يوافق اليوم الخميس، الذكرى 35 على رحيل القارئ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، أحد أعلام دولة التلاوة المصرية، والملقب بصوت مكة وصاحب الحنجرة الذهبية وغيرها من الألقاب التي أطلقت على واحدٍ من أبرز وأهم مدارس التلاوة في مصر والعالم الإسلامي.

ونرصد في التقرير التالي أهم المحطات في حياة الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، وأسراره.

مولده ونشأته 

ولد الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد سليم داود في قرية «المراعزة» التابعة لمدينة أرمنت بمحافظة قنا، في 26 جمادى الآخرة عام 1345 هـ، الموافق 1 يناير 1927 م، ونشأ في بيتٍ قرآني، فجده من جهة أبيه هو الشيخ عبد الصمد، من الحفظة المشهود لهم بالتمكن في حفظ القرآن الكريم، وجده لأمه العارف بالله الشيخ أبو داود المعروف بمدينة أرمنت.

التحق الشيخ بكتّاب القرية وهو في سن السادسة، وأتم حفظ القرآن كاملًا مع بلوغه العاشرة، وجمع قراءات القرآن الكريم على يد العالم الأزهري الشيخ محمد سليم حمادة الذي كان يصطحبه معه للقراءة في السهرات والحفلات، وكان يزكيه في كل مكان يذهب إليه، إلى أن ذاع صيته في قرى ومحافظات الوجه القبلي.

حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ محمد الأمير شيخ كتاب قريته، أخذ القراءات على يد الشيخ المتقن محمد سليم حمادة، دخل الإذاعة المصرية سنة 1951، وكانت أول تلاواته من سورة فاطر.

عُين الشيخ عبد الباسط قارئًا لمسجد الإمام الشافعى سنة 1952، ثم لمسجد الإمام الحسين سنة 1958 خلفًا للشيخ محمود علي البنا. 

ترك للإذاعة ثروة من التسجيلات إلى جانب المصحفين المرتل والمجود ومصاحف مرتلة لبلدان عربية وإسلامية، وجاب بلاد العالم سفيرًا لكتاب الله، وكان أول نقيب لقراء مصر سنة 1984، وتوفي في 30 نوفمبر 1988.

شهرته 

سافر الشيخ عبد الباسط عبد الصمد إلى القاهرة في سن السابعة والعشرين، والتحق بإذاعة القرآن الكريم في نهاية عام 1951م؛ ليبدأ مسيرته القرآنية العالمية، كما عين قارئًا لمسجد الإمام الشافعي، ومسجد سيدنا الإمام الحسين، ويعد الشيخ أول نقيب لقراء مصر عام 1984م.

زياراته الخارجية 

تلقى الشيخ دعوات عديدة من شتى بقاع الدنيا؛ للقراءة في المناسبات المختلفة، فلباها وجاب أنحاء العالم، ومن الدول التي سافر إليها: المملكة العربية السعودية، وفلسطين، وسوريا، والكويت، والعراق، والمغرب ولبنان، والجزائر، وإندونسيا، وجنوب أفريقيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، والهند، وغيرها.

وقرأ رحمه الله في الحرمين الشريفين؛ ولهذا لقب بـ «صوت مكة»، كما قرأ في المسجد الأقصى المبارك، والمسجد الأموي بدمشق، وكان يحظى بحب الملوك والرؤساء، حيث كانوا يستقبلونه استقبالًا رسميًّا حافلًا.

التكريمات والأوسمة 

كُرم الشيخ في العديد من المحافل العالمية، وحصل على عدد من الأوسمة الرسمية المرموقة، منها: وسام الأرز من الجمهورية اللبنانية، والوسام الذهبي من باكستان، ووسام العلماء من الرئيس الباكستاني ضياء الحق، ووسام الاستحقاق السنغالي، ووسام من الجمهورية السورية، ودولة ماليزيا، ووسام الإذاعة المصرية في عيدها الخمسين، ووسام الاستحقاق من جمهورية مصر العربية.

وفاته 

رحل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد عن عالمنا، في يوم الأربعاء 30 نوفمبر 1988م، بعد رحلة قرآنية ملهمة مؤثرة، ومسيرة عطاء زاخرة.

هل يأثم من لا يسجد سجود التلاوة.. وما يقوم مقامها حال العجز عنها؟ في ذكراه الخامسة.. محطات في حياة كروان التلاوة الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي لماذا عرف الشيخ عبدالباسط عبدالصمد بصوت مكة؟

من جانبه، قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، إن الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، ركن من أركان القراءة المصرية وكان يسمى صوت مكة؛ لأنه أتيح له أن يقرأ في الحرم المكي، وكان الملك فيصل يحبه، وكلما ورد للملكة العربية السعودية لا بد أن يصدره للقراءة.

