتع الجميع بحرية التعلم".
وأضاف أن "هذه التحقيقات تؤكد مدى جدية إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، ونائبته كاميلا هاريس، وكذلك وزارة التعليم الأميركية، في تحمل المسؤولية لحماية الطلاب من الكراهية والتمييز".
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن المتحدث باسم جامعة هارفارد قوله إن المدرسة تدعم "عمل مكتب الحقوق المدنية لضمان حماية حقوق الطلاب في الوصول إلى البرامج التعليمية وستعمل مع المكتب للإجابة على أسئلتهم".
وذكرت الصحيفة أنه في اليوم التالي لهجوم حركة حماس على إسرائيل، في 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص، وقعت لجنة "التضامن مع فلسطين" بجامعة هارفارد وأكثر من 30 مجموعة طلابية أخرى بيانا جاء فيه أن "نظام الفصل العنصري الإسرائيلي هو المسؤول الوحيد" عن أعمال العنف.
وفي الوقت نفسه تقريباً، أصدرت رئيسة جامعة هارفارد، كلودين جاي، مذكرة قالت فيها إنها "تشعر بحزن شديد بسبب الموت والدمار" الناجم عن هجوم حماس المفاجئ والانتقام الإسرائيلي ضد غزة.
وبعد ذلك بوقت قصير، وجه رئيس جامعة هارفارد السابق، لاري سمرز، انتقادات لجاي، لفشلها في إدانة حركة حماس.
وعدلت جاي تصريحاتها بشأن الهجمات وسط ضغوط متزايدة. وفي ذلك الوقت تقريبًا، اعتدى المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين على طالب يهودي في كلية هارفارد للأعمال في حادث تم تصويره ونشره على الإنترنت، وأدانته الكلية، بحسب الصحيفة.
قادة الجامعات أمام الكونغرس لمناقشة معاداة الساميةومن المُقرر أن يُلقي قادة جامعات هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة بنسلفانيا خطابا، الأسبوع المقبل، أمام الكونغرس في جلسة استماع بعنوان "محاسبة قادة الحرم الجامعي ومواجهة معاداة السامية"، وفقا لصحيفة "ذا هيل".
ومن المقرر عقد جلسة الاستماع، التي تم الإعلان عنها، الثلاثاء، في 5 ديسمبر، وستعقدها لجنة التعليم والقوى العاملة بمجلس النواب.
وقالت رئيسة لجنة مجلس النواب للتعليم والقوى العاملة، الجمهورية فيرجينيا فوكس: "على مدى الأسابيع القليلة الماضية، شهدنا أمثلة لا حصر لها من المظاهرات المعادية للسامية في حرم الجامعات. وفي هذه الأثناء، وقف مديرو الكليات متفرجين إلى حد كبير، ما سمح للخطاب المروع بالتفاقم والنمو".
وتابعت النائبة الأميركية في بيانها: "يتحمل رؤساء الكليات والجامعات مسؤولية تعزيز ودعم بيئة تعليمية آمنة لطلابهم وموظفيهم. والآن ليس الوقت المناسب للتردد أو التصريحات النخبوية".
واستكملت: "من خلال عقد هذه الجلسة، فإننا نسلط الضوء على قادة الحرم الجامعي ونطالبهم باتخاذ الإجراء المناسب للوقوف بقوة ضد معاداة السامية".
ولم يذكر إعلان فوكس أي خطط للتحقيق في الإسلاموفوبيا أو أشكال التمييز الأخرى في الحرم الجامعي، بحسب "ذا هيل".
ومن بين حضور الجلسة كلودين جاي، رئيس جامعة هارفارد، وليز ماغيل، رئيسة جامعة بنسلفانيا، وسالي كورنبلوث، رئيسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
وفي بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني، قال متحدث باسم جامعة بنسلفانيا إن ماغيل "تتفهم الأهمية الحاسمة لمحاربة معاداة السامية وغيرها من أشكال الكراهية في الحرم الجامعي وتتطلع إلى مشاركة ما تفعله الجامعة في جلسة الاستماع الأسبوع المقبل".
وفي بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني، قال متحدث باسم معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إن كورنبلوث "ترحب بفرصة التعامل مع أعضاء اللجنة".
وفي جلسة استماع سابقة بمجلس النواب، قال الجمهوريون إن مكاتب التنوع والمساواة والشمول في الحرم الجامعي فشلت في دعم الطلاب اليهود في أعقاب الصراع في الشرق الأوسط، وفقا لـ"ذا هيل".
73% من طلاب الجامعات اليهود شهدوا معاداة للساميةما يقرب من ثلاثة أرباع طلاب الجامعات اليهودية في الولايات المتحدة شهدوا أو تعرضوا لـ"معاداة السامية" في حرمهم الجامعي منذ بداية العام الدراسي، وفقًا لاستطلاع جديد أصدرته رابطة مكافحة التشهير، وهي مجموعة مناصرة تتعقب الحوادث المعادية لليهود وسط الحرب بين إسرائيل وحماس، بحسب شبكة "أن بي سي نيوز".
