بعد 5000 سنة .. الـذكاء الاصطناعي يفك أسرار لغة قديمة غامضة
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
أحيانًا تكن التكنولوجيا الحديثة جسرًا بين الماضي والحاضر، فقد أصبح من الممكن أخيرًا فك رموز اللهجة الغامضة لأسلافنا القدماء بالكامل بفضل الذكاء الاصطناعي.
يقدر الخبراء أنه لا يزال هناك مليون لوح مسماري في العالم، لكن هذه الكتابات التي خلفها سكان بلاد ما بين النهرين القدماء تتطلب عملاً شاقًا من قبل علماء الآثار لترجمة محتوياتها وفهرستها.
وتشير التقديرات إلى أن 90% من النصوص المسمارية لا تزال غير مترجمة، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
باحثة مصرية تقود فريقا للكشف عن فروع نهر النيل المفقودة.. ما القصة؟ الصين تتكتم 5 أشهر عن المرض الغامض.. هل هذا فيروس جديد؟لكن الآن، اكتشف فريق من الباحثين الألمان طريقة جديدة لتدريب أجهزة الكمبيوتر على التعرف على الكتابة المسمارية، وحتى جعل محتويات الألواح التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين قابلة للبحث مثل موقع الويب، مما يجعل من الممكن رقمنة وتجميع مكتبات أكبر من هذه النصوص القديمة.
قد يؤدي هذا إلى كشف تفاصيل لم تكن معروفة سابقًا عن الحياة القديمة، حيث تحتوي الأجهزة اللوحية على تفاصيل حول إنجازات مهمة مثل بناء المعبد، وصولاً إلى مشاحنات تافهة مثل شكاوى خدمة العملاء.
وقام الأكاديميون الألمان بتدريب الذكاء الاصطناعي على لغتين مسماريتين، السومرية والأكادية، وبدأ التحدث باللغة السومرية منذ حوالي 5000 عام، وتم استبدالها في النهاية بالأكادية، ولكن تم استخدام اللغتين في الكتابة حتى بداية العصر المسيحي في بلاد ما بين النهرين، التي احتلت العراق الحديث وأجزاء مما أصبح إيران والكويت وسوريا، وتركيا.
لذا فإن الألواح المسمارية التي وجدت لم تكن مكتوبة بلغات متعددة فحسب، بل عمرها أيضًا آلاف السنين، فالحروف المسمارية ذات الشكل الإسفيني التي شكلت أساس اللغات المكتوبة في بلاد ما بين النهرين القديمة، تم نحتها في ألواح طينية، لذا فهي ثلاثية الأبعاد.
كلاكيت تاني مرة.. تفشي مرض تنفسي والصين "لا داعي للذعر" آثار عمرها 2800 عام تجرفها الأمواج في مصر.. ما القصة؟إلى جانب حقيقة أن النص القديم قد تأثر بمرور الوقت والتعامل معه، فإن خصائصها يمكن أن تجعل من الصعب مسحها ضوئيًا على جهاز كمبيوتر حتى يتمكن المؤرخون وعلماء الآثار من استخدامها في البحث.
الآن، باستخدام نماذج ثلاثية الأبعاد لحوالي 2000 جهاز لوحي، قاموا بتدريب برنامج كمبيوتر لمسح النص ونسخه، مثل استخدام كاميرا الهاتف الذكي الخاص بك لتحويل ملاحظة مكتوبة بخط اليد إلى مستند نصي.
لم تهدف هذه الدراسة إلى ترجمة محتويات الألواح، بل إلى تمكين الباحثين الآخرين من القيام بذلك بسهولة أكبر.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
الإمارات نموذج عالمي في تبني الذكاء الاصطناعي
تعد دولة الإمارات نموذجاً عالمياً رائداً في تبني وتطوير الذكاء الاصطناعي، إذ نجحت بفضل رؤية قيادتها الطموحة وبنيتها التحتية الرقمية المتقدمة في تطبيق هذه التكنولوجيا في مختلف القطاعات الحيوية، مثل التعليم، والصحة، والاقتصاد، وأصبحت أول دولة عربية تُنشئ وزارة مخصصة للذكاء الاصطناعي، كما أنها عملت على تعزيز الابتكار وتطوير الكفاءات الوطنية، ما جعلها مركزاً إقليمياً للتكنولوجيا المتقدمة، ومثالاً يُحتذى به في توظيف الذكاء الاصطناعي لبناء مستقبل مستدام ومزدهر.
أكد الدكتور أنس النجداوي، مدير جامعة أبوظبي في دبي ومستشار الأعمال الرقمية، أن دولة الإمارات تعد نموذجاً رائداً على المستوى العالمي في تبني وتطوير الذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن الإمارات كانت من أوائل دول المنطقة التي وظفت الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، بما في ذلك التعليم، الصحة، الاقتصاد، الأمن، والبحث العلمي، كما أنها أول دولة عربية تُنشئ وزارة خاصة بالذكاء الاصطناعي.
وأشار الدكتور النجداوي، عبر 24، إلى أن الإمارات أطلقت استراتيجية طموحة للذكاء الاصطناعي 2031 بفضل توجيهات القيادة الرشيدة ورؤيتها المستقبلية. كما ساهمت البنية التحتية الرقمية المتقدمة، مثل تقنيات الجيل الخامس ومراكز البيانات الكبرى، في تعزيز الابتكار التكنولوجي. وأكد أن الدولة حرصت على عقد شراكات استراتيجية مع الشركات العالمية لتعزيز الاستثمار والبحث العلمي، مما جعلها مركزاً إقليمياً للذكاء الاصطناعي.
وقال: الجامعات تلعب دوراً محورياً في تأهيل الكوادر الوطنية بمهارات تقنية ومعرفية تمكنها من قيادة المستقبل الرقمي. وتميز الإمارات يكمن في تكامل الرؤية والاستثمار في الإنسان، ما يضعها في طليعة الدول التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحقيق مستقبل مستدام ومزدهر.
من جهته، أوضح الدكتور حمد العضابي، نائب مدير جامعة أبوظبي للشؤون الإدارية والمالية، أن الإمارات تعمل على بناء اقتصاد رقمي قائم على المعرفة والتقنيات المتقدمة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، انطلاقاً من رؤية مستقبلية تهدف إلى تعزيز الابتكار وتحقيق التنمية المستدامة. وأكد أن الدولة تدرك أهمية الذكاء الاصطناعي كعنصر أساسي في الاقتصاد الرقمي الحديث وتسعى لتوظيفه لتحسين جودة الحياة وتعزيز مكانتها العالمية.
وأشار الدكتور العضابي إلى أن القيادة الإماراتية وضعت الذكاء الاصطناعي كأولوية وطنية، مع الاستثمار في البنية التحتية التقنية، مثل مراكز البيانات وشبكات الاتصال الحديثة. وأوضح أن الدولة عملت على بناء شراكات دولية لنقل المعرفة وتطوير الكفاءات الوطنية من خلال برامج تعليمية ومراكز أبحاث متخصصة. كما ساهمت البيئة الداعمة للابتكار وريادة الأعمال في جعل الإمارات مركزاً إقليمياً للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المتقدمة.
وأكد أن دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات يسهم في تعزيز كفاءة الأداء وجودة الخدمات، ما يضع الإمارات في مقدمة الدول التي توظف التكنولوجيا لبناء مستقبل مستدام ومزدهر، ويعزز مكانتها العالمية في هذا المجال.