ولفت علي جمعة، خلال حواره ببرنامج "مصر دولة التلاوة" المذاع عبر فضائية "الحياة"، إلى أن الشيخ عبدالباسط عبد الصمد أيقونة للقراء في هذا العصر، وهو كسر الصور النمطية للقاريء وخرج عنها؛ لأن صوته كان وكأنه صوت السماء، وأن الشيخ عبدالباسط التحق بالإذاعة المصرية عام 1951.

وأشار علي جمعة إلى أن الراديو ارتفعت أسعاره في العام الذي دخل فيه الشيخ عبدالباسط عبدالصمد الإذاعة بسبب كثرة الطلب عليه، ودخل الإذاعة المصرية زاد بسبب كثرة الإعلانات، مؤكداً أن الشيخ عبدالباسط يوصف بأنه قارئ شعبوي لعموم الناس، وكان فلتة في هذا المجال، وأن الشيخ عبدالباسط استمر ناجحًا حتى بعد وفاته ولم ينساه الناس، وتميز بسهولة الأداء وقوة الصوت وطول النفس، ووصل لقمة القمة. 

عبدالباسط عبدالصمد كان لا يشعر بمن حوله حين يتلو القرآن

قال محمد حشاد، نقيب قراء القرآن الكريم، إن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد كان يقرأ القرآن وكأنه لا يشعر بمن حوله، مشيرًا إلى أن الشيخ الراحل، لم يكن قامة في قراءة القرآن فقط؛ بل كان قامة في خلقه، وفي تصرفاته وسلوكه.

وأضاف "محمد حشاد" خلال مداخلة هاتفية في برنامج "90 دقيقة" المذاع علي قناة "المحور" الفضائية، أن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد كان له قبول لدى الجميع في أنحاء العالم، وكانت له طريقة خاصة في قراءة القرآن كأنه يقرأ القرآن لله، وليس للحاضرين من حوله؛ وهذا ما جعل له وقارًا وقيمة لدى الجميع.

وأشار محمد حشاد، إلى أن الكثير من البشر كانوا يقبِّلون يد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد؛ عندما كان يزور دولا غربية أو عربية، وحدث ذلك في جنوب إفريقيا والهند وباكستان، وغيرها من الدول.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: عبدالباسط عبدالصمد القران الكريم الإذاعة المصریة القرآن الکریم إلى أن

إقرأ أيضاً:

حزب الإصلاح يتحدث عن معلومات مؤكدة تكشف عن مصير المناضل محمد قحطان المختطف لدى المليشيات

كشف حزب التجمع اليمني للإصلاح الخميس 4 يوليو/تموز 2024م عن مصير القيادي في الحزب المختطف لدى مليشيات الحوثي الارهابية المناضل الاستاذ"محمد قحطان".

وأكد نائب رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح عدنان العديني فس تغريدة له عبر منصة أكس تويتر سابقاً رصدها محرر "مأرب برس"بأن "الحزب لديه معلومات مؤكدة تفيد بأن الأستاذ محمد محمد قحطان عضو الهيئة العليا للحزب المختطف في سجون مليشيات الحوثي لايزال على قيد الحياة".

وحمّل العديني "مليشيات الحوثي المسؤولية عن حياة المناضل قحطان التي تختطفه وتخفيه قسريا منذ عشر سنوات مؤكدًا بأن الإفراج العاجل عنه أولوية قصوى.

وتابع قائلا :في الإصلاح معلوماتنا المؤكدة بأن الأستاذ محمد محمد قحطان عضو الهيئة العليا للحزب، على قيد الحياة، ونحمّل المليشيا الحوثية التي تختطفه وتخفيه قسريا منذ عشر سنوات كامل المسؤولية عن حياته خاصة بعد التصريحات اللا أخلاقية التي ترددها بعض قيادات المليشيا، ونؤكد أن الإفراج العاجل عنه أولوية قصوى.


يأتي ذلك ردا على تصريح أدلى به رئيس وفد مليشيات الحوثي الانقلابية الذي قال فيه"أن الاتفاق تضمن الافراج عن محمد قحطان مقابل الافراج عن 50 أسير من الطرف الآخر، وإن كان متوفيا فيتم تسليم جثته مقابل تسليم الطرف الآخر 50 جثة".
 