كما وصف الطلاب الفلسطينيون والمسلمون والعرب مناخا عدائيا بشكل متزايد في الجامعات، بما في ذلك ارتفاع عدد الأشخاص الذين ينشرون معلوماتهم الشخصية بشكل ضار عبر الإنترنت، وهي ممارسة تُعرف باسم جمع المعلومات الشخصية. وفتحت السلطات تحقيقا في جريمة كراهية بعد حادث دهس في جامعة ستانفورد أدى إلى دخول طالب عربي مسلم إلى المستشفى، وفقا للشبكة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الولایات المتحدة فی الحرم الجامعی جامعة بنسلفانیا معاداة السامیة جامعة هارفارد قال شومر ذا هیل
إقرأ أيضاً:
التفرقة والوحدة: دروسٌ من توحد اليهود وصراعات الأُمَّــة
شاهر أحمد عمير
على مر التاريخ، عرف اليهود بخلافاتهم الداخلية التي تشمل صراعات سياسية ودينية واجتماعية، إلا أن المثير للتأمل هو قدرتهم على تجاوز هذه الخلافات عندما يتعلق الأمر بمصالحهم المشتركة أَو التهديدات التي تواجه وجودهم.
في مواجهة الأُمَّــة الإسلامية والعربية، يظهر اليهود كتلة واحدة، يتحدون ضد كُـلّ ما يعتبرونه تهديدًا لمشروعهم، متناسين اختلافاتهم الأيديولوجية والسياسية.
هذا الواقع يحمل درسًا مهمًا للأُمَّـة الإسلامية والعربية، التي تعاني من التفرقة والتشتت في وقت هي بأمسّ الحاجة فيه إلى الوحدة والتماسك؛ فالتحديات التي تواجهنا كأمة، سواء أكانت سياسية أَو اقتصادية أَو عسكرية، تتطلب منا أن نتجاوز خلافاتنا الداخلية، ونتوحد خلف قضايا مصيرية تجمعنا، مثل القضية الفلسطينية والصراعات التي تهدّد وجود الأُمَّــة وهويتها.
من الواضح أن اليهود يدركون جيِّدًا أن قوتهم تكمن في وحدتهم أمام عدوهم المشترك، في المقابل، نجد أن العديد من الدول العربية والإسلامية تغرق في نزاعات داخلية، وتنساق وراء أجندات أجنبية تسعى لتفتيت الصف الإسلامي والعربي، هذه النزاعات لا تخدم إلا أعداء الأُمَّــة، الذين يستغلون انقساماتنا لإضعافنا والسيطرة على مقدراتنا.
إن ما يحدث اليوم في العالم الإسلامي والعربي هو انعكاس لغياب الرؤية المشتركة وافتقاد الأولويات؛ فما الذي يمنع الأُمَّــة من أن تتوحد أمام مشاريع الهيمنة والاحتلال كما يفعل أعداؤها؟ لماذا نظل أسرى لخلافات عابرة وتنافسات ضيقة بينما تهدّدنا قوى كبرى تستهدف كياننا بالكامل؟
لقد أثبتت التجارب أن الوحدة قوة لا يُستهان بها، وأن الأمم التي تدرك أهميّة التكاتف وتعمل على بناء جبهتها الداخلية هي التي تنتصر في النهاية، وَإذَا كنا نريد مستقبلًا أكثر أمانًا وعدالة لأمتنا، فعلينا أن نبدأ بالتعلم من أعدائنا، ونتخذ من وحدتهم عبرة نستلهم منها خطواتنا المقبلة.
إن الدعوة للوحدة ليست مُجَـرّد شعار، بل هي واجب ومسؤولية على عاتق كُـلّ فرد وكلّ دولة في الأُمَّــة الإسلامية؛ فلا يمكن مواجهة التحديات الكبيرة إلا بروح جماعية وإرادَة واحدة، نحن بحاجة إلى إعادة بناء الثقة بين الشعوب والأنظمة، ووضع مصلحة الأُمَّــة فوق كُـلّ اعتبار.
فكما يتجاوز اليهود خلافاتهم في سبيل تحقيق أهدافهم، علينا نحن أَيْـضًا أن ننهض من سباتنا ونرتقي فوق نزاعاتنا الصغيرة، ونعيد للأُمَّـة مجدها وقوتها؛ فالأعداء متربصون، والمستقبل لا ينتظر من يتردّد أَو يتخاذل.
لنجعل من اختلافاتنا مصدرًا للتكامل، ومن وحدتنا طريقًا للنصر، لنتعلم من التاريخ ونصنع مستقبلًا يليق بأمتنا وهويتنا.