 

وامس الاربعاء أعلنت أسرة المناضل الوطني المختطف في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، السياسي محمد قحطان، رفضها القاطع، للمهازل والتصريحات الصادرة من مسقط بشأن إطلاق سراح والدهم وحياته.

 

وأوضحت أسرة الأستاذ محمد قحطان -في بيان مساء الأربعاء، نشرته ابنته فاطمة- إنها لم تفوض أي جهة كانت، حتى لمجرد الحديث عن حياة المناضل قحطان، فضلا عن التفاوض أو المساومة بهذا الشأن.
وحملت مليشيا الحوثي المسؤولية عن أي خطر قد يتعرض له والدهم في سجنه، خاصة بعد التصريحات الصادرة من مسقط.

 

وأشارت إلى سماعها على مدى العشرة الأعوام منذ اختطاف قحطان، بشكل متكرر مثل هذه التصريحات العبثية من مليشيا الحوثي دون أن تلقي لها بالا، لأن مطلبها هو أن يعود الأستاذ قحطان إلى منزله الذي اُختطف منه صحيحا معافى.

 

واستنكرت أسرة قحطان، صدور مثل هذه التصريحات من بعض أعضاء فريق الشرعية الذين خالفوا توجيهات الرئاسة وتوجهات الحكومة وكل محبي قحطان داخل اليمن وخارجه، بالبدء بزيارة أسرة قحطان له قبل الشروع بأي تفاوض، لافتة إلى أن هذه التصريحات لا تعكس تطلعاتهم ولا تليق بتضحيات والدهم وبمعاناتهم المستمرة.

 

وأكدت عدم قبولها بأي تسوية تتجاهل حقوق والدهم الأستاذ محمد قحطان، كإنسان وكمواطن يمني.

 

وطالبت الحكومة الشرعية والمجتمع الدولي بالتحرك الجاد والفوري والعمل على إطلاق سراح المناضل قحطان دون شروط أو مماطلة.

 

وعبرت أسرة قحطان عن استنكارها، أن يتم هذا العبث وهذه اللغة والتصريحات التي تفتقر للإنسانية والاخلاق والقيم والقوانين، برعاية واشراف الأمم المتحدة عبر مكتب المبعوث، وطالبتهم بأن يوضحوا موقفهم من تحويل قضية انسان مختطف الى مادة للاستعراض والارهاب بهذه الطريقة.

 

وأكدت أسرة قحطان أنها ستواصل نضالها حتى ينال والدهم الاستاذ قحطان حريته الكاملة، مناشدين جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية بالوقوف إلى جانبهم ومساندتهم في هذه القضية العادلة.

 

وحذرت من أن معاناتهم ومعاناة كل أسرة مخفي قسراً لا يمكن أن تكون محلا للمساومات السياسية أو الصفقات المشبوهة، وأنهم لن يقبلوا بأن يتم استثناء أحد من المختطفين والمخفيين قسريا.

 

وثمنت أسرة قحطان، دور كل الجهات والافراد الذين يتخذون مواقف واضحة من اجل حرية والدهم وعودته الى اهله ومحبيه سالما معافى.



والأحد الماضي، انطلقت جولة مفاوضات جديدة بين الحكومة، وميليشيا الحوثي بشأن الأسرى والمختطفين، في العاصمة العمانية مسقط، برعاية الأمم المتحدة.

 

والثلاثاء، قال رئيس الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، رضوان مسعود، إن فريق التفاوض الحكومي أمام اختبار إنساني وأخلاقي للانتصار لمظلومية الأستاذ محمد قحطان وإنهاء معاناته وكافة المخفيين قسراً في سجون المليشيا الإرهابية.

مقالات مشابهة

  • ذكرى رحيل الفريق محمد العصار.. محطات في حياة رجل المهام الصعبة
  • ذكرى رحيل «العصار».. رجل المهام الصعبة
  • الصمد: لاستكمال عدد المرشحين المؤهّلين للإنتساب إلى المدرسة الحربية
  • تفاصيل البرنامج التدريبي في الحوكمة والابتكار بالتعاون مع جامعة "أريزونا"
  • في ذكرى اختراع أول مصل لعلاجه.. 6 معلومات عن داء الكلب القاتل
  • حزب الإصلاح يتحدث عن معلومات مؤكدة تكشف عن مصير المناضل محمد قحطان المختطف لدى المليشيات
  • معلومات عن محمد التوني نائب محافظ الفيوم الجديد.. خبرات علمية رغم صغر سنة
  • الأقصر تناقش حرية العقيدة في القرآن الكريم
  • كافينديش يكتب التاريخ بتحقيقه الفوز للمرة الـ35
  • عبد الباسط هندي يرزق بمولودة